-
صحت منزعجه من الشمس الّي على وجهها , بعدت شعرها عن وجهها وتمدد على سريرها بكسل , فتح الباب مِتعب ونطق بـابتسامه : صحت دلوعة مِتعب ؟
رفعت راسها وابتسمت تهمس : صحت دّنيا مِتعب !
جلس على السرير وناظرها : ليال بنتي !
ليال : عيوني
مِتعب : أدري مب وقته بس جوابك على سهّم ؟
توسعت بؤبؤ عيونها بذهول : يبه بس أنا للحين مافكرت !
تنهد وحط كفوفه على بعض : ليال ليه ماتبين سهّم ؟
رفعت اللحاف ونطقت : انا ماقلت مابيه , انا مابي اتزوج
مِتعب : ليه طيّب !
تنهدت ونطقت : يبه عادي بكرا اعطيك جوابي ؟!
ابتسم مِتعب : عادي ي دلوعة مِتعب
وقفت تقبّل راسه ونطق مِتعب : يلا انا بروح لبيت جدّك !
هزت راسها ومشى يطلع من البيت ..
-
أخذ اللقمة من الصحن وأكلها وناظر الموجودين , عهد وبناته ومِتعب وغيّاث والتؤام ووجدان والهنوف باستثناء سهّم وليال .
ابتسم ينطق : دام اننا مجتمعين بقولكم خبر يفرحكم !
ناظروه الجميع وأخذ نفس ينطق بصوت جهّوري : سهّم مخلصه ليال وملكتهم قريب !
ابتسموا كلهم الا مِتعب ووجدان , نطق مِتعب : بس يبه سهّم وليال للحين ماعطوك جوابهم !
نطق هِمام بــسُخرية : وأنا باخذ رايهم يعني ؟
عهد : بس مايـ..
قاطعها هِمام بـحده : قراري يمشي على الجميع !
وقفت وجدان ونطقت بـغضب : مب على كيفك الدّنيا تمشي !
سهّم مارح يتزوج الا الّي يبيها !!
رفع صوته هِمام : اقطي صوتك يبنت !! المَرة ماتتكلم بمجالس الرجال
ضحكت بــسُخرية : والرجّال ياكل حلال المَرة !
لفوا كلهم على سهّم الّي تكلم : وحضرتك بتزوجني عشان ترضيّ نفسك ؟
لف هِمام على الصحن : ما اخذ رايك ولا رايّ غيرك !
ضرب الباب بكلّ قوته واصدر صوت مُزعج بحكم إن الباب حديد , مسح على وجهه ونطق : إذا ماعليكم أمر ابي اكلم عمّي على انفراد !
طلعوا الا مِتعب الّي جاء لسهّم : سهّم اذا ماتبي ليال براحتك !
سهّم أبتسم : أبيها ! بس ابي احلّ مشاكل حياتي اول شيء
أبتسم مِتعب وهمس : باخذ جوابها وبعطيك خبر
سهّم وهو الا الان على ابتسامته : ننتظر جواب دلوعة مِتعب !
ضحك مِتعب : الله يكتب لكم الخير
همس يكرر بـ« آمين »
-
شافته يمشي للباب يبي يطلع , ركضت له تصرخ : سهّم
لف عليها ونطق : هلا ؟
رجعت شعرها الّي صار على وجهها ونطقت : تعال أبي أكلمك
مشوا لعند الورد وجلسوا , وجدان : سهّم أنت تبي ليال ؟
أبتسم ينطق وطيفها على باله : كلّ مافيني يوّن يبيها !
ضحكت وجدان بذهول : يعني الّي كنت تبيها ليال ! , سهّم تليقون وبقوة !
حط يده على كفها ونطق : ادعي لنا ننكتب لبعض !
رفعت نظرها له : الله يجمع سراويلكم بغسالة وحدة
ضحك بـعُلو صوته وعجز يسكت : وش ذا الدُعاء ي اوخيتي
أبتسمت وجدان تنطق بصوت خفيف : ابي اشوفك دايمًا مرتاح وتضحك وتبتسم ! ويمكن ليال تنجح بذا الشيء
وقف يقبّل راسها ونطق : انتبهي لنفسك وادعي لي ولمُراد قلبّي
أبتسمت تشوفه يطلع من البيت ورفعت راسها من نزلت قطرات من المطر تنزل على خدها , تمتمت بـأدعيتها وتاخذ نفس تشّم ريح المطر ..
-
ضربت الجدار بـكلّ قهر , سمعت كلّ حوار سهّم ووجدان , نطقت الهنوف بحرقة : والله لاخليك تندمين ي ليال يوم اخذتي قلبّ سهّم لك !!
مشت تخطط براسها خطّط ماتخطر على البـال .
-
مشى هِمام ووراه مِتعب ووراهم العيال للمسجد يصلون العشاء , مشى يرفع انظاره للسماء ويناظر حوله , يتأمل خلق ربّ العالمين , يحبّ التأمل وجدًا , أبتسم من نزلت قطرة مطر تتزحزح على خده , يشوف الأطفال يصرخون من نزل المطر واصوات ضحكاتهم تدون بمسامع الموجودين , ابتسم داخليًا وخارجيًا يدعي لاهله والّي حوله ولنفسه , لف على غيّاث الّي حط كفه على كتفه , تفهم من عيونه أنه يعتذر , ابتسم بخفوت وهمس : ماصار الا كل خير
مشوا للمسجد يدخلون وكلّ واحد راح لجهة يصلي تحية المسجد ..
-
تنهد ياخذ باكيته من جيبه , طلع سيجارة وشبّ طرفها , حطها بين شفايفه يتذكر لُقاء أمس بينه وبينها
-
مشى يدخل غرفة جدته , دخل وشافها جالسه على السرير تقيس فستان بحر الغامق , يظن أنها وجدان ونطق سهّم : جويّنه تبين ارجعك البيت ؟
لفت ليال تشوفه واقف قدامها تقدر تقول بـأنه مصدوم , مذهول , مسحور , واقف بـهيّمان يتأملها كلّ شبر فيها , ألتقوا بعد سنوات عديدة وطويلة , مشتاق لها ومشتاق لزولها قدامه .
بلع ريقه يناظرها ونطق : لـيلـتي !
رفعت انظارها له تشوفه مبتسم وهمست : سّـهامي ؟
أبتسم يتأمل كلّ تفاصيلها ورفع انظاره لها : رحت خمس سنين واحلوتي زيادة ! , تبين تعذبين قلبّي ؟
ضحكت بخفوت وبانت نجوم وجنتيها , همس يناظر غمازاتها : آه ي غمازتيك !
نطقت بعد تفكير : سهّم أنـا مـا..
قاطعها من عرف اجابتها : ليال لا تقولينها لي !
نزلت راسها وناظرها : ليال أدري انّي زعلتك بـآخر لقاء بينا لكن والله كنت مجبور اطلع من الديرة , والله وتالله للحين انتي غايه مُرادي !, انا اعرف والله اعرف انك زعلتي عشاني رحت الجوف !
رفعت عيونها له , ابتسم وتلاقت عيونهم ببعض , جالسين جنب بعضهم وقلوبهم تصرخ مشتاقه لبعضها , ناظرت فيه ونطقت : أخاف تتركني مره ثانيه !
ابتسم يقرب منها أكثر ونطق : لا تخافين وأنا معك , لو بروح باخذك معي , ليال اقسم لك بالله انّي مارح اروح من دونك ! وذا وعد مني لك !
سكتت ماتدري وش تقول , تخاف يتركها مره ثانيه , تخاف ترجع تعيش شعورها مره ثانيه .
سهّم : باخذ جوابك قبل لا اطلع , وش قلـ..
قاطعته بهمس : موافقه !
طلع والأبتسامة مافارقت وجهه , لُقاها له ولقلبّه دواء , داوّت قلبّه ولامست ضيقته , شهّد القمر والنجوم على لُقاهم , السهّم لقى ليلته وسط زحمه كثيره وشوشره كبيرة .
شاف غيّاث يركب السيارة وركب معه , غيّاث : نروح لمكانا المُعتاد ؟
هز راسه بدون لا يتكلم وهو مبتسم ويناظر السماء , ضربه غيّاث على راسه : ولد اكلمك انا !
رفع راسه سهّم ونطق : هاه شفيه ي حضرة العقيد ؟
غيّاث : شفيك تتبوسم , صاير عندك شي !
رفع حاجبه ونطق : يعني مايجوز نبتسم !
لف غيّاث يشغل السيارة ونطق : يجوز بس وضعك مشكوكٍ فيه
لف أنظاره لغيّاث وابتسم : شفتها وأخذت اجابتها بنفسي!
دعس غيّاث على البنزين ونطق بذهول : رجعنا للطاووس ؟!
لف يتأمل الطريق ونطق : رجعنا للفؤاد !
غيّاث : اقعد الحين خاطبها وبس تنتظر جوابها وتصير حَرم السهّم !
سهّم : اخذت جوابها ! تصدق اني اساسًا ماخطبتها ! علموني قبل يومين
غيّاث : يراسي ! مين الّي خاطبها لك ؟
زفر سهّم بغثيان ونطق . جدّك المصون !
تنهد غيّاث يغيّر الموضوع : اييه اخبار علومك ؟
طلع جواله ضحك يتذكر ونطق : للحين ماغيّرت ذوقك ؟
هز راسه غيّاث بنفي : مستحيل !
فتح جواله سهّم ونطق : يلا ذي المره على ذوقك والمره الجاية على ذوقي !
ابتسم غيّاث : غريبه ماتهاوشنا على عشان بس الاغنيه او الشيلة
سهّم : عقلنا ي اخوي , انا قريب بتزوج وانت عيب تتهزئ
غيّاث : الله يدوم العقل !
اخذ السماعة وركبها بجواله وهمس : آمين
شغل شيلة غيّاث المفضلة , لف على غيّاث الّي يدندن ويلعب بسبحته , صرخ غيّاث وهو يردد :
صاينّ حبس ولا أتبع دورب الخاينين
والغلا فالقلبّ باقي على طول الدهر
أنت تقرأ
أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ
Adventureالحرب والحُب فقط , مشاعر مُتضاده تجتمع في وقتٍ من الزمن ..