« ٤ »

10.9K 324 3
                                    

-
ابتسمت تلمس فستان زفافها الّي بعد ثلاث ايام , لفت تشوف غرفتها الّي شطبت فيها اغلب الأشياء , فتحت دولاب تطلع الّي فيه , حصلت صور ورقيه , الواضح لها الصور صورها , طاحت عينها على صورة ولد بعُمر السبع سنوات أو أقل وبحضنه طفلة صغيرة يُقدر عُمرها أيام .
أبتسمت تتأملها وناظرت في الصورة واضح , ضحكت بذهول من عرفت أنها هي البنت الصغيرة , مشت تطلع من غرفتها تروح للصالة , حصلت عهد وهِمام ومِتعب ونوال , سلّمت عليهم وجلست بجانب مِتعب , رفعت أنظارها له وهمست : أبوي مين ذا الولد ؟
ابتسم مِتعب يناظر الصورة واخذها منها ونطق : ذا سهّم وبحضنه انتي !
توسعت بؤبؤ عيونها وتبسمت تناظر الصورة الّي بين يدين مِتعب , نطقت عهد تناظرهم : قبل ثلاث وعشرين سنه الصورة , كان عُمرك تسع أيام وسهّم سبع سنوات !
ابتسمت نوال : وإذا جبتوا عيال خلوهم يشوفونها !
هزت راسها ليال تبتسم , ماتدري وش شعورها , تدري فيه أنه بـاسعد لحظاته , يعد الأيام ومُمكن الساعات والدقائق لـ لُقائهم , ابتسمت تناظرهم حولها يسولفون عن الزواج الضخم الّي بيصير بعد ثلاث ايام , يسرقون النظر منها كلّ شوي , تتورد ملامحها خجل كلّ ماتفكر أنها خلاص سهّم بيصير زوجها بحقوقه وحقوقها , ناظرتهم من سكتوا وابتسموا لها يرجعون يكملون سالفتهم ..
-
مسك كفوف وجدان ونطق : ماتبين تجلسين معنا انا وليال بالبيت ؟
ابتسمت وجدان تنطق : لو صرت معكم مابتقدرون تاخذون راحتكم , على نفس وضعي بجلس ببيت جدّي مثل السنوات الّي راحت
سهّم : متأكده ؟
هزت راسها وجدان : متأكده !
وقف وقبّل راسها ونطق : الله يخليك لي !
ابتسمت بدون لا تردّ عليه , مشى يروح لبيته ' بيت ابوه سابقًا '
يناظر العُمال الّي يشطبون آخر الشغالات في البيت , مشى يدخل البيت وناظره يخاف مايعجبها تصميم البيت , مسح على ذقنه وهمس : الله يسهلها على خير ..
-
أخذت نفس تمشي لبيت سهّم بدون لحد يشوفها , سمعت صوت جارح وراها : الهنوف وين رايحه بـ آخر الليول ؟
لفت له برعب ونطقت بربكه : بروح لـ ليال عندها البنات وقالتلي أجي
عقد حجاجه ونطق : بس بيت خالي مِتعب طافي , ماتشوفينه ؟
تنهدت الهنوف : طيّب يمكن خالي مِتعب نايم بس ليال عندها البنات !
رفع حاجبه جارح : انا ما أتذكر ليال تنادي البنات وخالي مِتعب نايم !
الهنوف : يخي خلاص أذلف ليال قالتلي تعالي وخلاص !!
أبتسم جارح بـسُخريه : إذا جيتي تكذبين أكذبي صح , ليال عندنا بالبيت !
مشى عنها ودخل البيت تاركها مقهوره , مشت لبيت سهّم تنفذ خطتها , دخلت وأخذت نفس تشغل اللمبات , دخلت تدور غرفه النوم , حصلتها بعد ركض ومُعاناة , دخلت تناظر وسعها وترتيبها المنظم , ألوانها الهادية وجمالها رُغم أنها بسيطة .
توجهت لسرير النوم تاخذ المخدة اليُمنى , حطت فيه العمل ومشت تطلع من البيت كامل ولا كأنها سوت حاجه ! ..
-
صحى من النوم بصداع شديد , زفر من ضيق صدره , نزع فنيلة الثوب الّي لابسها وطلع يدخل الحمام , زفر بقرف من المويه الحارة الّي تسلخ الجلد , لف للباب الّي يطقه جرّاح : غيّاث جدّي يقول تعال للمجلس بسرعه !
اخذ نفس غيّاث ينطق : طيّب طيّب جاي
مدّ يده يفتح الصنبور ياخذ شاور , يدري بأن جدّه يقوله « رح للعزبة وشف الأبل » , طلع من دورة المياة - تكرمون - بعد ماخلص وراح يلبس , مشى للمجلس يخلل اصابعه بشعره المبلول , دخل المجلس وسلّم شفهيًا عليهم , رفع أنظاره لهِمام الّي نطق : غيّاث ماودّك تتزوج ؟
غيّاث : أمكانياتي تسمح لي أتزوج لكن الحمدلله وضعي زّين
نطق هِمام بـسُخريه : صكيت الثلاثين وللحين ماتزوجت , يومني تزوجت كنت بعُمر جرّاح وجارح !
ابتسم غيّاث : كلّ زمانٍ  يفرق !
أستغفر هِمام من عناد غيّاث , رفع أنظاره لسهّم الّي دخل ومعه بشوت وسيوف , ابتسم سهّم ينزلهم على الأرض ونطق : كلّ واحد منكم يختار على ذوقه !
ابتسم مِتعب : ليه تكفل نفسك ي سهّم !
ناظره سهّم ونطق : مامن كلافه , انتوا أهلي ابديّ دمي لكم لو حصل !
هِمام : بكم شريتهم ؟
رفع سهّم راسه له : مايهم السعر !
ناظروا البشوت والسيوف وكلّ واحد فيهم يشوف الّي يناسبه ..
-
ابتسمت وجدان تردف : آخر ليلة تنامينها لحالك !
ضحكت ليال تتورد ملامحها خجل : وجدان !
ناظرت وجدان غرفه ليال الّي فضت من الأغراض وما بقى فيها الا الأثاث .
لفت وجدان لـ ليال : عادي أحضنك ؟
ابتسمت ليال : ليه تستأذنين !
حضنتها ونطقت وجدان : آهخ مدري كيف بتصرين لسهّم
ليال : نصيب !
ابتعدت عنها وجدان وردفت : تلقين سهّم يعد الوقت !
ضحكت ليال بخفة وكملت وجدان : يحبّك وواجد ! يقولي ماهو مستوعب أنه أخذك
لمعت عيونها بحُب , ما تدري وش تعبر أو وش تقول , تسمع وجدان توّدعها , مشت تمدد على سريرها , ماتتخيّل هذي آخر الأيام تكون فيها لحالها وبعدها مع حبيب عُمرها سـهّم , انسدحت على ظهرها تجعل شعرها منتثر على السرير وتنظار السقف , آخر ليلة وبعدها تنتقل لحياة مليان حبُ مثل ماهي تتخيّل ..
-
مشت وبيدها البحور تبخر الصالة , ثبتت المبخرة على الطاولة ومشت تتفقد التوزيعات , تنهدت براحه تناظر البيت بكامل زينته وفخامته , لفت لوجدان الّي تناديها وهي ماسكه فستانها : جده شوفي لي فستاني عيّا يضبط !
ابتسمت عهد ترفع الفستان على خصرها وتربط الحزام بِدقه , انتهت من عدّلته ونطقت : وريني اشوفه عليك
لفت وجدان تدور فيه ونطقت عهد : تهبلين يبنتي ! ملكة جمال !
ابتسمت وجدان تنطق : جده ! لا تبالغين
جلست عهد وبجانبها وجدان , تنهدت عهد ونطقت : أدري أنكم بتتذكرون أمكم وأبوكم , أدعوا لهم بالرحمة , وخاصتًا سهّم , بيتذكرهم وبيبكي , وجدان خليك قويه عشان تقوّين أخوك , أنتم سندّ بعض بهالدنيا !
مسحت دمعتها الّي تورقت على خدها وردفت : جده ليه جدي أخذ ورثنا ؟ لو طلب مننا عطيناه عيوننا مب بس الورث , جدي لو ما أخذ الورث غضب عنا , كان سهّم وجدي متصالحين !
تنهدت عهد : لا تخربين مزاجك اليوم , أفرحي وبعدين نتكلم بالموضوع !
هزّت راسها وجدان ودخلت تكمل تجهيزها ..
-
رفع راسه يناظر نفسه بالمراية , لبس بشته وأخذ العود الأزرق يتعطر فيه , أخذ نفس من فكر لو أمه وأبوه عايشين كان أمه تجهزه وأبوه ينتظره , ناظر نفسه بالمراية : لا تبكي ي سهّم ! لا تبكي ! خلاص كبرت وتعوّدت على فراقهم ! أدعِ  لهم بالرحمة ! .
جلس على السرير ورفع راسه عشان دموعه ماتطيح , مسحها ووقف يكمل تجهيزه , انتهى ونطق : الله يعين قلبّ ليال وقلبّك يالسهّم !
لبس بشته بالطريقة الصحيحة وطلع من الغرفة يشوف عهد ونوال ولمياء ووجدان واقفين ينتظرونه , البعض منهم يغني ويزغرط والبعض يغني فقط , ماهي هالليلة فرح وبس , ليلة خميس طرز بها نور القمر , أجتمع فيها حبيبان كانوا ينتظرون هذا اليوم من سنين طوال , هو يسلّم عليهم ويردد على مُباركاتهم « الله يبارك فيك ويسلمك , آمين » بينما هي كانت تناظر شكلها بالمراية , تتذكر كلمته كلّ ماشافها - تُحفة فنيه أبدع بخُلقها ربّ العالمين - أبتسمت تلف على مِتعب الّي دخل يسلم عليها , تقدم يحتضن بنته وفلذه كبده , أبتعد وهو لا زال محاوط كتوفها : بنتي وحبيبتي وفلذه كبدي , وش سرّع الأيام كنتي رضيعة بحضني واليوم لابسه اللون الأبيض يزفونك عروس , عسى دربك درب السعادة والفرح !
أبتسمت من كلامه وهي تحس بحنيّته بكلامه , ناظرت فـعيونه الّي تقطر دموع , ليال : لا لا ي أبوي ما اتفقنا على كذا !
مسحت دموعه بكفها الرقيق والناعم تناظر فيه يرفع راسه ويبتسم .
ليال : ايوه خلك كذا , مِتعب الّي يبتسم ولا تهزمه أيّ دمعه !
قبّل راسها ونطق : انا بطلع وانتظري هِنيّا ي عروسه !
ضحكت بخفة وناظرته يطلع من الغرفة , رفعت راسها تناظر الشباك وزفه الرجّال وأصوات الصغارين والبوري وأصوات الفرقة الّي يطربون مسامع كلّ الّي فالديرة
ناظرت في مسكتها وريش الطاووس الّي فيها , أبتسمت بخفة لأن الطاووس اول سبايب حُبهم ! ..
-
مكانًا يسج فيه الطبول والأغاني الشعبية , وسط الساحة رجّال يتمايلون بالسيوف والبعض منهم يغني فرح , القهوجيين يمشون وسط الناس وبيدهم الدِلال وينطقون « قهوة ؟ » وناس تسولف مع بعضها
أبتسم يلعب بسيفه مع غيّاث الّي يلعب معه من بدايه الوقت , دخل معهم جارح وكذلك يلعب معهم , وشوي يدخلون كلّ آل طالب يلعبون بالسيوف , صرخوا الناس من هيبّه الموقف ورجّالها .
أبتسم غيّاث فخر بسُلالته يناظر سهّم الّي يلعب مع اخوياه , يعرف قليل منهم والبعض لا عشان كذا طلع من ساحة اللعب .
وقف جارح بتعب ينطق : يولد متى الزفه ونخلص ؟
غيّاث : توّ الناس ! الحين يخلصون لعب وينزف سهّم !
مشى جارح يتأمل اللعب وفرح الناس , اما غيّاث مشى يوقف يشرف على القهوجيين وشغلهم .
وقف سهّم بتعب وأبتسم للناس الّي جوا يسلّمون عليه , البعض حلف عليهم بالعانيه والبعض ماقدر عليهم , وقفوا بجانبه مِتعب على يساره وهِمام على يمناه , يتمنى أبوه بجانبه , يجونه بعضًا من الصغار يسولفون معه وهو يردّ عليهم وعلى ردودهم الّي تجعله يضحك , أبتسم يسمع مساعد قدامه : ترا أعرف أسم عروستك !
رفع حاجبه وضحك بخفة ينطق : أعطيك فلوس بعد الزواج بس لا تقول لاحد !
ضرب صدره مساعد : أحتزم بي !
ضحك على فعله وناظره يمشي يتهامس مع الأطفال الآخرين , مشى له ونطق : مب قلت مارح تعلم أحد !
حط يده مساعد على ثغره بمعنى - ماقلت لاحد - أبتسم مساعد : بقول أسم عروستك بس قرب أذنك
لف راسه سهّم وهمس بأذنه مساعد : أسم عروستك ليالي !
هز راسه سهّم وهمس : مب ليالي , ليال !
أبتسم مساعد : أسمها حلو !
سهّم : عشت !
مساعد : تعيش , بقولك سرّ بس لا تقول لاحد ! أنا أحبّ وحدة أسمها سارة !
رفع حجاجه يضحك سهّم وضحك بقوة : أنت ي الصغير تحبّ !
رفع حاجبه مساعد : ايه !
سهّم : خلاص سرّك ببير , بس لا تقول أسم زوجتي وأنا ما اقول أنك تحبّ !
هز راسه مساعد : أبشر
ضحك يرجع مكانه يناظر بالناس الّي تجيه تسلّم وتبارك ..
-
تُدق أنغام الفرح بمسامع الكُل , بعضًا يتمايل على طرب المُطربة , والصبابات يفترون بأنواع الحلا والقهوة .
وقفت وجدان تصور القاتو المعلق عند الأستقبال , مُطرز بأسماء سهّم وليال , أسماءهم متداخله ببعضها وشكلها مُلفت النظر .
لفت وجدان لعهد الّي نطقت : ليال وصلت , بنزفها بعد شوي !
هزت راسها وجدان بـ نعم , مشت ترفع فستانها بيدها تتوجه للغرفة الّي تتواجد فيها ليال , دخلت تشوف ليال منزله راسها وتنتظر الوقت يمشي .
مشت لها وجدان تنطق : عروستنا ليالو !
رفعت راسها لوجدان وأبتسمت لها , جلست بجانب ليال ونطقت وجدان : وأخيرًا صرتي زوجه أخوي !
أبتسمت ليال : وتحقق حلمك وصرتي حماتي !
ضحكت وجدان بخفة : تلقين الحين سهّم بـأسعد لحظات حياته !
ضحكت ليال ولفوا للباب الّي فتحته عهد ووراها نوال ولمياء والهنوف , دخلوا يزغرطون لها وأبتسمت ليال تناظر فيهم ,
نطقت وجدان : لازم صورة !
نوال : بهالمناسبة السعيدة ؟ ليش لا ؟
تجمعوا حول ليال ورفعت وجدان جوالها تلتقط صور تُخلد بالتاريخ .
تقدموا لـ ليال يسلمون ويباركون , تردّ عليهم بردود مختصره أو تبتسم .
وجدان : ليالو مضيّعه بينا وبين سهّم ؟
رفعت حجاجها ليال ونطقت وجدان : آسفين آسفين !
ضلّوا يسولفون يمشون الوقت عشان الزفة , كلّ شوي صبابه تدخل تقهوي أو توّزع حلا , زفرت بتوتر تنتظر متى يعديّ الوقت , لو أُمها معها كيف بيكون كلّ شيء ؟ , تنهدت تبعد السلبيه من تفكيرها .
تقدمت الهنوف تسلّم على ليال : مبروك ليال - قربت منها وهمست - مُمكن هذي آخر الأيام تعيشونها سعيدة !
ناظرت فيها ليال وأبتسمت تستفزها , لفت ليال لعهد الّي نطقت : يلا الزفة الزفة !
مسكت قلبّها بتوتر , آخر الدقايق وتصبح مع سهّم , مشت للباب والبنات حولها ماسكين فستانها يضبطونه , انفتح الباب وأشتغلت الزفة معه , مشت بخطوات هادئه وخفيفه , رفعت راسها تبتسم بخفة , تناظر الحضور الّي أنظارهم عليها , ماتنكر قلبّها يرجف توتر , لكن كلّ ما تتذكر أنها ليلة السهّم , تبتسم ! , وصلت عند الكوشة بعد مُعاناة , تشوف وجدان تجيها تعدّل لها فستانها عشان تقدر تجلس , رفعت راسها تناظر الناس يجونها يسلمون , انتهوا الناس وخلصت الزفة , وقفت تمشي ليال تطلع للغرفة , وراها الناس يتمايلون على أنغام الأغنيه , مشت عهد يتفتح الباب عشان تدخل ليال , دخلت ووقفت بنفس مكانها تناظر الباب الّي بتطلع منه بعد شوي , تسمع عهد تقول - يلا ليال ينتظروك بالسيارة - تمشي وهي متوتره , فعلًا آخر الدقايق وتصير مع سهّم .
ركبت السيارة معها عهد ووجدان يتوجهون لبيت سهّم ..
-
حط غيّاث كفه على كتف سهّم ونطق : الحين سهّم يدخل القفص الذهبي !
ضحك جرّاح : وآخر الليل يقول بروح عند زوجتي !
ناظرهم سهّم بطرف عين ونطق : نشوف لو غيّاث أخذ نورة !
صرخ غيّاث بقرف ونطق : ما أخذها لو أموت !
لفوا لجرّاح الّي منسدح وينتفض من الضحك , لف سهّم لغيّاث : لازم توّدي أخوك لاقرب دكتور نفسي , يضحك على أيّ شيء تافه !
هز راسه غياّث : يبيه له الصراحه
دخل هِـمام ونطق : غيّاث وجرّاح أطلعوا شوي بكلم سهّم !
طلعوا غيّاث وجرّاح ولف هِمام لسهّم ونطق : متى بتنتهي القطاعه ي سهّم ؟
رفع راسه سهّم ونطق بحده : لين تنسجن وتبعد عنا !!
أبتسم هِمام : قلبّك صار حاقد لذي الدرجة !
ماردّ عليه سهّم ومشى عنه لكن هِمام مسّك ذراعه : ما اتوقع أنا الّي بنسجن !
مشى عنه سهّم متجاهله , وقف بالصالة يجلس ويستغفر لعلّ الوقت يمشي ..
-
تستغفر بداخلها تنتظر الوقت يعديّ , رفعت راسها لنوال الّي نطقت : سـهّـم بـيدخـل !
زفرت بتوتر تشدّ على مسكتها , سمعت زغاريط عهد ونوال تدّل على أن الرجّال دخلوا , تقدم يدخل ومشى يقبّل رأس عهد الّي حضنته وهي تهمس تدعيّ له , سلّم على نوال وتقدم يقبّل راس مِـتعب , رفع راسه يناظرها منزله راسها وبايّن على يدها الحمراء تشدّ المسكة , مشى يوقف بجانبها يقبّل راسها بعُـمق , أخذ نفس يستنشق شذى عطرها , أبتسم بخفة من شاف ريش الطاووس على مسكتها , همس قريب من أذنها : لا تفجرين المسكة !
ودّها تضربه بالمسكة , رفعت راسها تناظر ملامحه المُبتسمه , بلعت ريقها من وصلت ريحة العود الأزرق لـرئتها , ماتغيّرت رذاذ عطوره مُنذ سنوات , تقدم لهم مِـتعب ينطق : أعطيتك أغلى ما أملك والأكيد بتحافظ على الليال ي سهّم , لا أسمع منها أو من غيرها أنك منزّل دمعتها يويلك ويلاه !!
ضحك سهّم وأشر على خشمه : على هالخشم مابتنزل دمعه الا دموع الفرح !
طبطب مِتعب على كتف سهّم وطلع بعيد عن الناس يمسح دموعه .
استأذنوا كلهم وطلعوا من البيت , لف سهّم وأبتسم ينطق :
هو صحيح أحنا ألتقينا ؟ هو صحيح أنتي قبالي !
رفعت عيونها له وهو رفع يدينه يحاوط خصرها وبينهم مسكتها , ألتصق جبينه بجبينها ونطق سهّم : مبروك لُقانا ي ليلة السهّم !
أبتعدت عنه وهمست تناظر فـعيونه : يبارك فيك ي سّهامـي !
بحركة سريعه منه رفعها بين يدينه وصرخت بخوف تنطق : سـهّم نزلـنـي !
ضحك بـ أعلى صوته يمشي بها لـ غرفه النوم , رفس الباب برجله يفتحه , مشى لغرفه الملابس يبدّل ملابسه , رفعت راسها تناظره يمشي لها ونطق : انا بطلع من الغرفه خذي راحتك !
طلع من الغرفه وهي راحت تاخذ شاور , طلعت من دورة المياة - تكرمون - ووقفت قدام التسريحة وناظرت في ميكبها وكريماتها وعطورها , أبتسمت تناظر اغراضها : ي حبيبتي ي وجدان !
سحبت الكريم تمسحه بوجهها ويدينها ونحرها , أخذت العطر تتعطر فيه , أخذت عقد خفيف تلبسه وراحت لدولاب الملابس , أخذت بجامتها الحرير تلبسها , مشت تطلع من الغرفة تناظره واقف يحط العشاء , مشت توقف بجانبه , رفع راسه وأبتسم : تعالي أكليّ !
جلس وجلست بجانبه ومدّ يده يسميّ يبدأ ياكل وهي كذلك , لف لها سهّم ونطق : لا تنحرجين مني
ضحكت ليال بخفة : ذي طريقة أكلي !
ضحك معها ونطق : يعني غنوجه ؟
أبتسمت تناظر فيه وهزّت راسها , انتهوا من اكلهم ووقفت هي تجمع الصحون , مدّ يدينه يساعدها , أبتسم يمشي للمطبخ وهي وراه , حطوا الصحون بالمطبخ وغسلوا يدينهم واتجهت لغرفتهم وهو وراها , تمدد على السرير وهي كذلك , لف لها ينطق : بتنامين ؟
هزّت راسها كانت بتنطق لكن قاطعها من قبّل خدها , يقبّل كلّ أنحاء وجهها , يحسّ فيها تحاوط كتوفه بيدينها , ارتكزت يدينه على خصرها , كان بيقبّل ثغرها لكن قاطعته من رفعت راسها تهديّ نفسها , أبتسم بخفة ونطق : كنت بخليك حَرمٍ لي !
رفعت أنظارها له تشوفه يتمدد وهو لا زال محاوط خصرها , تمددت بجانبه يغرقون بعالم الأحلام ..
-
« بيت سهّم »
فتح عيونه من إضاءة الشمس الّي عليهم , ناظر فيها وبشعرها المُتناثر على وجهها , رفع كفه يبعد شعرها عن وجهها , يتعجب من خُلق ملامح وجهها , يتأمل ولا يتعب تنهد يهمس : سبحان من خلقك !
أبتسم لأن يعرف أنها صاحيه لكن مغمضه عيونها , قرّب منها يقبّل خدها قريب من مبسمها وسرعان مافزّت ترفع راسها , ضحك بعُلو صوته ينطق : عرفت نُقاط ضعفك !
ناظرته ونطقت ليال : نُقاط ضعفي اولها أنت !
وقفت تروح لغرفة الملابس تسمعه يصرخ : أحلى يا الغزل الصرييح
ضحكت بخفة تهمس : مجنون !
حسّت فيه يحاوط خصرها يقبّل عنقها من الخلف , ظهرها مقابل صدره العاري , كفوفها على كفوفه , يغرس راسه بنحرها , أبتعد عنها من حسّ بصداع شديد راسه , رفع راسه لها ونطق : تجهزي جدتي مسوّيه لنا غداء !
لفت له ليال وناظرته تبتسم : تمام
مشى من جانبها يدخل دورة المياة - يُكرم القارئ - ياخذ شاور , وهي راحت لدورة المياة - تكرمون برضوا - إلّي برا غرفه النوم تاخذ شاور ..
-
< بيت هِـمام >
تنهدت عهد تصرخ : يلا يا جرّاح !
دخل جرّاح ومعه صحون الغداء , رفع راسه جرّاح ونطق : جده جدي يقول عزمتوا أحد زياده ؟
هزّت راسها عهد ونطقت : إيه بس مب كثير !
كان بيطلع جرّاح من المطبخ لكن رجع ونطق : جده قبل لا أنسى , جدي يقول فيه كشته للعزبة بعد الغداء !
عهد : تمام , الله يرضى لي عليك
تقدم يقبّل راسها وظاهر يدها : الله يخليك لنا يجده !
أبتسمت تناظره يطلع من الخلف , رفعت كفها تمسح الدمعة إلّي تورقت على خدها , مالقت الحُب والحياة إلّي تستحقها مع زوجها , لكن ربّ العالمين عوّضها بعيالها وأحفادها ..
-
دخلت وجدان بيت جدها ووراها الهنوف إلّي تسولف , لفت وجدان وصرخت : مُمكن تسكتين شوي ! أزعجتيني سهّم سهّم سهّم , خلاص الرجّال تزوّج , مايبيك خلاص !!
أبتسمت الهنوف تنطق بـسُخريه : شفيك بس أسولف عن الزواج ! تراك أوفر
مشت وجدان عنها بدون لا تردّ , نزعت عبايتها وحطتها بـ أحدى الغُرف , مشت للمطبخ تشوف عهد , شافتها تعدد الفناجيل والكاسات , مشت تقبّل راسها ونطقت : أخبار أُم عبدالعزيز ؟
لفت عهد لها وأبتسمت : بخير نحمده ونشكره , نمتي زّين ؟
هزّت راسها وجدان بـ نعم , عهد : أجل تعالي عدّي معي الفناجيل حقات الرجّال !
لفت وجدان للفناجيل تعدّهم ونطقت : عمّتي نوال ماهي موجوده ؟
عهد : الا موجوده بس عند جدك بالمجلس تقهوّيه
وجدان : تمام
ضلّت وجدان تكمل ترتيب الفناجيل والكاسات وعهد تكمل شغلها وهم يحكون عن الزواج ..
-
فتحت دولاب الملابس تطلع فُستان , وقع الأختيار على فُستان أسود على الجسم , طلعته وحطته على السرير وراحت تطلع عقد الذهب وخواتم وحلق وغيرها من الأكسسوارات , حطت كلّ أغراضها على السرير وراحت تستشور شعرها , بعكسه هو يطلع له ثوب وسديريه يعلقها بـ الشمعدانه , خلل أصابعه بشعره المبلول , مشى لها من شافها عند المراية تضبط بشعرها , ناظرتها و أبتسمت : نعيمًا
مدّ يده يثبتها على كتفها اليمين ونطق يناظر أنعكاسهم بالمراية : ينعم بحالك
ضحك سهّم ينطق : وضعنا مشكوكٍ فيه !
توسعت عيونها تسمعه يضحك وناظرته : قليل أدب !
مشى عنها يلبس ثوبه , أخذ الكبك يقفل أكمام ثوبه , شخصّ غترته ولبس السديريه , مشى للمراية ياخذ عطره يتطيّب فيه , أخذ العود يحطه بعنقه وأسفل باطن يده , عدّل ياقته وأبتسم يناظر أنعكاسه بالمراية : مثل ماقال غيّاث , يمكن الزواج يحليّ !
لف من سمع صوتها تنطق : سهّم
ناظرها منحرجه من فُستانها إلّي كاشف أكتافها وفتحة صدرها , تقدم ونطق : باقي عقل لسهّم ؟
ناظرتها من فوق لتحت , يتأمل كلّ شبر فيها , مسّكت دقنه وهمست : انتبه لعيونك !
أبتسم سهّم : أمتعّ نظري فـ حَرمي !
تراجعت خطوتين لوراء , ألتصق ظهرها بالجدار , أبتسم يتقدم يحاوط خصرها ميّل راسه يهمس بـأذنها : كلّ ذا الزّين لي ؟ يحظك يالسهّم !
أبتعد عنها مايدري ليه كلّ مايقرب منها يجيه صُداع فجأه , عقدت حجاجها بذهول , رفعت كفها تثبته على كتفه : شفيك سهّم ؟
رفع أنظاره لها ونطق : ألبسي عبايتك بنروح !
هزّت راسها بـ أستغراب وراحت تلبس عبايتها , طلعت له وشبّك يده بيدها يطلعون من البيت ..
-
< بيت هِمام , مجلس الرجّال >
يسُج المجلس بالرجّال وسوالفهم الشعرية , وريحة القهوة السعوديّة مُمتلئه بالمجلس , رفعوا أنظارهم لغيّاث إلّي دخل ببدلته العسكرية ينطق السلام
ردّوا عليه ومشى غيّاث يسلّم على إلّي موجودين , مسّكه هِمام من ذراعه وهمس : بتفشلني بين العربان , جاي ببدلتك ! وين الثيّاب إلّي كنت تهاوش أخوانك عليها ؟
لف له غيّاث ونطق : البدلة ماهي عيب لو جيت فيها !
مشى يجلس بين الرجّال يرفع نظره للناس إلّي تسأله عن أحواله , أخذ من جرّاح إلّي مدّ له فنجان قهوة ..
-
< كُلّ البُعد عن الشخصيات >
ضاري : حضرت زواجه أمس !
ناظره عدنان وكمل ضاري : ماعرفني الـ### !!
نطق عدنان بـتساؤل : يمكن ناسيك
رجع ضاري ظهره لوراء : لا تبرر له !
وقف عدنان يمشي لكورنر القهوة يطفي جهاز القهوة يصبّها بكوبين : وش الخطة ي أبو رثعان ؟
مسّك ضاري القلم : أول شيء لازم نجيب مخطط بيتهم , واليوم إلّي بنروح له لازم نكون متأكدين ماهو موجود بالبيت , وبعدها نخطف زوجته !
لف له عدنان ونطق : بس شدخل زوجته ؟
ضاري : زوجته من نُقاط ضعفه , من بعد موت أُمه وأبوه درّس الجامعة بالريّاض وبعد ماخلص دراسة ماقدر ياخذ حقهم , راح للجوف يبعد عن الناس وبالأخص جده !
عدنان : تخطفها وتوّديها المستودع إلّي فضيته ؟
ضاري : ي سلام عليك ! حلال من جابك
أبتسم عدنان بـ أمتنان ونطق : أجل خطتنا جاهزه باقي التنفيذ !
هزّ راسه ضاري يكملون تخطيط ...
-
نزلت طرحتها على أكتافها تدخل البيت , دخلت وأبتسمت اشوف عهد وعماتها والبنات يستقبلونها , تقدمت تسلّم عليهم
, دخلوا كلهم للصالة يجلسون فيها .
ليال : أيوه أخباركم ؟
أختلفت ردودهم بـ « الحمدلله بخير , بخير على ماتحبّين , وغيرها .. »
وقفت وجدان تقهوّيهم ونطقت تضحك : الحين مين يصدق ليال أصغرنا تزوجت أولنا !
ضحكت نوال تنطق : نصيب
عهد : أنا تزوجت عُمري أربعطعش سنه ! وجبت عبدالعزيز طيّب الله ثراه عُمري سبعطعش !
شهقت الهنوف تنطق : جده أنا عُمري خمسه وعشرين وماتزوجت !
لفت لها عهد : بيجيك النصيب لا تخافين
أبتسمت ليال : يعني عاشرتي جدي واحد وستين سنه !
وجدان : أشتغلت شخصيّة ليال الدافورة إلّي تحبّ الرياضيات
لفت لها ليال تناظرها بطرف عين : ي زّين الرياضيات زّيناه !
وقفت وجدان ترتب الطاولة : الحمدلله لقيت شخص نفس سهّم يحبّ الرياضيات , وسبحان الله بقدرة قادر تزوجوا !
أبتسمت ليال بخجل تتذكر سوالفه عليها وهم يمشون لبيت هِمام , كان يسولف عن أحلامه بالديرة معها , وكلها تتمحوّر بها , تنهدت من جمال شعورها !
أبتسمت عهد تنطق : إن شاءالله فيه كشتة اليوم للعزبة !
لفت لها لمياء ونطقت : يمه أنا مقدر أروح معكم
عهد : افا ليه ؟
رفعت لمياء أنظارها لعهد : أبو الهنوف يبي يسافر ولازم أرتب شنطته !
أبتسمت عهد ترفع كفها على كف لمياء بـحنية : مب مشكلة ي أمي يسافر وأنتي تجين معنا
هزّت راسها لمياء تصدّ عنهـا تشرب فنجالها .
وعلى هالمبدأ يتناولون أطراف الحديث ..
-
< قبل وقت >
دخل المجلس يسلّم بصوته الجهّوري , سلّم على الكلّ وجلس بجانب غيّاث : كنت مداوم ؟
هزّ راسه غيّاث ينطق : وأنت متى بتداوم ؟
لف له سهّم يردف : ماخذ إجازه زواج , أسبوعين !
غيّاث : حلو يعني تعيش على كيفك وبعدها تروح للجوف
ضحك سهّم ونطق : هذاك أول !
ناظره غيّاث بـ أستغراب وكمل سهّم : الحين صار داومي بالريّاض
أبتسم غيّاث : أقععد , مبروك النقل ي المحامي !
سهّم : الله يبارك فيك
ضحك غيّاث ينطق : لو دارين أنك بتنقل كان مزوّجينك من زمان
ناظره سهّم بطرف عين : أحلف !
طبطب غيّاث على كتف سهّم ونطق : آسفين آسفين أبو العزّ
لف له سهّم : أييه أدب !!
رفع حاجبه غيّاث وقرّب منه يهمس : أصبر لي بس !
لفوا للرجّال إلّي يسولفون يستمعون لحديثهم ..
-
مدّت نوال كرتون الموية لـ غيّاث يوّديها لمجلس الرجّال , جهّز الغداء وقلّطوا الناس يتغدون , رفع راسه سهّم لغيّاث إلّي جاه : اليوم فيه كشته للعزبة !
أخذ المناديل ينشف يدينه ونطق : ما لقيتوا ألا اليوم !
تكى غيّاث على المغسلة ونطق : جدي إلّي قرر , عندك شيء اليوم ؟
سهّم : بنسافر أنا وليال !
مسح غيّاث جبينه ينطق : مدري شف جدي وش يقول
لف له سهّم ونطق : بزر أنا عشان أستشيره ؟
ضحك غيّاث : هدّي هدّي يالشخصوني !
طلعوا من دورة المياة ' تكرمون ' يتوجهون للحوش الخلفي , نطق سهّم يرفع صوته : ي أهل البيت !
نوال : أدخل أدخل مافيه أحد
دخلوا الحوش يشوفون الجلسة إلّي مضبطينها نوال والبنات وتقدم سهّم يسلّم عليها : أخبارك ؟ عساك بخير ؟
جلسوا ونطقت نوال : الحمدلله نسلّم عليك
رفع أنظاره غيّاث ونطق يمزح : يمه زوّجيني !
رفعت نوال حجاجها تنطق : أعقل أول شيء وبعدها أزوجك
انفجر سهّم يضحك على غيّاث إلّي نطق : يمه !!
كبح ضحكته سهّم ونطق : ليه تبي تتزوّج ؟
ناظره غيّاث : قلت مره , الزوّاج يحليّ الواحد !
أبتسم سهّم وكمل غيّاث : شوفي وجهه يمه مب حليّان ؟
أبتسمت نوال تطبطب على كتفه : كلكم تهبلون ي يمه !
ناظره سهّم ونطق : وين إلّي يبي يسافر أوروبا قبل لا يتزوّج عشان يحلّل العزوبية ؟
ناظر غيّاث السقف وأشر عليه : السقف حلو صح ؟
حطت نوال كفها على كفه : يجي وقت وتقول ليتني ماتزوّجت !
رفع راسه غيّاث لها وأبتسم , رفع راسه سهّم لـ ليال إلّي سلّمت شفهيًا وجلست بجانب سهّم , أبتسمت ليال تناظره وردّ لها الأبتسامة , لف لـ غيّاث إلّي نطق وهو متبسم : ها ي سهّم قلت يليتني ماتزوّجت ولا ؟
أبتسم سهّم : توّني مُبتدئ وأبشرك ماقلت يليتني ماتزوّجت على خباثتك !
لف غيّاث لـ ليال ونطق بخبث : تخيّلي ي ليال قالي أن يبي يصير راعي الحرمتين ! قلتله يولد توّك متزوّج مايصير قالي لا أكيد بطفش من ليال باخذ لي الثانية عشان ما أمل
ضحكت بخفة ليال تنطق بـ تمثيل : وصلت فيك المواصيل تتزوّج عليّ
ضحك سهّم ينطق : واضحّ ليال تسلّك لك ! وبعدين شدراكم يمكن أبي أجدد ماتدرون ؟ 
أبتسم غيّاث بخبث : ماشاءالله بيشتغّل الفحل طول الوقت !
توسعت عيون ليال بصدمة من كلامه وصدّت بأنظارها تتورد ملامحها بـ أحراج , ضربته نوال على كتفه : أستح على وجهك !
لف سهّم يكبح ضحكته من خدود ليال المحمره , رفعت حجاجها تهمس : وأنت تعزّز له !
عضّ شفته السُفلية يمنع ضحكته , ناظر غيّاث إلّي صبّ من الشاي إلّي على شبة النار يمدّه لـ ليال : معليش ي حَرم المحامي أحرجناك !
مدّت يدها بمعنى « بس » ناظرته ونطقت : لا عادي
رفع أنظاره سهّم لنوال ونطق : جدتي وعمّتي لمياء ووجدان وينهم ؟ 
ناظرته نوال : جدتك عند أُم سامر وعمّتك راحت لبيتها ووجدان نامت من بعد مامشوا الناس !
هزّ راسه سهّم بـ تمام وكمل : والكشتة وشصار عليها ؟
لفت له ليال بـ أستغراب : كشتة ؟
لف لها بنظره سهّم ونطق : فيه كشتة اليوم
نوال : أجلوها لبكره !
سهّم : ليه ؟
زمّت نوال شفايفها تنطق : عشان لمياء زوجها بيسافر
تمدّد غيّاث وحط راسه على فخذ نوال ونطق : يمه معليش بس نبي نطلّع سلبيّات أختك !
نزّلت أنظارها لغيّاث تمسح على شعره ونطقت : إذا أنا علاقتي بأختي سطحيه أنتم شلون ؟
توسعت عيونه بصدمة : افاا ي أمي !
عضّت ليال شفايفها : عمّتي لمياء تبي بس هي إلّي تعيش الحياة والناس لا
لف غيّاث لها براسه : أييوه هي كذا بالضبط ! وفيها شوفة نفس ثقيلة !
ضلّوا يتكلمون بـ سلبيّات لمياء أو بالأصح ' يحشون ' فيها ..
-
< بيت سهّم >
نزعت عبايتها تعلّقها بالشمعدانه , لفت تشوفه متمدّد ويتمتم , مشت تجلس على طرف السرير تناظره يتمتم وهو مبتسم , تنهد يرفع راسه وناظر فعيونها : لـيلـتي !
أبتسمت ليال تناظر ملامحه القريبة منها : عيـوني
نزل راسه لجزء من الثانية وتنهد ينطق : فيني مشكلة !
عقدت حجاجها وكمل : كلّ ماقربت منك يجيني صُداع فجأه وأحسّ راسي بينفجر من الألم
رفعت كفها تثبتها على خده وهمست : لا تقول فيك مشكلة , ما أعرف بالأشياء ذي لكن قلّ لجدتي وشوف وش تقول لك
أبتسم يرفعها له تثبت راسها على صدره وهو يخلل أصابعه بشعرها يغرق بعالم الأحلام , رفعت راسها تشوفه نايم , عدّلت وضعيّته بحيث يكون مرتاح بنومه , رفعت كفها تبثته على قلبّه تقرأ عليه من السور إلّي حافظتها ,تشوفه يهزّ راسه بخفيف وماتعرف هل هو منزعج , وماحسّت بنفسها نامت على صدره وهي تقرأ عليه  ..
-
~ الصباح ~
صحى من نومه بصُداع فضييع , رفع راسه يناظرها نايمه على صدره , سحب نفسه شوي شوي عشان ماتصحى , وقف ورفع راسه يناظر الساعة التي تُشير إلى - ٥:٠٠ فجرًا - دخل دورة المياة ' يُكرم القارئ ' لجلّ يتوضى , طلع ومشى يلبس ثوبه يطلع من البيت يتجه للمسجد , دخل المسجد وشاف قليل الناس فيه , مشى للصف الأول يصلي تحية المسجد , كبّر الإمام وبدأ صلاة الفجر , طلع من السجد يتجه لبيت هِمام , دخل وسرعان ماوصلت ريحة الفطور لأنفاسه , رفعت راسها عهد وأبتسمت تنطق : تعال ي أبوي !
تقدم يقبّل راسها ونطق : فيه أحدٍ بالبيت ؟
هزّت راسها بـ ' لا ' وكمل : بكلمك بموضوع !
رفعت أنظارها له ونطق سهّم بدون مقدمات : جده أنا كلّ ما قربت أو جلست بجانب ليال فجأه يجيني صُداع وأحس راسي بينفجر منه , كلمت ليال بالموضوع وقالتلي أنا ما أعرف بذي المواضيع قالتلي أجيك وأعلمك
أبتسمت عهد تنطق : تعال أقرأ عليك !
طبطبت على فخذها بمعنى يحط راسه عليه , وفعلًا حط راسه , رفعت كفها تمسح على راسه وهي تقرأ الرُقيه الشرعية عليه , عقد حجاجه من الألم إلّي جاه , رفع راسه يمسّك راسه , تمتمت تمسيّ عليه وهي تكمل الرُقية , صرخ من قـوة الألم , مايدري وين الألم بالضبط لكن فيه ألم , انتهت من الرُقية ونطقت : عرفت وش فيك !
رفع راسه لها يرتشف من المويه وكملت : فيك سحر أو عين !
توسعت عيونه بذهول ونطق : مستحيل يجده
رفعت راسها عهد ونطقت : ليه مستحيل ؟ , الرسول صلى الله عليه وسلم ' صلوا على النبيّ ' ماسلّم من الناس قالوا عنه وقالوا وقالوا وفعلوا وسووا له , تبي أنا وأنت نسلّم من الناس ؟
بلع ريقه ينطق : كيف أعالجه ؟
توسعت عيونه بذهول ونطق : مستحيل يجده
رفعت راسها عهد ونطقت : ليه مستحيل ؟ , الرسول صلى الله عليه وسلم ' صلوا على النبيّ ' ماسلّم من الناس قالوا عنه وقالوا وقالوا وفعلوا وسووا له , تبي أنا وأنت نسلّم من الناس ؟
بلع ريقه ينطق : كيف أعالجه ؟
رفعت كفها تثبته على كفه : رح مع عمّك لشيخ وخلّ يقرأ عليك !
وقف يقبّل جبينها ونطق : ماقصرتي يجده !
أبتسمت له وطلع من البيت يتوّجه لبيته , دخل يشوفها تجهز الفطور , مشى من وراها , فزّت من قبّل خدها , ضحك سهّم ونطق : صباح الخير !
أبتسمت ليال : صباح النور !
أخذ من الزيّتون ياكلها وكملت تناظره : وش قالت لك جدتي ؟
ناظرها ونطق : قالت لي يمكن سحر أو عين
توسعت عيونها بصدمه : مستحيل !
جلس وهي بالمثل جلست , سهّم : قلت مستحيل لكن جدتي اقنعتني بكلامها
-
أبتسم ضاري : بعد يومين موعدنا بإذن الله !
ميّل شفايفها بعدم رضى : لو تخلونها اليوم , لأن سهّم بيسافر ومعه ليال
ضاري : تمام - لف لعدنان وكمل - كلّم اخوياك الليلة موعدنا !
هزّ راسه عدنان يسجل بدفتره , وقفت الهنوف تصافحه : عاد ماتنسى اتفاقنا !
أبتسم ضاري ينطق : لو نجحت خطتنا أبشري بي
هزّت راسها الهنوف تطلع من مكتبه , رجع ظهره ضاري لوراء ونطق : اليوم بيرجع ثاري !
-

أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن