« ١٣ »

6.1K 240 5
                                    

~ بعد مرور شهر ~
تنهدت ليال من سهّم اللي مايرد عليها من شهر , كمل شهر مختفي عن الناس ولا يرد عليهم , ناظرتها وجدان بيأس : مارد؟
هزّت راسها ليال تنزل راسها تعلن نزول دموعها , قربت منها وجدان تحضنها ونطقت وهي تمسح على شعرها : لا تبكين إنّ شاءالله بيرجع لنا سالم
اخذت نفس ليال : كيف ما ابكي وهو مختفي شهر كامل!
مسحت وجدان دموع ليال بكفوفها : لا تبكين خلاص ادعي له
دخل غيّاث ببدلته العسكريّه ونطق : سلام
ردوا عليه السلام ونطق غيّاث : لقينا موقع سهّم
فزّت ليال ونطقت : وين مكانه؟
غيّاث : بالخُبر , بمشي الحين عشان احصله
وقفت ليال : بروح معك غيّاث
ناظرها غيّاث : مقدر أخذك , معي عساكر
ليال : بجي معك
تقدم لها غيّاث ونطق : ليال بتتعبين نفسك
هزّت راسها بالنفي : بجي معك لو هو بآخر الدنيا
تنهد غيّاث من إصرارها ودخل لشقته يبدل ملابسه , دخلت وجدان وراه وتنهدت : بتروح الحين؟
هزّ راسه ينزع تيشيرته , تقدمت تاخذ شاراته ونطقت : وليال؟
ناظرها غيّاث ونطق : حاولي فيها تجلس
تقدمت له وميّلت شفايفها : لو جلست بتضيق وبتفكر فيه واجد , خذها معك عشان لو حصلتوه
مسك اكتافها غيّاث وجلس على السرير وهي بجانبه : لو اخذتها ووصلنا هناك , لو ماحصلت موقعه بالضبط وهي معي بتجلس قلقانه وخصوصًا مامعها أحد يجلس معها
تجمعت الدموع محاجرها وهي تنطق : غيّاث تكفى خذها
عضّ شفايفها من بكت وحضنها يمسح على ظهرها وهو يهمس : لاتبكين
حاوطت ظهره وهي تغمض عيونها , لأول مره تبكي بعد إختفاء سهّم , ابعدت عنه وهي تمسح دموعها ونطقت : خذها عشاني
هزّ راسه : تمام باخذها
اخذت ملابسه تحطها مع الملابس الغسيل ولفّت له من نطق : بمشي الحين , قولي لها تتجهز
هزّت راسها وطلعت لـ ليال , دخلت الغرفه اللي هي فيها ونطقت : ليال غيّاث يقول أجهزي عشان بيمشي الحين
وقفت ليال : تمام
أخذت كم لبس وطلعت بعد ماخلصت , ناظرت بغيّاث اللي طلع ينطق : يلا
مشت وراه يركبون السياره , اخذوا مِتعب معهم عشان ينتبه لـ ليال , انطلقوا للمطار يروحون للخُبر  .
~ بمكان بعيد كل البُعد ~
وقف امام المستودع ينهي آخر مهماته , طلع بوكه وناظر صورته معها وهي صغيره وبحضنه , رفعها يقبّل الصوره ظنًا انه يقبّلها هي , رفع راسه يناظر الحراس الملثمين بالسواد وتقدم لهم , نطق واحد منهم : إنت سهّم؟
هزّ راسه بالأيجاب ونطق الآخر : امش معي
دخل وراه وناظر دبلته يرفع كفه يبوس دبلته وهمس : ياربّ أنك تستودعها بعيونك اللي ماتنام وترجعني لها سالم
دخل مع الحارس وناظر الرجل اللي امامه بالأوائل الثلاثينات , رفع يده يأشر على الكرسي اللي امامه , جلس سهّم مثل ماقال ونطق احمد : حيّ الله حفيد هِمام
ناظره سهّم : يخسي أكون حفيده
ضحك احمد بسخريه : هوب هوب , كيف يخسي وأسمه بأسمك
سهّم : الحين وش تبغى مني؟ شهر كامل وانا مبعد عن اهلي عشان اخلص مهمتكم الزفت اللي ورطني فيها عميلكم 
ناظره احمد يحط كفوفها على الطاوله ونطق : اليوم آخر شيء , يعني بترجع لأهلك , لكن ماندري إذا بترجع سالم أو لا
مسكوه الحراس من ذراعيه ونطق بحده : اتركوني
سحبوه وهو يقاومهم وجلسوه بكرسي , وقف احمد امامه : تعرف ايش يعني جدك ورطنا؟
سهّم : خلصوا وش تبغون مني؟
تقدم احمد يلكمه ببطنه ونطق : لا بس نعطيك كم كف , ان ماخذينا حقنا من هِمام ناخذه منك
ربطوه بسرعه بديهه ولكمه مره أخرى احمد : ورطنا مع الشرطه , وسلّم نصنا للشرطه , وهو مسجون ينتظر حكمه
استفرغ سهّم دم من اللّكمه ورفع راسه لاحمد اللي نطق للحراس : خذوه لبرا
اخذوه بالكرسي اللي جالس فيه ورموه برا , صرخ بألم من ضرب براسه حجر , حاول يفتح الحبل اللي بيّده لكنه ماقدر , مسك شيء حاد والواضح له من ملمسه زجاج صغير , يحاول يفتح الحبل لكنه ماقدر أيضًا , ضلّ على حاله دقايق طويله يمرر الزجاج على الحبل .
~ مطار الخُبر ~
نزلوا من الطياره واخذوا شنطهم يروحون للفندق , اخذ غرفتين له ولـ ليال ولمِتعب ولفّ للعسكري اللي معه : ماقصرت يا أسامه بس حدد لي موقع سهّم الآن
لفّ غيّاث على ليال ومِتعب ونطق وهو يمد المفتاح لمِتعب : هذي غرفتكم ورقمها ^^
هزّ راسه مِتعب ونطقت ليال : تمام
مشوا للمصعد , وصلوا للغرف وهو غرفته بالمقابل لها , دخلت وحطت اغراضها وفصخت عبايتها , ناظره بمِتعب ونطقت : ابويّ نام على السرير إذا تعبان
مِتعب : لا لا انا توني صاحي روحي إنتي اكيد تعبانه
هزّت راسها ودخلت الغرفه , انسدحت على السرير بتعب , رفعت كفها على بطنها تناظره وهمست : بنكون بخير مع بابا اوكيه؟
تلحفت وهي تفكر بحملها وبسهّم , بعد إختفاءه بأسبوعين كشفت وطلعت حامل , لكنها ماتبي تحمل بعيد عنه , ظلّت تهوجس لوقت طويل .
~ غرفه غيّاث ~
ارتمى على سريره يناظر السقف , رفع راسه من رن جواله ورفعه يشوف إتصال أسامه , حطه على أذنه ونطق : هلا أسامه
أسامه : حصلنا موقع سهّم , مخازن تبعد عن الخُبز بكم كيلو
اعتدل غيّاث بجلسته ونطق : تجهزوا على ما انزل لكم
لبس بدلته على السريع وطلع يطرق باب غرفه مِتعب وليال , طلع له مِتعب مستغرب ونطق : شفيك؟
ابتسم غيّاث : خالي حصلنا مكان سهّم
ناظره مِتعب وابتسم : صدق؟ اجل بجي معكم
هزّ راسه غيّاث : انتظرك
دخل مِتعب ياخذ الأغراض اللي يحتاجها , مشى لغرفه النوم وطق الباب ينطق : ليال افتحي الباب يا ابوك
رفعت راسها ليال تفتح الباب ونطقت : هلا
ابتسم مِتعب : حصلنا سهّم
توسع ثغرها بإبتسامه : صدق؟ ابويّ بجي معكم
سكت مِتعب لثواني ونطق : ألبسي وتعالي
لبست عبايتها ونقابها على السريع وطلعت مع مِتعب , نزلوا يركبون السياره مع العساكر اللي تجهزوا من بدري , وصلوا للموقع وتقدم غيّاث للحارس اللي واقف عند الباب ومعه سلاح , رفع سلاحه غيّاث ينطق : سلّم نفسك
ناظره الحارس وسرعان مارمى السلاح يرفع يدينه بأستسلام , لفّ غيّاث على العساكر ونطق : فريق منكم يدخل يدور وأثنين يوقف هنا وأثنين يجي معي
تقدمت ليال لغيّاث : غيّاث بجي معك
اخذ نفس غيّاث : ليال الله يهديك أسلحه جايه ليه؟
تجاهلته ودخلت المستودع قبله , لفّ غيّاث بقله حيله : واحد منكم يجي معها
توزعوا مثل ماقال غيّاث , رفع صوته غيّاث لمِتعب الواقف عند السيارات : خالي مِتعب حنا بندخل وإنت أنتظرنا إذا ماعليك أمر
هزّ راسه مِتعب يالإيجاب ودخل غيّاث المستودع يدور فيه يحصل أحد , بعد مده بسيطه سمعوا صراخ ليال بأسم سهّم , ركض لناحيه الصوت وانلجم من اللي شافه .
~ قبل وقت , عند ليال ~
دخلت ووراها العسكري , دارت تدور سهّم لكن ماحصلته , سمعت صوت إطلاق نار وسرعان ماسحبها العسكري من طرف عبايتها ينطق : أنتبهي
تجمدت بمكانها ورفعت كفها على قلبها تهمس : بسم الله
كان إطلاق النار مستمر إلين هدأ , ناظرت ليال الباب المفتوح نص , تقدمت له ووراها العسكري وسرعان ماركضت وهي تصرخ : سهّم
شافته كان مرمي على الأرض ومربوط بكرسي , وقف بعد مافتح الحبل من يدينه بواسطه الزجاج , لفّ من سمع صوت مشتاق له , شافها تركض له وركض لها يحتضنها , ابعدت عنه بعد ما أخذت نصيب من حضنه وحاوط وجهها بكفوفه ونطق : إنتي بخير؟
هزّت راسها بالإيجاب تعضّ شفايفها ودموعها تنهمر : بخير دامني شفتك
صرخ سهّم من تجمعوا ثنين يرفعون أسلحه على رووسهم , نطق اللي كان يحمل سلاح ويوجهه لراس ليال : اختاري مين بيموت , إنتي ولا زوجك؟
ناظرتهم بخوف ورجعت تناظره , مسح دموعها بأصابعه يهزّ راسه بالنفي , سمعت همسه الخافت : نهرب
هزّت راسها تنزل دموعها أكثر : بيصوبونا
صرخ الآخر : بسرعه اختاري
تقدم يسحب سهّم منها ونطق : بسرعه اختاري
عضّت شفايفها تحتار , بين زوجها وحبيب عمرها وبين صحتها وصحة طفلها , تقدم اللي كان يوجه السلاح لها ورفعه على قلبها ونطق : راح الوقت , ودعي نفسك
صرخ سهّم يفلت اللي كان ماسكه وطلق الشخص على ليال لكن سهّم ضرب السلاح وتوجهت الرصاصه اعلى كتف ليال , طاحت على الأرض أثر الأغماء , هربوا الأثنين من شافوا العسكر اللي أمامهم , تقدم سهّم لـ ليال يرفعها لحضنه , مسك وجهها بكفوفه ينطق : ليال ليال ردي عليّ لو تسمعيني
ماكان يسمع منها رد ورفع راسه للعسكر يصرخ عليهم , هزّ راسه يمنع دموعه تنزل وهي بحضنه , شاف الدمّ اللي يسيل على ثوبه أثرها , ناظر المكان اللي ينزل منه الدمّ وهو كتفها اليمين , رفع راسه كان بيصرخ لكن شاف غيّاث , عضّ شفته ينطق : غيّاث تكفى تعال
تقدم لهم غيّاث وأخذ اللاسلكي ينطق : اللي برا ياخذون سرير من الأسعاف بسرعه
عرفوا مكانه ووقف سهّم يشيل ليال بحضنه يطلع لبرا , ناظر العسكر اللي تقدموا له بالسرير والممرضات ياخذونها منه يركبونها سيارة الأسعاف , ناظر مِتعب اللي تقدم له , هزّ راسه يرفض فكرة أنه يقول له أن ليال هي اللي أنصابت بالنفي , غطى وجهه بكفوفه , ناظر مِتعب الدمّ اللي بثوب سهّم وراسه اللي ينزف وشقوق بوجهه ونطق : حمدلله على سلامتك ياولد عبدالعزيز خاتمه شرّ , بس مين اللي بالإسعاف؟
رفع راسه سهّم : دلوعتك ياعمّ , اللي ماتضرّ النمله أنضرّت من أعداء ابوك
تصنم مِتعب بمكانه ونطق : ليال اللي بالأسعاف؟
هزّ راسه سهّم بالإسعاف ولفّ مِتعب يشوف الإسعاف تمشي , صرخ عشان يطلع غيّاث ويروحون للمستشفى مع الإسعاف , طلع غيّاث وركبوا السياره يمشون ورا الأسعاف , وقفوا بممر المستشفى ينتظرون خبر عنها , غمض عيونه يسند راسه على الجدار بتعب , فتح عيونه من وقف عنده ممرض ينطق : تعال نمسح الدمّ اللي براسك ونعقم الجرح
هزّ راسه بالنفي سهّم : ماعليّ خلاف بس طمنوني عليها
وقف مِتعب ينطق بسخريه : يطمنونك عليها وإنت سبب أنها داخل الحين؟
وقف سهّم : عمّي هذا قضاء الله وقـ..
قاطعه مِتعب يصرخ : بسببك اللي صار! لو ماجيت هنا ماكان جينا حنا وصار اللي صار , تدري أنها حامل بغيابك؟ ولا تدري
سكت سهّم يناظر مِتعب : حامل؟
مِتعب : ايه وإنت كنت غايب عنها
بلع ريقه سهّم يخاف يفقد جنينه اللي ماكان يدري بوجوده , نطق الممرض صمد : هدوا الشرّ ماصار شيء , تعال ننظف جرحك
طلعت الدكتوره تنطق : الحمدلله أنسه ليال بخير وطلعنا منها الرصاصه وهي بخير الآن
لفّ مِتعب ونطق : ووين كانت الرصاصه
ابتسمت الدكتوره وجد : أعلى عظمه الكتف الأيمن
ابتسم سهّم ؛ ماقصرتي يادكتوره وكيف الجنين؟
ناظرته وجد : بخير وماصابه أيّ حاجه وتقدرون تشوفونها الآن , تعالوا معي لغرفتها
مشوا وراها وأشرت على الغرفه اللي امامهم ونطقت : موجوده هنا وهي صاحيه الآن وشوي أرجع أعطيها أدويتها
هزّ راسه غيّاث : تمام
دخلوا مِتعب وسهّم لـ ليال وناظروها صاحيه , تقدم مِتعب ونطق : في شيء يعورك؟
هزّت راسها ليال بالنفي بألم , اخذت نفس من شافت سهّم لا زال واقف وناظره مِتعب : نرجع الديره ورقة بنتي عندها
رفع راسه سهّم : واللهِ ما أطلقها الا على جثتي
مِتعب : بتطلقها غصبٍ عن اللي جابوك
سكت سهّم ونطق مِتعب : حسايف أنك ولد عبدالعزيز!
صرخ سهّم : لا تجيب طاري ابويّ!
صرخت ليال : ابويّ سهّم خلاص! حصل خير
ناظرها مِتعب : ايّ خير جاء من وراه
رفعت راسها ليال تنطق بنبره باكيه : ابويّ كيف يطلقني وانا ابيه وببطني ولده؟ كيف؟
تنهد مِتعب ينحني لها يقبّل راسها , تقدم سهّم ينطق : عمّي لو ادري ان بتكون موجوده وبتتضرر ماكان جيت هنا اساسًا
ناظره مِتعب وكمل سهّم : جيت هنا عشان اقفل سيره التهديدات فيكم , العصابه اللي كان فيها هِمام يهددوني ان بيقتلونكم لو ماحاميت عن هِمام وطلعته من حُكم الإعدام , قبل لاتحكم عليّ بقولك ان ماجيت هنا عبث , جيت هنا عشان مابي أفقد واحد منكم زياده بسبب هِمام
طلع سهّم يجلس على الكراسي ينزل راسه يمنع الناس تشوف دموعه , ولا أحد فهم همّه أو عرف باللي كان يعيشه بهذا الشهر , كان بكل مره يروح لعدو مع الشرطه بس هذي المره ماراح مع الشرطه , عشان ينهي الموضوع بنفسه ويرجع لـ ليال ولطفله اللي ماكان يدري بوجوده , طلع له مِتعب وانحنى له يقبّل راسه : انا آسف يوم اني حملتك ذنب مالك دخل فيه , بس خفت على وحيدتي وانا اخاف عليها من النسمه اللي تجرح خديها
رفع راسه سهّم ينطق : عمّي انا لو ادري باللي بيحصل ماكان خليتكم تجون , كنت بقولكم لكن مابيكم تقلقون عليّ
جلس بجانبه مِتعب وابتسم : اهم شيء انتهت هالمصيبه بأقل الأضرار والحين أفرح بولدك
ابتسم سهّم يسكت ووقف مِتعب يمشي لغرفه ليال وسهّم وراه , مسحت ليال دموعها من دخلوا ونطقت : نادوا غيّاث عشان يقعد لحاله
دخل وراهم غيّاث وجلسوا ياخذون ويعطون بالسوالف , كتبوا لـ ليال خروج ورجعوا , وأقاموا عشاء لسلامة ليال وكذلك لحملها .
-
مر اسبوعين وبيوم كانوا متجمعين كلهم , ابتسم مِتعب : دامنا متجمعين بقولكم عن شيء يعرفه غيّاث
ضحك غيّاث من عرف ونطق مِتعب : في قصور لنا بالرياض بننتقل لها , اتفقنا انا وغيّاث نشتريها ببدايه رمضان وشريناها لنا , يعني بنودع الديره ونسكن بالقصور
ابتسموا كلهم ونطق سهّم : اعذروني انا شاري بيت من زمان وأنتظر الوقت المناسب عشان اقولكم
ناظرته ليال : سهّم! نسكن عندهم كم يوم ونروح لبيتنا
وجدان : وهي صادقه
ابتسم سهّم : اجل تمّ
ابتسمت نوال : يعني ننطلق ناخذ أغراضنا
غيّاث : إذا تبون نروح بأسرع وقت انطلقوا
وقفوا كلهم ياخذون أغراضهم للقصور الجديده , وقف سهّم عند صندوق قديم وابتسم يفتحه يشوف صوره مع امه وابوه , ناظر صور كثيره مع ليال وهي صغيره إلين عمرها اثنعش عام , ناظر صورة زواج امه وابوه , وصورة ايضًا له وهو بحضن امه وهو بعمر الأيام , قفل الصندوق وهو يبتسم يحطه بأحدى الشنط , ضحك على نفسه من تذكر ان ليال ماجلس معها لوحدهم ولا دقيقه , كانت تنام مع وجدان عناد فيه لكن مايدري ليه , طلع وناظرها تركب مع مِتعب ونوال , عضّ شفته وناظر التوأم : تخاووني؟
هزّ راسه جرّاح : نخاويك لأن اخونا الكبير سحب علينا من تزوج
ضحك سهّم : حركات غيّاث
تقدموا له ونطق سهّم : اركبوا اركبوا وسووا اللي تبون لين نوصل
جارح : اصبروا باخذ زمجر معي
دخل جارح للبيت ياخذ زمجر ودخله السياره , ركبوا ومشى سهّم يقفل الباب يعلن نهايته بحكايتهم , ناظر الحاره اللي تربوا فيه وكل ذكرياتهم فيها , اخذ نفس وركب سيارته ينطلق معاهم للقصور .
-
وصلوا القصور ونزلت ليال تشوف الثلاث قصور بإنبهار , ألوانه الأبيض والبيج ولمسه البُني الفاتح , السيفين والنخله تتوسط كل عامود موجود , لفّت من مسك ذراعها وابتسمت تمشي مع اللي دخلوا , ابتسم سهّم ينزل انظاره له : بيتنا أو قصرنا أحلى
رفعت عيونها له وهمست : نشوفه إنّ شاءالله
هزّ راسه يبتسم وجلسوا مع الباقين , ابتسمت نوال : إختيار موفق
ابتسم مِتعب : إختيار الغيث
ناظره غيّاث يبتسم ودخل جارح مع زمجر وهو ينطق : الحين يعيش عيشه الملوك
جرّاح : خل نكشخه ونصوره مع القصور
ناظره جارح : دز
رفع حاجبه جرّاح يضحك : أخوك الكبير اللي أكبر منك بسبع دقايق
ضحك سهّم : جرّاح تراك ذليته على هالسبع دقايق
رجع ظهره لورا جرّاح : محد قاله يصير أصغر مني
جلس جارح ونطق وهو يمسح على راس زمجر : أصغر منك وأعقل منك
ضحك مِتعب : في هذي صادق
رفع حاجبه جرّاح : خالي!
طبطب غيّاث على كتف جرّاح ونطق : لا تتحسس فيك الخير
ناظره جرّاح : عاش ابو راكان يطيّب مشاعري
ضحك غيّاث بخفوت وسكت , وقف مِتعب ونطق : نستأذنكم تعبان من الخط
ابتسمت نوال : الله معك
مِتعب : عاد أختاروا الغرفه اللي تناسبكم ولا تتهاوشون عليها
نطقوا كلهم بنفس الوقت : أبشر
تفرقوا كلهم ياخذون غرف , دخلت ليال غرفه حصلتها , ناظرت بسهّم اللي يمشي والواضح ماشي لها , كانت بتقفل الغرفه لكن حط رجله عند الباب ودخل , دخل وضحك ينطق : ليه تتهربين مني؟
ناظرته ليال : ما أبيك تجي عندي
رفع حاجبه يضحك : افا! ليه؟
جلست ليال على السرير ونطقت ترفع عيونها : ليه رحت وخليتي؟
قفل الباب ومشى يجلس بجانبها سهّم ومسك كفوفها يناظر عيونها : لو قلت لك بتجلسين تخافين عليّ صح؟
هزّت راسها بـ ايه وابتسم ينطق : عشان كذا رحت بدون لا اقولك
رفع كفه يثبته على بطنها ونطق : وهديتك جتني وانا مب موجود
ابتسمت ترفع كفها على كفه ورفعت راسها تنطق : ماكنت ابي احمل بدونك
ناظرها وابتسم سهّم : شفتي جيت عرفت
وقفت تنزع عبايتها ولبست بجامه نوم , ناظرت ثوبه اللي نزعه وحطه على شنطتها , ضحكت بخفوت ورفعته وناظرته متمدد بالسرير ومشت تمدد بجانبه , ابتسم يقفل جواله يحطه على الكومدينه ونطق يرفع كفه على بطنها : إذا بنت وش نسميها؟
ابتسمت ليال : معرف
سهّم : وولد؟
ناظرته ليال : أكيد عبدالعزيز
ابتسم سهّم : إذا بنت أسرار , عشان أسرار حياتنا اللي أكتشفناها مع بعض , وإذا ولد على ابويّ عبدالعزيز بس نختصره عزيز
توسع ثغرها بإبتسامه تنطق : حلوين!
ناظرها وقرب يقبّل ثغرها بشوق , شهر ونص ماشافها وجاو لبعض مشتاقين لبعض , وناموا بأحضان بعض وهُم يتخيّلون حياتهم الجديده مع طفلهم .
~ غرفه غيّاث ~
طلعت من الحمام بعد ما أخذت شاور سريع , لبست بجامه ولبست فوقها روب البجامه ورطبت جسمها وطلعت تشوفه جالس على السرير ويفكر , ابتسمت تمشي وجلست بجانبه ونطقت : وش تفكر فيه؟
رفع راسه غيّاث وابتسم : افكر بالشغل
ابتسمت وجدان : غيّاث يعني خلاص بنجلس هنا للأبد؟
هزّ راسه يبتسم : وبيورثونه أحفاد أحفادنا
ضحكت بخفه تنطق : بيورثونه؟
رجع ظهره يسنده على السرير وهو يحتضنها : الأستخباري مِتعب والعميد غيّاث اشتروه مايبون يورثونه؟
رفعت راسها تنطق بذهول : ترقيت؟
هزّ راسه غيّاث ينطق : صرت العميد غيّاث أبو راكان!
ابتسمت وجدان : وراكان يسمع ابوه مترقيّ
اعتدل غيّاث ولانت ملامحه براحه : حامل؟
ضحكت تهزّ راسها بالإيجاب وقرب يقبّل ثغرها , حاوط وجهه بكفوفها وابعدت عنه تطلب النفس , نزل عيونه لبطنها يستوعب , كانت بعيده عنه كل البُعد وصارت له أقرب من النفس , ناظر ملامحها المبتسمه ونطق : حسايف أني احبّك بقلب واحد يا روحه
ابتسمت وجدان تجلس بحضنه تنطق : وانا احبّك ومحد اخذ هذا القلب غير العقيد غيّاث
ابتسم ينحني لها يقبّل ثغرها ويوّزع علاماته على نحرها , ضحكت وجدان وهي تبعده : خلاص!
رفع راسه يسنده على صدرها وهو يحتضن خصرها : اتركيني براحتي
غمض عيونه ينام براحه بينما هي تلعب بخصل شعره , اعتدل عشان يرتاح بنومته وهي بحضنه , بين عمدان احضانه وطفلهم بينهم .
~ اليوم الثاني , العصر ~
طلع مِتعب للحديقه يشوف العيال بعضهم جالسين بالجلسه الخارجيه والبعض بالمسبح , مشى للجلسه وسلّم وجلس , ردوا عليه السلام ونطق مِتعب : بيجونا اليوم ضيوف
رفع راسه غيّاث من كان غارق بأوراقه : مين؟
اخذ نفس مِتعب : زوجة ابويّ وعيالها
هزّوا روسهم بدون ردّ لين نطق سهّم : اليوم رحت لهِمام بالسجن
ناظروه ونطق مِتعب : إنت رحت له من تلقاء نفسك؟
هزّ راسه سهّم بالنفي : هُم طلبوني ورحت
غيّاث : وش صار؟
حكى لهم سهّم اللي صار معه ..
~ قبل وقت , أمام السجن ~
نزل سهّم من سيارته يلبس نظارته الشمسيه , دخل السجن ورفع بطاقته من نطق العسكري : بطاقتك
ابتسم العسكري ينطق : المحامي سهّم , جدك طلبك بالأسم
عقد سهّم حجاجه يناظره ونطق يهزّ راسه : تمام
دخل سهّم يجلس ينتظر هِمام , رفع راسه من دخل هِمام وجلس امامه , ضحك سهّم على حاله اللي انقلب ميه وثمانين درجه , كان يهايط عليه بيسوي ويفعل ويفعل وآخر شيء مسكوه الشرطه , ناظره هِمام ونطق : لا تضحك بعدك ماشفت مني شيء بطلع وارجع لأفعالي
ابتسم سهّم يعضّ شفته السفليه : تطلع؟ تطلع وإنت تحت حُكم الإعدام
هِمام : سهله إنت اللي بتطلعني
ناظره سهّم ورفع كفوفه على الطاوله يثبتها على بعض : انا اطلعك؟ انا اللي اكلت حلاله وابوه اللي يصير ولدك , وما كفاك مات واخذت حلالي , وزوّجت اختي لواحد كان مايخاف ربّه , كنت تقولي انا اصعد الجبل والناس تشوفوني وإنت يرمون عليك التراب , وش صار الحين؟ انقلبت الأدوار , انا اللي صعدت الجبل وإنت اللي يرمون عليك التراب , ازيدك من الشعر بيت؟ ضاري طلق وجدان وماغصبناه يجي يطلقها هو جاء بنفسه وتزوجت غيّاث اللي وقفت بوجهه عشان ضاري , واقولك ان زواج ضاري ووجدان باطل لأنها مغصوبه عليه , انا انتظر ولدي بالطريق وغيّاث ووجدان ينتظرون ولدهم , وعمّي مِتعب وعمّتي اخذوا لنا قصر وعشنا فيه , وإنّ شاءالله جرّاح وجارح بيكملون دراستهم اللي حرمتها منهم , وحرمتك اللي تزوجتها غصبًا عليها باعتك من اول ماجبتها وبلغت عليك
طاح وجه هِمام وكان يدور مين اللي بلغ عليه وكان يحسب يا سهّم او غيّاث , ابتسم سهّم يرحع ظهره لورا : صح جدتي عهد توفت لكنها ارتاحت منك , وقولي مين اللي صعد الجبل وشافوه الناس واللي يرمون عليه الناس التراب؟
ناظره هِمام وسكت وكمل سهّم : ورحت لأعدائك وصوبوا ليال , اللي اغتصبتها وهددتها لو تكلمت ذبحتها , شفت كل اللي سويته لي ولها ولنا كلنا؟ بطلعه من عينك فاهم , وتبيني اطلعك من حُكم الإعدام؟ تخسي وتعقب وتهبى , مثل الجمله اللي قلتها لي يوم شرطت عليك تسلّم نفسك للشرطه
رفع راسه سهّم من نطق العسكري : انتهت الزياره
وقف سهّم وابتسم يشوف نظرات هِمام اللي تترجاه , طلع من السجن يركب سيارته يروح لدوامه .
~ الوقت الحالي ~
ابتسم مِتعب ونطق : قوّي مثل ابوك
ناظره سهّم وابتسم ينزل راسه وكمل مِتعب : وغيّاث مثل ابوه بعد , سبع
ضحك غيّاث بخفه وناظر مِتعب البنات اللي جاو ونطق : المؤنسات الغاليات
ابتسموا ليال ووجدان وجلسوا معهم , ناظرت وجدان التوأم اللي يدفون بعض للمسبح ونطقت وهي تضحك : من الظهر وهُم بالمسبح الحين تطق رووسهم من الشمس
ابتسم سهّم : خليهم يسوون تان
غيّاث : هُم متنتنين من الله
انفجروا ضحك وصرخ جرّاح : ترا سمعناكم , ما اخليكم
رفعت صوتها وجدان تنطق : او ما خليتنا على قولتك مارح يجي راكان بعد تسع شهور
سكتوا كلهم وناظروها وضحك غيّاث , ناظره سهّم ونطق : لا تضحك انا اول واحد عرفت
لفّ عليها غيّاث ونطق : صادق؟
هزّت راسها وجدان بالنفي تنطق : اول من عرف هي ليال
عضّت شفايفها ليال وصرخوا التوأم يجون لعندهم , ناظر جارح غيّاث ونطق : افاا يا ابونا بتصير ابو لواحد ثاني؟
رفع راسه غيّاث ونطق : هالمره انتم تخسون , ايه
جلس جرّاح بجنب غيّاث : افاا يا ابونا بتخليني اللي كنت اصرعك من الضحك
هزّ راسه غيّاث : ايه
لفّ جارح لجرّاح ونطق : امش نروح ندور ابو ثاني
جرّاح : نروح لخالي مِتعب يصير ابونا
ابتسم مِتعب ونطق : كلكم عيالي
لفّوا عليه وابتسموا ونطقت ليال : بس انا غير!
رفع ذراعه مِتعب على ظهرها ونطق : اكيد دلوعتي غير
ناظره سهّم ينطق : ياعمّ ترانا نحترق
هزّ راسه مِتعب بالنفي : تعوّد
ضحك سهّم وناظروا نوال اللي جت ونطقت : الشمس احرقتكم ادخلوا داخل
ناظرت جرّاح وجارح بشورتاتهم ومبللين ونطقت : انتم لا تمرضون ادخلوا وبدلوا ملابسكم
وقف غيّاث يتقدم لها : يمّه بقولك شيء بس لا تخافين
ناظرته نوال وقلقت : شفيك؟
ابتسم غيّاث : وجدان حامل
ابتسمت نوال وضربته على كتفه بخفه : والناس يبشرون الناس كذا؟
ضحكوا ونطق غيّاث : يمّه نفاجأك
ناظرت نوال وجدان اللي وقفت وتقدمت اهم : ماعليك منه ياعمّه مايعرف يفاجأ احد , وتراه ترقى صار عميد
وقف سهّم يضرب كتف غيّاث : ادععس يا ابو راكان صرت عميد , مبروك مبروك
مسك غيّاث كتفه : انتم شفيكم على كتفي والله يبارك فيك وودني المستشفى اشوف كتفي
وقفوا كلهم يباركون له ودخلوا القصر يبعدون عن الشمس , يجلسون بالصاله المطله على الحوش الكبير والحديقه , مشت ليال لغرفتها تبدل ملابسها وتقدمت وراها سيّده الخدم علاء ومعها بوكيه ورد : آنسه ليال هذا البوكيه لك
ناظرت ليال بإستغراب الورد والهديه اللي تعلُوه , اخذته تقرأ الكرت عباره أسف وناظرت المرسل ' من امك ' رصت على اسنانها بغصب وعفطت المرت ترميه بالنفايات , ناظرت التوليب الزهري ورمته مع الكرت , فتحت البوكس اللي كان على البوكيه وناظرت الأسواره اللي بداخله , الألماس مُرصع بها وتُقدر بـ مئات الألوف , اخذت نفس عميق ورمته ايضًا مع الورد , مسكت راسها ودها تشّد شعرها من قهرها , كيف تجرأت وترسل لها ورد وهديه ومع كل اللي سوته لها ولمِتعب؟ غمضت عيونها بتعب من تفكيرها وانسدحت تغفى من افكارها السلبيه .
~ الصاله الملكيه ~
ناظرت نوال التجهيز والفناجين المنظمه , جلست وناظرت وجدان اللي امامها ساكته , ابتسمت لأنها لاحظت إهتمام غيّاث الزايد لها , يهتم لها أكثر من قبل , ينبها عن أشياء تضرّها , يتطمن إذا كانت مرتاحه أو لا , هي تعرف بحنيّه غيّاث وشهدت عليها مع أخوانه , يعاملهم مثل عيالهم ولا يحسس بنقص الأب , صار ابوهم من بعد ماتوفى ابوهم وهو عمره سبعطعش عام , ومن بعد وفاته فعل هِمام لهم الكثير من الأفعال الشنيعه , اخذت نفس براحه ورجعت ظهرها لورا تناظر التحف والمزهريات اللي بكل مكان , ناظرت ليال اللي نزلت مع الدرج بفستانها البسيط , ازرق والأخضر الفاتح والأبيض , ألوان الصيف المنعشه , أو ألوان الطاووس لقبها , ابتسمت ليال تنطق : ما جاو؟
هزّت راسها نوال بالنفي : لا للحين
جلست ليال تشوف وجدان السرحانه ورفعت يدها تلعب بخواتمها تضيّع الوقت , رفعوا روسهم بعد ماسمعوا أصوات أنواع من الكعوب , وقفت نوال ووراه البنات وناظرت سناء وراها بناتها , تقدموا يسلمون على بعض وجلسوا وجات الخادمه تقدم القهّوه وأنواع الحلا , ابتسمت الجوهره تنطق : إنتي وجدان صح؟
رفعت راسها وجدان ونطقت : ايه
ابتسمت بيلسان : احسكم هاديين بزياده مو نفسنا حنا يا المدن
ناظرتها ليال : لا ترا حنا مجنن بس قدام الناس هادين
ابتسمت وجدان : سولفنا لنا عن حياتكم احس عندكم حياه
حلا : لا الوضع روتين مافي حياة غير بالمناسبات
ضحكت الجوهره ونطقت : احس يعني غريب لما اجلس مع متزوجات
ناظرتها ليال وعقدت حجاجها : وش الغريب بالموضوع؟
ضحكت وجدان بسخريه : ربط المواضيع عندك
ضحكت الجوهره بفشله : لا قصدي يعني ان ماعمري جلست مع متزوجات ومواضيعهم عن ازواجهم
كشرت ليال ترجع ظهرها لورا , وقفت وجدان وابتسمت : تعالوا الحديقه نطلع نشمّ هواء
وقفوا البنات معها وخرجوا للحديقه يجلسون يتعرفون على شخصيات بعض .
-

.

.

~ لا تنسون النجمه يا احبتي💙 ~

أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن