-
" أمام بيت مِتعب "
سندّت راسها علىٰ الباب تبكي ولا هي قادره توقف , ماتوقعت ولا واحد بالمئه بيصير كذا لهم , أو بالأصح ' ماتوقعوا ' رفعت راسها لمِتعب الّي نطق : ليال ي أُمي !
صدّ عنه بنظرها عشان مايشوف دموعها , تقدم مِتعب ينطق : تبكين ؟ ماعاش من يبكيك !
عضّت شفايفها تنطق : بس بكوني
مدّ يده يحاوط ظهرها يدخل معها داخل , جلس معها ونطق : وشفيك ي بنتي !
رفعت راسها له ونطقت : أبوي سهّم يوم كان بالجوف طلب منك لو جاني خُطاب أوافق ولا أنتظره ؟
رفع كفه يحطها علىٰ كفها : صحيح جاني وقالي ولكن رفضت أشدّ الرفض , أعرف أنه يحبّك ويبيك وأكبر خطأ سواه أنه قالي ذا الموضوع !
سندّت راسها علىٰ كتفه ونطقت وهي تبكي : بس أبوي فرط فيني وفـ ذكرياتنا مع بعض !
حاوطها يمسح علىٰ ظهرها وشعرها : ليال بنتي , سهّم يحبّك ويمكن أنتي أغلىٰ النّاس عنده , أكيد مارح يقولك ذا الشيء عشان لا يصير حاجه , قالك ذا الموضوع عشان ماتسمعينه من أحد ثاني ويصير توتر بينكم !
رفعت راسها له ونطقت : ماعرفت الموضوع منه ! عرفت من هِمام !
تنهد بحيرة ونطق : ما أبغىٰ أتدخل بعلاقتكم بس أكيد أنتوا قبل لاتروحون بيت هِمام ماكان بينكم شيء صح ؟
هزّت راسها بالإيجاب ونطقت : رحنا العصر لجدتي وجلسنا لين اللّيل وصارت سالفه وجدان وغيّاث أختفىٰ عن العالم وكما نتناقش بالموضوع دخل علينا وبعده هِمام والتؤام , جلسوا وهِمام صار يستفز سهّم بكلامه ولف عليّ وقالي عن الموضوع عشان يقهرني ويقهره , بس أنا رديت عليه ولا أعطيته مجال ولا سمحت له يتكلم عن سهّم !
أبتسم يرجع شعرها لورا وهو ينطق : بعدي بنتي الّي ماترضىٰ علىٰ نفسها وعلىٰ زوجها !
أبتسمت وسرعان ما استوعبت الّي قالته , ضحك علىٰ ملامحها ونطق : عادي ي حبيبّتي كلنا مانرضىٰ الشخص الّي نحبّه , كنت أدافع عن أُمك إذا غلطت
أبتسمت بحُزن ونطقت : للحين تحبّها ؟
هزّ راسها بالنفي ونطق : ماعدّت أبيها من تركتك معي , عرفت أنها ماهي قدّ المسؤولية , يوم هربت من السعوديّة مع الّي تحبّه ما استغربت ولا عطيت راي , لأني متعوّد علىٰ تصرفاتها معي وقلة أدبها , لكن أنا عشت وهي الله يستر عليها
حاوطت ليال وجهه بكفوفها : أبوي أنت عانيت كثير معها مّره !
أبتسم مِتعب : ما أهتم للماضي , أهتم لحاضري ومستقبلي !
قبّل راسها ونطق: يلا نوم !
أبتسمت تقبّل خده ووقفت معه تمشي لغُرفتها القديمة , دخلت تنزع عبايتها تجلس علىٰ السرير , تنهدت من جتها الضيقة , نزّلت دموعها ورفعت كفوفها تمسحها بعُنف , تمددّت تلف لجهة اليمين , ناظرت الهدية من سهّم قبل لا يروح الجوف , وقفت تشوف الميدالية الّي منه وأبتسمت تلمسها بيدينها , رجعت لها الذكريات وأبتسمت تنهمر دموعها , عضّت شفايفها تكتم شهقاتها ترجع تمددّ بسريرها وهي حاضنه الميدالية , ماحسّت بنفسها الا وهي غرقانه بأحلامها .
' الصباح , بيت سهّم '
صحىٰ من نومه بصُداع شديد , مسّك راسه من ألمه وناظر مخدته الّي عليها بُقع دموع , وقف يدخل دورة المياة - يُكرم القارئ - يتوضىٰ ويقضي حاجته , طلع وناظر الساعة التي تُشير - ٤:٣٠ فجرًا - مشىٰ يلبس ثوبه لجلّ يطلع للمسجد , طاح من مخباته مفاتيحه , البيت وسيارته ومكتبه , نزّل للأرض ياخذه وسرعان ما أبتسم من شاف الميدالية حقتها , رفعها عن الأرض يشوفها يلمسها بيدينه , وقف وهو يناظر الميدالية , كانت هدية منها وهو أهداها مدالية لجلّ يتساوون , دخلها بمخباته يطلع من البيت , نزّل شوزه - يُكرم القارئ - ودخل المسجد , ناظر عدد الموجودين ومشىٰ يصلي تحيّة المسجد , انتهىٰ وأخذ مُصحف يقرأ عشان يمشي الوقت لصلاة الفجر , رفع راسه من حسّ بيد علىٰ كتفه من ورا , لف يشوف مِتعب وفهم من نظراته أنه يبغىٰ يكلمه بعد الصلاة , هزّ راسه بالإيجاب وكمل قراءة المُصحف , سكر المُصحف ووقف من سمع الإمام يبدأ بالصلاة , انتهوا من الصلاة وطلعوا , لف لغيّاث الّي طلع ووراه التؤام , مشىٰ له ونطق : غيّاث
رفع راسه غيّاث وأبتسم : أدري بتكلمني بالموضوع , لكن مابخليه , فعايله إجرام وفساد وتبيني أخليه ؟ طبعًا لا !
أبتسم سهّم يطبطب علىٰ كتفه ونطق : عزّ ي العقيد عزّ !
ضحك غيّاث بضيق وبسُخريه : لا تقول أسمك ولدك عندي !
ضحك معه سهّم : يلا عمّي يبغاني
غيّاث : الله معك
أبتسم سهّم له ومشىٰ يشوف مِتعب , أبتسم مِتعب من شافه جايّ له ونطق : نروح لدكان الشاي ؟
أبتسم سهّم : مشينا
مشوا لدكان الشاي , دخلوا وناظروا المحل خالي من النّاس , جلسوا علىٰ أحدىٰ الطاولات , رفع سهّم يده ونطق يرفع صوته : كاستين شاي ي سالم
وصل له صوت سالم وهو ينطق : أبشر
لف سهّم لمِتعب الّي نطق : قالتلي ليال عن مشكلتكم , بس لا تعصب عليها لأني بنفسي أبغاها تقولي عشان أحلها لكم
هزّ راسه سهّم ينطـق : من طيبك
تنهد مِتعب : عداوتك مع أبوي دخلت ليال فيها وكان أكبر غلط تدخل هالعداوة , لكن أنا ما ألومك أبوي جالس يزيد حدّه بزيادة , اليوم مُمكن يكون أسوء يوم بحياتنا , المشاكل كثرت بينا ولا صرنا مثل قبل !
سكت سهّم يناظره وكمل مِتعب : لو أبوك الله يرحمه حيّ مابيخلي هالمهزله !
تنهد سهّم ونطق : ماكنت أبي اقول الموضوع لـ ليال , وهِمام مسكها عليّ وماقصر قالها وهي زعلت مني وراحت عندك وقلت لها اسبابي لكن مارضت , وإذا عن المهزله ابدًا ماني راضي عن هالمهزله !
أبتسم مِتعب : اليوم باللّيل بعد الملكة خذها لغُرفه فاضيه وراضها !
أبتسم سهّم : علىٰ هالخشم
مِتعب : عليه الشحم
وقفوا ومشىٰ سهّم بيحاسب لكن قاطعته ذراع مِتعب الّي سحبته : والله ماتدفع !
لف عليه سهّم كان بيتكلم لكن سكت من دفع مِتعب , طلعوا وضحك سهّم ينطق : المره الجايّة عليّ
هزّ راسه مِتعب : إن شاءالله
لف عليه سهّم ونطق : نستأذن منك ورايّ دوام
مِتعب : الله معك
مشىٰ سهّم لبيته يركب سيارته يتوجّه للريّاض - مكان شغله - وهو يفكر كيف يراضيها .
' بيت هِمام '
تنهدت تشوف العاملات يزيّنون الصالة الكبيرة , لفت تمسح دموعها تطلع للحوش الخلفي , أجهشت بُكاء من حالها , رفعت راسها للّي حط كفه علىٰ كتفها , شافته وكملت بُكاء إلىٰ ماله نهاية , رفع أصابعه يمسح دموعها ونطق : دخيل الله ماتنزّلين دموعك الغالية !
ضحكت بوسط بُكاءها ونطقت : أبكي علىٰ حالي
رجعت تبكي ونزّلت راسها تكمل بكي , عضّ شفايفه غيّاث وسحبها لحُضنه ونطق : باخذك لو كلفتيني عُمري !
أبتسمت بوسط بُكاءها ورفعت راسها تهمس : أحبّك غيّاث , آسفه ماقدرت أوقف ذا الزوّاج لأني بختصار ضعيفه !
سكت ماقدر يتكلم , وش يقول ؟ يقول لها أنه بعد ماقدر يوقف ذا الزوّاج ؟ تنهد غيّاث ومسّك كفوفها ونطق : بنتظرك طول عُمري ! وحتى لو جيتيني ومعك طفل , الأهم أني آخذك حَرمٍ لي !
أبتسمت وجدان تناظر بعيونه ونطقت : بجيك وأنا عارفه أني لك , بجيك وأنا ما أحمل أيّ طفل بيدي , وعد
أبتسم يوقف غيّاث ونطق : كل مافقدتي الأمل قولي غيّاث يحبّني وينتظرني بفارغ الصبر !
نزّلت راسها بخجل وكمل غيّاث : أسمحيلي يالغرام , أستودعتك الله!
مشىٰ يطلع من البيت وهو مبتسم , مثّل العبوس ومشىٰ لمجلس الرِجال , لقىٰ جارح ومِتعب وهِمام , دخل يساعد جارح وهمس : وين جرّاح وسهّم ؟
لف عليه جارح وهمس بنفس همسه : جرّاح أرسلته جدتي للسوق وسهّم بالطريق , دقيت عليه يقول باقي له على الديرة حول الخمس دقايق
هزّ راسه وقرب منه أكثر وهو يهمس : أبيك برا , تعال
وقف غيّاث ووراه جارح , جارح : شفيك ؟
غيّاث : أبيك لو جوا الضيفان تسفهه ضاري وتخلي فنجاله مخمي !
أبتسم جارح وضرب صدره : أبشر بي !
طبطب غيّاث على كتفه ونطق : كفو أبو صارم !
جارح : كفوك الطيب
دخلوا يكملوا شغلهم بهدوء .
' مدخل الديرة '
ناظر كيس هديّتها وأبتسم يدخل الديرة , وقف عند بيته وأخذ كيس كارتير معه للبيت , رفع يده اليُسرى يشوف الساعة - ٣:١٠ عصرًا - دخل البيت ومشى لغُرفه الملابس يبدل ثوبه , أستنشق عبير عُطهرها وكأنها توّها حاطته , لف يشوف بعض من ملابسها ناقصه , عضّ شفايفه وجلس على السرير يتنهد , وقف ياخذ شماغه يشخّصها , سحب العود الأزرق وتعطر فيه , أخذ العود يحطه على أماكن النبض , ناظر نفسه بالمرايه ونطق : عزّالله بتضيع علوم اللّيلة !
أخذ جواله وبوكه وطلع من البيت يتجّه لبيت هِمام , وقف من سحبه هِمام ذراعه , رفع حجاجه ونطق هِمام : بتزوّجها ولا والله ماتشوف خير بحياتك !
مدّ يده يبعد يد هِمام عن ذراعه ونطق : وش بتسوّي مثلًا ؟
أبتسم هِمام : إتصال واحد يقتل زوجتك المصونه وأختك وغير كذا جدتك وأعزّ أخوياك غيّاث !
لانت ملامحه وأخذ نفس ينطق : مارح تسوّيها تدري ليه ؟
ناظر فيه هِمام وكمل سهّم : لأنك جبان والجبان يفرغ ضعفه بالنّاس , وإذا عن وجدان مارح أزوّجها وأعلى مابخيلك أركبه !
طلع هِمام جواله يتصل على أحد شُركائه , أبتسم هِمام يحطه على أذنه ونطق : أكيد تسمع ردّه معي لو رفض تنفذ الّي قلت لك عليه اليوم !
ناظر فيه سهّم بقلق ونطق هِمام : بتزوّج وجدان لضاري ولا لا ؟
سهّم بحيرة , يضيّع حياة أخته ولا يختار موت أعزّ النّاس عليه , ناظر سهّم فيه ونطق : أزوّجها ولكن بشرط !
هِمام : وش شرطك أخلص عليّ
سهّم : تسلّم نفسك للشرطه وتعترف بكل أفعالك سواءًا لنا أو لغيرنا !
ضحك هِمام بسُخريه : تبيني أسلّم نفسي لشرطه , ضحكتني والله , أنا هِمام ولد عقيل تبيني أسلّم نفسي للشرطه !
أبتسم سهّم يتقدم له ونطق ؛ لو درى عقيل يتبرأ منك ومن أفعالك !
هِمام : تخسى وتعقب وتهبى !
مشى عنه سهّم ونطق بصوت مرتفع : بكيفك ودوّر كيف بتزوّجها !
ناظره هِمام يدخل البيت وهو للحين ماقطع الخط , هِمام : جيب ورقة الولاية الّي موقع عليها عبدالعزيز , المزورة !
.. : بس في ورقه الأصليه ليه تجيب المزورة ؟
هِمام : يغبي الأصليه ولايتها لسهّم وساعتها وش يفكنا منه !
قفل الخط بغيض ودخل مجلس الرِجال يجلس يفكر بردّة فعل سهّم باللّيل .
' في الداخل '
لبست وجدان فُستانها وجلست تشوف شكلها بالمرايه , نزّلت دموعها تستوعب أنها رح تصير حُرم لغير غيّاث , بنَت أحلامها معه من صُغرها ولكن النصيب خذلهم , لفت من شافت عهد وليّال وعمّاتها والهنوف داخلين الغُرفه , رفعت كفها تمسح دموعها ووقفت تبتسم لهم
أبتسمت نوال تنطق : من صغرك أخذتي خُلق أُمك وأطباع أبوك !
تقدمت عهد لها ونطقت : وجدان ياحبيبتي مهما وقفت بوجهنا الدنيّا دايمًا نتذكر أنّ قدر ربّي مخبي لنا شيء , أصبري لين يجيك مُرادك !
تنهدت وجدان : بس أنا وقفت بوجهي الدنيّا مرات كثيره , من صُغري وأنا أعاني , تعوّدت على المُعاناة , لكن هذي مالمره
صقعت فيني الدنيّا ولا توّقعت واحد بالميه يصير كذا !
أحتضنها عهد تمسح دموعها تاخذ نفس : سهّم مابيسكت ع هالمهزله, صدقيني !
صدّت ليّال من ذكرت أسمه , توسعت عيونها من سحبتها الهنوف لبرا ,
وقفت ليّال بصدمه : نعم نعم حبيبتي تسحبيني من بين النّاس !
أبتسمت الهنوف بسُخريه : دامك حامل ليه ماتقولين لاحد ؟ ولا خايفه من العين ؟ أوه يمكنك أصلّا مو حامل !
أبتسمت ليّال ترفع كفها تغرس أضافرها بذراع الهنوف ونطقت بحدّه : أول مالك دخل نعلم النّاس ولا مانعلم النّاس , ثانيًا أنا أعرف كل خططك من الألف إلى الياء , ولا مين الغبيّه تحط عمل تحت مخده رجّال متزوّج عشان بس يترك زوجته ويجيها , ولا تجيه بيوم زواجه وتسترخص نفسها عنده , لهدرجه بايعه نفسك ؟
رفعت حجاجها الهنوف بصدمه , كيف عرفت كل ذولي الأشياء , رفعت راسها تمثل الصمود ونطقت : عرفتي خططي بس للحين ماخلصت , تدرين ليه ؟ لأن سهّم يبيني من وحنّا صغار , جيتي على الدنيّا وخربتي علينا , كان عُمره سبع سنوات وأنا سنتين وكنا مع بعض , لين جيتي أنتي وخرب كل شيء !
ضحكت ليّال وعجزت تسكت , تضحك بقوّة لدرجه أستفزت الهنوف , رفعت راسها ونطقت : ضحكتيني صراحةً , بزر أنتي بزر ؟ لهدرجه عقلك عقل طفل تفكرين كذا ! لا والله حتى البزر يفكر أحسن منك !
مشت عنها ووقفت من سمعتها تقول : صدقيني مارح تتهنين معه , لا الحين ولا بعدين !
رصت ليّال على أسنانها بغضب وزفرت تهمس : صبّرك ياربّ !
دخلت ليّال غُرفه وجدان وأبتسمت تتقدم لها , جلست بجانبها : شكلك يجنن , صراحه أحسد غيّاث عليك !
ضحكت وجدان بعزّ ضيقتها ولفت عليها تنطق : تدرين وش قالي قبل شوّي ؟
ناظرت فيها ليّال وكملت وجدان : قالي أنه بينتظرني لين آخر عُمره , حتى لو جيته ومعي طفل !
أبتسمت ليّال وهمست : كلامه يجنن !
نزّلت راسها وجدان تلعب بأظافرها ونطقت بحُزن : ياربّ سهّم يسوّي شيء
عضّت شفايفها ليّال من طاريه , تنهدت ولفت عليها وجدان : أنا بروح أجلس بغُرفه جدتي عشان هِنا بيجلسون الحريم !
هزّت راسها ليّال ووقفت وجدان تمشي لغُرفه عهد , أخذت ليّال نفس تحط كفها على قلّبها من جتها نغزات , رفعت راسها تغمض عيونها من ألم قلّبها , نزّلت دموعها من الألم ونزّلت راسها من راح الألم , وقفت تعدّل شكلها عشان تطلع تساعدهم , ناظرت فُستانها الأسود والدانتيل الّي عليه , رفعت راسها تشوف ميكبها الجريئ نوعًا ما , لفت تفتح شنطها تاخذ عطرها وروجها الأحمر تجددّ الروج , طبطبت على شفايفها بسبابتها , أخذت عطرها - جيفشني الأحمر - تبُخ علىٰ نفسها وركزت أكثر بأماكن النبض , أبتسمت من أنتهت , لفت وسرعان ما لانت ملامحها تشوفه قدامها , مسّكت يدها تشدّ عليها , تقدم لها يميّل راسها يستنشقها وهمس بذوَبان : ليه تحبّين تعذبين قلّبي ي ليلتي !
أخذت نفس تشمّ العود الأزرق فيه , رفع يدينه يحاوط خصرها يقربها منه , ميّل راسه ناوي لكن قاطعه كفها الّي ثبته على شفايفه وهمست : أبعد عنّي !
نزّل عيونه لها ونطق : كيف أبتعد وأنتي أقرب لي من حبل الوتين ؟
حسّت بحنان بجُملته , لامسّ قلّبها بجُمله , أبتسم سهّم يناظرها : متى ناويه ترجعين ؟
رفعت عيونها له تهمس : لا تفكر أني برجع !
ترك خصرها وجلس يمسح على وجهه , رفع عيونه لها ونطق بترجي : قسّم بالله أنّي ندمت قلتله , ندمت سوّيت كذا , محد يدري سبب رجعتي بس عشان هذا السبب , ورجعت لأني ماني قادر أنسى , دعست على عقلي وجيت هِنا عشانك , بس عشانك , عشان بس أخذتك وأنسى الّي سوّيته !
جلست بجانبه ونطقت تناظر فراغ : بس لو رجعت لك وش ينسيني جرحي ؟
لف لها ونطق يبتسم : تنسينه معي , ينسينا وقتنا مع بعض !
هزّت راسها بالنفي تنزّل راسها , عضّ على شفايفه يقرب منها يثبت كفه على كفها ونطق : بننسى مع بعض مين حنّا , ننسى جروحنا الّي عانينا منها سنين طويله , نعيش مع بعض وكل واحد فينا يعطي حُبه للثاني !
رفعت راسها وسمحت له يشوف دموعها , رفع كفه يمسح دمعتها الّي توّرقت على خدها , تنهدت تنطق : مقدر أسامحك !
وقفت تطلع ولفت تلقي له آخر نظره له , طلعت تمشي لدروة المياة - يُكرم القارئ - وقفت عند المغسلة تجهش بكاء , رفعت راسها تشوف وجهها , أخذت تمسح تمسح دموعها تهدئ , طلعت من حسّت أنها أحسن وراحت عند عهد , وقفت بجانبها بأستغراب من أبتسمت لها عهد تلف للحرمة الّي قدامها تنطق : هذي ليّال بِنت مِتعب , حَرم سهّم !
أبتسمت الحرمة الّي قدامها تناظر ليّال وتنطق : ماشاءالله ماشاءالله قمر بوسط أرض نجد !
أبتسمت لها ليّال بأحراج , مشت عنهم الحرمة ووقفت بجانبهم نوال يرحبون بالضيوف .
' مجلس الرِجال '
تنهد يهوجس بوضعه والتوتر الّي صاير بحياته , رفع راسه لجارح الّي نطق : سهّم جدي يقول الشيخ وصل !
ناظره سهّم ببرود ووقف يسلّم على الشيخ , جلس بجانبه يناظر ضاري الّي بجانب الشيخ من الجهة الثانيه , لف يناظر هِمام الّي مبتسم ويناظر فيه , لف للشيخ الّي بدأ بالصلاة وأتم التسلّيم على أحسن الخُلق - صلوا على النبي - ومن بعده بدأ يتكلم عن شروط الزوج على زوَجته والعكس
لف الشيخ ساير لضاري لجلّ يوقع , وقع ضاري وأبتسم للنّاس الّي يناظرونه , وقع سهّم بحُزن مبيّن على وجهه , وقف ياخذ العقد يروح لوجدان , دخل وناظر دموع وجدان قدامه وحولها عهد وليّال ونوال , انحنى لها ونطق : آسف ياوجدان , هددني فيك وبالموجدين , ماقدرت أرفض لأني بخسركم للأبد !
بلعت ريقها وجدان ونطق : معذور , بس مارح أجلس معه عشاني زوجته , مارح أجلس أكثر من شهر زوجه له !
سهّم : أبشر بي , بندمه أنّه خذاك مننا وأنتي ماتبينه !
أبتسمت وجدان بضيق تسحب القعد توقع وأخذت تعهد لنفسها أنّه مارح يقرب منها , رفعت راسها له ونطقت : أهم شيء أنت لا تتضايق !
أبتسم يهزّ راسه ووقف يناظر ليّال الّي تناظر فيه , أبتسم يغمز لها وطلع من بعدها , توسعت عيونها من حركته ومشت مع نوال الّي دخلت
جلست بجانب نوال تهمس : النّاس كثيره مره
لفت عليها نوال تهمس بنفس النبرة : أُمي ماخلت أحد ماعزمته وفوقها أهل الرجّال صاروا قوم قريش !
أبتسمت ليّال تكبح ضحكتها على ذبه نوال , ناظرت فيها نوال : وأنا صادقه عند ربّي , قوم قريش
طلعت وجدان من الغُرفة تسلّم على النّاس , ناظرت فيها أُم ضاري - نادية - تنطق : وين أُمك ماطلعت تسلّم علينا ؟ في أُم ماتطلع بملكة بنتها ؟
صدّت عنها وجدان تهمس : الله يرحمها
ناظرت فيها نادية وجلست بجانب بنتها - سلوى - تناظر في وجدان وتتكلم , والواضحّ تتكلم عن وجدان والغيض يملئ وجهها
ناظرت ليّال عهد الّي أشرت لها تجي , مشت لها ونطقت عهد : تعالي ساعديني بعشاء الرِجال !
ليّال : تمام
مشت معها يدخلون المطبخ , أخذت نفس من شافت سهّم موجود , لفت لها عهد ونطقت : أرفعي كرتون المويه عشان يمر سهّم ويطلع
انحنت ليّال تشيل كرتون المويه , عضّ سهّم على شفايفه من بان جزء من صدرها , انحنى لها وهمس بضحكه : أنّ صرتي بين يديني مابرحمك !
توسعت عيونها من فهمت كلامه وضربته على كتفه بخفة , ضحك يوقف ياخذ صحن العشاء ويروح لمجلس الرِجال , وقفت ليّال وخدودها تشتعل خجل , لفت تساعد عهد بمُختلف الأشياء , لفت عهد لسهّم الّي دخل ومعه الدِلال ونطق : الـ## يبي ياخذ وجدان معه , قلتوا لها ؟
رفعت راسها عهد ونطقت : ماقلنا لها , بس بنقول لها الحين
لفت عهد لـ ليّال ونطقت : روحي قولي لها بسرعه !
هزّت راسها ليّال تطلع من المطبخ تقول لوجدان
لف سهّم لعهد وقرب منها يهمس بهمس مسموع : جده أبيك تساعديني !
رفعت عيونها عهد وهمست بنفس همسه : آمرني
أبتسم سهّم : أنا وليّال متزاعلين وهي ببيت عمّي من أمس , وأنا أحاول اقنعها ترجع لكن هي تعاند , أبيك تقنعينها ترجع معي اللّيلة !
أبتسمت عهد ترفع كفها تثبته خلف كتفه : أبشر
انحنى لها وقبّل راسها ونطق : الله يخليك لنا ي يمه !
عهد : يلا أنا بروح أشوف الحريم
ناظر سهّم المطبخ ونطق : فيه قهّوة جديدة ؟
هزّت راسها عهد بالأيجاب وأشرت : هذي هي
أبتسم سهّم : يعطيك العافية
لف يمشي يجددّ القهّوة وعهد راحت تشوف الحريم .
' غُرفه عهد '
دخلت ليّال وجلست بجانب وجدان : زوجك يقول يبيك تمشين معه
لفت لها وجدان ونطقت ببرود : قولي لهم جاهزه !
ميّلت ليّال شفايفها ونطقت : تمام
طلعت من الغُرفه ترجع للمطبخ وسرعان ما لانت ملامحها من الّي تشوفه , ماسك يدها ولا هو منتبه لـ ليّال ..
-قبل دقايق -
جددّ القهّوة بالدِلال ورفع حجاجه من طاح بريق القهّوة , تآوهت الهنوف بألم من حراره القهّوة وفزّ يمسك يدها يحطها تحت المويه الباردة , لفت الهنوف من سمعت صوت كعب ليّال وأبتسمت بخبث تقبّل خده قريب من مبسمه , تقشعر جسمه وجمد بمكانه من حركتها ولا قدر يحرك شبر من شاف ليّال متقدمه لهم وملامحها متفجره غضب
طبعت ليّال كف يرتسم علىٰ خد الهنوف ونطقت : وصلت فيك الدناءة تتلزقين برجّال متزوّج !!
ناظرت ليّال فيه متجمد بمكانه يناظر فيها بذهول , سحبته من كفه تطلع فيه للحوش الخلفي ووقفت تعطيه كف بكل قوّتها تصرخ بوجهه : سكت عن فعلتك الأولى لكن مابسكت الحين !!
رفع كفه يتحسس خده الّي يألمه من قوّة الكف , رفع راسه يناظر فيها , رفعت سبابتها تنطق بحدّه : بكرا توصلني ورقتي ولا بفضحك بين النّاس !
رفع حجاجه ينطق بحدّه : طلاق أنسيه !!
تجمعت الدموع بمحاجرها تناظر فيه وهو ينطق : ماقدرت أبعدها من قدامي , تجمدت بمكاني وكأني ثلج ولا قدرت أتحرك , ماكان قصدي أنك أخونك بس هـ ..
قاطعته من صرخت تضرب صدره ترجعه لورا : لا تبرر لا تبرر لا تبرر !!
وقف يمسك ذراعيها يمنعها تضربه وكملت تنطق بحرقه : أكرهك أكرهك !
تركت يدينه ومشت تدخل للداخل تدخل أيّ غُرفه فاضيه لجلّ تبكي على راحتها , ماتوّقعت ولا واحد بالميه بيصير بحالهم كذا , تحسّ بأن لوعه الحُب الّي كانت فيها له تحوّلت لـ لوعه كُره , جلست على ركبتيها تبكي بحرقه , كأنها طفله تبكي تدوّر حُضن يحتضنها يبعدها عن ضجيج العالم , تمنت أنها ماتت ولا شافته معها بالمنظر الّي شافته , وقفت تاخذ الفازا الّي قدامها تكسّرها بكل قوّتها , صرخت تعاتبه : ليه ليه ليييه !!
مسّكت أحد الزُجاج تشدّ عليه , ناظرت الدم الّي ينزف ويقطر من أصابعها للأرض , أخذت نفس تحاول تهدي نفسها , ما أهتمت للدم الّي ينزف ونزّلت راسها تمددّ تحاول تنسىٰ وتتهرب للنوم .
' أمام بيت هِمام '
طلعت تشوف سهّم قدامها وغيّاث وضاري , أخذت نفس تقترب منهم , ناظرت غيّاث الّي ناظر فيها وكأنه يوّدعها بعيونه ، أبتسمت بحُزن يطغي علىٰ عيونها تناظر فيه , لفت لسهّم المبتسم وعيونه حمراء ونطق وهو يناظر ضاري : صح ما أدانيك لكن ما أتوقع أنك بتنتقم منّي بأختي , حطها بعيونك ولو حصل لها خدش لا تلوم الا نفسك !
ناظرت فيه وجدان وتقدمت تحضنه , أبتعدت عنه وهمست : لا تخاف مارح يصير لي شيء
هزّ راسه سهّم وشافها تمشي تركب السيارة , ركب ضاري ومد يده يحرك الدركسون يمشي من الديرة , ناظر فيها ونطق بحدّه : من الحين أقولك لا تجين بعدين تقولين ليه ماقلت لي
قاطعته تهمس بينها وبين نفسها : بعدين ؟ هذا متأمل مره أني بجلس معه
ضلّت تسمع قوانينه وتحكيمه عليها وهي تهزّ راسها , ضاري : فاهمه ؟
أخذت نفس تستغفر ونطقت : إنّ شاء الله
صدّت ناظر سواد السماء والنجوم تزّين السماء , ضلّت تتأمل ولاهي عارفه وين وجّهتهم ولا تبغىٰ تعرفها .
' بيت هِمام '
رفعت راسها بصُداع شديد من كثر مابكت , ناظرت الدم ببرود ووقفت تطلع من الغُرفه , دخلت دورة المياة - تكرمون -
-.
.
لاتنسون النجمة💓
أنت تقرأ
أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ
Adventureالحرب والحُب فقط , مشاعر مُتضاده تجتمع في وقتٍ من الزمن ..