« ١٤ »

7.6K 235 4
                                    

~ مجالس الرِجال ~
ابتسم جارح يناظر القهّوجي يصب القهّوه , لفّ لنواف اللي نطق : جرّاح صح؟
هزّ جارح راسه بالنفي : لا جارح
ضحك نواف : ياخي تتشابهون مره
جارح : توأم اكيد نتشابه
ناظره نواف وسكت وصد عنه جارح يسمع لمِتعب وسهّم وغيّاث , ابتسم مِتعب : نواف إنت تدرس؟
ابتسم نواف : ايه جالس ادرس جامعه تخصص إداره اعمال
مِتعب : ماشاءالله ماشاءالله
ابتسم جرّاح : شكلك طايش
هزّ نواف راسه بالنفي : يعني , الحين صرت امسك مسؤوليه , عقلت
سهّم : باين عليك هادي بزياده
ابتسم نواف بدون رد ورجعوا يكملون سوالفهم بمختلف المواضيع
~ الحديقه الخارجيه ~
كانوا الجوهره وبيلسان وحلا على جوالاتهم ووجدان وليال يتلظرون ببعض , وقفت ليال تنطق : استأذنكم شوي وبرجع
اخذت جلالها ومشت تدخل , زفرت تدخل المطبخ تشرب مويه , ناظرت بالخادمه اللي دخلت ونطقت : آنسه ليال عادي اقولك حاجه؟
ابتسمت ليال : ايش؟
نطقت الخادمه سلمى : الموجودين بيجلسون هنا لوقت اطول؟
رفعت ليال كتوفها ونطقت : ما اعرف بس ليه؟
قربت سلمى من ليال وهمست : في وحده كانت قريبه من مدخل المطبخ كانت تكلم
استغربت ليال : ايوه؟
سلمى : كانت تخطط تطلع مع عيال
تسوعت عيونها ليال من اللي سمعت تأكدت انها الجوهره لأنها استأذنت منهم عشان تدخل الحمام , هزّت راسها ليال تنطق : خلاص شكرًا وانتبهي لا تقولين لأحد شيء تمام؟
هزّت راسها سلمى : تمام
مشت تطلع ليال لجناحها تبدل فستانها لشيء خفيف وهي تفكر فيهم والفرق الشاسع بينهم , هي ووجدان تربوا ببيئه متشدده للدين وهالشيء جميل جدًا , والبنات تربوا بتفتح , يظهر تربيّته حتى على الشخص , هزّت راسها بالنفي تبعد افكارها السلبيه ونزلت للبنات , لفّت من احد مسك معصمها , شهقت من شافت سهّم وناظرته يضحك , رفعت كفها على صدرها تهمس : خوّفتني!
حضنها يرفع ذراعيه على اكتافها وهو يتنهد بخفه , رفعت ذراعيها لظهره ونطق سهّم : جالسه تفترين بالبيت , شفيك؟
ناظرته ليال : لا بس كنت بالمطبخ ورحت ابدل ملابسي , شفيك جاي للقصر الشرقي؟
سهّم : الجلسه كانت غثيثه وجيت , بنام لأني تعبت
ليال : ليه؟
سحبها معه وهو يرفع ذراعه على كتوفها يمشي للمصعد : ذا ولدهم الخكري كل مافتح فمه صدع روسنا بسوالفه , ليته ساكت
فتح المصعد ودخلوا ونطقت : ليه؟ احسه إنسان طبيعي
نزل عيونه لها ونطق : يسولف عن حياته وسفراته والمسؤوليه اللي شايلها وهذي الطبيعيه وذي السوالف تصدعني
ضحكت ليال بخفه تهزّ راسها بدون رد , توسعت عيونها من حشرها بينه والجدار وهمست : سهّم حنا بالمصعد!
ابتسم سهّم يمد يده للأزرار يوقف المصعد , انحنى لها يقبّل ثغرها , يفرغ شوقه لها بقُبل , رفعت كفها على صدره تستوقفه تاخذ نفس , ضغطت زر تشغيل المصعد وناظرها يضحك لأنها تتهرب منها بسبب خجلها , تنهد بخفه وهو ينطق : آه يا ليال
انفتح المصعد ومشوا لجناحهم يعلنون إنتهاء ليلتهم .
~ عند المدخل ~
دخلوا البنات ووجدان تدعي على ليال بداخلها , ناظرت بسناء وبناتها اللي يلبسون عباياتهم وناظرت نوال اللي نطقت : تنورونا مره ثانيه
ابتسمت سناء : إنّ شاءالله وأنتوا عاودوا علينا الزياره
هزّت راسها نوال ومشت معهم لين طلعوا ورجعت تجلس مع وجدان تمسح راسها : اف عليهم
اكلت وجدان من الحلا ونطقت : ليه؟
نوال : ثقيلين دمّ
ضحكت وجدان : وليال خلتني مع ذولي وسوالفهم تصدع بالراس
ضحكت نوال بخفه ونطقت : وينها الحين؟
مسحت وجدان يدينها بالمنديل : شفت سهّم طالع من قصرهم اتوقع انها فوق معه
هزّت راسها نوال تشرب من فنجالها وناظرت المدلخ اللي انفتح وكانوا العيال , رفعت وجدان طرحتها على راسها من شافت التوأم داخلين مع غيّاث , مشوا يجلسون ونطق غيّاث : وين العرب؟
نوال : راحوا لبيتهم
استغرب جرّاح : كيف راحوا وولدهم موجود
ناظرتهم وجدان : موجود وجايين ليه؟
ناظرها جارح واخذ من الحلا ينطق : طردنا خالي مِتعب
ضحكت نوال : ليه؟
رفع كتوفه جرّاح : قال يبي يكلم الولد لحالهم وطردنا
وجدان : وسهّم طلع معكم؟
هزّ راسه غيّاث بالنفي : طلع قبلنا عشانه مصدع
هزّت راسها وجدان ووقفوا التوأم يروحون ينامون ووقفت نوال تروح تنام , لفّ غيّاث لوجدان ونطق : اللّيله صباحي
رفعت عيونها له ونطقت : ماظنتي
وقفت والتفت يشوف إذا في احد من الخدم او شخص ثاني ومشى لها يرفعها وتوسعت عيونها : غيّاث!
مشى بها للدرج يصعد لجناحهم , رفع الباب المردود برجله ودخل يجلس على الكنب وهي بحضنه , ابتسمت وجدان : نتابع فلم؟
ابتسم غيّاث : تمّ
اخذ الريموت وضغطه ينطق : بتابع معك فلم ابي اتابعه من زمان
وقفت وجدان تنطق : بغيّر فستاني واجي اشوف فلمك
مشت لغرفه الملابس تاخذ لها بجامه تلبسها , طلعت بعد ماخلصت وجلست بجانبه ونطق وهو يناظر التلفزيون : ارجعي مكانك
عقدت حجاجها ونطقت : وين ارجع
أشر على حضنه وضحكت توقف : ولا تزعل
فتح ذراعيه وهو دخلت بحضنه ترفع كفها على صدره , انعرض الفلم يتابعونه ويتهاوشون كل شوي على الأحداث
ناظرها غيّاث ونطق : البطله شق
رفعت راسها لها ونطقت بسخريه : وقبل شوي تهاوشني لو قلت للبطل كتكوت يحبها
ابتسم غيّاث : انا امدحها عادي بس إنتي لا
ناظرته ووقفت ترمي عليه المخده اللي بجانبها ومشت للسرير تنسدح بزعل , ضحك وقفل التلفزيون يمشي لها , ناظرها تغطيه ظهرها وانسدح بجانبها يدخلها بحضنه , سكتت وجدان تغمض عيونها لأن ماتبي بُعد حضنه , غفت بين حضنه وهو يتأملها ألين غفى .
~ الصباح ~
انتهى سهّم لبس ثوبه , اخذ جواله ومفاتيحه وناظرها نايمه إلى الآن والتعب باين عليها من أيام , انحنى لها يقبّل راسها وابتسم ينزل ينزل لعنقها يقبّله بتكرار , رفع راسه ونزل تحت للشباب , ناظهم كلهم موجودين وينتظرونه وناظروه وطلعوا يتوجهون لساحه الأعدام , ناظر الطريق وهو ساهي , كيف انقلبت حياته بعد ماتوفى عبدالعزيز وزوجته وصارت مقلوبه فوق تحت , كانوا كلهم تحت حُكم هِمام الظالم والقاسي جدًا بحقهم , يحرمهم ابسط الأشياء ويتحجج بأنها مالها داعي , وصلوا ونزلوا ويناظرون الناس المتجمعه ووقفوا يناظر الساحه الكبيره , وقفت سياره الشرطه ونزل هِمام برفقه الشرطيين ووقفوه على الخشبه , تقدم السيّاف ومعه سيفه ونطق : انطق الشهاده
ناظر هِمام مِتعب واحفاده من غيّاث لين جرّاح واقفين وعرف انه خسر وهُم اللي صعدوا الجبل وهو اللي رموا عليه الناس التراب , نطق الشهاده وغمض عيونه يستلم , رمش سهّم ينتظر متى يرفع السيّاف السيف , ماهو متشمت لكنه ينتظر حق امه وابوه , ناظر السيّاف اللي رفع السيف على رقبة هِمام وانقصت رقبة هِمام , كانت فيها ديون ناس كثيره ظلمهم , سلموا الناس على مِتعب والشباب يعزونهم ورجعوا القصر بعد ماخلصوا , دخلوا القصر وناظروا البنات الجالسين يواسون نوال اللي كانت تبكي , تقدم لها غيّاث يحضنها وهو ينطق : خلاص يا امي خلاص
مسحت دموعها نوال تحاول تهدى ولكن مانفع , ناظرت ليال سهّم ميّلت شفايفها بحزن , تقدم لها سهّم يوقف بجانبها وفهمت انه بيواسيها بطريقته , جلسوا كلهم بصمت ولا احد قدر يفتح سالفه , انتهى يومهم بضيق ولا أحد قدر يجلس مع الثاني ..
-
مرت الأيام والأسابيع وحالتهم تحسنت نوعًا ما , مشت ليال مع وجدان ينزلون مع الدرج وشهقت من شافت الدمّ اللي ينزل منها , صرخت بصوت عالي : سهّم تعال ألحقني!!
سهّم اللي كان جالس بالصاله ولفّ من سمع صراخها واستنجادها فيها , ناظرت وجدان الدمّ وصرخت لعلّ يجي أحد , ركض لها وهو مفجوع ينطق : شفيك؟
ناظر الدمّ ورفع عيونه يشوفها تتعصر من الألم شالها ولا أهتم للموجودين بالصاله ووقفوا كلهم يناظرون سهّم اللي شايل ليال اللي تصرخ , ركب السياره وانطلق للمستشفى ودخلوها الطوارئ , انتظر لعده ساعتين ووقف من طلعت الدكتوره : الحمدلله على سلامتها والله يعوضكم في جنينكم
جمد سهّم بمكانه ونطق : هاه؟ ليال سقطت؟
هزّت راسها الدكتوره تنطق : للأسف فقدنا الطفل لكثره حركتها وكثره المشي وهي الآن تحسنت حالتها وتقدر تشوفها
مشت من عنده ونزل عيونه للأرض يستوعب الخبر , مشى لغرفتها يدخل وناظرها تمسح دموعها , تقدم لها وقبّل جبينها ينطق : الله يعوضنا
بكت ليال اكثر وجلس على طرف السرير يرفع كفوفها يمسح دموعها : أنّ ماجاء يجي غيره , لا تحزنين ربّي بيرزقنا
هزّت راسها تمسح دموعها وهي ترفع نفسها له تحضنه , بلع ريقه سهّم ومسح على ظهرها وهو يسمع شهقاتها دليل بكائها , نزل عيونه من انتظمت انفاسها وعرف انها نامت , ابعد عنها ولحفها وطلع من الغرفه يشوف إتصال مِتعب , رفعه ونطق : سمّ؟
تنهد سهّم : الله يعوضنا
ابتسم مِتعب بحزن ونطق : لا تيأس إنّ شاءالله ربّي بيرزقكم غيره
جلس سهّم على الكراسي ونطق : إنّ شاءالله
قفل مِتعب الأتصال وسند راسه سهّم على الجدار وهو يفكر , تعب ليال الكثير من الحمل آخر فتره ووحامها , ماكان ينام زين عشانها وعشان لا تتعب وهو نايم , ماحسّ بنفسه وغفى بمكانه .
~ قصور آل طالب ~
تنهدت وجدان بعد ماسمعت الخبر من مِتعب وناظرت غيّاث اللي جالس يضيّع وقته مع أخوانه بالبلاي ستيشن, وقف وهي تتقدم تنطق بابتسامه : بتحداكم
ضحك جرّاح : لا تتحدين غيّاث نصيحه
مد لها اليّد وجلست وجدان وهي تناظر غيّاث اللي : نلعب فيفا ونشوف مين اللي يخسر
ابتسمت وجدان : تمّ
جلست بجانبه ونطق جارح : انتبهوا لا تطيّرون راكان
ناظره غيّاث يرفع حاجبه وبدؤا اللّعب وانتهى القيم بفوز وجدان على غيّاث - 3-7 - ضحك جرّاح : أخيرًا أحد يفوز على غيّاث
ابتسم غيّاث : ارخيت لعبي عشان تفوزين ولا ماكان فزتي
صرخوا التوأم ينطقون : يا الخروف!
وقف غيّاث ناوي يجلدهم لكنهم ركضوا ومن دخلت نوال على صراخهم صاروا ورا ظهرها , اخذ غيّاث شماغه ونطق يوقف قدام نوال : يمّه طلعيهم لي
رفعت نوال حجاجها تنطق : والله ماتلمسهم
دخل مِتعب بكاسة الشاي اللّي بيّده وضحك ينطق : لا تحاول ياغيّاث دام أم غيّاث دخلت بالموضوع
طلعوا جرّاح وجارح من ورا ظهر نوال وجلسوا وطلع لسانه جرّاح يقهر غيّاث , ضحك غيّاث يرفع حاجبه : تضحك وإنت ووجهك
مسح جرّاح على ذقنه : احسن من وجهك
التفت غيّاث على أمه ونطق : يمّه يبي لك من يربي عيالك
عضّت نوال شفايفها : إنت من عيالي
ابتسم غيّاث يسكت بدون رد , مِتعب : سهّم وليال ماجاو؟
هزّت راسها وجدان : لا للحين
رفع مِتعب جواله يلبس نظارته ونطق : ماكلمكم اليوم؟
هزّوا روسهم بالنفي وضغط جواله يتصل عليه .
~ المستشفى ~
هدوء وظلام الغرفه يعمّ عليهم , راسه على سريرها وكفها بين كفه وهي نايمه على السرير بهدوء , فزّ من كان الجوال بجانب راسه وغمض عيونه بتعب واستوعب انه نام بوضعيه غلط , طق رقبته واصدر صوت طق عظامه ورفع جواله يشوف المتصل , حطه على اذنه ونطق وهو يوقف للحمام : سمّ
ابتسم مِتعب : سمّ الله عدوينك , اختفيت عننا من امس وينك وانا عمّك؟
دخل سهّم الحمام وهو لا زال على الخط وناظر شكله المُبعثر ورفع يده يبعثر شعره وهو ينطق : لا بس نمنا وانا تعبان ماحسيت بالوقت
مِتعب : كيف ليال اليوم؟
ثبت سهّم جواله على كتفه وبين راسه وغسل يده ووجهه : احسن من امس وكتبوا لها خروج اليوم
ابتسم مِتعب : تطلعون بالسلامه , نوال بتستقبلكم بالسمك المحمّر
ضحكت نوال وهي تسمعه وضحك سهّم بخفه يطلع من الحمام ينطق : ماتقصر عمّتي نوال خيرها سابق
مِتعب : يلا ما اطوّل عليك
قفل مِتعب ورفع راسه سهّم يشوف ليال اللّي صحت , تقدم لها يقبّل جبينها ينطق : جيعانه؟
هزّت راسها بالنفي : بنام
سمعوا طرق الباب وكانت الممرضه تدخل بالفطور وهي تنطق : سلامتك أخت ليال , اللّي تحت للمريض واللّي فوق للمُرافق
هزّ راسه سهّم وطلعت الممرضه ومشى للطاوله ياخذ الفطور يسحبه لها , ابتسم يفتح البوكس ينطق : اكلي عشان نطلع
رفع لها ظهر السرير بحيث ترتاح بجلستها وابتسمت تشوف اهتمامه فيها رُغم انه تعبان , قرب لها الطاوله ورفعت كفها تاكل وهي تسمع لسوالفه , تعرف انه مايبيها تتضايق وتشغل نفسها بالتفكير السلبي ويشغلها معه عشان لا تفكر , ابتسم يشوفها تأمُلها له ونطق : مركزه فملامحي ولا إنتي مركزه بسالفتي؟
ابتسمت ليال : لا بس سرحت
فتح علبه المويا يعطيها ونطق : عندي قضيّه بنت
رفعت راسها ورفعت حاجبه , ضحك سهّم لأنه يعرف انها تغار عليه لمّا يفتح موضوع قضايا البنات اللّي عنده , تقدم يقبّل راسها ونطق : لا ماعليك ماعندي قضيّه
ابتسمت ليال وهي تنطق : متى نطلع تعبت من الجلسه؟
سهّم : امس كتبوا لك خروج اليوم العصر
ناظر ساعته ونطق : والحين الساعه سبعه
وقف ينطق يغمز لها : بس بضبطك واطلعك الحين
ضحكت ليال وطلع سهّم يمشي لمكتب الدكتوره , طلع من مكتبها بعد ما اخذ أذن من الدكتوره أنها تطلع بس على مسؤوليه سهّم لو صار لها شيء , دخل الغرفه وهو ينطق يقفل الباب : جبت لك خروج
التفت لها وناظرها واقفه وماسكه عصا المغذي بيدها , ابتسمت ليال : وش قالوا لك؟
تقدم لها يمسكها : ليال اجلسي لا تتعبين نفسك
مسكته تهزّ راسها بالنفي : لا لا انا اوقف ظهري يعورني من الجلسه
هزّ راسه ونطقت ليال : وش قالوا؟
ابتسم سهّم : تطلعين بس على مسؤوليتي
ابتسمت ليال : نطلع الحين؟
سهّم : ايه
دخلت الممرضه بعد ماطلبها سهّم من الجهاز ولبست ليال عبايتها بمساعدة الممرضه واخذوا ادويتها وطلعوا يتوجهون للقصور .
~ القصور , جناح غيّاث ~
انتهت وجدان من لبسها وناظرت بغيّاث اللّي دخل وهو منزعج , ناظرها وابتسم يتقدم لها يحضنها ورفعت راسها تنطق : شفيك منزعج؟
هزّ راسه غيّاث بالنفي : لا لا بس اتصلوا عليّ الدوام
جلسوا على السرير ونطقت وجدان : كل يوم يتصلون عليك بس اليوم غير , صدق وشفيك؟
تنهد غيّاث : شفتي اللّي راح سهّم لهم؟
هزّت راسها وجدان وكمّل:حصلناهم اليوم بعد ماهربوا ويوم سمعنا اقوالهم رموا تُهمهم على سهّم
ابتسمت وجدان تحاوط وجهه بكفوفها تنطق : ماعليك منهم بيطلع الحقّ
ابتسم بدون لا يرد عليها ونطقت : وش يبون من سهّم؟
غيّاث : يهددونه فينا لين راح لهم بيوم ملّكتنا
ابتسمت وجدان : لا تضايق نفسك بينكشف أمرهم
ابتسم غيّاث : كيف ازعل وإنتي عندي؟
غمضت عيونها من انحنى يقبّلها , يفرغ اللّي فيه بقُبل , يمكن تشفي غليله بجانبه وبين أحضانه , نزل لعنقها يقبّله ويزرعه ورد , ابعد عنها وهو يوقف ويرفعها معه وابتسم : صحيني على العصر
هزّت راسها بابتسامه وانسدح غيّاث بتعب , قللت درجه برودة المكيّف وانسدحت بجانبه تلعب بخصل شعره .
~ امام القصور ~
وقفت سيّاره سهّم ونزل ومعه ليال يدخلون للداخل , حصلوا مِتعب اللّي يقرأ كتابه وبجانبه نوال تناظر التوأم اللّي يلعبون بلاي ستيشن , تقدموا لهم ونطق سهّم بابتسامه : سلام عليكم ياقوم
وقفوا وضحك جرّاح : ابك وش جابكم؟
رفعت حاجبها ليال : قاعدين على قلبك
تقدموا يسلمون ويتحمدون لها بالسلامه وجلسوا , ناظرهم مِتعب ينطق : جيتوا على الغداء جاهز
ضحك سهّم : عمّي إنت أكثر واحد تبي الغداء
ابتسم مِتعب : وش اسوي من قالت لي نوال بسوي لكم غداء سمك وعاد طبخها مايتطوف
ضحكت نوال : ابد كل جمعه نسوي مثل عادتنا بالديره
ابتسموا ونطق جارح يرفع اليد : نتحداك سهّم فيفا؟
وقف سهّم وهو ينطق : ما اقول لا
جلس واخذ اليد من جرّاح , ضحك جرّاح يستذكر السالفه : لا تصير مثل غيّاث خروف تجيك ليال وتلعب
ابتسم سهّم : ليه؟
قاله السالفه جارح وانفجر سهّم يضحك : خروف صدق بس مارح اصير مثله ماعليك
صغر عيونه جرّاح : نشوف
وقفوا من انتشر صوت آذان العصر بأرجاء الحيّ , طلعوا للمسجد العيال وبقوا البنات بالبيت يصلون فرضهم , جلست نوال بعد ماصلّت ونطقت : ليال تعبانه؟
هزّت راسها ليال تنطق : لا لا مافيني شيء بس ألم بسيط
ابتسمت نوال تسكت وناظرت بغيّاث ووجدان اللّي نزلوا يسلّمون شفهيًا ويتحمدون لـ ليال بالسلامه , مشى غيّاث يطلع للمسجد ووجدان جلست  , الصَمت سيّد الموقف لين جاتهم سيّده الخدم علاء : آنسه نوال الغداء جاهز بس ننتظر الشباب
ابتسمت نوال تهزّ راسها : تمام
دقايق ودخلوا العيال وتوجهوا كلهم يتناولون الأكل وهُم ساكتين أحترامًا للأكل , كسر هالصمت مِتعب وهو ينطق : جرّاح وجارح بتكمّلون جامعه؟
رفع راسه جرّاح : أنا ماعندي مشكله أكمّل
هزّ جارح راسه بالنفي : انا مابي اكمّل لأني لقيت الشيء اللّي ابيه
ناظروه بأستغراب ونطق جارح بابتسامه : انا مسجل بنادي فروسيه وإنّ شاءالله لو شريت خيل بصير متسابق هناك بأسم السعوديّه
ابتسموا كلهم ونطق غيّاث يبثعر شعره : وليه ماقلت لنا ياجحش؟
ضحك جارح : كنت أبيها مفاجأه بس ماضبطت بالوقت المناسب
ابتسم مِتعب : ولك مني الخيل اللّي بتختارها
رفع راسه جارح ونطق : ماتقصر خالي
ابتسم سهّم : وفالك الجوائز ياوحش
هزّ راسه جارح يبتسم : إنّ شاءالله
استكمّلوا يومهم بأفضل لحظاتهم وممكن أنها تُخلد بالتاريخ , انسدحت ليال بتعب وناظرها سهّم ينطق : اكلتي اوديتك؟
هزّت راسها بالإيجاب وابتسم يتمدد بجانبها يتأملها , التفتت عليه تدخل بحضنه , ماتبي غير حضنه , تبي تهرب من العالم الخارجي وتدخل بحضنه , لأنه المكان اللّي حصلت فيه الأمان بعد أبوها , غفت بين أحضانه وناظرها سهّم تتهرب من الواقع المرّ , غمض عيونه تغفى عيونه عن العالم الواقعي .
~ غرفه جرّاح وجارح ~
ناظر جرّاح جارح اللّي تمدد وهو يناظر السقف ونطق : صدق سجلت بالفروسيه؟
التفت جارح وابتسم : ايه ليه؟
ابتسم جرّاح : أخوي اللّي ربيته بيّدي كبرت وصرت بالفروسيه
ضحك جارح ينطق : مانت مبعد عنّي بينا سبع دقايق
اعتدل جارح ونطق : وإنت لو دخلت الجامعه وش تبي تدخل؟
جرّاح : إذا كانت نسبّتي نفس وجهي بدخل إدارة أعمال وإذا كانت حلوه بدخل بأرامكو وأصير المهندس جرّاح آل صارم
ناظره جارح يضحك : احلامك واسعه بس إنّ شاءالله تتوفق
انسدح جرّاح ينطق : وإذا صرت المهندس جرّاح بنفخ خشمي عليكم
رمى جارح المخده عليه ونطق : إنت أختبر قدرات وتحصيلي وبعدين يصير خير
ضحك جرّاح وهو يحضن المخده اللّي رماها جارح عليه , وقف جارح يسحب المخده ورجع لسريره ينام .
~ جناح غيّاث ~
لبست بجامتها الحرير وناظرته جالس على لابتوبه , تقدمت له تجلس بجانبه ونطقت : مابتنام؟
هزّت راسها بالنفي ورفع عيونه لها وابتسم غيّاث : تروحين معي شهر عسل؟
ابتسمت وجدان : على انه متأخر بس تم
ضحك غيّاث يسحبها لحضنه وهو يقبّل ثغرها , رفع راسه ونطق : بنروح لأبو ظبي والدوحه
ناظرته وجدان وكمّل غيّاث : لو تبين زياده قولي
هزّت راسها بالنفي وهي مبتسمه : لا لا بس اهم شيء اكون معك
ابتسم غيّاث ياخذها معه للسرير يغرقون بعالم الأحلام مع بعض .
~ صباحًا ~
نزل سهّم ومعه ملفاته وهو يدندن بعِده أغاني , سكت من شاف مِتعب ونوال ووجدان جالسين بالجلسه الخارجيه , تقدم لهم يسلم شفهيًا ونطق : نستأذنكم بروح الدوام
هزّوا رووسهم ونطقت نوال : سهّم اليوم لا تتأخر على الغداء
ابتسم سهّم : إنّ شاءالله على حسب شغل اليوم
هزّت راسها نوال : تمام الله يحفظك
طلع من عندهم يروح لدوامه , ناظر وقت المحاكمه لحنين وكان بقى سبعطعش دقيقه , دخل صالة المحكمه وناظر مكان القاضي فاضي وزفر براحه , ابتسم من شاف تركي يغمز له , وقفوا الحضور من دخل القاضي ينطق بصوت عالي : محكمه
بنُص المحاكمه توتر سهّم لأن في أشياء تطلع ماكان عارفها , ناظر حنين اللّي تبكي وعضّ شفايفه بقهر لأنها كذبت عليه بأنها ماتقدر تجيب عيال وألفت حكايه غير حقيقه لجل تنتصر , لكنها كذبت بالحكايه وخسرت بالنهايه , طلع القاضي بعد ماحكم على حنين بالسحب منها طفلها وترجع حضانته لأبوه , نزل سهّم يسلم على تركي خدادي وطلعوا وهُم يسولفون مع بعض , التفت سهّم من نطقت حنين : استاذ سهّم
سهّم : هلا؟
تقدمت له حنين ونطقت : انا آسفه على اني كذبت بالحكايه بس كنت ابي بنتي معي وما اب..
قاطعها سهّم ينطق : كذبتي وتبين تنتصرين على طليقك؟ هذا هو فاز بحقيقته ولا خسر , إنتي اللّي خسرتي وهو فاز وأخذ بنته من حضنك , معليش الجلسه انتهت والحكم لازم يتطبق
عضّت شفايفها حنين وهمست : طيّب ليه تسلم على عدونا؟
ضحك سهّم بسخريه : تركي صديقي ولو تدخل بينا مليون قضيّه مايتغيّر شيء بينا
مشى عنها وراح لتركي , مد له تركي كوب القهوه ونطق : باين انك معصب , قل وشفيك؟
رفع راسه سهّم ينطق :مقهور منها
طبطب على كتفه ونطق تركي : ماعليك منها اهم حاجه مايصير لك شيء
تنهد بخفه ومشوا للمكتب يريحون .
~ قصور آل طالب ~
فتح المصعد وطلعت ليال منه تجلس في الصاله , ناظرت الشباك المُطل على الحديقه وعقدت حاجبينها تشوف سيّده الخدم علاء متجه لها وبيّدها ورد , ابتسمت علاء تنطق : آنسه ليال الورد لكِ هديه من مجهول
ابتسمت ليال لها ووقفت تاخذ الورد منها وتنطق : مين اللّي جابه؟
علاء : المندوب ويقول المرسل مجهول
هزّت راسها ليال ونطقت علاء بضحكه : يمكن مُعجب سرّي
ضحكت ليال بخفه وتنطق : مُعجب يلاحق وحده متزوجه؟
ابتسمت علاء بدون رد وراحت للمطبخ , فتحت ليال الكرت وناظرته فارغ , حطته على الطاوله وهي تناظر التلفزيون , دخل غيّاث وناظرها جالسه وسلم ونطق : محد صحى؟
هزّت راسها بالنفي تنطق : عمّتي صحت ورجعت نامت
جلس غيّاث يشرب مويا وحك جبينه ينطق : ليال تجيك إتصالات غريبه؟
استغربت ليال وهمست : ايه , وبعد تجيني هدايا
عضّ شفايفه غيّاث ونطقت ليال : ليه فيه شيء؟
هزّ راسه بالنفي ووقف : استأذنك
مشى لجناحه وهو يتنهد , دخل ونزع بدلته وانسدح على السرير بعد ما لبس , فتح عيونه من حسّ فيها بجانبه وابتسم غيّاث يناظرها تنطق : ماتخلي عادتك؟
ضحك لأنها تقصد انه يرمي ملابسه على الأرض ونطق : انسى
قربت منه تحط راسها على كتفه وهمست : بكرا لا تنسى
هزّ راسه وناظر بطنها اللّي برزت شوي ورفع كفه يثبته عليها ونطق : متى بيشرفنا؟
ابتسمت وجدان : اليوم دخلت الرابع
غيّاث : ذهب القليل وبقى الكثير
ضحكت ترفع راسها له ونطقت : لا تعد الأيام وبيجي بسرعه
ناظر وجهها ونطق : للحين ماني مستوعب أني ماخذك وبصير أب منك
ابتسمت تشوف عيونه اللّي تلمع وهمست : ربّي مجازينا
ابتسم وحاوطها بذراعيه يغمض عيونه يستسلم للنوم .
~ الصاله الملكيه ~
دخل مِتعب القصر بعد ماكان بمكتبه الخارجي , ناظر ليال الجالسه وتقدم لها وهو يدخلها بحضنه وهو ينطق : وراك جالسه لحالك؟
ابتسمت ليال : ماكان في أحد وجلست لحالي
ابتسم مِتعب يشوف الورد ونطق : اكيد سهّم!
ضحكت تهزّ راسها بالنفي تنطق : لا مب منه
عقد حجاجه ونطق : من مين؟
رفعت كتوفها بمعنى انها ماتعرف , اعتدل ياخذه يشوف الحرت لكنه شافه فاضي , طاحت عينه على حرف - A - نهايه الكرت من ورا ورفع راسه لها : ماتعرفينه؟
ليال : معرف لي اسبوع يجيني ورد ومعرف من مين
هزّ راسه مِتعب ونطق : إذا جاك شيء زياده علميني
ليال : تمام
سكت مِتعب يقبّل راسها , مايبي أنوار تدخل حياته وحياتها وتخربها من جديد , وخصوصًا ان ليال كبرت وعرفت الحكايه والأكيد مارح تسامحها لو وش يصير , تنهد مِتعب وابتسم لها , دخل سهّم القصر وسلم يجلس : الدنيا هاديه؟
ناظره مِتعب : شوفة عينك مافي أحد
ابتسم سهّم : جارح موجود؟
هزّت راسها ليال : موجود بس بالملعب
سهّم : تمام
طلع سهّم يمشي لملعب كورة القدم اللّي برا , ناظره جارح اللّي يرمي الكوره بالمرمى وبجانبه زمجر ونطق سهّم بصوت عالي : يالفارس
التفت جارح وناظره يضحك وتقدم له سهّم ينطق : اثرك مسجل بنادي بالديره؟
هزّ راسه جارح ينطق : ايه من زمان
ابتسم سهّم : اليوم سجلتك بنادي هنا بالرياض , واكيد ماتبي الديره؟
ابتسم جارح : عاش أبو عزّ عاش , بس وش عرّفك بالنادي اللّي سجلت فيه؟
سهّم : طُرق خاصه
كشر جارح : ياي يالطُرق الخاصه , اكيد مدوّر بالسجل حقي
هزّ راسه سهّم يضحك ونطق وهُم يطلعون من الملعب : سجلتك بأفضل نادي , وعاد انتظر الخيل
ضحك من تجاوزه جارح يدخل القصر ويبلغ الخدم بأن يهتمون بزمجر , دخل وناظر نوال ومِتعب وليال وغيّاث ووجدان الجالسين وتقدم يجلس بجانب ليال , وقف مِتعب يمشي لمكتبه الخارجي ياخذ المفاتيح والشهاده يرجع لهم , رمى مفتاح بطريقه عفويه على سهّم ومفتاح على غيّاث ينطق : الله يكفيكم شرّه
استغربوا ونطق غيّاث : وشذا؟
ابتسم مِتعب : قصور لكم
ضحك سهّم ينطق : ماتقصر ياعمّ وخيرك سابقنا
غمز غيّاث لسهّم : شرايك نبدل القصور إذا ماعجبني حقي وإذا كان بعيد؟
رفع سهّم حاجبه : سرّ امها
ضحك مِتعب : لا تخاف كلها موجوده هنا بس متفرقه والشيء الوحيد المشترك هي الأسوار
غيّاث : اح ليه ماركزت بالصك يوم شريت معك؟
رفع كتوفه مِتعب بمعنى مايعرف ونطق غيّاث وهو يغمز لمِتعب : والورق اللّي بيّدك؟
ضربته نوال بخفه تنطق : عليك باللّي بيّدك
عضّ شفته غيّاث ينطق : شكل خالي تزوّج
ناظره مِتعب يضحك وهو رافع حاجبه وضحك سهّم : عمّي يزوّجك الثانيه والثلاثه والرابعه ولا يتزوج
ضحك غيّاث : لحظه خل اخمن مره ثانيه , شكلها أوراق خلع ليال لسهّم
صرخ سهّم : هي انا شدخلني
ناظرته ليال تنطق : الصمت عن بعض اليشر يعتبر جود
انفجروا يضحكون وناظرها غيّاث : مقبوله منك يا أختي من الرضاعه
عقدت حجاجها وجدان : أخوان من الرضاعه؟
هزّت راسها ليال : أخوان من الرضاعه
لفّوا لسهّم اللّي نطق : كيف؟
ضحكوا مِتعب ونوال ونطقت نوال : ايه اخوان
همس سهّم : عرفت ليه كانت تحضنه وانا لا
انفجر غيّاث يضحك وناظروه بأستغراب , عضّ شفايفه غيّاث يسكت , التفتوا لجرّاح اللّي نطق وهو جاي : ضحكني معك يا اخوي العزيز
سهّم : اصدمنا وقل تدري
عقد حجاجه جرّاح : ادري بأيش؟
ابتسمت وجدان : عن غيّاث وليال
جرّاح : بيتزوجون؟ الله يبارك لهم
صرخ من رمى عليه سهّم كرتون المنديل اللّي بجانبه ونطق : انهم أخوان بالرضاعه ياحمار
مسك جرّاح الضربه ونطق : الله يلعنك حشى يد خبّاز , شعرفني اسألوا امي
نطق مِتعب يغيّر الموضوع : اليوم بتجي زوجة ابويّ وابيكم معي يالعيال
هزّوا روسهم العيال ونطقت نوال : بيجون كلهم؟
هزّ راسه مِتعب بالنفي : لا قالت بتكلمني بالموضوع
نوال : تمام
سكتوا يتابعون المسلسل اللّي انعرض بملل , دخل جارح وهو يعدل تيشيرته وجلس , ابتسم مِتعب : وش بتسمي خيلك ياجارح؟
رفع راسه جارح ينطق : اسميها؟
مد له مِتعب الشهاده اللّي معه وناظرها جارح يقرأها ورفع راسه ينطق بابتسامه : صادق خالي؟
هزّ راسه مِتعب يبتسم ووقف جارح يقبّل راسه ينطق : كثر خيرك ياخالي
ابتسم مِتعب يطبطب على كتفه وتجمعوا العيال حول جارح ونطق جرّاح : ايه وش بتسميها؟
ابتسم جارح : الأدهم
رفع غيّاث كفه يبعثر شعره وهو ينطق : اخس يالخيّال
ناظرهم مِتعب ونطق : بكرا توصل السعوديّه وتشوفها
هزّ راسه جارح بابتسامه ونطق سهّم : وتبدأ تتدرب الأسبوع الجاي
ابتسم جارح : ان شاءالله
سكتوا لعده ثواني ورجعوا يكمّلون سوالفهم مع بعض , ابتسم جارح يشوف القلوب متألفه لبعضها , لأن العائله هي الأمان في العالم , والحضن الدافئ , والعين التي تغفى براحه , والجرح الذي يُبرى , هذي هي العائله , العائله فقط .
~ العشاء , القصر الغربي ~
ناظر سهّم ساعته وزفر بإنزعاج , لأنهم يناظرون سناء أكثر من ساعة , وقف من دخلت سناء وسلمت عليهم , جلسوا ونطق مِتعب بابتسامه : قلتي لي ان تبين تكلميني بموضوع وانا الشباب
هزّت راسها سناء تنطق : ايه وهو موضوع وهو نصيب بناتي من القصور والفلوس اللّي جالسين تلعبون فيها
ضحك مِتعب ينطق : تحسبين كل ذا حلال ابويّ؟
اشر مِتعب على سهّم ونطق : كل الحلال كان بأسم ابوه عبدالعزيز وهو اخوي , ويوم توفى عبدالعزيز صار كل شيء بأسمه , لكن سهّم مايبي يتعب مخه من الحلال ونقلها بأسمي , ايّ نصيب تطالبين فيه؟
ناظرته سناء تنطق : مالي دخل في ذا الموضوع , بناتي لهم نصيب من كل ذا الحلال
سهّم : ماكفّاك تجارة هِمام اللّي صارت لاخوك؟
سكتت سناء وكمّل سهّم : تعبتي نفسك وجيتي وآخر شيء ماحصلتي شيء , ياحرام
عضّ شفايفه غيّاث يكبح ضحكته وهو يناظر سهّم اللّي ينطق : كل شيء تشوفينه من ظهر ابويّ اللّي تعب وحصل هذي الملايين , اما الحكايه اللّي ألفتيها مامشت عليّ لأني أعرف الحكايه من زمان , إنتي وأخوك كنتوا تحومون حول هِمام لين حملتي بدون زواج واضطر انه يتزوجك! وجبتي بناتك الثلاث وأخوك أخذ تجارة المخدرات والفساد وبكذا إنتي تخيّلتي فزتي بخيالك انك فزتي بالفلوس والعزّ وآخر شيء مافزتي بشيء
ناظرته سناء بصدمه , كيف عرف الحكايه الصحيحه , ابتسمت سناء تنطق : تبون اصدمكم؟
ناظروها وطلعت ورقة تعطيها لمِتعب , توسعت عيونه من اللّي يقرأه واللّي يشوفه قدام عيونه , ناظر سهّم ونطق : كنت تعرف؟
عقد حجاجه سهّم ياخذ الورقه ويقرأها , اخذ نفس يهدي من نفسه من اللّي قرأه ان تجارة المخدرات والبودره بأسمه , وان هِمام مسجلها بموافقه سهّم , ناظر غيّاث الورقه ونطق : مزوره
ضحكت سناء : لا تلعب عليّ , توقيع سهّم مكتوب
ناظرها غيّاث ونطق بحده : لا تكذبين الورقه مزوره
رفع راسه سهّم يستوعب ونطقت سناء : إذا ماتبون ابلغ الشرطه مثل مابلغت على جدكم نفذوا شرطي
ناظروها ونطقت سناء : واحد منكم يتزوج وحده من حفيداتي
سهّم : تخسين
طلعت سناء جوالها تنطق : اوكيه ببلغ الشرطه
وقف غيّاث ياخذ جوالها ورماه بكل قوّته على الجدار ينطق : اطلعي برا بالكذابه!
وقفت سناء ونطقت : بنتظر ردكم معكم اسبوع
طلعت من المجلس وناظرهم مِتعب : وش نسوي؟
رفع غيّاث الورقه : الورقه مزوره
تنهد سهّم : كيف مزوره وتوقيعي موجود؟
اشر غيّاث على توقيع سهّم ونطق : باين ان التوقيع مطبوع , شوفوا اطرافه فيه لون اسود خفيف
ناظروا مِتعب اللّي نطق : دام انها مزوره نسوي اللّي تبيه ونشوف وش تبغى
غيّاث : خالي! انا مارح اورط شخص فينا عشان كذباتها
رفع راسه سهّم ونطق : نسوي اللّي قاله عمّي ونشوف
تنهد غيّاث وطلعوا كلهم من المجلس كل واحد يتوجه لجناحه يعلن إنتهاء يومه .
~ بعد يومين , مكتب مِتعب ~
تنهد يبعد أفكاره وناظر جرّاح اللّي دخل ونطق : بغيتي؟
هزّ راسه مِتعب ونطق بابتسامه : تعال ابيك بموضوع
جلس جرّاح وأخذ نفس مِتعب ينطق : جرّاح إنت عارف الوضع اللّي صار بعد مامات جدتك والشيء اللّي بيصير
هزّ راسه جرّاح وكمّل مِتعب : امس زوجة جدك جاتنا وورتنا شيء كنا غافلين عنه , ولو مانفذنا شرطها بيسجن سهّم!
عقد حجاجه جرّاح ونطق : وش شرطها؟
ناظره مِتعب ونطق : تتزوج وحده من حفيداتها
توسعت عيونه جرّاح ونطق : بس انا ..
سكت جرّاح ورفع راسه من نطق مِتعب : جدك مسجل تجارة المخدرات بأسم سهّم وتوقيع سهّم موجود لو بلغت عليه بينسجن
سكت جرّاح يفكر , يشتري سعادته وينسجن سهّم ولا يظل تعيس للمدى البعيد؟ جاته فكرة لو رفض وانسجن سهّن كيف بيعيشون؟ وخاصةً ليال اللّي تخطت أبدًا حادثه إختفاء سهّم وكيف بتعيش لو قالوا لها ان سهّم انسجن , رفع راسه جرّاح ونطق : موافق , بس بتزوجها زواج ورق
ناظره مِتعب ونطق : لا تختار خيار ماتبيه
جرّاح : لو اخترت سعادتي غيري بيعيش تعيس , سهّم بينسجن وليال بتكون نفسيتها سيئه فوق انها ابدًا ماتخطت إختفاء سهّم وإجهاضها , موافق اتزوج واختار تعاستي
تنهد مِتعب ونطق : اللّي تشوفه , بس تأكد لآخر لحظه لو رفضت مابغصبك على شيء ماتبيه , وتذكر دايمًا انك ولدي إنت واخوانك ولا تحسون بس انكم عيال اختي
ابتسم جرّاح بضيق ونطق : مانوّفي بحقك شيء يبو اللّيله
ناظره مِتعب وابتسم ووقف جرّاح يطلع , مشى للمسبح وهو يهوجس , بتنقلب حياته ميه وثمانين درجه وبيصير تحت مسمى ' زوج ' لوحده مايبيها ولا عمره فكر فيها , تنهد ينزع تيشيرته وقفز للمسبح يضيّع وقته
~ قصر سهّم ~
رطبت ليال وجهها ورقبتها تشوف إنعكاس سهّم اللّي متغيّر حاله من جات سناء للقصر , تقدمت تجلس بجانبه تنطق : شفيك متضايق؟
رفع راسه سهّم وناظرها ينطق : بتتحملين غيابي أكثر؟
ناظرته ليال بأستغراب ونطق سهّم : بنسجن
جمدت بمكانها تهمس : ليه؟
تنهد يسند راسه على كتفها ينطق : تجارة هِمام بأسمي , راح انسجن لو مانفذنا شرط سناء
سكتت تخلل اصابعه بشعره وهي مصدومه , كيف؟ , السؤال الوحيد اللّي يراود عقلها , نزلت راسها تناظر وجهه التعبان واخذت نفس تهمس تحاول تهدي نفسها وتهديه : لا تخاف إن شاءالله ربّي بيحلها
ابتسم بخفه يغمض عيونه , يستلم لحضنها لأن مايبي شيء من الدنيا غير حضنها , يتمنى لو انه طفل رضيع مايعرف للحياه شيء , ولا يعرف ايش شيء همّ , حس بدموعها على شعره ولكنه سكت , لأنه بحاجه للبكاء مثلها , ولكن يكتم لأنه ماهو عارف يبكي .
~ صاله القصر الرئيسي ~
صرخ غيّاث يناظر جرّاح : كيف تتزوج وإنت ماتبي!
تنهد جرّاح : غيّاث قفل على الموضوع انا ابيها وخلاص
تقدم له غيّاث ينطق : كذّاب , وتكذب على نفسك بهالكلمه عشان تقتنع انك تبيها , لكنك كذّاب
ناظره جرّاح يسكت ونطق : اجل تبي سهّم ينسجن وانا السبب في سجنه؟
صرخ غيّاث يشّد شعره : الورق مزور , مزور , متى تفهمون انها مزوره؟!!
غمض عيونه جرّاح بتعب ينطق : قفل الموضوع غيّاث انا ابيها
ضحك غيّاث بسخريه ينطق : وإنت تعرف مين بتاخذ يا استاذ؟
سكت جرّاح يناظره لأن هو بنفسه مايعرف مين بياخذ , غيّاث : وجامعتك اللّي بتدخلها؟ تعرف ان اللّي بتاخذها جايه لك على طمع؟ جرّاح تكفى استوعب بتضيّع نفسك وعمرك على الفاضي
فتح عيونه جرّاح : ادري وانا متزوج مب مشكله
ضحك غيّاث : ولو حملت الهانم كيف بتصرف عليهم؟
وقف جرّاح يطلع للحديقه مايتحمل الحوار مع غيّاث وهو معصب , ناظر ورد نوال وصرخ يمسك ملابسه يفرغ اللّي بداخله بصراخ , طاح على ركبتيه يبكي , يبكي لأن مايبي يفقد شخص آخر , رفع راسه يستنجد لربّه وهمس : ليتك معنا ياجدتي توقفينهم
ناظر زمجر اللّي يتقدم له ورفع كفه يمسح على راسه ينطق : ليتني حيوان نفسك ما افهم ولا عندي عقل
ضحك بضيق على جملته ورجع زمجر لمكانه يدخل لغرفته ينسدح على سريره وهو يفكر ألين اخذه النوم .
~ الصباح ~
انفتح باب المصعد وطلعت ليال تسمع صوت مِتعب وسناء ونوال وجرّاح وغيّاث , تخبت ورا الدرج وهي تسمع مِتعب ينطق : دام الطرفين موافقين بنخلي العقد والزواج بنفس الوقت بعد اسبوع
رفعت حاجبها سناء تنطق : لا انا ابي اجهز لـ الجوهره افخم الزواجات والكل يتكلم فيه
ناظرها غيّاث بسخريه : سوي الزواج اللي تبينه بفلوس التجارة
ناظرت نوال جرّاح اللي ساكت ويناظرهم , مِتعب : مثل ماقال غيّاث حنا وضعنا مايسمح لنا نسوي زواج , تبين زواج سوي انتي
سكتت سناء تناظرهم ونطق غيّاث : وطبعًا لا تنسين فلوس التجارة تسوين فيها افخم الزواجات
ناظرته سناء بحده وابتسم غيّاث يرجع ظهره لورا ونطق : الحمدلله اخوي بيتزوج زواج شريف
مِتعب : غيّاث!
وقف غيّاث ينطق وهو مبتسم : ماقلت الا الصدق - ناظر سناء - مع السلامه يازوجة هِمام الطماعه والشريفه
مشى يطلع لذوامه وهو يسمع كلامها عنه , استوقفه صوت جرّاح من وراه ينطق : غيّاث
التفت له ونطق : هلا؟
عضّ شفايفه جرّاح ينطق : لا تتضايق عشاني ماعليك انا بدبر اموري
تقدم له غيّاث ينطق : لو ضغطت الهانم وتبي فلوس زياده من وين بتجيب؟ بتطالب الجامعه يزيدون مكافئتك؟
سكت جرّاح يناظره ومشى غيّاث يروح لسيارته بس وقف من سمع جرّاح ينطق : غيّاث انا ابيها من جاو عندنا بالديره بس كنت انتظر الفرصه
لفّ له غيّاث ونطق : طيّب دامك تبيها رح تزوجها , رح تزوج الطمعانه بفلوسك , رح محد بيمنعك
تقدم له غيّاث ينطق : روح تزوجها وإنت مانت عارف مين بتتزوج , لو اخذتها انسى ان عندك اخ اسمه غيّاث
مشى غيّاث يركب سيارته تارك جرّاح اللي نزلت دموعه , التفت للطاوله اللي عليها زجاج واخذه يرميه بكل قوّته : الله ياخذكم دامكم خربتوا بيني وبين اهلي!!
جلس يناظر السماء ودموعه تنزل , كيف تغيّرت حياته بلحظه وحده فقط؟ اخذ نفس يوقف يدخل للداخل , ناظر مِتعب اللي يناظره بالأسف ومشى يدخل غرفته , ناظر سرير جارح وناظر اللوحه اللي حاطها لجل يحقق امنياته واهدافه , وكان جرّاح يطقطق عليه , نزل راسه يجلس على سريره يبكي , يبكي لأنه مب عارف وش يسوي , قبل اسبوع كان كل همّه يدرس والحين كل همّه يعيش براحه بعد ماقلبت سناء حياته على عقب , انسدح وهو يحس بدموعه تنزل , غمض عيونه يستسلم لعالم الأحلام .
~ الصاله الملكيه ~
دخلت ليال وجلست تناظرهم ساكتين , رفعت راسها تنطق : مين كان هنا؟
لفّت نوال لها : سناء , جايه بوقاحتها تخطب من العيال لحفيداتها
رفعت حاجبها ليال تضحك : وش ذي الوقاحه؟
مِتعب : تعرفين الجوهره؟
هزّت راسها ليال بالإيجاب ونطق مِتعب : جرّاح بياخذها
سكتت ليال من تذكرت سالفه العيال اللي قالتها الخادمه لـ ليال , رفعت راسها من جات وجدان يبلغونها , عضّت ليال شفايفها تتمنى كلام الخادمه مب صحيح , لو كان صحيح فعلًا بتكون طمأنينه القصر منهشه , ناظرتهم تسكت لأنها خايفه فعلًا .
~ بيت لمياء , تحديدًا غرفه الجوهره ~
رمت الجوهره كتابها بغصب : كيف العقد والزواج مع بعض متى يمديني اتجهز وليه مافي زواج؟!
ناظرتها سناء : ماعليك من ذا كله اهم شيء تاخذين من القصور نصيب
تنهدت ملاك تنطق : يمه انتي همّك بس الفلوس , بنتي بتتزوج بس عشان الفلوس
لفّت لها سناء بغضب : بنتك بترجع حقك انتي وخواتك من اخوك الـ##
تنهدت ملاك لأنها ماتبي الجوهره تتزوج بهذي الطريقه , وقفت تطلع من عندهم تدخل غرفتها تبكي , لأنها مالها قرار على بناتها بعد قرار امها , سناء هي اللي تتحكم بحياتهم ولا تخليها تتنفس , سناء هي اللي خلتها تتزوج ثلاث مرات وتنجب من كل رجل تزوجته بنت , خلتها تتزوج بس عشان الفلوس , غمضت عيونها تهدي عيونها من البكاء تنسدح بمكانها .
~ مكتب المحاماة ~
طلع سهّم يعد ماقفل المكتب وناظر غيّاث اللي متجه له , تقدم له غيّاث ينطق: تكفى اخذ ايّ شيء واطعني وفكني من ذي الحياة
توسعت عيونه من كلام غيّاث : بسم الله عليك , تعال امس معي
فتح سهّم مكتبه ودخلوا وجلس غيّاث على الكنب وسهّم يسوي القهوة , جلس سهّم مقابل غيّاث ونطق : شفيك؟
اخذ نفس غيّاث عميق ونطق : قلت لجرّاح لو تزوجت انسى ان عندك اخ اسمه غيّاث
تنهد سهّم ينطق : ليه؟ كل ذا عشاني؟ ياخوي لو انسجن ظُلم اهوّن من اللي صار
اخذ غيّاث العلبه اللي بجانبه يرميها على سهّم , ضحك سهّم بخفه وهو ينطق : وانا صادق
رجع غيّاث ظهره لورا ونطق: ندمان
سهّم : طيّب اعتذر له
هزّ راسه غيّاث بالنفي:مستحيل
رفع حاجبه سهّم ينطق:خل كبرياءك بعدين اخوك ذا
ناظره غيّاث:شفته ذبلان , الله ياخذها من مَره دامها خربت نفسيه اخوي
ميّل سهّم شفايفه ينطق:هوّنها وتهون
سكت غيّاث يدور طريقه يكشف سناء ان الورقه مزوره .
~ القصر الغربي ~
تنهدت ليال وهي تشوف الخادمات ينظفون , وقفت تطلع لغرفة النوم ترتب اوراق سهّم المنثره , طاحت عينها على ورقه فيها توقيع سهّم , اخذتها تشوفها وخبتها عندها ورجعت ترتب الورق الأخرى , جلست على السرير بتعب وناظرت الباب اللي انفتح وناظرته داخل , اعتدلت بجلسها وتقدم لها وهو مبتسم وجلس بجانبها يقبّل راسها , ابتسمت ليال وهمست : تأخرت!
ابتسم سهّم عيونه له ونطق : تنتظريني
ضحكت بخفه تهمس : اكيد
تمدد وهي بحضنه وغمض عيونه براحه , غفت عينه عن العالم يدخل بعالم الأحلام .
ناظر ليال وبيّدها طفل وضيع يبكي وهي تحاول تسكته , لفّ يشوف مِتعب ونوال وعيالها والأطفال اللي يلعبون حولهم , ابتسم من شاف جدته وابوه وامه موجودين بينهم ومشى لـ ليال يسكت الطفل اللي بيّدها , ناظر وجهه اللي يشبهه وهو صغير وكأنه هو! اخذه يجلس بينهم وناظر اللي حوله وكأنه حلّم , فزّ على صوت جواله واخذ نفس من استوعب انه كان يحلّم , اخذ جواله يشوف المتصل وناظر رقم مجهول وقفله يوقف يروح لدورة المياه , طلع من الغرفه ينزل مع المصعد , ناظرها عند طاولة الطعام تجهز العشاء مع الخدم , تقدم ورفعت راسها وابتسمت تمشي للمطبخ , تنهد بخفه وهو يشوف المساحه اللي انبنت بينهم من بعد ما اجهضت , جلس يسّمي بالله وناظرها من جات تجلس بجانبه ونطق : بتطلعين اليوم؟
هزّت راسها بالإيجاب : بروح للسوق مع وجدان نجهز لملّكه جرّاح
توقف عن الأكل ونطق : بيملّك؟
رفعت راسها ليال ونطقت : ايه
سكت لعدة ثواني ووقف يطلع من القصر يمشي للقصر الرئيسي , طلع ورفع صوته ينطق : جرّاح
ناظر جارح اللي تقدم له ونطق : تلقاه بالملعب
مشى سهّم يطلع من القصر يمشي للملعب , ناظر جرّاح ونطق : ليه وافقت؟
رفع راسه جرّاح : عشان ماتنسجن وعشان ليال
تقدم خطوتين سهّم : ليه تختار تعاستك عشان سعادة غيرك؟
ضحك جرّاح بسخريه : ما ابي افقد شخص زياده , من بعد ماطلعنا من الديره توني احسّ بإحساس العائله اللي يتكلمون عنه الناس , اخترت اتزوج عشان هذا الشعور يجلس معي للأبد
ناظره سهّم وبلع ريقه : ماعندي مشكلة انسجن بس ماتخرب حياتك عشاني
رفع حاجبه جرّاح : وليال؟ كيف بتعيش وهي للحين ماتخطت غيابك عنها وإجهاضها؟ وفوقها امها تحوم حواليها؟ كيف؟
سكت سهّم من جاب ليال وهو أكثر واحد يعرف ايش معنى الفقد , سهّم : ماكان لازم تختار تعاستك على سعادة غيرك
مشى من جنبه جرّاح وهو ينطق : فرّقت يعني؟
دخل جرّاح القصر تارك سهّم اللي واقف للحين بمكانه , عرف شعور جرّاح ومشى يركب سيارته يفرفر بشوارع ويشرب دخانه , مقهور من جرّاح انه وافق على تعاسته وهو ماعنده ايّ مشكله انه ينسجن ولا يعيش غيره تعيس , كح من انكتم من كُثر مادخن واخذ المويه يشربها ورجع للقصور , انفتحت البوابه ودخل ينزل يمشي لقصره , دخل يسمع هدوئه ورقى للدور الثالث يدخل غرفه النوم , ناظر انواع اكياس الماركات وانواع قِطع الملابس, توقف بمكانه من سمع شهقاتها في الداخل وتقدم يشوفها تبكي وهي ماسكه ورقه بيّدها , تنهد يجلس بجانبها وهو يهمس : ليال لا تبكين
رفعت عيونها المنتفخه من البُكى وناظرته تهمس : كيف ما أبكي؟
ناظر الورقه اللي بيّدها وشاف صور جنين وسكنت ملامحه من شاف رسائل مطبوعه , اخذ ورقه الرسائل يقرأها ورصّ على أسنانه بغضب من اللي يقرأه , رفع راسه ونطق : من متى وهي ترسلك؟
عرفت انه يقصد امها ونطقت وهي تمسح دموعها : من فتره
رفع ذراعه يدخلها بحُضنه يهمس : لا تخافين بحل الموضوع ولا بتقرّب منك مره ثانيه!
هزّت راسها بالإيجاب وهي بحضنه , شالها بين يدينه وسدلعا على السرير ينحني يقبّل ثغرها , يمكن يواسيها بطريقته , غمضت عيونها تستسلم له , رفعت ذراعيها على كتوفه من فتح ازارير قميصها , يستعيد شريط وصَلها بين رفاهيه , وكأن مياه الأبحار انسكبت على صدورهم ..
~ القصر الشرقي ~
توسعت عيونها وهي تسمع غيّاث عن سالفه سناء , وجدان : وجرّاح ايش قال؟
صد غيّاث ينطق : قال مارح أختار سعادتي على تعاسه غيري
عضّت شفايفها وجدان تنطق بحزن : حرام حزني , طيّب ساعده
لفّ عليها غيّاث : قلت له لو تزوجتها ماعندك أخ اسمه غيّاث
ضربته على كتفه بخفه : غيّاث! بدال ماتساعده توقف ضده؟
اعتدل غيّاث بجلسته ونطق : وش اسوي؟ اروح اذبحها عشان ماتبلغ عن سهّم وجرّاح يرحع على طبيعته؟ مهما اقنعتهم مارح يقتنعون
ناظرته وجدان : بس مب هذا الحل الوحيد
تنهد غيّاث يرفع اللّحاف يلتحف يبعد عن الموضوع , تمددت بجانبه وجدان وهمست : لا تتضايق إنّ شاءالله ربّي بيحلها
هزّ راسها بيأس وقبّل جبينها يغمض عيونه للنوم .
~ بعد يومين ~
ناظر سهّم جرّاح الذبلان وكل شوي يعصب لو أحد كلمه , نزل راسه يتنهد لأن هو السبب في تغيُّر جرّاح في الآونه الآخيره , وقف من دخل مِتعب يبلغهم بأن راح يمشون الآن لبيت لمياء لجل يملّكون , ركبوا سيارتهم يتوجهون لبيت لمياء ونزلوا بعد ما وصلوا , دخلوا مجلس الرِجال يتناولون أطراف الحديث عشان يمشون الوقت و يجي الشيخ , ناظر جرّاح الشيخ اللي دخل وعرف انه خلاص أنتهى الموضوع , جلس بجانب الشيخ ونواف بالجهه الثانيه يبدأون بالسُنن الواجبه للزوج والزوجه , وقفوا بعد ماوقع جرّاح يسلمون على ويباركون , ناظر جرّاح غيّاث وسلامه البارد جدًا ونزل راسه بيأس , يتمنى لو انه بحلّم , او انه بغيبوبه يصحى يلقى نفسه بوسط مستشفى , او انه غرقان في مسبح وهذا تخيّلاته وهو غرقان , رفع راسه لمِتعب اللي طبطب على كتفه ونطق : اخذ زوجتك وروحوا لمطعم تعشوا وتعرّفوا على بعض
هزّ راسه جرّاح وطلع من عندهم يجلس بسيارته , ناظر بالبنت اللي دخلت وجلست بجانبه وهمس : وعليكم السلام
ناظرته الجوهره وعرفت انه ينبهها بالسلام , حرك يمشي لأيّ مطعم عشوائي امامه ووقف يقفل السياره ونزل , نزلت وراه الجوهره تمشي وراه وهي تناظره معطيها ظهره , دخلوا يجلسون على طاوله وهُم ساكتين , قاطع الصمت جرّاح ينطق : دامنا ساكتين بنتكلم عن حياتنا المستقبليه , انا عندي شروطي واتمنى تتفهمينها كزوجه لي , انا ألزم ما عليّ امي واخواني وخالي وعيال خوالي , بأختصار انا ما اطلع عن شورهم وهُم المركز الوحيد بحياتي , ومثل ما انتي عارفه ان مافي زواج عشان جدتي الله يرحمها فتجين معي للقصور , وانا حاليًا مسجل بالجامعه يعني حياتنا بتكون بسيطه ولا فيها تكلّف , وبالنسبه لموضوع العيال انا مارح أنجب منك ايّ طفل لأسباب احتفظ فيها , واتمنى يكون مساحة بيننا لأن اتوقع انتي عارفه ليه تزوجنا
سكتت الجوهره بدون رد وهي مذهوله من كلامه , توقعت إذا تزوجته بتعيش حياة القصور والعزّ وما ينقال الا سمّي وحاضر , بس جزء بداخلها فرح بأن مارح تنجب أطفال , هزّت راسها تنطق : انا لي شروطي بعد , مب بتعيش متساوين؟ انا وحده كثيره طلعه ولا اجلس بالبيت يوم واحد ولا ينقال الا تم وحاضر , كل ماطلبت منك فلوس بتعطيني غصبًا عنك حتى لو ماعندك هلله وحده , وبالنسبه لجامعتك انا ماعندي كلام فذي النقطه ودام ماننجب أطفال هذا قرارك وإنت ادرى
ناظرها بصمت ورفعت جوالها تطقطق فيه واخذ نفس من أعماقه ينتظر الوقت يمشي بسرعه , ناظر النادل من جاء بالأكل يوزعه وسمّى بالله يبدأ بشهيه نوعًا ما مفقوده , طلع من الحمامات بعد ماغسل يدينه وانتظرها عند اللّوبي , مرت الدقايق طويله وهو ينتظرها , مشى لجهه الحمامات ينتظرها وطلع جواله يتصل عليها بس تذكر أن ماعنده رقمها , تنهد ينتظرها لأكثر من النصف ساعه , ناظرها تطلع اللّوبي اللي خلف الحمامات وهي تضحك , تقدم لها بغضب ينطق : حمدلله على السلامة زين جيتي!
ناظرته ونطقت : كنت اغسل يديني واعدل شعري
ناظر شعرها المكشوف وهي اساسًا ماتتحجب ونطق : ماشاءالله
صد عنها يمشي وهي وراه وركب سيارته وهي معه , مشى يحرم للقصور وناظرها تطلع ورقه من شنطها وكأنها تسجل حاجه , تجاهل موضوعها ودخل مع البوابات وقفل سيارته ينزل منها ولا انتظرها , دخل وهو متنرفز يصعد لجناحه اللي اعطاه مِتعب هديه , ناظرته يسرعه بخطواته وهي تمشي وراه , دخل غرفه النوم ورمى شماغه على السرير والتفت يشوفها تدخل , مشى عنها واخذ جواله يرسل لعلاء بانها صاحيه او لا , ردت عليه علاء " صاحيه طال عمرك , آمرني " ابتسم جرّاح يتصل عليها ونطق : علاء إذا ماعليك أمر جيبي لي شرشف ولحاف لجناحي
علاء : تمام طال عمرك
قفل الخط ونزع ثوبه يلبس لبس آخر وسمع طرق الباب , مشى يفتحه وناظر سندس بِنت علاء ونطق : ماقصرتي يعطيك العافيه
ابتسمت سندس : الله يعافيك
اخذ الشرشف منها وحطه على الأرض ورفع راسه لـ الجوهوه ينطق : نامي هنا
ناظرته بإشمئزاز تنطق وهي تأشر على الشرشف : انا انام هنا؟
هزّ راسه جرّاح : ايه ليه فيه شي؟
تقدمت له تصير امامه ونطقت الجوهره : انا الجوهره انام هنا؟ تخسي إنت تنام
ناظرها وضحك بسخريه ينطق : مب عاجبك نامي بأيّ مكان بس بعيد عنّي
الجوهره : وإنت ليه ماتنام فيه؟
ابتسم جرّاح : انا ولد عزّ ما انام هنا , نومة الديار نسيتها ولا فيني شوق لها , اتوقع انها نومتك مو صح؟
ناظرته يضحك ومشت تاخذ الشرشف وراحت للكنبه تنام مقهوره منه , انسدح جرّاح على السرير واخذ جواله يضبطه على منبه الساعه سبع الصباح عشان أول يوم جامعه .
~ القصر الغربي ~
دخلت ليال تنزع عبايتها وهي تنطق : حرام جرّاح يجلس معها!
نزل سهّم شماغه ينطق وهو يعلقه : وش نسوي ما باليّد حيله
نزع ثوبه ولبس شورت يجلس على الكنب يفتح لابتوبه , جلست بجانبه بعد مابدلت ونطقت : مابتنام؟
هزّ راسه بالنفي ينطق : عندي قضيّه بشوفها وانام
ابتسمت ليال : اجل بجلس معك لين تخلص وقولي عن القضيّه
ابتسم يرفع راسه لها ونطق : أقربي
حطت راسها على صدره وبحضنه اللابتوب وهو يشرح لها عن القضيّه .
~ القصر الشرقي ~
انتهت وجدان آخر شنطه وسكرتها تحطها على جنب , التفتت عليه وناظرته يهوجس وعقله مب معه , تنهدت وتقدمت له تنطق : خلاص غيّاث الموضوع انتهى , انسى وخلاص
رفع راسه غيّاث : كيف انسى وانا شايفه وهو داخل القصر وهو متضايق؟
حاوطت وجهه بكفوفها وجدان تنطق : انسى وعيش ورجّع علاقتك فيه , اللي تسويه يضرّك
ابتسم بخفه غيّاث : اسوي كل شيء انا اني ارجّع علاقتي فيه
تنهدت وجدان وهي تعرف عناد غيّاث خصوصًا انه يسوي اللي براسه حتى لو كان التصرف خاطئ .
~ الصباح ~
دخلت ليال القصر الرئيسي وهي تركض بعد مابلغتها نوال ان مِتعب تعبان , دخلت غرفته وهي تشوفه يكح بأعلى صوت ولو كح أكثر طلعت رئتيه من فمه , تقدمت له بخوف وهي تنطق : بسم الله عليك يا ابويّ , شفيك تعبت فجأه؟
ابتسم مِتعب بتعب وهو يثبت كفه على ظهرها : مافيني شيء يابنتي بس تعبت من العطور والبخور
ابتسمت ليال تهمس : انفجعت وركضت لك علطول
رفع راسه مِتعب ينطق بحده : ليه تركضين وانتي تعبانه؟
مسحت ليال الدمعه اللي نزلت وهي تنطق : راح تعبي ماعليك
هزّ راسه مِتعب وهو ماشاف دمعتها اللي نزلت , لفّوا لسهّم اللي دخل ونطق : سلامتك ياعمّي عسّى ماشرّ؟
رفع راسه مِتعب وهو ينطق : لا لا مافيني بس تعب خفيف
اخذ نفس سهّم بتعب لأنه انفجع من ليال اللي نزلت وهي تركض وهو كان جالس بالصاله ومشى وراها يشوف سبب ركضها , جلس على الكنب ولاحظ مِتعب سهّم اللي يلهث بخفيف عشان مايلاحظونه ونطق : ليال صبّي لسهّم ماء
هزّت راسها ليال ووقفت تمسك الجيك تصبّ له وجلست تنطق : شفيك؟
ابتسم سهّم : فجعتيني من ركضتي وانتي تنزلين وركضت وراك
ابتسمت ليال ورفعت راسها من نطق مِتعب وهو يضحك : فجعتي الرجّال وانتي تركضين
ضحكت ليال : وش اسوي من خوفي ماكنت اشوف شيء قدامي
ضحكوا ومسح سهّم على ظهرها بخفه وهو يبتسم , وقف مِتعب وهو ينطق : ننزل تحت عشان مانخوّف اللي تحت
وقفوا معه ونزلوا معه للصاله الملكيه , ابتسم غيّاث : سلامتك ياخال قالوا تعبان؟
رفع راسه مِتعب : تعب خفيف لا تخافون
جلسوا وهُم ساكتين ورفعوا رووسهم من دخلوا جرّاح والجوهره يسلمون , جلست الجوهره بجانب ليال وهي تبتسم بكلّف لها , وقف غيّاث ينطق : انا استأذن عشان تاخذون راحتكم
وقفوا معه العيال يطلعون للحديقه الخارجيه , ابتسمت نوال تنطق : وجدان انتي بايّ شهر؟
ابتسمت وجدان : بنهايه الرابع
ناظرت نوال بطن وجدان البازر شوي ونطقت : ذهب القليل
ابتسمت ليال تضحك وهي تنطق : عمّه ماتشوفين ثقلها وهي تنزل؟
اخذت وجدان المنديل اللي بجانبها وهي ترميه على ليال : ليال واشتهت احد يصفقها
اخذت ليال المنديل وهي تحطه على الطاوله اللي بجانبها : وانا صادقه وجهك اصفر وتعبانه
ناظرتهم نوال : الحمّل يتعب اكيد
سكتوا وناظرتهم الجوهره تزفر بقرف لأن موضوعهم العادي مايشدها , مسكت جوالها تصد عنهم وهُم يسولفون عن مواضيع مختلفه .
-



~ لا تنسون النجمه يا أحبتي 🤍 ~

أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن