5 | شهابي

182 9 13
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

خرج غياث من مبنى السجن مستعجلاً بعد أن وصله اتصالٌ من مركز الشرطة. أثناء قيادته لسيارته كان يحاول السيطرة على أعصابه وهو يفكر بأي حماقة قد ارتكبها ربيبه.

ترجّل من السيارة مهرولاً إلى الداخل متجاهلاً لمحات الذكريات التي لفحته حين دخل.

التفت بناظريه ليعثر على إيليا جالساً مواجهاً له بظهره، ليتحرك سريعاً نحوه ملقياً التحية للشرطي والسؤال لإيليا بنبرة حاول التخفيف من حدتها: ما الذي فعلته هذه المرة؟

إيليا لم تعجبه نبرته فأراد أن يجيب بأسلوبه المعتاد مع غياث، لكن ثابت قاطع الشجار الذي كان سيحل وشرح للأكبر كل شيء.

زفر غياث أنفاسه ليجلس على كرسي إلى جانب إيليا مقابلاً إياه بوجهٍ مهموم: إلى متى سيستمر ما تفعله يا بني؟ ألم أنبّهك مراراً من الاقتراب ممن قد يغدر بك ويغويك ليرسلك في سبيل لا رضا لي ولا لله فيه؟

أمال إيليا برأسه سائلاً بجمود: وهل عليّ أن أسألك دائماً عن شأنك في حياتي؟

– فلتنسى وجودي، ألا تفكر بوالديك في قبرهما وهما يتعذبان لرؤيتك وأنت تقوم بهذه الأفعال ولا قدرة لهما على التغيير؟

قطرات الدم أخذت تتساقط من شفة إيليا السفلى أثر ضغطه الشديد عليها بأسنانه بسبب حنقه وغضبه: فليكف الجميع عن ذِكرهما! كل شيء قد انتهى، فلمَ تثيران أمرهما بعد كل هذه السنوات! فليخرس الجميع!

صراخه علا في المكان منهاراً عند ذِكر أبويه، وكانت هذه المرة الأولى التي يرى فيها غياث الفتى بهذا الحال بسببهما، لذا بقي مكانه محتاراً لا يدري كيف يتصرف، لا يقدر على فعل شيء قد يؤذي هذا اليتيم أكثر.

الجميع في المكان قد التفت إلى هذا الحدث، فأسرع ثابت ليهدأ إيليا ويمسح الدم عن شفتيه، وعبدالله تقدم ووجّه همسه لغياث: عذراً، لكن أظن أن عليك الذهاب الآن ونحن سنهدأه، وسقوم بإيصاله إلى المنزل فلا تقلق، لكن عليك دفع كفالته كي يتمكن من الخروج اليوم.

آسري ꤶحيث تعيش القصص. اكتشف الآن