3 | متشابهان

236 13 9
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

- يا شباب، الوضع هنا لم يعد يعجبني.

تحدث أحد المتواجدين بعد أن رفع أصابعه عن لوحة المفاتيح، ليجيبه آخر مشغول ببعض الملفات: ماذا تعني؟

- منذ أن فارق النقيب الحياة، بات المكان أكثر ظلمة. لست معتاداً على الملازم آسر مصاباً بالاكتئاب.

ترك الآخر المدعو حسن ما بين يديه متنهداً: أولاً هو لم يعد ملازماً، لقد ارتقت رتبته إلى نقيب، ثانياً هذا طبيعي يا عبدالله، فعلاقة ذلكما الاثنين لم تكن بالأمر البسيط، في الحقيقة أشك إن كان بإمكانه التحمل لفترة أطول.

- لا تبالغ بالتفكير! نحن هنا ولن نتركه يغرق في حزنه!

- وماذا علينا أن نفعل؟

- لنروّح عنه قليلاً. ما رأيك حضرة الملازم؟

ختم حديثه بسؤال وجَّهه إلى ثابت الذي يجلس خلف مكتبه بحاجبين معقودين مركزاً على حاسوبه، أجابه ولم يرفع عينيه التي تحيطها الهالات السوداء: افعلوا ما شئتم، أنا مشغول الآن.

تبادل الشابان النظرات المتعجبة، فهذا حال ثابت منذ عدة أيام، يقضي وقته بالكامل أمام الحاسوب، وكأنه يبحث عن شيء ما، وحين حاولوا سؤاله لم يجب، وساعات نومه باتت أقل.

تنهد عبدالله: يبدو أن علينا الترويح عن اثنين بدل واحد.

نهض عن كرسيه ليتوجه إلى باب المكتب المنعزل عنهم، طرقه منتظراً الإذن بالدخول الذي وصله بعد ثوانٍ. دخل ليجد آسر جالساً على كرسي مكتبه بحاله المزري، شعره الأسود بات أكثر طولاً، والإرهاق بادٍ على ملامحه.

ألقى التحية عليه: عذراً على الإزعاج حضرة النقيب، ساعة انتهاء مناوباتنا قد حلّت، أستأذنك للذهاب.

أجابه آسر بصوت هادئ تتخلله القليل من البحة: رافقتك السلامة.

لم يتزحزح عبدالله من مكانه، ليرتفع حاجب آسر بتعجب: أهناك ما ترغب به؟

آسري ꤶحيث تعيش القصص. اكتشف الآن