4 | أدعى إيليا

194 13 28
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة.

---

صوت المواء الخافت نبّهه أثناء تبديله لملابسه، فالتفت نحو المخلوق الضئيل ذو الفرو الأسود ليجده ينظر إليه بعينيه الواسعتين، لتشق ابتسامة باهتة ثغره وهو يتقدم نحوه رافعاً إياه إلى حضنه، مسح على رأسه وقبّله: زيلا، هل أنت جائع؟

صدر الصوت الظريف منه ثانيةً ليأخذه إلى الزاوية التي خصصها من أجله في الغرفة بعد أن خاض شجاراً حاداً مع غياث ليقنعه أن يحتفظ به في المنزل والآخر كان معترضاً بشدة لكونه كان مشرداً وقد يحمل العديد من الأمراض وأن الفتى مهمل لن يستطيع الاهتمام به، لكن إيليا الآن وجد هدفاً أن يثبت لغياث أن بإمكانه فعل عكس ما يقول.

ملأ صحن بلاستيكي بالطعام المخصص وآخر سكب فيه الماء، ثم نهض مودعاً القط خارجاً من المنزل مطبقاً الباب خلفه بهدوء كي لا يخيفه.

وصل إلى مقصده حيث كان بانتظاره مجموعة من الشبان يجايلون عمره المراهق، يتشاركون بالمظهر المريب والمتمرد، غير أنه حتى الآن لم يتجاوز حده بنقش وشم أو خرق أذنيه كما يفعلون.

– ما الذي سنفعله اليوم؟

تسائل، ليجيبه رئيسهم ذو ابتسامة أثارت غثيانه: لا شيء سوى التسلية ببعض الجدران.

– وأين هي الوجهة؟

فأجاب أحدهم ذو صبغة شقراء ووشم نمر يغطي ذراعه: ما رأيكم بالذهاب إلى النفق؟ ذلك المكان ممتع بجميع المقاييس.

وافقه باقي الشبان وإيليا اكتفى بإيماءة. ليهموا بالذهاب إلى هناك سيراً على الأقدام، وكان كل من يراهم ينفر منهم، والأمهات يحمين أبناءهن بإبعادهم عن أنظارهم.

وصلوا إلى النفق التي كانت تمر من خلاله سيارات قليلة، ففي هذا الوقت من اليوم لا يقصد الكثيرون هذا الطريق.

أنزل أحدهم حقيبة عن ظهره ليفتحها ويفرغ محتوياتها التي كانت عبارة عن علب طلاء رذاذي بألوان مختلفة تم توزيعها على الجميع ليبدأوا برش الجدران بخربشات غريبة.

آسري ꤶحيث تعيش القصص. اكتشف الآن