في عالم امتلأ بالأقنعة المزيفة، كان ما يُسيِّره هي نيران الانتقام التي أشعلت لهيبها في فؤاده، جاعلةً منه يسعى في سبيل عدالته المتعرج.
-آسر وآسره.
نقية من كل علاقة حرّمها الله.
ليست فانفيكشين.
تحذير: تحتوي على عنف ودماء وأفكار انتحارية.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
. . .
اللهم صل على محمد وآل محمد. أذكر الله.
أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية. قراءة ممتعة.
---
في غرفة مسردبة، حيث تتوفر فيها جميع سُبُل الراحة، عدى تلك التي تسمح لساكنها بالتواصل مع من في الخارج وإعلامهم بأمره.
- هل فعلتها مجدداً يا مهيب؟
بقي مكانه واقفاً يتأمل الجالس على أريكته، شعره الطويل داكن السواد، بشرته ناصعة البياض، وتلك العينان الحادتين التي انتقلت من الكتاب بين يديه إليه تنظر إليه بلا مشاعر محددة؛ كل ذلك كان كفيلاً أن يكون أسيراً له.
رسم ابتسامة واسعة أظهرت سعده برؤية مرآته: لست من فعلها هذه المرة يا آسري، لكني كنت سبباً، لعل ذلك الوغد يظهر نفسه.
تنهد آسر وأعاد نظره إلى كتابه: إلى متى سيستمر هذا الحال؟ لقد مللت بالفعل.
وضع أكياس الحاجيات جانباً تقدم الواقف نحوه بنبضات مرتعشة وكأنه لا يصدق حقاً أنه ماثل أمامه، جلس إلى جانبه، ومن يحضر هذا الموقف لما تمكن من التفريق بينهما، وكأنهما روحٌ انقسمت في جسدين.
- العيش كأنت، العيش كتوأمي، العيش كآسري؛ لم أكن أعلم أن ذلك سيكون مؤلماً، إدراك أن هناك آخرون يشاركوني حبك لهو أمر لا أقدر على غفرانه.
- ألهذا قتلت مرتضى؟
أمسك الكتاب ليبعده من يد توأمه ويمسك خده ليجعل كامل تركيزه عليه، هو فقط: ألا تعلم كم من المؤلم بالنسبة لي إن أصاب قلبك الحزن؟ فحزننا مشترك، حتى الآن باضطراري لإدعائي حزني على من هو صديقي في نظر الجميع، إن مشاعري واقعاً فأنت مكروب، لكن ذلك كان عليه أن يحدث، من أجلك ومن أجلي، نحن الاثنان فقط.
آسر كان يحدق في عيني مهيب عميقاً، رغم تشابههما إلا أن لمعة الهوس الكامنة فيها كانت ما تميزه عنه. لكن هل ما يجري هنا صحيح؟ هل كل شيء سيسير على ما يرام؟ يدرك أن جنون توأمه وهوسه به قد يودي بهما إلى التهلكة يوماً ما.
مهيب أدرك ما يفكر به توأمه لذا قرر تبديل الموضوع، فكفاه ما يحس به من ألم: بما يخص ذلك الوغد، هل كنت تعلم أن الفتى المبتدأ هو ابنه؟
