14 | الضحية الوحيدة

111 9 10
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

.
.
.

اللهم صل على محمد وآل محمد.
أذكر الله.

أرجو تنبيهي عند الأخطاء الإملائية.
قراءة ممتعة..أو ربما لا.

---

– لقد كنت بانتظارك.

– عماد!

صاح باسمه ليتقدم بخطواته سريعاً مسدداً لكمة إلى وجه والده، لكمة لم تكن كافية لجعل من بصق الطعام بسببها أن يدرك مدى الغضب والحزن والقهر والغل الذي يحمله قلب هذا الشاب.

أمسكه من ياقته يزفر بغضب: أهذه ابتسامة تجرؤ على استقبالي بها أيها الوغد؟

هدوء ثابت قد اختفى منذ اللحظة التي حطّت فيها قدمه هذه الغرفة، قلبه قد ضج متذكراً ذلك اليوم.

– اهدأ أيها الغر، أنت لم تحضر لقتلي، أليس كذلك؟

في المقابل، عماد كان هادئاً يتحدث بثقة وكأنه لا يحس بثقل ثابت فوق صدره.

دموع قهره تجمعت في عينيه ليصر على أسنانه: لم آتي لقتلك، لكن إن شئتَ لأقطعنك إرباً.

– أنا جاهز لأي حكم ستصدره عليّ، لكني لا أظنك سترغب بأن تكون أحمقاً طوال عمرك، صحيح؟

ضغط على عنقه بذراعه: ماذا تعني؟

ارتخت ملامح عماد: لطالما كنت بانتظارك يا ثابت، كنت أنتظر اليوم الذي ستأتيني فيه لتكبلني بالأصفاد. أنا آسف، آسف على جعلك تعاني.

– لا تجرؤ على ذِكر اسمي على لسانك! وأسفك لن يُقبل وإن ركعت عند قدمي!

ليجيبه بنبرة ليّنة لا تناسب وضعهما: بل سأستمر بذِكر الاسم الذي اختارته من أجلك. وسأستمر بالاعتذار لك.

صرخ ضارباً جبينه بجبين الآخر مما ترك جرحاً نازفاً: أنت من قتلها! أنت من عذبها وجعلها تعاني! أنت من حرمتني من أمي!

تأوه عماد متألماً، لا يعلم إن كان ألم جبينه أم قلبه أم كلمات ابنه: أرجوك بني، دعنا نتحدث بهدوء لنتفاهم، وبعدها افعل بي ما شئت وإن قتلتني حرقاً.

لم يكن الابتعاد والتحلي بالصبر في هذه اللحظة سهلاً على ثابت، لكنه لم يرد لصبر السنوات الماضية أن يذهب سدى بين ليلة وضحاها.

آسري ꤶحيث تعيش القصص. اكتشف الآن