و لحياتهم الجديدة بجاور بعضهم ، نزل انظاره لـ كفها و خاتمها بالتحديد يبتسم بهدوء وهو يقترب منها تتوتر هي مباشرة لكن ضحك بخفة لأنه قرب منها لجل يوترها و لأنه مد ايده للصندوق يفتحه يخرج عُلبه باللون الأخضر الغامق يمدها لها و مازال يضحك : افتحيها
عقدت حاجبها بإبتسامة تاخذ العُلبه : بورش ثانية؟
رفع حاجبه بذهول ينفي : فليتيها
ابتسمت وهي تنزل انظارها للعُلبه تفتحها تلين ملامحها من كانت دبلتين توأم لها و له تشوف فرق المقاسات وهي ترفع نظرها له : كنت بشتري بس ما ساعدني الوقت !
هز فِراس راسه يفهمها : عشان كذا انا اشتريت ، الوقت دايم بصفي
عضت شفتها بفرح وهي تخرج دبلته بإحراج تمد ايدها له تطلبه يقرب كفه لها لجل تلبسه الدبله و عقد هو حاجبه يستغبي : وش تبين؟ تبوسين يدي عشان البورش؟
وسعت عينها بصدمة تنقلب ملامحها مباشرة للعصبيه : ايش هذا الكلام يا وقح !
تعالت ضحكاته في لحظة من إنقلابها و تغيرها بلحظة وهو يحاوط وجهّا بكفينه يقبّل راسها لـ ثواني طويله يبعد وهو يمسك كفها برقة يقربه من ثغره يقبّله بهدوء يناظر عيونها يلي لمعت مباشرة برضى : كل شي تم لأعلاميتي و طباختي
ابتسمت بخجل وهي تسحب كفها بهدوء تلبسه الدبله ترتجف اناملها لأنه شي جديد عليها ولو إنها تتأقلم و تتعود بسرعة..
اخذ العُلبه من حضنها وهو يناظر خاتمها بإيدها : ولو إني شريت لك هالدبله يلي بين اناملك ابيك مثلي
نزلت انظارها لـ خاتمها وهي تبعده من حول اصابعها تدخله داخل شنطتها تمد كفها له بإبتسامة : هاك
ابتسم من إبتسامتها وهو يمسك كفها يدخل الخاتم يتركه يعانق اصباعها : مازان إلا بيدك
ابتسمت و انظارها له بهدوء تهمس وهي ترخي راسها على الكرسي خلفها لكن وجهّا ناحيته : راح تطول بعيد عني
هز راسه بإيه يتكي بإيده على التكايه بينهم يرخي وجهه على كفه يتأمل ملامحها و كلام عيونها : الطيار سلبياته بعيد عن اهله و هذا اكثر شي صعب علي
لانا : انت تدري إني راح اكون معك بكل سفراتك غير ذي صح؟
ابتسم يعرف إنها راح تنشغل بشغلها وهو يهز راسه بإيه يتجاوب معاها يسوي الي هي تبيه : ما اقدر بدونك ، طبعًا بتكونين معي و تسوين لي احلى كيك من يدك بدون لا تعدميني بالخليط
ضحكت بخفة تشتت وجهّا و انظارها عنه و عدل هو جلسته و عيونه تلاحق إبتسامتها : لانا
لفت بعيونها له ترتخي ملامحها من جدية نظراته و سكون جسده و ثغره يلي ما يبتسم كعادته : فِراس؟
عض شفته يشتت انظاره عنها لأنه يعرف إنها مهما كانت جريئه و خفيفه معه وقت يخطي خطوته هذي لها نيته يقبّل ثغرها راح تنفر منه بسبب خجلها ، هو المفروض يتقدم منها شوي شوي لأنها لانا و لأنه اكثر شخص يعرفها ولو فرقتهم السنين و المسافات هي مازالت لانا صديقة طفولته يلي تعلمه كل شي و حتى عنها..
_
« بيت أدهم ، الصباح »
كنت تنزل من الدرج بهدوء تسمع صوت محمد عبده في انحاء البيت تعرف إن امها يلي مشغلته و الأكيد إنها بالحديقة و فاتحه الباب لجل يوصل لها صوت مغنيها المُفضل ، مسكت روح سور الدرج من دارت الدنيا بعيونها في لحظة وهي تغمض عيونها بتعب من الحرارة الي تعّبتها في نص ليلها تصحى بسببها ، فتحت عيونها من حست بكف يتحسس جبينها تبتسم من كان ابوها و بيده الثانية قهوته يناظرها : حرارتك مرتفعة ، على غرفتك
ما فتحت فمها بحرف لأن ابوها بيزعل منها و زعله صمت تقدر روح تواجهه بسهولة لكن لأنه ابوها مستحيل تعانده اكثر من كذا و تتعبه و لفت تعطيه ظهرها تطلع الدرج تمسح كل مخططاتها ، كل ليلها كانت تحس بـ ابوها يدخل يتحسس جبينها و يصحيها لجل تاخذ دواها ، كانت تسمع صوت همس امها بجنب باب غرفتها تسأل أدهم عن حالها ، تعرف خوفهم و قلقهم عليها و لجل كذا هي غالبًا تخفي تعبها عنهم لأنها ما تقدر تواجه حنانهم لها ابدًا ، حُبهم و عطفهم و لطفهم صعب مواجهته ، صعب ردّه لأنه يجي منهم بكثره لأنها وحيدتهم..
جلست فوق كرسيها وهي تاخذ جوالها تتصل على مكتب الأستقبال بعيادتها تنطق من ردوا : قبل يتحركون الناس من بيتهم ارسلي لهم رساله إنها كلها تحولت عن بُعد ، مقدر اداوم
اغلقت الخط وهي تبعد الستاره عن شباكها تتأمل جوهم يلي هالمره مو مثل ما تبي ، كانت الشمس تضرب زوايا المكان بغرفتها و هذا الجو يلي تفضله امها غالبًا ، الهواء البارد و وجود الشمس لأنه الأفضل لـ وردها يلي تهتم فيه و كثير..
_
« بيت تيّام »
وقف تيّام يبعد عن لَحن من اتصل عليه بحر يلي كلمه بالأمس إن الموضوع يمس يزيد ، وقف تيّام بجوار المطبخ وهو يرد يسمع سلام بحر : و عليكم السلام و الرحمه ، اخبارك يا بحر و اخبار اختي
رفع بحر حاجبه بإبتسامة من تغير تشكيل سؤال خاله : صرت تقدمني عن امي بالسؤال عن الحال؟ غريب يا خالي
ابتسم تيّام يدخل المطبخ يسحب الكرسي يجلس : ابد بس إهتمامك بموضوع زياد صاير يعجبني
ابتسم بحر بذهول يعدل له غلطه : يزيد يا خالي يزيد ، الرجال بيصير زوج بنتك و انت تقول زياد
تيّام : الحين يهمك اسمه؟
نفى بحر : ابدًا
تيّام : انزين علمني وش عرفت
بحر : تكلمت مع احد قريب بالعيله و قال لي إن ورد زوجة عمي أدهم مو مرتاحه لموضوع زواجه و حتى بنتها روح نفس الشي
رفع تيّام حاجبه بإنزعاج و نطق بحر بهدوء : لكن للأمانه يا خالي بحثت و دورت والله ما لقيت إلا الخير من وراه بس هذا القلب مو مرتاح
زفر تيّام يمسك جبيته بوهقه : وكلنا امرنا لله يا بحر دام لَحن استخارت ما بيصير إلا الي فيه كل خير و خيره
هز بحر راسه بإيه : ملكتهم متى؟ كانوا حايسين بالموعد اخر مره
تيّام : الأسبوع الجاي يوم الجمعة عشان الويكند
هز راسه بـ زين وهو يزفر : خالي خليها تستخير مره ثانيه و ثالثه و رابعه
تيّام : انت تبيها غصب ما ترتاح صح؟
ابتسم بحر يشتت انظاره : الله يحميها
ودع خاله وهو يسكر الخط يرمي جواله على السرير يبعثر شعره وهو يوقف امام المرايا يناظر صدره العاري ما يغطيه شي ابدًا و يشوف شعره المُبعثر يزفر بعدها بملل وهو يتوجه لباب الكرفان يفتحه يعقد حاجبه مباشرة بإنزعاج شديد من الشمس الي ضربت عيونه تتركه يتراجع عِدة خطوات للخلف يسحب نظارته الشمسيه يرتديها و يسحب بلوفره المعلق يرتديه وهو يخرج يصفر بهدوء يبتسم من سمع صهيل الخيل من بين الأشجار الموجودة حول ساحة الكرفان ، ابتسم من خرج الخيل من وسط الأشجار ينفض وجهه بإنزعاج من اوراق الشجر وهو يمشي ناحية بحر يوقف امامه يحني وجهه لـ حضن بحر يلي ابتسم وهو يمد ايده يتلمس جسده : جاهز للرحله؟
صهل الخيل يبتعد خطوات للخلف و مشى بحر ناحية الأشجار و الخيل خلفه : انت تدري إن الي اكلمك عنها دايم بتصير قريب زوجتي
انحنى بحر بإبتسامة وهو يسحب الجزر ينزعه من جذوره وهو يبعد الاوراق عنه ينظفه يلتف لـ خيله وهو يمد له الجزر : راح تعيش معي هنا على هذي الأرض و تشوفك يوميًا
اخذ الخيل الجزر لـ داخل فمه و ابتسم بحر وهو يمسح على وجهه : انت سري مثل ما هي سري ، ما اعرف وش الموضوع بس ما ابي احد يدري إنك لي و إنك هوايتي ، يكفي حُبي لها بدأ ضبابه يختفي و توضح الصوره لهم ، هالشي يزعجني
دائمًا بحر هادي و صامت إلا بجنب خيله ، كان بكل مره يمشي مع خيله يبدأ الكلام و يرمي كل الي بجوفه لأنه يدري إنه خيل و مستحيل يغضب عليه و يزعل و ياخذ بخاطره منه و حتى يغير قرارته ، يدري إن خيله هذا ما ينطق و يسمعه من يبدأ كلام لين ينتهي ما يقاطعه ابدًا..رغم إنه مُجرد خيل إلا إنه بجوار بحر اكثر من صديق
توجه لـ غرفة الحارس وهو يدق بابه بهدوء و فتح الحارس الباب يعدل جاكيته تعلتي ملامحه الإبتسامة من شاف بحر و الخيل خلفه : بحر؟
ابتسم بحر يبادله الإبتسامة وهو يشير على خيله خلفه : ابي مفتاح غرفته
هز الحارس راسه يدخل و كانت ثواني رجع يمد له المفتاح بتساؤول : تبي مُساعده؟
نفى بحر وهو يبعد و خلفه يمشي الخيل يقرب من بحر يصير يمشي بجنبه..وقفت خطوات بحر امام غرفة مقسومة لـ قسمين القسم الأول مكان لخيله و الثاني لأحتياجات الخيل ، فتح بحر الباب يدخل وهو يبتسم من شاف ألوان و اشكال اللجام امام عيونه وهو يمشي من بينهم يحتار يختار اي لون إلا إن يده سحبت اللون الأسود كعادتها وهو يلف للخيل يحاوره : دايم يفوز هاللون صح؟ صدقني اكثر لون يجذبني على الخيل هو هذا
اقترب وهو يلبس خيله اللجام يهمس : جولتنا اليوم على ارضنا نشوف لنا ارض زينه عشان نزرع فيها ، وش تقول؟
و كمل بحر بعد ثواني يحسب الخيل خلفه للخارج : ما اهتم ، امش معي
_
« بيت جارح »
سكرت إلهام الثلاجة تتنهد لأنها تحس بالجوع لكن مافي شي مُمكن تاكله ، وقفت امام باب المطبخ من وقف ابوها امامها يبتسم بإستغراب من عبوسها : وجهك مقلوب
هزت راسها بإيه وهي تخرج من اعطاها المجال : جيعانه و ماحصلت شي اكله بالثلاجة بشتري لي شي و انا رايحه
عقد حاجبه بإستغراب يفتح الثلاجة يبتسم لأنها مليانه اكل لكن إلهام اكلها محدود و ما يعجبها اي شي و نطق يلف للباب : إلهام
كانت بعّدت مسافة بس من سمعت علو صوته هي تراجعت تدخل له المطبخ بسكون ملامحها تخاف عصبيته : نعم
جارح : جبت لك الي تاكلينه الفجر بس ما حطيته بالثلاجة
اشار على الطاولة و لفت عيونها للطاولة تشوف كيس لكن ما فكرت تفتحه و توجهت له تفتح الكيس و ابتسمت بهدوء من كان اكل فعلًا هي تاكله و ما انتهى الموضوع كذا و جاب لها اكلها المُفضل لأن اكلها غريب و هي الوحيده الي تتقبله ، رفعت انظارها له بإبتسامة و إمتنان وهي تشبك كفينها : شكرًا
ابتسم لها وهو يتوجه للباب : بناتي ما يطلعون من الصُبح جياع ، بالعافية
كانت تتأمل ظهره يختفي امامها شوي شوي و هي تحس بسعادة مو عاديه ، هو شي بسيط من ابوها مُمكن يسعدها طول يومها لأن علاقتها معاه لطالما كانت مُعقده و مهزوزه بسبب افعالها مع بحر ، نزلت انظارها للكيس ترتخي ملامحها لأن ابوها لو عرف بتصرفاتها مع بحر راح تتدمر علاقتهم كليًا : يالله
زفرت وهي تسحب الكيس تغادر المطبخ
_
« بيت أدهم ، غرفة روح »
كانت روح متمدده على السرير و بيدها جوالها تتفرج على سنابات لانا صباح اليوم مع سيارتها البورش يلي كانت عنوان سنابتها ، شخصية لانا كوميدية و عفوية لأبعد حد لأنها شخصية عجولة و عديمة تفكير مُسبق و تنطق بـ اي شي يخطر ببالها بدون تفكير للعواقب ، سكرت جوالها تسحب الآيباد تدخل على القناة يلي يُعرض عليها البث وهي تبتسم من ظهرت امامها لانا و بيدها ورقة إذاعتهم و الإبتسامة على ثغرها كالعاده
_
« مكتب الإذاعة التلفزيونية »
ابتسمت لانا للكاميرا وهي تنطق بهدوء بنبرة تفضح إبتسامتها حتى للأعمى : صباح الخير من قلب الرياض لجميع انحاء المملكة و خارج المملكة ، اليوم لانا راح تطفشكم و يمكن تخرج عن كلام المخرج يلي الحين مبقق عيونه يبي يضربني
وسع المخرج عيونه بذهول و حركت لانا كفها بعدم إهتمام تكمل : حتى يوصل ضيفنا اليوم خلوني اقولكم إن رمضان على وصول و كثروا من الصدقة و ذكر الله لأن هذا الشهر خير من ألف شهر
نزلت انظارها للورقة بيدها ترفع انظارها للكاميرا بعد ثواني : اليوم ضيفنا فريد من نوعه و مميز لأن شغلته غريبه و تدعو للتساؤول و التفكير
حطت الورقة فاصل بينها و بين المخرج تهمس للكاميرا : لو كان موضوعنا بورش كنت بتحمس اكثر صدقوني
تنحنحت تعدل جلستها وهي تبتسم من شافته واقف جاهز بجنب المخرج : مارك كورت !
عدل مارك بدلته وهو يبتسم يتقدم يجلس على الكنب يلف انظاره لـ لانا ينطق بالأنجليزية : شرف لي بحضور إذاعتكم و برنامجكم ، سمعت عنه الكثير من اصدقائي العرب
ابتسمت لانا بإمتنان وهي تلف للكاميرا : اليوم راح نتكلم انجليزي الله يستر لا يفشلنا الأكسنت
لفت لـ مارك وهي تبتسم تنطق بالأنجليزية بطلاقة : إذًا سيد مارك هل تستطيع إخبارهم بعملك و كيف تكسب منه الكثير من المال؟
هز مارك راسه بإيه يعدل ياقته : ارسم خط سيارة رولز رويس
رفعت لانا حاجبها بإعجاب تلف للكاميرا : و هنا خلوني اعلمكم إن خطوط كل سيارات الرولز رويس يدوية و على يد مارك كورت لوحده بدون إستعمال مسطره و غيره !
ابتسم مارك ما يفهم كلامها لكن يشوف إبتسامتها و بس ، رجعت لانا انظارها له بتساؤول : لماذا انت الوحيد؟
مارك : رفضت الشركة قدوم شخص آخر
لانا : هل الوظيفة صعبه؟
هز راسه بإيه وهو يشرح لها مدى صعوبة للوضع : عندما استلم السيارة لـ رسم الخط اكون اخر شخص يعمل عليها لأنها انتهت و تبقى الخط فقط ، لِذا خطأ بسيط مني يهدم كل شيء
ظهرت علامات الإندهاش على ملامح لانا : هذا صعب حقًا !
لفت للكاميرا وهي مكشره : راح يحببني بسيارتهم و انا امس جاتني البورش ، شكله اختبار رباني بس طلعت وحده ما ترضى بلي عندها
زفرت وهي تلف لـ مارك : حدثنا اكثر رجاًء
_
« روسيا »
كان يتمشى بشوارع روسيا يرتدي اثقل ما عنده بسبب طقسهم شديد البرودة يلي مستحيل يستمتع فيه احد غير ورد اخته هي و زوجها ، طقس لا يُتحمل يوصل برده للعظام يجيب الأمراض من قوته ، كان يرتدي سماعته على اذنه و يدينه داخل جيوب جاكيته يمشي من بين الناس امامه و على ثغره إبتسامة هاديه يستمع لـ بث لانا و يستمتع بشخصيتها و كلامها و طريقتها في الحديث ، هالمره جابوا ضيف تداولوا الناس اسمه بكل مواقع التواصل الإجتماعي بسبب معرفتهم لـ غرابة وظيفته و رئيسهم قرر يطلب منه الحضور لـ برنامجهم بِما إنه زار المملكة و لـ جدة تحديدًا لحضور الفورملا و قرر إستضافته في البرنامج و مع شخصية لانا يلي تترك الجميع يحبها بِلا استثناء..
كانت شمسهم في روسيا على وشك الغروب و أنوار الشوارع اضاءت لجل لا تطفي ارواح الناس ، رفع انظاره للسماء من بدأ الثلج بالهطول يشوف حجمه الصغير و خفته يلي مماثله لـ الريشه ، كانت ثواني و بدأ الثلج يغطي الأرض و الأشجار و اكتاف الناس و ابتسم يتمنى وجودها بجنبه يشوف حماسها مع الثلج و تفاعلها بشوفته لأول مره ، لف انظاره للمحل يلي اخيرًا وصل له وهو يفتح الباب يخرج صوت الجرس اعلى الباب دليل على دخول احدهم و سرعان ما ظهر امام فِراس رجُل كبير بالسن الشيب يغطي شعره يرتدي نظارته وهو يبعد قفازات يده ينطق بالروسية : تفضل سيدي
ابتسم فِراس بعدم فهم وهو يهمس : هل تتحدث الأنجليزيه؟
هز العجوز راسه بإيه و تنهد فِراس براحه وهو يقترب من رف البذور المصفوفة على جِدار كامل داخل عُلب و عليها اسمها : هل استطيع الحصول على كمية كبيره من بذور الفراولة؟ و ايضًا اريد انواع ورد نادر الوجود إذا كُنت تملك
العجوز : هل تريد نوع محدد من الورد؟
نفى فِراس يجلس على الكرسي : سأكتفي بالنداره
ابتسم العجوز وهو يتوجه لـ الأرفف يسحب علبة لـ بذور الفراولة يتركها داخل الكيس و نطق فِراس برجاء : اضف علبتين اخرى رجاًء
هز العجوز راسه بالإيجاب وهو يزيد كمية البذور ، توجه العجوز للورد وهو يميل شفايفه بحيره و اصابعه تدور بين اندر انواع الورد بمحله و يمكن بـ روسيا لأنه محل شهير بأختلاف و ندارة الأنواع و الأشكال عنده..
_
« أرض بحر »
كان راكب فوق خيله وهو يدور بس
ين الأشجار يدور ارض تناسب الزراعه و طّول فعلًا لجل يحصل ، شد اللجام وهو يوقّف خيله ينزل وهو ينحني للأرض يتّفحصها و ابتسم براحة : هنا
وقف وهو يمسك لجام خيله يمشي يسحب الخيل خلفه : وين احصل بذور فراولة حلوه الحين
خرج جواله من جيب بنطلونه وهو يتصل على احد معارفه يبدأ يتبادل معه اطراف الحديث لأن مر الكثير بدون لا يتكلمون و يتطمنون على بعضهم ، ابتسم بحر بإمتنان يرخي ظهره للشجرة خلفه : الله يسلمك يارب ما تقصر
كانت دقايق و نطق بعدها بتساؤول : قلت لي مره إن في احد قريب منك دارس النباتات و الاحياء صحيح؟
هز الرجال راسه بإيه : امي الله يحفظها
ابتسم بحر يدعي لها بطولة العمر يكمل : لو مافيها تعب ابيك تسألها عن افضل انواع بذور الفراولة ، ودي ازرع لكن ودي بشي لذيذ و نوع حلو
الرجال : ابشر يا بحر ما طلبت شي المغرب بإذن الله انتظر اتصالي
ابتسم بحر : الله يبشرك بالجنة إن شاء الله ، ما تقصر والله انت و الوالده جعلها الجنة
_
« بعد يومين ، عيادة الروح إذا آوت داوت »
كانت ساكنه تسمع كلام البنت امامها و الدموع الموجودة داخل عيونها تشكل ضباب يأذي رؤيتها ، تسمع مُعاناتها مع اهلها و تصرفاتهم الغير طبيعية و تحديدًا انها و كيف كل شي بالنسبة لهم ماله داعي و غلط : انا لو عرفوا اني اجيك هنا مره بالأسبوع لجل اقدر اتعلم اتعايش معاهم و مع شخصياتهم يذبحوني ، امي راح تناديني بالمريضة نفسيه و مجنونة
نزلت البنت انظارها لـ كفها تشد عليه تنزل دموعها تبلل كفها بهمس : امي عاشت يتيمة و جالسه تيتمني وهي حيه بدون ما تحس
بلعت روح ريقها بهدوء وهي تمد للبنت المناديل : لو تبكين بدل ما تكتمينها مو افضل؟
رفعت البنت انظارها لـ روح بقلة حيله ترفع اكتافها : ما اقدر
ابتسمت لها روح تفهم مقصدها ، هي تعودت على الكتمان لدرجة فِقدانها لقدرة التعبير ، تعودت على كتم عبرتها و شهقاتها و صارت ترفض الخروج ، لفت روح انظارها للباب بإنزعاج واضح على ملامحها بسبب مقاطعتهم لجلستها لكن عقدت حاجبها من كانت امرأة كبيره بالسن يوضح عليها الغضب تصرخ على البنت الي وقفت بخوف : لينا وش تسوين هنا يا كلبه !
بلعت لينا ريقها وهي تتراجع للخلف بإرتعاب من إقتراب امها منها وهي ترفع يدها على وجهّا دافع عن نفسها إذا تلقت الضرب وهي تغمض عيونها بقوة : والله ما سويت شي غلط امي والله !
رفعت ام لينا كفها تكاد تمسك شعر لينا لكن منعتها يد روح الي ابتسمت وهي تشد على ذراع ام لينا تهديها : ممكن تسمعيها؟
نفضت ام لينا ذراعها بغضب تناظر روح بحدّه : لا تتدخلين
رجفت لينا من علو نبرة امها و صرخت من الكف الي ضرب وجه روح : امـي !
غمضت روح عيونها من التف وجهّا بسبب كف ام لينا يلي حرق لها خدها من قوته و ثقل يدها ، طبقت روح على شفايفها تاخذ نفس وهي تلف لـ ام لينا تشير لها على الباب : برا
مسكت ام لينا ذراع بنتها و تقدمت روح تبعد كف الأم عن لينا وهي تشير لها للخارج : انتِ برا و لينا هنا
ام لينا : و انتِ من تطرديني
زفرت روح وهي تبلل شفايفها : لا تخرجيني عن طوري
مسكت روح ذراع ام لينا وهي تسحبها للخارج توقفها امام الباب تنطق : جيتيني لين العيادة و ضربتني تتوقعين اسكت لك؟ برا عيادتي الحين لجل لا اكسر خاطر لينا و تشوف امها في مستشفى الأمل
عضت ام لينا على شفايفها تهمس : ابي بنتي
روح : كرريها و راح ارفع عليك بلاغ و اوقف بصف لينا ، تفهمين ولا اتكلم بلغتك؟ ابي احشم عمرك لكن ما تركتي لي مجال الله يصلحك
اشارت روح للأمن الي تقدمت من ام لينا توريها طريق الخروج و سكرت روح الباب بعصبيه تلف تلين ملامحها من استوعبت وجود لينا بمكتبها وهي تزفر : ما صار شي
هزت لينا راسها بإيه تمسح دموعها تشوف روح يلي اقتربت منها تجلّسها وهي تجلس بجنبها : دايم تعاملك كذا؟
هزت لينا راسها بإيه و نطقت روح بحزن : بدل لا تهربين منها تتعلمين تتعايشين معها ، ليه كل هالطيبه؟
رفعت لينا اكتافها بعدم معرفة : اخاف حياتي بدونها ، يكفيني عشت بدون ابوي و ذقت المُر
روح : ماراح اسمح لك ترجعين للبيت معاها ، تعورك
شتت لينا انظارها بقلة حيله: بريت فيها و مازالت تعاملني بنفس الطريقة السيئه ، وش الحل ما اعرف
روح : المفروض هي تكون هنا تتعالج مو انتِ
ضحكت لينا بخفة وهي تهمس : امي تموت ولا تعترف بهالشي
روح : مصيرها تزورني
_
« بيت جارح ، المغرب »
فتحت غروب الباب بإبتسامة وهي تهمس : بحـر !
ضمته مباشرة توقف على اطراف اصابعها من فارق الطول بينهم وهي تضحك وهي تقبّل خده : وحشتني وحشتني وحشتني !
ابتسم وهو يسكر الباب خلفه يحطها تحت ذراعه يمشي ناحية الصاله : حتى انتِ وحشتيني ، ابوي و امي موجودين؟
هزت راسها بإيه و رفع بحر انظاره للصالة يشوف جلوسهم مع جده ضاري يبتسم بحر وهو يبعد ذراعه عن غروب : ياحلو هالمنظر ، ليتني صبحّت عليه بدل وجه ليث
كتمت غروب ضحكتها من ابتعد عنها يتوجه لـ جده ضاري يسلم على راسه و توجه بعدها يسلم على امه و ابوه يجلس بجنب ابوه بإبتسامة : لو اقولكم جيت و معي خبر كنتم تنتظروه مني من زمان
عقدت غرام حاجبها بإبتسامة : كل خير يارب ، علمنا
اشار ضاري لـ إلهام توقف تصب بـ بحر من دلة الشاهي و وقفت إلهام بهدوء ترفع الدلة وهي تسحب فنجان تصب له كاس ، جارح : الي اعرفه يا بحر الخبر الوحيد الي ننتظره هو وين مختفي
اخذ بحر الفنجان من إلهام بإمتنان : بخطب
لانت ملامح غرام بذهول لأن ما مرت فتره طويله لـ تقدمه لـ سراب تهمس : بحر صادق انت؟
هز راسه بإيه وهو يرشف من الشاهي يلي يتوسط كفه و داخله رغبه كبيره إنه يقولوهم إنه انتظر الوقت المناسب لجل يقولها ، لجل يعلمهم إن من وقت ماشافها تحت المطر وهي بباله ما تغيب ولو نام تجيه بأحلامه بنفس شكلها بأول لقاء لهم تحت المطر ، ابتسم جارح من ابتسامة ولده : من المحظوظة ، هالمره ما يجبرك شي صح؟
هز بحر راسه بإيه يجيره قلبه على خطوته هذي لجل يقدر يشوفها و يتأملها و يحفظ ملامحها مره و اثنين و ثلاث : ما يجبرني شي
ضاري : منو؟
ابتسمت غرام بهدوء تنطق بتساؤول فيه من المعرفة و الأكيد كثير : روح صح؟
لانت ملامح بحر بذهول يلف بـ امه و انشرح قلب غروب مباشرة بسعادة : روح؟ يا سعادتنا والله احلى من يصير من العائلة !
ضاري : اسلم يا بحر !
شتت بحر انظاره بشعور مليئ بالغرابة لأنها هي محور كلامهم و إبتساماتهم لـ معرفة الموضوع تدهشة بشكل يعجبه لأنها هي يلي يتكلمون عنها و لأنهم مبسوطين من اختياره : ابيها هي اليوم قبل بكره
رفع جارح حاجبه بإعجاب شديد يترك فنجان الشاهي على الطاولة : انشهد إنك ولدي ، امش نخطبها لك
وسعت غرام عيونها تمسك جارح من ذراعه تجلّس من وقف : هوب على وين ! لا انت صاحي ولا ولدك صاحي
جلس يبتسم لها وهو يشير على بحر : بالله ما تذكرك عجلته بشي؟
نفت وهي تدخل ذراعها بـ ذراعه : اتركوكم من العجاله قال امش نخطبها لك الحين قال ، فكر بيوم يناسب البنت و روح اشتري لها ورد و تشوكلت رايح على الله كذا لا ترفضك
غروب : ماما ليه كذا تعورين؟ اخذتيه رايح جاي حرام
إلهام : كلموا ابوها يمكن يرفض هو قبل بنتـ
قاطعها ضاري يبتسم لـ بحر : ابوها انسان واعي و الشور شور بنته و بحر تعرف جوابها صح؟
نفى بحر يترك ملامح جده تتغير : يا جدي روح إنسانه تفكر بمنطقيه و هي كانت موجودة وقت كنت بتزوج سراب ، إحتمال إنها ترفضني كبير
جارح : ما تسويها تعرف إنك قليل الوجود
كشر بحر وهو يشرب من الشاهي : ابوي هالحركات ولد نادر و كل بنت تتمناك ما تنفع ، امي ماقالتها انت تقولها ليه؟
هزت غرام راسها بإيه تناظر جارح بإستغراب : وش هالحركات يا جارح؟ صرت شايب صدق
شهق وهو يوسع عينه : مو عشان شفتي فيني شيب قلتي شايب يا غرام !
قلبت عيونها بإبتسامة وهي ترخي راسها على كتفه : بحوري شوف اليوم الي يعجبك و علمنا نتجهز و نروح نخطبها
جارح : انا بكلم أدهم لجل لا ينصدم وقت يشوفنا جاين بكشختنا
_
« بيت أدهم ، الحديقة »
ابعدت روح سلة الفراولة عن حضنها وهي تعدل جلستها تنوي الكلام مع ابوها بموضوع عايض الشخص الي واجهّا بالكوفي بالمره الماضية : بابا وقت كنت ابي اكلمك ذاك اليوم بالمزرعة كنت احتاج شورك بشي
عقد أدهم حاجبه وهو يبعد كرة السلة عن حضنه يتكي بإيه على الطاولة من نظرات بنته الهاديه : وش صار يا روح؟
روح : قبل لا اجي المزرعة كنت بالكوفي مع البنات و صارت مشكلة مع رجال إن لَحن سرقت محفظة اخته و من هالكلام
رفع أدهم حاجبه بإنزعاج وضح على ملامحه وهو يسمع روح تكمل بهدوء : كان جدًا عنيف و مهاجم ما كان طبيعي يعني بس ما يعاني من اي مشكلة يحتاج فيها اخصائي نفسي و غيره
عقد
أنت تقرأ
تميل لها الروح فلكل روحٍ ميال
Romanceحسابي انستا : rwiiarx البارت الواحد داخله تسعه بارتات انستا