٢٢

2.6K 112 3
                                    

صعب جبره وهي ما تتخيل يصير هالشي مع أدهم : بنتي يا أدهم بنتي تروح و انا مقدر اسوي شي
عض أدهم شفته يحس فيها ترجف وسط صدره و انحنى يحملها لأنها مازالت خفيفه عليه مثل ماهي خفيفه على روحه وهو يدخل للبيت يسكر باب الحديقة يمشي ناحية الكنب يجلّسها يغطيها بالشال الموجود ينحني يجلس عند ركبتها يمسك كفوفها : دورك تكونين قويه يا ورد ، اسنديها مثل ما تسندك دايم ، خليك روح هالمره و اتركيها تكون روح الصغيره
هزت ورد راسها و دموعها تنهمر بدون توقف و وقف أدهم يحاوط وجهّا يمسح دموعها بإبهامه يهمس : عندي شغله بحلها و ارجع خليك عند روح
رفعت انظارها له تنفي : ماراح تسوي شي يا أدهم
عض شفته لأنها فهمت إنها نهاية علاقة بحر فيهم و وقفت وهي تشد الشال عليها تهمس : ما تقدر تسوي كذا بزوجها
أدهم : راح يتطلقون
ورد : تدري إن روح راح توقف بوجهك صح؟
نفى وهو يرص على اسنانه : دلعي بهالموضوع ينتهي ! ما اسمح لرجال كسر بنتي هالكسر يوقف بجنبها مره ثانيه يخسى والله ادعس عليه
لانت ملامح ورد و همس أدهم بضعف يبعثر شعره : و لا توقفين بوجهي يا ورد خليك بصفي مثل دايم احتاجك و انا اوقف بوجه روح تسنديني صعب علي اقول لها لا
تجمعت الدموع بمحاجرها مره ثانيه وهي تتنهد تضمه ترخي راسها على كتفه : لا تتأخر
_
« بيت رفيف »
ناظرت بحر جالس معاهم على الطاولة لكنّه ساهي مثل العادة و مستحيل يكون بجنبهم للحظة ، مدت كفها تمسك كفه لكنّه فز بشكل مرعب يسحب يده يناظرها بحدّه ، و عضت رفيف شفتها تهمس : بحر لا تسوي كذا انا زوجتك
بحر : قلت لك اعطيني وقت
ناظرهم عايض وهو ياكل بهدوء : متى تنتهي مشاكلكم ازعجتوني
لفت له رفيف بحده تضرب الطاولة : اسكت انت اسكت رافع لي ضغطي تراك طرف ثالث على الطاولة انقلع روح غرفتك
رفع حاجبه بأعجاب وهو ياكل : اشوف لسانك طال يا اختي ، لأن عندك زوج صايره تنافخين؟ لاتخليني اهدم احلامك ترى الفكره مو داخله مزاجي بالمره
لانت ملامحها تستوعب إنه يهددها يعلم بحر و زفرت وهي تهمس تناظر اسفلها : اسفه
نفى بحر بعدم تصديق يوقف وهو يترك لهم الطاولة يمسك راسه بصداع يجلس على الكنبه يتمدد يغطي عيونه يشوف روح امامه تضربه ، كانت تعاتبه بعيونها و هالشي مافاته ابدًا ، كانت رقيقه هاديه حلوه بإحمرار ملامحها الباكيه ، لكنّها قويه ترمي كلامها ، كانت صريحه و صادقه لأن قلبه الي يعلمه ، ابعد يده يناظرهم على الطاوله ياكلون بهدوء بس ما يعرف مين هم و وش يبون فيه ، ناظر حرق كفه و الحادثه الي صارت له بطفولته وقت انحرقت سيارتهم لكن من بعدها كل شي صفحه سوداء يزفر لأنه يحاول يتذكر اي شي بس كل شي غير موجود و كأنه ماصار اصلًا و كأنه ماعاش حياته يكبر..
قاطع حبل افكاره الجرس و وقف وهو يهمس يمشي ناحية الباب : انا اشوف
فتح الباب يشوف الشخص يلي يوقف امامه و عقد بحر حاجبه من ملامح الذهول الي اعتلت وجه الشخص امامه : مين انت؟
سكنت ملامح خيّال وهو يميل راسه بعدم فهم يهمس يكرر خلف بحر : مين انت؟
عقد بحر حاجبه بإستغراب : اعرفك؟
وسع بحر عيونه من لكمه الشخص امامه وهو يصرخ فيه يمسكه من ياقته : تلعب معي انت تلعب معي؟ لي شهور ادورك يالكلب شهور و وراك زوجه تغيرت في بعدك و اهل بكو خوف عليك و ناس شالوا همك مثل الأثقال و انت توقف قدام وجهي صاحبك تقول مين انت؟
ناظره بحر بصدمة و في لحظة لكم خيّال وهو يدفعه بعدم تصديق يناظره بعصبيه : يدك خلها تعرف مكانها لا اكسرها !
مسك خيّال جبينه بعدم تصديق لأن بحر فعلًا ما عرفه و عقد حاجبه من ظهر شخص يوقف بجنب بحر و نطق خيّال بإستغراب : مين انت؟
ناظره عايض وهو يدخّل بحر يسكر الباب بعدم إهتمام ، و ابتسم خيّال وهو يعدل اكتافه يشد على جاكيته يتوجه لسيارته يفتح الشنطة ياخذ مضرب البيسبول يتوجه لشباكهم وهو ياخذ نفس بكل ما عنده يضرب الشباك يتكسر كله في لحظة ، ابعد الستاره وهو يرخي المضرب على كتفه يناظرهم بإنزعاج : بحر تعال معي
صرخت رفيف لأنه دخل عليها وهي ترتدي القصير و ناظرها بحر لثواني تتخبى خلفه يبعدها بإنزعاج لأنها تمسك بظهره تضايقه ، و اقترب خيّال يشد على المضرب يهدد عايض من الأقتراب : لا تخليني اهّشم راسك و ادوس عليه مثل ما هشمت شباكك و دسته
رفع انظاره لبحر بحدّه يعلي صوته : بحر بضربك !
تقدم منه بحر يدفعه ببرود : اضربني
صرخت رفيف من فعلًا ضربه و على راسه يترك توازنه يحتل يطيح على ركبته : بحـر
ناطر خيّال بحر يمسك راسه بألم وهو جالس على ركبته بألم و انحنى خيّال يسنده بهمس : يمكن يرجع لك عقلك يالسبك بدل الغباء يلي جالس تسويه
اقترب عايض من بحر و صرخ فيه خيّال بحده : الحـدود !
عض عايض شفته و عدل خيّال وقفته وهو ساند بحر يهمس له : قول حرف و بطعنك بالقزاز يلي بالأرض و لا تعاندني يا ورع تعرف وش بسوي
شتت بحر انظاره بإنزعاج لأنه ما يدري خيّال وش ممكن يسوي لكنّه فهم بدقيقه إنه عند كلامه و راسه صدّع و ما يقدر يواجهه و راح ينهزم بشكل اكيد..
فتح خيّال باب السيارة يدخله يسكر الباب وهو يستغفر بإنزعاج يركب بمقعد السائق يربط حزامه : فيه تفتيش بعد كم نقطه ياويلك تقول مخطوف لأنهم يدورون عليك
لانت ملامح بحر يناظر خيّال بدهشه : يعني صدق انا مطلوب؟
عقد خيّال حاجبه يحرك : طبعًا كل الرياض تدور عليك ، خالك يمسك الكاميرات يتمنى يشوف وجهك و ابوك و ابوك نفضو الرياض نفض يمكن تطلع لهم بالغلط؟
فتح بحر ثغره بصدمه : ابوي و ابوي؟
هز خيّال راسه : ماشاء الله عليك من الحظوظ عندك ابيّن و ناسيهم بعد انت و راسك
ناظره بحر ما يصدق كلامه : اذكر كان عندي ابو واحد و جحدني و تركني و الي اعرفه مستحيل اسامحه
خيّال : ايه ذا بحر البزر ، بحر الجديد بار فيه و عنده اخت من ابوه و يعشقها
عض بحر شفته بصدمة يمسك راسه بألم من كل الملعومات يلي خيّال يرميها بعدم إهتمام ، للحظة ناظره خيّال يشتت انظاره يهمس : لا تظن اني ما اهتم لك ، بالعكس ابيك تذكر لأني بخليك تروح لـ ابوك مُلهم و معه ابوك نيار و تقابلهم ، الناس كبار و انت بتجلطهم
بلع بحر ريقه بصمت : وش اقول لهم؟
خيّال : كون بحر و بس
ابتسم بحر بخفة يشتت انظاره يتأمل الطرق يلي لأول مره يشوفها بدون تخفي بعد مده طويله عايش فيها محصور ، يتفادى نقاط التفتيش و يبتعد عن اي نقطه يقترب منها الامن و المرور لجل لا يلمحوه و كل هذا بسبب عايض و رفيف..
ناظر خيّال الطريق امامه و شد على الدركسون في لحظة يضغط على الفرامل بكل قوته من ظهرت سياره امامه وهو يعض شفته بعصبيه يوقف السياره ينزل يناظر أدهم امامه : عفوًا؟
عدل أدهم بلوفره وهو يتوجه لباب بحر يوجه حديثه لـ خيّال : احتاج بحر بكلمه
فتح أدهم الباب يسحب بحر من ياقة ثوبه يخرج يشد عليه بعصبيه : وش اسوي فيك انت؟
عض شفته يرجع أدهم يصرخ فيه : وش اسـوي فيـك !
ناظره بحر بعدم فهم و لكمه أدهم يرجع يمسكه من ياقته : بنتي يالكلب بنتي انا تنزل دموعها بسبب واحد مثلك؟ شلون قادر تحط عينك بعيني يا قليل التربيه !
لانت ملامح خيّال يفهم إن بحر دخل عند روح و مسك بحر وجهه بصدمه يصرخ : شفيهم الناس كلهم يضربوني !
بلل أدهم شفته : شوف يا بحر روح خطوط الدنيا الحمراء كلها موجوده قدامها ، و انتِ تعديتها و بكيتّها ، كسرت قلبها و هالشي يعني انك كسرتني
ارتخت ملامح بحر يستوعب مين الشخص يلي قدامه ، و استوعب إن المقصد كله يدور حول روح ، شتت انظاره بأسى لأنه ما يذكرها و تقدم خيّال يهمس لـ أدهم : بحر فاقد ذاكرته
عقد أدهم حاجبه يبتعد عن بحر و خيّال بجانبه : شلون؟
رفع خيّال اكتافه يهمس : ما عرفني و وقت كنت اكلمه عن اهله كان ما يعرفهم و مصدوم
ناظره أدهم بسخريه : و الي فاقد ذاكرته ما يبان ولا بمكان؟
نفى خيّال وهو يهمس : صاير شي بس نحتاج نتكلم معه ، مو مستوعب شي انت تدري وين حصلته يا عم؟
ناظره أدهم بهدوء و نطق خيّال : ببيت عدوه عايض ، عرفت إنه هو وقت شفت الحرق بوجهه قد تكلمو عنه و حنّا ندور عن بحر و عرفته
و همس خيّال بخوت : لعبو فيه
شتت أدهم انظاره يهمس : لو قرب من بنتي بذبحه وهو حر
ابتعد أدهم و عيونه تراقب بحر يلي يناظر الأرض و جبينه ينزف و شتم نفسه وهو يتوجه لـ بحر يوقف امامه بتأنيب شديد : ما دريت إنك فاقد عقلك
رفع بحر انظاره لـ أدهم بهدوء وهو يشتت انظاره يدخل السيارة يسكر الباب و عض أدهم شفته يلف لـ خيّال : يحتاج دكتور
خيّال : امه ما تقصر
أدهم : امه ما تقدر تشوف ولدها فاقد ذاكرته و تعالجه غير تعبها
ابتسم خيّال بخفوت : وش اقتراحك؟
أدهم : روح المستشفى و يقابل اهله هناك افضل
هز خيّال راسه بـ زين و ابتسم أدهم بخفة يرفع يده بأسف : السموحه على حركتي بالسياره
نفى خيّال بهدوء يتوحه لسيارته بالمثل
_
« بيت أدهم ، غرفة روح »
كانت ورد جالسه على الكرسي بجنب شباك روح المفتوح و على اكتافها البطانيه لجل تتدفى من البرد و عيونها تراقب روح بهدوء ، لأول مره تطول بنومها و بهذا العمق المستحيل و كل هذا بسبب تعبها النفسي يلي غلب عليها ، لطالما ورد كانت تحاول تفهّم روح إن إخفاء الضغط هو ضغط من نوع اسوء لكنّها تفضل هذا الضغط على الكلام ، هي كتومه بشكل مزعج و تعلمت الكتم بعد قرائتها للكتب عن علم النفس و كأنها تأذي نفسها و تفيد الأخرين بشكل مختلف ، نزلت عيونها لجوالها يلي رن يعلن وصول رساله من رقم وريد "السلام عليكم خالتي ، روح ما ترد على جوالها هي بخير؟"
بلعت ورد عبرتها وهي ترد عليها "حالتها في اخر شهر يمكن و الحين سيئه اكثر" شافت صمت وريد و كيف صارت غير متصله و تنهدت وهي تسكر جوالها ترخي راسها على الجدار بجنبها تشرب من قهوتها بهدوء ما تسمتع إلا لصوت نسمات الهواء يلي تدخل عبر الشباك و اصوات قليل السيارات يلي تعبر الشارع بجنبهم ، كان هدوء مرعب مثل نوم روح بالضبط ، طال تأمل ورد لدرجة سرحانها و مالمحت روح يلي فتحت عيونها بتعب تمد ايدها لراسها بصداع شديد ، فزت ورد تقترب منها وهي تجلس بالسرير تجاورها بقلق : مصدعه يا ماما؟
ناظرت امها لـ ثواني بعدم فهم و كانت ثواني و انقلب وجهّا يتلون للون الأحمر من غصتها يلي داهمتها من تذكرت اخر شي صار قبل نومها ، ابعدت اللحاف توقف تتوجه للحمام تسكره توقف امام المرايا تناظر وجهّا يلي ما صار يرحع لونه طبيعي ابدًا لأنها طول وقتها تبكي مكسوره ، تنفست تحاول تمنع نفسها من البكاء وهي تهمس : لا تبكين لا تبكين لا تبكين !
غسلت وجهّا مره و اثنين و ثلاث ، لعلها تستوعب إن المفروض ما تبكي و إنها لازم تكون قويه ، فتحت الباب تناظر امها تبتسم بأصطناع تهمس : ماما بروح روسيا بقابل جنى
عقدت ورد حاجبها بعدم تصديق : شلون؟
بلعت ريقها وهي تهمس : بروح روسيا فتره و اجلس مع جنى
نفت ورد بذهول : مستحيل مو لوحدك !
روح : ماما احتاج روسيا
نفت ورد بإصرار تهمس : مستحيل يا ماما ما تفهمين؟
نزلت دموع روح في لحظة ما استوعبتها و فتحت ورد ثغرها بدهشه تشوف كيف روح صارت هشه و حساسه لدرجة غير معقوله تنفي مباشرة ترفع اكتافها بأستسلام : روحي ، تبين تروحين روسيا؟ روحي
ناظرت روح دموعها بين كفينها ما تصدق كيف نزلوا بهالسهوله تضحك بسخريه على نفسها : مو معقول
تقدمت لها ورد وهي تضمها : روحي يا حلوتي و غيري جو بعدها تعالي ، حتى بحجز لك اقرب رحله و الحين ، جهزي شنطتك
ناظرت روح امها تبتعد و تنهدت وهي تفتح الدولاب تسحب شنطتها  تتركها على السرير : ما يتذكرني
ميلت شفايفها وهي تفتح الشنطه على وسعها تهمس وهي تتوجه لدولابها تتضبب رؤيتها وهي تسحب ملابس الشتاء الخاصه بروسيا لأن بردهم يهلك العظام : و يتزوج غيري
انهمرت دموعها بسخريه من حالها وهي تترك الملابس داخل الشنطه : و بكل جرائه يجيني وهو ما يتذكرني
مسحت دموعها بهمس : كان صادق اعرفه
عضت شفتها تتذكر كلام أمها "يمكن إنها غلطت بقرائتهو يطلع كذاب" نفت تبعد هالافكار : احتاج وقت
كانت كمية الملابس مو حق اسبوع او كم يوم ، كانت حق شهر تقريبًا ، انتهت من ترتيبهم تترك شناطها بجنب بعض وهي تشوف رسالة امها "اقرب موعد ٨ الصباح و حجزته" ناظرت الساعه يلي كانت على الثانيه صباحًا وهي تحمد ربها إن الموعد قريب و كثير تنزل للأسفل توقف خطواتها امام الباب تسمع كلام ابوها : ما يذكر ولا شي يا ورد حتى امه و ابوه و ساكن ببيت عايض جارنا يلي نقل
كانت هاديه تسمع لكلامهم وهي تدخل تعدل بلوفرها : بابا
ابتسم أدهم لها وهو يوقف يتفح ذراعينه لها يضمها يتمايل معاها : روح بابا
ابتسمت بتعب وهي تغمض عيونها تستشعر حضن ابوها و كمية الحنان و الأمان فيه : بتخليني اروح روسيا كذا بكل سهوله؟
ضحك أدهم بخفة يبتعد عنها يناظر وجهّا و هدوء ملامحها : انا رافض بس سحر امك له دور
رفعت ورد حاجبها بتعجب و ميلت روح شفايفها بتفكير بـ بحر : سحري ماله دور بزوجي؟
لانت ملامح أدهم و رمشت ورد بحزن تهمس : بحر دوره انتهى بحياتك يا ماما
ناظرت امها بعدم فهم تعقد حاجبها : كيف؟
هز أدهم راسه بإيه : واحد يتزوج فوق بنتي و يبكيها ما يجلس زوجها
ناظرتهم لـ ثواني بذهول انهم يعرفون بهالموضوع وهي ما كلمتهم عنه ابدًا ، لكنّها بلعت حروفها تبتعد عن ابوها مساحة كافيه يفهم فيها رفضها الشديد للفكره ، رجف كفها بخوف وهي تنفي : محد راح يطلقني من بحر
أدهم : هو بيطلقك
تجمعت الدموع بمحاجرها ترفض هذي الفكره بكل ما تملك ، تطردها من عقلها تتسارع انفاسها تنعدم رؤيتها تمسح دموعها : لا تجبروه انتم ما تعرفونه
عض أدهم شفتها يقترب منها : يبكيك يا بنتي
مدت ايدها تمنعه من الاقتراب وهي تحذره بعيونها : لا تقرب مني !
وقفت ورد بجنب أدهم تهمس بجديه : روح اسلوبك
انهمرت دموعها تهطل مثل المطر الهتّان وهي تمنعهم من التدخل : بحر زوجي و يمر بظرف ممكن تتفهمونه؟
ورد : شلون نتفهمه و انتِ ما تتفهميه؟ اسمعك تتكلمين عن انه تزوج عليك و كيف انتِ زعلانه !
ابتسمت بحزن و كسر بروحها واضح ، تكلمت بشعور سيء يقطعّ أوتار قلبها وهي تنزل عيونها للأرض : اغار عليه مو كرهًا فيه
لانت ملامح أدهم بدهشة و رفعت عيونها لهم بكل حدّه رغم دموعها و رجفة صوتها يلي تحاول تخفيها : بحر زوجي و انا اخصائيته و افهمه ، بحر يمر بظرف و انا راح اعرف وش هو و راح احكم بعدها يطلقني او لا !
سكتت لـ ثواني و مدت ايدها لقلبها تنطق بكل ثقة مابها نطقة شك فيه : انا اعرف حب بحر لي مو كذبة او وهم ، بحر هايم فيني و انتم تعرفون وش الهيام
شتت ورد انظارها لأنه اعلى مراحل الحُب و العشق و ابتسمت روح لهم تمسح دموعها : بروح اشوف وريد و لانا و فِراس يوصلني
أدهم : فِراس مو هنا
ورد : هي كلمته يجيها
ناظرتها روح بذهول : ماما تتسمعين؟
نفت ورد تجلس تحط رجل على رجل : فِراس كلمني يسأل عنك ليه مسافره
نفت روح بعدم تصديق تعطيهم ظهرها وهي تصعد الدرج بخطوات واسعه
_
« المستشفى »
وقف الدكتور امامه و بيده الملف يناظر بحر بهدوء : بإذن الله الفقدان مؤقت لكن خلينا نتكلم عن جسدك كله
عدل خيّال وقفته وهو يشوف بحر يرتدي بلوفر جديد خيّال قدمه له بدل لبسه المحيوس و الوصخ ، نزّل الدكتور انظاره للملف ينطق بهدوء : جسدك فيه علامات و رضات انت تدري عنها؟
رفع عيونه لـ بحر بتساؤل و هز بحر راسه بإيه : شفت العلامات بالمرايا بس ما اعرف سببها
خيّال : اخر مره كلمت احد و بعدها اختفيت كنت رايح بيت عايض و يلي فتشوه فوق الف مره و مالك وجود لازم تتذكر
تنهد بحر يألمه راسه من يذكرون موضوع الذاكره و ابتسم الدكتور بخفة : لا تضغط على نفسك يا بحر ، كل شي يجي بالسهال
لفو انظارهم للباب من انفتح يظهره خلفه مُلهم يوضح الفزع على وجهه : بحـر !
ناظره بحر لثواني يذكر وجه هالشخص ما ينساه وهو يهمس : كيف سامحته
بلع ريقه من احتضنه هالشخص و ضمه و كأنه يحبه فعلًا و مو مجرد تصنع ، رجفت يدين بحر وهو يبعد مُلهم يوضح عليه الأرتباك : انا نسيتك ممكن تبعد؟
ابعد مُلهم بإستغراب يناظر خيّال يلي همس له : اخر مره يذكرك فيها كان يكرهك
لانت ملامح مُلهم بصدمة وهو يتراجع للخلف بصمت و رفع بحر عيونه بهدوء يناظر مُلهم : عندي اخت غير يوسف؟
ابتسم جارح من عند الباب وهو يشير بأصابعه "اربعه" : عندك اربعة يا بحر
سكنت ملامح بحر بذهول من صدمته و ابتسم خيّال من شاف شبه إبتسامة على ثغر بحر ينطق بأسمائهم : لَحن و وريد و غروب و إلهام
دخل جارح وهو يتقدم لولده يضمه بدون اي حرف و بإشتياق شديد يهمس : ارتعبنا يا ولدي امك منهاره و تعبانه و حالتها تدهورت ببعدك
ما تحرك بحر وهو يحس بالإهتمام من كل ناحيه و إن كل الموجودين بالغرفة يهتمون فيه و كأنه محاط بالحب من كل جهه ، نطق مُلهم وهو يبتسم : تبي تقابل خواتك؟
شتت انظاره لأنه يبي يقابل روح بالأول : ابي اشوف روح
سكنت ملامح خيّال : تذكرها !
نفى بحر وهو يبلل شفايفه : اثرها قوي ، ابي اشوفها زوجتي هي صح؟
هز جارح راسه بإيه : حلالك كلها
تنهد بحر وهو يهمس : خلونا نمشي و ابي اكلم روح
هزو راسهم بـ زين و مسك الدكتور ذراع جارح يهمس : قبل لا يصير الي يصير انضرب على راسه بشي قوي و فيه علامات بجسده ماراحت ، هو الأكيد إنه تضارب لأنها مو علامات حادث
هز جارح راسه بإيه وهو يزفر بتعب يمشي خلفهم يسحب جواله يشوف رقم روح يتصل عليها يحط الجوال على اذنه وهو يوقف امام بوابة المستشفى معهم يشوفون المطر يلي ينهمر بغزارة يبلل الجميع بالخارج يسمع رد روح "يا هلا عمي" ابتسم وهو يناظر بحر يلي كان يوقف بجنبه و سمع روح و ناظره ، مد له الجوال و ارتبك بحر ياخذه وهو ياخذ نفس : روح
ما سمع صوتها ما ماسمع إلا صوت انفسها الهاديه و عض شفته يسمع سؤالها : تذكرني؟
نفى بأسف و كأنها امامها : لا بـ
عض شفته بغضب من سكرت الخط بوجهه وهو يمد الجوال لـ جارح يبتعد عنهم يمسح
على شعره يكره نفسه و يبغضها ، هو يبيها ينجذب لها رغم إنه ما يذكرها ، استوعب إنه كان يعشقها قبل من تأثيرها الحالي عليه ، يبي يشوفها يتأمل حلاوة عيونها و يتكلم معاها بهدوء غير الزعل ، يبي يذكرها لجل يجلس بجنبها يمسك كفها و تحبه و ترضى عليه ، صرخ وهو يضرب الجدار يهمس : تذكر تذكر تذكر !
مسك خيّال كتفه بهمس : بحر يكفي
بلع بحر ريقه يبعد كتفه عن خيّال بإنزعاج يمشي للخارج يناظر ابوه مُلهم : معك مفتاح سياره؟
هز مُلهم راسه بإيه : عندي
مد بحر يده بهدوء : دامك ابوي يلي سامحته اعطيني
ناظره مُلهم بهدوء : على وين؟
سكت بحر لثواني يناظر ابوه مُلهم : بتعطيني؟
مُلهم : لا
ناظره بحر بسخرية : اجل سامحتك انا؟ تخسي
رفع جارح حاجبه وهو يمسك ولده من ياقته يرّص على اسنانه بعصبيه : احترم نفسك يا بحر
دفع بحر ابوه وهو يشير على نفسه : اضربني انت بعد اضربني ! هو انت الوحيد الباقي كلهم ضربوني
تسارعت انفاسه بعصبيه و صغط شديد وهو يناظرهم كلهم يفقد عقله : انتم ما تفهموني ! ما تفهمون شعور إن جزء بعقلك مو موجود ، ما تفهمون شعور الضياع يلي احس فيه ما تفهمون الشعور يلي بقلبي ما تفهمون ، ما تفهمون شعور إنكم تشكون بأسمكم هل هو فعلًا بحر او لا الناس حطوه لك ما تفهمون ! كلكم تضغطون علي كلكم تعاملوني و كأني بحر يلي اذكركم بس ما تفهمون اني ناسيكم ما تفهمون !
: انا افهم
وصله صوت انثوي ناعم من خلفه يلف للخلف يشوف بنت عيونها تلمع من الدموع وهي جالسه على عربيه و امرأه ثانيه خلفها ، ابتسمت لَحن رغم دموعها ورجفة صوتها تمد له كفها : انا لَحن اختك بالرضاعه و بنت عمتك
ناظرها ببرود و بلعت ريقها بصعوبة تمد له مفتاح السيارة : خذه و روح لها ادري وين وجهتك
سحب مفتاح السياره يبتعد و ناظرها خيّال وهو يقترب منها : ليش جيتي؟
شتت انظارها عنه وهي تهمس : ماما قربيني من بابا -تقصد جارح-
ابتسم جارح بهدوء ينحني لها : اهلين اهلين اهلين ، تبين ارجعك البيت؟
هزت راسها بإيه بإبتسامة : تعرف فيه حرامي اخذ مفتاحي
ابتسم جارح وهو يوقف يناظر توق بهدوء ما يدري ليه هم جو لين هنا رغم إنه قال لهم بيجيب لهم بحر بس يجلسون مع غرام : وش تسون هنا؟
توق : غرام طردتنا
سكنت ملامحه وهو يفتح السياره يساعد لَحن بالدخول : شلون يعني
لَحن : معصبه مره و زعلانه من بحر لأني قبل فتره طمنتهم عليه وقت كلمتني روح انه كلمها
نفى جارح بقلة حيله وهو يسكر الباب يتقدم لمكانه يجلس يشوف كل من خيّال و مُلهم يتوجهون لسياراتهم
_
« بيت أدهم »
وقف أدهم يتوجه للباب من دق الجرس يفتحه بهدوء تتغير ملامحه من كان بحر و احتدت ملامحه تتهجم وهو يناظره : مضيع بيت زوجتك؟
عض بحر شفته وهو يتمالك نفسه : وين روح؟
ابتسم أدهم وهو يهمس : روح مو موجوده
عقد بحر حاجبه و همس أدهم يستفز كل خليه بجسد بحر : ابعدت عنك سافرت لأبعد بقعه بس لجل ما تجيها ما تبيك
غطى بحر فمه بقبضة يده يناظر أدهم بغضب وهو يعطيه ظهره يبتعد بخطوات ثقيله مُحمله بالضغط و الهُموم يلي تفوقه بمراحل ، تهدّجت خطواته و اشتدت عليه الحياه في نقطه ما توقعها ، فتح الباب يركب السيارة يضرب الدركسون مره و اثنين و ثلاثه يتألم من معرفته بأنه سبب في آلام روح ، يتقطع قلبه إنه ما يذكرها رغم الشعور يلي يلعب بقلبه بهاللحظة ، هو رغم إنه ما يذكرها لكن عقله ما يوقف تفكير عنها
عض شفته ما يدري وش يلي يعوره بهالحظة ، صار يضيع و يتوه بينه و بين نفسه يشكي من وجع قلبه او وجع عقله او نفسه ، تمتم بالشتم يدعي نهاية كلامه بكل حقد و غضب بنبرة حادّه فيها كمية كره هائلة تراكمت في قلبه طيلة هالشهور : الله ياخذ من كان السبب حسبي الله عليه و نعم الوكيل
اخذ نفس عميق وهو ياخذ جواله يضرب جبينه لأنه ما يعرف اي رقم لأهله يكلمهم فيه ، لف انظاره للشباك من دق و كان مُلهم يلي ابتسم بحنان ينطق من نزّل بحر الشباك : ادري إنك بتضيع اعطيني اسجل رقمي
اخفى بحر شعور الراحة يلي حس فيها لأن ابوه ما تركه و لحقه لجل بس لا يضيع ، مد الجوال لأبوه وهو يهمس : انا صدق سامحتك؟
ابتسم مُلهم يهز راسه بإيه : سامحتني و كنت و مازالت افضل ولد
مد مُلهم الجوال لـ بحر : خذه و الحقني بالسياره لجل نروح نشوف وريد تبكي من شوقها لك يا اخوها
شتت بحر انظاره بخفوت وهو يسكر شباكه من ابتعد مُلهم : و شلون ابادلها الحضن و اشوف عيونها و انا ما اذكرها
شتم نفسه و عقله و ذاكرته وهو يمشي خلف ابوه بكل هدوء..
_
« بيت مُلهم »
مسكت كفوف روح وهي تبكي بإبتسامة : راجع لنا يا روح تخيلي ابوي كلمني !
شتت روح انظارها وهي تسحب كفوفها : دودي لازم امشي باقي ما شفت لانا و فِراس لازم يوصل المطار بدري لأنه كابتن الرحله
عقدت وريد حاجبها تمسح دموعها : شلون يعني؟ مسافر معك؟
ابتسمت روح تعشق خالها و دلعه الدائم لها مهما انشغل عنها : تخيلي كلم الكابتن و اتفق معه ياخذ الرجله عنه بس لجل يوصلني و يجلس معي كم يوم !
عطت وريد فمها تصرخ بإبتسامة : جنتـل !
ضحكت روح بخفة وهي توقف تعدل بلوفرها : مع السلامة وريد
وقفت وريد بإبتسامة هاديه وهي تضمها تقبّل خدها: احبك
ابتسمت روح وهي تلبس عبايتها ترسل لـ وريد قُبله بالهواء تغادر الغرفة مع شنطة ظهرها ، وقفت خطواتها

تميل لها الروح فلكل روحٍ ميالحيث تعيش القصص. اكتشف الآن