تخفي التجاعيد و روجها الأحمر يلي على ثغرها وهي تشتت انظارها على شمس تجلس بجنبها : بنتك الحين مشغوله تتكلم معي تفضلي قولي الي تبين
جميلة : ابي اكلم بنتي وحدنا
شدت شمس على يدها بإرتعاب و نفت روح بإسف تحاوط اكتاف شمس : ام مزيفة ما تقدر تشتاق لبنتها
ابتسمت روح بوجه جميلة تكمل : ام ما تصدق إغتصاب بنتها تطلع برا بكرامتها لأنها رفضت كلمة خاله مني يلي كانت إحترامًا لسنك الكبير لكن اختصرتي علي مشوار الإحترام و رفضتيه من البداية ، لجل كذا الحين انا احط هذي الأم تحت رجلي و ادعس عليها و ما افكر كثير
يمكن هذي اطول جملة خرجت من روح من وقت ولادتها ، لأنها الحين تموت قهر و زعل و عصبيه و الصداع زاد الطين بله ، لأن هذي الأم تجي الحين و كأنها بريئه من كل الأفعال و جايه تقول اشتاقت ، اسوء شي تكرهه روح هو الكذب و النفاق و هم ثلاث خطوط حمراء تعديها ممنوع ، و الحين ام جميله نافقت و كذبت امامها...ظهرت العصبيه على ملامح جميلة يلي تغيرت وهي تشد على شنطتها : انتِ مين تكلميني بهالأسلوب؟
وقفت روح تمشي ناحية جميلة تناظرها بهدوء: انا البنت يلي بتوقف قدامك و تترك قدام الأمر الواقع و امام سنك يلي تحاولين تخفيه رغم إنه واضح ، انا البنت يلي بتكون سند بنتك بغايبك
روحرمازالت تمسك جميلة من نقطة ضعفها يلي تحاول تخفيها ، جميلة تكره احد يظنها كبيره و لجل كذا هي مستمره مع عمليات التجمل و تبعد عن اي شي يبينها كبيره : لا تخليني احطك بمكان هالبنت يالدكتوره !
ناظرتها روح بسخرية : وشو بيغتصبني واحد و بتقولين انا اغريته؟ انا حتى جارتي ما تصدق هالشي يلا بس
عضت جميلة شفتها ترفع حاجبها بإنزعاج : انتِ مسويه بودي قارد على راسي ولا وش وخري ابي بنتي !
من كانت بتتعدها دفعتها روح مباشرة تمسكها من ذراعها للباب تخرجها وهي مازالت تمشي معاها : قلت لك برا بكرامتك لكني اهنتك و مازالتي مصره على الإهانه ، تتعبيني بجنون العظمة حقك
تركتها امام مكتب الإستقبال بالأسفل وهي ترفع الطرحه على شعرها احتياط دخول احد الرجال : برا عيادتي
عضت جميلة شفتها تخرج و زفرت روح تتوجه لـ مكتب الأستقبال : يا حلوه اتمنى ما تدخلين إلا البنت يلي عندها موعد و امها معاها بنفس الوقت
هزت الموظفة راسها بـ زين و تنهدت روح تحس بالعطش الشديد تهمس وهي تتوجه للمصعد : قلبت على الحرمه من الصداع لا حول ولا قوة إلا بالله
زفرت بعدم تصديق من اعتلى صوت جميلة من خلفها "يا دكتوره وقفي"نطقت روح وهي تلف : اخصائية لجل اصححلك
ما تغيرت ملامحها من شافت ولد بجنب جميلة لكن اكتفت تتحجب بالطرحه زين وهي تزفر لأنها مو لابسه نقابها و ما تعرف تتلثم : ما تشوف إن مكتوب برا ممنوع الرجال؟ ولا حرمه و انا ما افهم
نطق ولد جميلة بعصبيه : حدك عاد ما تشوفين الشنب !
ضحكت بسخرية وهي تتكتف تمشي ناحيتهم : امحق شنب ، يلا ديور على الباب و اطلع ماله داعي اطلعك بالجر مثل ما طلعت امك ولا ما علمتك؟
عض شفته يشد على يده : تراي ما اقول حرمه و ما اضربك
روح : ايه لأنك موب رجال ، قد شفت رجال يصدق ولد خالته على اخته؟ صدق جنون
_
عقدت وريد حاجبها من وقفت سيارة بحر امام العيادة يوصلها وهي تفتح الباب تشوف الرجال يلي بالداخل و روح امامه محجبه : مين هذا؟
تقدم بحر بجسده يماظر من شباك وريد يعقد حاجبه بإنزعاج يقتح حزامه : وش يسوي داخل العياده و روح كاشفه؟
رفعت وريد اكتافها بعدم معرفة توسع عينها من رفع يده يبي يضرب روح تصرخ : بيضربها !
فتح بحر الباب مباشرة بغضب و نار تشب داخل صدره يدفع باب العيادة يشوف روح يلي دفعت يد الرجال بإنزعاج واضح على وجهّا : انت !
نطق بحر يلف له الرجال يلي في لحظة صار مُمدد على الأرض و بحر يعتليه يضربه بكل قوته ، لانت ملامح روح من اندفاعه ناحية الرجال يدافع عنها ضمت كفيها لصدرها من اقتربت منها وريد بقلق : صار لك شي روري؟
نفت روح وهي تتقدم من بحر تترك ايدها على كتفه بهمس : بحر
لف لها و عيونها كلها لهيب عصبيته ، هو قدر يرفع يده على حبيبته و بحر مستحيل يسكت عن هالشي ، هو كان على وشك التعدي على حدوده الخاصه و تلقى عقابه رغم إنه ما تعداها بسبب صد روح له و وقوفها بوجهه ، ابعد بحر وهو ينفض يده بإنزعاج لأن هذي جريمة راح يتعاقب عليها لكن راضي لأنه دافع عنها مو عن غيرها ، رفعت بحر سبابته بتحذير يشوف الحركه يلي انحنت لولذها بخوف و بيدها المنديل تتركه على انفه النازف : هالبنت يلي توقف بجنبي يلي يتجرأ يرفع يده عليها امسح فيه الأرض تسمعون !
ناظر الحرمه بسخرية يشير على ولدها : بعدين ذا الرخمه ما تكفيه المنديل يلي بيدك تمسحين فيه دم خشمه ولا دم رجولته يلي ما صار يملكها من حاول يمد يده على خطيبتي
عضت جميلة شفتها كانت على وشك تتكلم لكن قاطعها همس روح : اقطعي الشر يا خاله و لا عاد تجيني عيادتي لجل لا اقلب الدنيا فوق تحت عليك و افضحك بلي تكرهين و انتِ فاهمه قصدي
بلعت جميلة كل حروفها وهي تنسد ولدها و تخرج برا العيادة ، لف بحر لـ روح بهدوء يناظرها من الأعلى للأسفل : صار لك شي؟ لمسك و عورك؟
نفت بهدوء و عض هو شفته يشد على يده بعصبيه : تجرأ يرفع يده عليك قدامي !
سكتت ما نطقت بحرف و كمل هو يشوف وريد يلي شوي و تغوص من رسمها للأفلام عنهم بعقلها و رجع لف بـ روح يلي تتأمله بهدوء يقطع تفكيرها : ملكتنا هالأسبوع يا روح
سكنت ملامحها بصدمة انتابتها من جُملته يلي خرجت منه في لحظة غضب ، و ناظرها بعدم تصديق يبتسم بسخرية : ما تتكلمين؟ ما تبدين ردة فعل؟ ابي اشوف غضبك من عجلتي عصبيتك زعلك خجلك ، ليش انتِ بارده كذا؟
اعطته ظهرها تتفجر ملامحها خجل تشعر بالحر الشديد و الشعور الغريب عليها تهمس وهي تمشي ناحية المصعد : مستحيل مستحيل !
هي ما تبيه يشوف خجلها لأن محد قد شاف هالشي منها ، ما تبيه يشوف إحمرار ملامحها و ما تبي تشوف إبتسامته المُعجبة بخجلها ابدًا ، قاطع حبل افكارها للمره الثانيه من لفها له بإنزعاج لكن لانت ملامحه من شاف تورد ملامحها يستوعب سبب سكوتها و إبتعادها..وسعت وريد عيونها من حلاوتهم وهي تكتم صراخها تطلع جوالها وهي تصورهم ألف صوره تعدم مساحة جوالها كلها لأن نظراتهم مو عاديه ابدًا..تمردت إبتسامة على شفايفه يعقد حاجبه بإبتسامة خطفت قلبها : تخجلين انتِ؟
بلعت ريقها تنزل انظارها لـ كفه يلي يمسك ذراعها تحس فيه يحررها وهو يعدل وقفته امامها لكنّه مازال مبتسم ينتظر إجابتها بكل هدوء ، نفت وهي تعطيه ظهرها تطلع الدرج ركض تسمع ضحكته الخفيفة من خلفها يلف لأخته وهو يحاوط وجهّا يقبّل جبينها : صديقتك هذي مو صاحية ، راح تكون الملكة الأثنين تبي ولا ما تبي مليت من شوفتها بعيده مُحرمه علي
توردت ملامح وريد بخجل من كلام اخوها يلي غادر بعدها وهي تركض للأعلى خلف صديقتها..
_
سكرت الباب و وقفت شمس مباشرة بتوتر : صار شي؟ ضربتك صح؟
تنحنت روح وهي تتلمس خدها : تخسي يا شمس ، انتهت جلستنا بس عندك مكان تروحين له؟
هزت شمس راسها بإيه توقف : شكرًا
مشت لها روح توقف امامها : لا تطلعين لـ وحدك ، في عند المصعد وقت تبين تنزل موظفة أمن قولي لها روح تبيك تجين معي للبيت و كلميها قبل توصيلن لجل ترسلك اوبر
هزت شمس راسها بـ زين وهي تخرج تدخل في نفس الوقت وريد تسكر الباب خلفها وهي تصرخ : ياربي وش هالحركات انتِ و وهو وش هالحركات ! دوختوني مت خجل مت
تلونت ملامح روح وهي تجلس على المكتب ترخي راسها عليه تخفيه : مجنون اخوك
نفت وريد تصحح لها : زوجك انتِ لو سمحتي
رفعت روح راسها وهي تهمس تشتت انظارها بإرتباك : الموضوع مافيه خطبة رسمي
وريد : حبيبتي من يوم حطك بحر براسه و الموضوع رسمي خلي عنك التفكير بس
حست روح بالكتمه مباشرة من تخيلها للموضوع و من فِكرة زواجهم
وهي تتنحنح تقاطع وريد : لو سمحتي عندي اشغال و دنيا وش جابك العياده؟
جلست وريد وهي تلعب بشعرها تبتسم : بحر قال ودي اشوف روح اليوم وحشتني و قلت ما اخليها بخاطره
رفعت وريد انظارها لـ روح يلي ملامحها كلها ملونه و ابتسمت اكثر و لجل كذا عضت روح شفتها تعصب مباشرة وهي تضرب المكتب : يا كذابه انا اعرف إنك تكذبين بس لا تستخدمينه هو !
رفعت وريد حاجبها بإستمتاع شديد : ضعيفه عنده يالخفيفه؟ اوريك بروح اعلمه
صرخت روح مباشرة تقاطعها : يا لانا اعقلي !
تعالت ضحكات وريد مباشرة لأنها قالت "لانا" و مقصدها بنقل العلوم و وقفت وريد تجلس بالكرسي امام مكتب روح بجديه : قررت وش ابي ادخل تخصص
زفرت روح بهدوء تعدل شعرها : وش قررتي؟
وريد : ادخل علم نفس ، ادري مستحيل اصير مثلك لأنك من المتوسط و انتِ غرقانه بهالمجال و تقرين الكتب و تبحثين و شخصيتك متجسده بهالطريقة بس ابي اكون مثلك ، هاديه رزينه قويه منضبطه
ميلت روح شفايفها بهمس : مو قلت لك لا تستخدمينه
وريد استعملت كلمة "غرقانه" وهي ما خطر ببالها إلا بحر و بعدها غابت عن كلام وريد كله و نطقت وريد بتساؤل : روح تذكرين متى اول مره تلاقينا بس يمكن مالاحظنا بعض؟
ميلت روح شفايفها بتفكير لـ ثواني طويله : اذكر مره كنت بالسيارة مع بابا و مر على قصركم و شفتك ماسكه يد ابوك كنتي بعمر التسع سنين
ابتسمت وريد بإستغراب : مالاحظتك
روح : طبعًا لأني داخل السيارة و الشباك مسكر و كنت نايمه بس وقت بابا وقف صحيت
وريد : طيب اسأليني و انا بجاوبك بختبر ذاكرتي
مثلت روح التفكير تنزل بعدها انظارها لـ وريد : اول مره تلاقينا فيها و تكلمنا كثير ، تذكرين متى؟
هزت وريد راسها بالإيجاب مباشرة تبتسم : وقت سويت عملية لوز و جيتوني البيت
روح : وين كان بحر وقتها؟
وريد : مسافر مع عمي نيار - لقب جارح- و عمه غرام بس اصلًا وقتها علاقته مع بابا ما كانت قويه مثل الحين
همهمت روح بفهم وهي تكمل حديثها مع وريد..
_
« بعد يومين ، عند لَحن »
ناظرت إتصالات يزيد المُستمره لكنّها ماراح ترد عليه ابدًا ، هي اعطته فرصة لكن شخصيته يلي بدأت تظهر امامها بشعه و ما تقدر تتقلبها ابدًا ، كلمت ابوها إنها تبي الطلاق و مايهمها كلام الناس ابدًا ، و يزيد جن جنونه من عرف بإنها تبي الطلاق و صار يحاول يوصل لها بـ اي طريقة ، هي ما قدرت تروح مُسابقتها بسبب إنهم فجأة اتصلوا عليها و رفضو قدومها و ماتدري عن السبب ابدًا لكن معرفة يزيد بهالشي و هي ما قالت له صدمتها و هالشي تركها تشك فيه بشكل غريب ، تركت جوالها بعيد عنها وهي تفتح دولابها بهمس : في فستان ينفع لـ ملكة بحر و روح هنا؟
عضت شفتها من رنين الجوال المُستمر وهي تسحبه بعصبيه ترد : نعم؟ ما تفهم وش يعني ابي الطلاق؟
عض يزيد شفته بهمس : لَحن اعطيني فرصة
نفت بإصرار وهي تشد على يدها : عطيتك و انت ما تدري عطيتك لكن وش هالتصرف وش هالحركات ، معليش انت مو مرغوب ابدًا خلينا نتطلق مثل البشر و ما ندخل عمي نيار بالموضوع و بحر لو عرف شي ثاني تسمعني؟
سكرت الخط بوجهه وهي تحضر رقمه تزفر بتعب وهي ترتمي على السرير
_
« بيت أدهم »
كان جالس يناظرهم بإنزعاج شديد يشوفهم يجهزون للملكة امام عينه و كأنه مو موجود ، حاول يلفت إنتباههم بكل الطرق لكن هالشي ما نفع لأن ولا احد منهم اظهر ردة فعل : روح قومي صبي لي مويه
سكرت روح الكتلوج بيدها تلف لـ ابوها بإبتسامة : بابا تغار؟
ضحكت ورد بخفة من شتت انظاره وهي تهمس : واضحه كل حركاتك يا أدهم لا تبعد عيونك وش هالغيره؟
لف لهم بإنزعاج وهو يعدل جلسته : وش يعني ملكة برمضان؟ صاحي هالولد؟
هزت روح راسها بإيه : يبي يعيد علي الرجال وشلون يعيد و انا مو حلاله
أدهم : اتصال يحل الموضوع؟
ورد : أدهم تقدر تحل الموضوع بإتصال معي؟
ميل شفايفه ينفي بغيره : انا و انتِ غير و هي و بحر غير وش يعني الرجال ميت عندها وهو بعده ما تزوجها
نطقت روح بثقة تشرح له : هذا اسمه سِحر روح يا بابا ما تعرفه؟
أدهم : مالت عليك ساحره الدنيا كلها
تعالت ضحكاتها بذهول و نفت ورد بعدم تصديق : اسكت يا أدهم خليها تختار تصميم قاعتها
أدهم : وشو له القاعه؟ بيتنا ما يكفي؟
تكتفت ورد بإنزعاج : لا تسوي نفسك إن مو انت يلي قايل لي ابي روح تمّلك و تتزوج بأفضل و افخم القاعات
ابتسمت روح بهدوء من حُب و دلال ابوها لها ، من إنه يبيها تكون الأفضل و ما يبي شي ينقص عنها ولو يعطيها روحه و عيونه الأثنين ، وقفت وهي تعدل شعرها تجلس بجنب ابوها تفتّح ذراعها تقترب منه وهي تضمه ترخي راسها على كتفه بهمس : احبك
ارتخى جسده المشدود بفعل إنزعاجه وهو يبتسم بإتساع يقبّل كتفها : انتِ روحي ما منك اثنين و تستحقين الأكثر من كل شي
ابتسمت بحب وهي تبعد تقبل خده : و الحين ممكن تختار معي القاعه؟ اعرف ذوقك بالقصور من صوركم بالزواج
هز راسه بـ زين وهو يوقف معاها يجلسون بجنب ورد المبتسمه : دوختيه يا روري
ضحكت روح بخفة وهي تدخل تغوص بين الأوراق و بعثرتها : إذا نسيتوا شي كلموني
_
« بيت جارح ، في وقت متأخر »
توترت غرام وعيونها على باب غرفة إلهام امامها ، مرت ايام وهي ما تتكلم معاها بحرف ، ظلمتها و كسرتها و هدمتها بيدينها و بدون معرفة منها ، رجفت يدها وهي تدق الباب ما تسمع اي رد من إلهام ، لكن لانت ملامحها من فتحت إلهام الباب تسكن ملامح إلهام بالمثل وهي تشوف امها امامها ، شبكت غرام كفينها بتوتر من تركت إلهام الباب مفتوح و دخلت غرفتها تبعد عن عيون غرام، دخلت غرام بإرتباك و بخطوات هاديه وهي تسكر الباب تهمس : إلهام
شدت إلهام على جوالها تمثل عدم الإهتمام و على ملامحها البرود : نعم
تقدمت غرام لها وهي تجلس امامها على الطاولة تهمس بأسف : آسفه
ابعدت إلهام انظارها عن جوالها توجهّا لـ امها وهي تبتسم بسخرية : آسفه؟ على ايش بالضبط؟ على ظلمك ولا كلامك ولا إهاناتك لي ولا وشو؟
سكتت غرام و بلعت إلهام ريقها من حست بغصتها ترجع لكن هي ماراح تبكي ابدًا ، غرست اظافرها بكف يدها تمنع غصتها من الظهور وهي تكمل : لا تتأسفين ، اسفك ما يمسح الجروح يلي سببتيها ، جروح آثارها ما تختفي
غرام : ما كنت مستوعبه الي اسويـ
قاطعتها إلهام مباشرة تشير لها بالتوقف : مو عذر لا تتعذرين ، بس اتركيني و لا تقربين
تجمعت الدموع بمحاجر غرام بصدمة من علاقتها مع بنتها يلي كانت اسوء شي ممكن يصير لها ، نزلت انظارها لـ كفها بإنكسار تفكر إن حرمانها من وجود امها هو يلي تركها تتعامل مع إلهام بهالسوء لكنّه مو تبرير : حتى ولو ماراح تقبلينه انا آسفه الحين و بعدين و طول حياتي آسفه
ضحكت إلهام بسخرية تنفي وهي تحاول تشغل نفسها بالجوال امامها رغم عدم حراك امها ، هزت رجلها بإرتباك تكتم حروفها تحاول تسكت و ما تكلمها و تعاتبها لكن كل جزء بجسدها يبي حضن امها الحنون بعد استيعابها ، تبي حضن امها يلي تشعر فيه بالحُب من جديد ، شعور النور بعد الظلمه و شعور الأرتواء بعد العطش ، هذا هو حضن الأم ، مُختلف ولو كل الناس اجتمعوا على عاديته : ما كنتي امي
رفعت غرام انظارها لـ إلهام يلي تهز رجلها بسرعة و سرعان ما وقفت وهي ترجع شعرها خلف اذنها : كنتي ام بحر بس ما كنتي امي انا و غروب
عقدت غرام حاجبها ما تفهم و كملت إلهام بإنكسار و ألم و لون محاجرها ينقلب للأحمر : انتِ امي بس علاقتك كانت معي مو علاقة ام و بنتها ، كنتي ام بحر بس ما كنتي امي
بلعت إلهام ريقها بصعوبة تكمل : غروب تقبلت تعاملك و ظلمك لنا بس انا ما تقبلته ، هي تعودته لكن انا ما تعودته ، وش يعني تظلميني لجله وش يعني؟ وش يعني ترمين احكامك رغم جهلك التام للوضع؟ يعلمك بحر يقولك لا هي ما سوت هي ما فعلت لكن عيونك ما تشوفني بنتك ، ماما انتِ تشوفيني عدو لك؟
لانت ملامح غرام بألم غريب داهم قلبها ، ألم جريمتها في بنتها ، ألم التميز يلي صنعته بين اطفالها و تركت الغيره تجري بينهم مثل السحر الأسود ، هذي جريمتها يلي محد قدر يحاكمها عليها ، جريمتها يلي
المفروض هي تستوعبها قبل لا تسوء اكثر لكنّها كانت غبيه و كثير..اشارت إلهام على صدرها تنهمر دموعها بضعف تفوّق عليها : كنت احب بحر بس من كلامك شكيت بنفسي و حُبي له و هدمت شخصيتي و بنيت شخصيتك ، كنتي تقولين انتِ يلي فعلتي كنت اسكت لأني لو بررت لك ما تصدقين و اخذ التُهم و انا ساكته ، تقولين إلهام المفروض تكون عندك شخصيتك بس لا ، انتِ عدمتيها من كنت طفله ، بكل مره بابا كان يحاول يرجع يبنيها انتِ تهدميها و بابا غلطان مثل ما انتِ غلطانه لأنه يحُبك لدرجة ما قدر يوقفك عند حدك لأنه ما يتحمل دموعك بس تحمل دموعي
سكتت تهمس بإنكسار : و انا مين الشخص يلي ما يتحمل دموعي؟ مين الشخص يلي ممكن يوقف بوجهك و بوجه بابا و كل الناس لجل دمعه من عيوني بس؟
: انا
وصلها صوت جدها من عند الباب وهي تلف له بملامح باكيه تنفي تبعده عنها من حاول يقترب : اكرهكم كلكم ، كلكم ما وقفتوها و حميتوني ، كلكم سكتوا عن ظلمها اكرهكم
ضمتها غرام وهي تشد عليها بهمس : آسفه والله آسفه آسفه
شدت إلهام على حضنها للحظة بإشتياق شديد لكنّها استوعبت وضعهم و دفعتها مباشرة تمسح دموعها تصرخ : لا تقربون مني لا تقربون !
انهمرت دموع غرام يرجف جسدها كله وهي تناظر إلهام بضعف : إلهـ
قاطعتها إلهام وهي تنفي تغمض عيونها : اطلعي برا انتِ و جدي ، برا كلكم
ناظرتهم مازالوا واقفين امامها و ضحكت بسخرية تسحب عبايتها من العلاقه و تاخذ جوالها و هي تتوجه نحو الباب لكن مسك ضاري ذراعها : اسمعيني
نفضت ذراعها وهي تناظرهم بعصبيه : لا تقربون مني تسمعون !
ركضت تنزل الدرج بخطوات سريعه تشوف غروب يالي عاقده حاجبها تناظرها بإستغراب : إلهام؟
فتحت إلهام باب البيت تلف لأختها تتأملها بهدوء : على الأقل انتِ المفروض تفهميني يا توأمي
ناظرتها غروب بإستغراب ما تفهم و سكرت إلهام الباب بأقوى ما عندها تترك جسد غروب يفز بعدم تصديق ، لفت للدرج من سمعت صوت همس منه ، لانت ملامحها بإرتعاب من شافت امها مو بوعيها ، كانت توقف على اقدامها بالقوة لكن في لحظة تهاوت تطيح من الدرج تصرخ غروب مباشرة من وصلت امها لعند رجلها تنزف : مـامـا !
_
« بيت أدهم »
ضحكت بخفة وهي تتأمل وريد يلي تقيس الفستان تعرضه على روح تنطق بتساؤل : روري يليق؟
روح : اتمنى تغيرين اللون وريد خلاص !
زفرت وريد وهي تجلس امام الجوال تتكتف : عجبك الموديل؟ انسي اللون
تنهدت روح وهي تقلب عيونها : ما انسى
لفت للباب من دق تدخل امها بهمس : عندك ضيفه
عقدت روح حاجبها وهي تعدل جلستها تشوف إلهام يلي دخلت بإحراج وهي ترفع انظارها لـ روح بهمس : ادري بضايقـ
نفت روح وهي توقف تهمس للجوال تكلم وريد وهي تسكر الخط تتوجه لـ إلهام تمسك ذراعها بخفة تدخلها وهي تبتسم لأمها تسكر الباب ، جلست إلهام على الكنب وهي تشوف روح يلي جلست امامها وهي تتأمل ملامحها الباكيه : بكيتي وحدك؟
نفت إلهام تبعد عبايتها : كنت اكلم ماما
همست روح وهي تمد لها كاسة المويه : عِتاب؟
هزت إلهام راسها بإيه : كنت اتكلم بشكل يعور ، احس اني زدتها
روح : ما يهم ، المهم السُم خرج ، الترياق عِتاب و انتِ عاتبتي و انتهى
تنهدت إلهام تشد على يدها : غروب دقت علي كثير و ما رديت ، خايفه
تقدمت روح وهي تسكر الشباك لأن شافت جسد إلهام يرتجف : كيف علاقتك معهم؟
رفعت إلهام اكتافها بعدم معرفة : ما تنوصف ، غريبه بس بحر غير
سكتت لـ ثواني وهي تثبت انظارها على روح : جالس يعوضني روح ، جالس يعوض كل ثانية راحت و كأنه هو الغلط مو انا
ابتسمت روح بخفة : حنانه طاغي و هذا غلط لازم يتعلم
إلهام : كلها يومين و يتعلم ، بتعلمينه
شتت روح انظارها بإبتسامة و تنهدت إلهام : ما ابي ارجع البيت بس ما عندي مكان اروح له ، لو رحت لخالتي امي تقدر تجي ما ابيهم يجون ما يدرون اني هنا
نزلت إلهام انظارها للجوال من وصلتها رسالة غروب "إلهام وينك؟ امي تعبت و طاحت من الدرج إحنا بالمستشفى"
سكنت ملامح إلهام تناظر الرساله بصدمة
تتجمع الدموع محاجرها مباشرة بهمس : بسببي
عقدت روح حاجبها و رفعت إلهام انظارها لـ روح تشير على نفسها بصدمة : بسببي ، انا دخلت ماما المستشفى
ارتخت ملامح روح تفهم سبب حالة إلهام وهي تنفي : مو بسببك
إلهام : انا السبب روح انا !
اعتلت نبرتها بلحظة و هالشي ترك روح توقف وهي تزفر : قومي نروح المستشفى ، لو قلتي بسببي بحبسك هنا يالغرفة و اروح وحدي
سكنت ملامح إلهام بصدمة و هزت روح راسها بالإيجاب : مو كل مره تعامل الأخصائية روح يضبط ، مرات لازم اكون روح لجل يضبط
توجهت روح لدولابها ترتدي عبايتها تسحب مفتاح سيارتها : تعالي معي
هزت إلهام راسها بـ زين وهي تمشي مع روح يلي ابتعدت تدخل للصالة تنطق بعجل : انا رايحه المستشفى عمه غرام هناك
فزت ورد مباشرة بخوف : وش فيها؟
رفعت روح اكتافها بعدم معرفة : اكلمك جوال ، مع السلامة
هزت ورد راسها بـ زين وهي تشوف بنتها تغادر..
_
« المستشفى ، امام غرفة غرام »
كان الممر كئيب رغم هدوء الوضع و سكون المكان ، الهاله المُحيطة فيهم رماديه فيها بعض الأمل بسبب الي عرفوه الأن من الدكتور ، لفوا انظارهم لبداية الممر من تقدمت منهم إلهام بإستعجال و هي كلها خوف : ماما؟ وش فيها ماما وينها؟
ناظرتها غروب بحقد وهي تهمس : ليش جيتي ليش ! انا غبيه كلمتك جدي يقول كانت تتكلم معك انتِ السبـ
قاطعتها يد بحر الي غطت ثغرها و عيونه تتأمل ملامح إلهام الباكيه و المُتعبه ، يقدر يشوف الشخص الواقف خلفها الظل و السند المخفي دائمًا لكل شخص فاقد للأمل و مُهلك و تايه "روح"..
همس يقاطع غروب ينحني لأذنها : لا تتكلمين كذا غروب
ابعدت يده بغضب وهي تعطيهم ظهرها تبعد لمسافة كافيه ما تسمع فيها صوت إلهام ، عيون روح كانت تراقب وجه بحر و كيف كان هادي بشكل غريب و فعلًا الكُل يستغرب لأنه بالعاده يموت من خوفه و رعبه ، كانوا يناظرونه ينتظرون إنفجاره لكنّه تنهد يمسح على وجهه وهو يناظرهم : كنت ادري
لانت ملامح جارح بعدم تصديق و ثبّت بحر انظاره على ابوه : ادري إن الفشل الكلوي رجع لها و إن باقي لها بس اشهر قليله تعيشها
نبض قلب جارح بغضب شديد لأن بحر تكتم على الموضوع ، لأن بحر شهد كل لحظة تعبت فيها امه و ما قرر يقول له ابدًا : سكت يا بحر؟ سكت و ما علمتني؟
هز بحر راسه بإيه و صرخ جارح مباشرة بجنون : تستهبل؟ زوجتي هذي حياتي كلها كيف اعيش بدونها؟ كيف اقدر احط براسي إنها راح تفارقني بعد ست شهور كيف ! انتِ سكت و ما تركتني استغل هالشي يا بحر
همس بحر بضعف ينزل انظاره للأرض يذكر الي صار وقتها : وعدتها ، ما كانت تبي احد يدري
مسك ضاري قلبه وهو يجلس على الكرسي بوهن يطيح العكاز على الأرض يعجز عن التنفس بسبب خوفه الشديد على وحيدته ، جلس سهم بجنبه وهو يمسك اكتافه بهمس : ابوي
ضاري : انت بعد تدري؟
شتت سهم انظاره لأنه صندوق اسرار ممتلي ، صندوق لـ سر واحد على الأقل لكل شخص موجود بينهم و الأكيد إنه يدري بمرض غرام و مستحيل يخفى عنه هالشي
عقدت روح حاجبها بإنزعاج من رجعت تسمع صراخ جارح : و انت تسكت و ما تعلمنا؟ مجنون انت مجنون يا بحر !
عض بحر شفته بأقوى ما يملك يتمالك حروفه و لسانه و عيونه تكتم كلام كثير و كبير داخل قلبه ، كادت تدمي شفايفه لو ما تحركت روح بالخلف تلفت إنتباهه مُتعمده تدري بتأثيرها ، ارخى ضغطه على شفايفه يبللها وهو يحس بكتمة غير عاديه بسبب كل يلي يصير معه و فتح اول ازرار بدلته وهو يمشي بعيد يتركهم يرد على جواله يلي رن : سمّ
كان يتكلم مع شخص اعلى رتبه منه في الشغل و عقد حاجبه توقف خطواته : شلون؟
غمض عيونه بضغط شديد وهو يهز راسه بـ زين : ابشر مسافة الطريق
سكر الخط وهو يترك جواله داخل جيبه يمسك راسه وهو مازال مغمض عيونه بشعر بتعب غير عادي
: بحر
كانت لحظة
أنت تقرأ
تميل لها الروح فلكل روحٍ ميال
Romanceحسابي انستا : rwiiarx البارت الواحد داخله تسعه بارتات انستا