اسدلت الشمس خصلاتها الذهبية معلنة عن انتهاء يوم سابق صار من الماضي و بداية يوم جديد يحمل الأمل و التفاؤل للبعض و يحمل الألم و المتاعب للبعض الآخر...
استيقظ بطلنا مرتسم بصداع يفتك رأسه و تعب واضح على وجهه فهو لم ينم باكرا و ظل يفكر في أحداث الامس، تحرك نحو الحمام و خلع ملابسه ليستحم فكانت المياه الباردة تنهمر على عضلات صدره...
انتهى من الاستحمام فارتدى طقمه و فتح ازاز القميص الأولى، ترك شعره المبلل مبعثرا بإثارة و رش عطره الحابس الأنفاس و تحرك خارج الغرفة و غادر القصر بأكمله فهو لا يريد أن يلتقي باحد من أفراد عائلته بعد ما حدث بالأمس. استقل سيارته و توجه نحو الشركة...في جهة أخرى استيقظت بطلتنا في المستشفى فهي قضت الليلة هناك تحسبا لأي خطر قد يحل عليها...
ارى انك استيقظت يا جميلة،هتف تولين و هي تدخل الغرفة بابتسامة بشوشة و تحمل عدة أكياس في يدها أغلقت الباب بقدمها. ابتسمت همس تلقائيا ثم ما لبثت أن عبست مرة أخرى اقتربت منها تولين حين بأن تقلب حال صديقتها : لم يتصل بك أليس كذلك؟ همس بحزن: لا لم يتصل بي الا يقلق المرء على ابنه؟ تخيلي اتصلو بأبي و أخبروه أنني هنا في المستشفى لكنه لم يهتم و أغلق الخط لما أن وحيدة هكذا؟ سقطت دمعة حارة من عينيها تزامنا مع انتهاء كلامها، ضمتها تولين و قالت: يا فتاة هل انا غير مرئية؟ انا امك و اختك و صديقتك و عائلتك لا تقلقي ابدا ؛ ثم تابعت بمرح: لكن أخشى أن يأتي يوم و تقعي في حب شخص و تنسيني ، ضحكت همس على كلام هذه المجنونة، حسنا حسنا يكفي دراما الان لاني تأخرت عن أول يوم لي في العمل، ردت تولين : همس هل جننتي؟؟ هل ستذهبين للعمل وانت في هذه الحالة؟ قلبت همس عينيها بملل و قالت: تولي عزيزتي لا تكبري الموضوع انا بخير ثم انها ليست أول مرة بل هذه الحادثة كانت اقل ضررا من الحوادث السابقة هل تذكرين ما حدث حين نسيت اخذ الحبوب آخر مرة ؟ نفضت تولين الأفكار السلبية من تفكيرها و قالت: حسنا انا لن اجادلك فانت عنيدة و اساسا لقد أحضرت لك ملابس فأنا كنت متأكدة انك سترفضين البقاء هنا و ستذهبين للعمل ،ثم تابعت بدرامية : أعرف أنني صديقة جيدة لذا اشكريني لاحقا و الان هيا غيري ثيابك لاوصلك للشركة. ضحكت همس على صديقتها التي باتت تحفظ حركاتها و أخذت الملابس توجه نحو الحمام الملحق بالغرفة لترتدي ثيابها. خرجت لتقابل تولين وهي ترتدي بنطال اسود فضفاض و كروب توب و ارتدت فوقه جاكت كاجول قصيرة و ارتدت حذاء اسود بكعب عالي و فردت خلاصتها النارية لتنساب بحرية ، صفرت تولين بإعجاب و قالت: أنا فتاة و اغرمت بك يا فتاة. هيا يا فتاة تحركي لا وقت لمجاملاتك. خرجو من المستشفى متجهين نحو الشركة...
كان مرتسم جالسا بمكتبه الذي يحتوي على جدران زجاجية تظهر روعة المنظر. كانت يتابع عمله بتركيز و فجأة فتح الباب على مصرعيه ولم يرفع مرتسم عينيه عن الأوراق لأنه يعلم أنه أحد صديقيه فمن يجرأ على فعل هذا. يا رجل ظننتك لن تاتي بعد أحداث البارحة تحدث فراس بمرح. رد مرتسم ببرود: و هل اعتدت انا على التغيب من العمل؟ اعذرني يا سيد لقد نسيت انك مدمن عمل. رقمه مرتسم بنظرات باردة و قال: لماذا أتيت؟ إذا لم يكن هناك شيء مهم تفضل و أشار إلى الباب، تحدث فراس بدرامية:هل تطردني هل هذه هي صداقتنا؟ زمرد مرتسم بغضب : فراااس، صمت فراس قليلا ثم قال : حسنا اهدأ ، لقد جئت لأخبرك عن صاحب شركة المنشاوي،مرتسم: ما به؟ فراس: اظنه لن يأتي لقد تأخر تقريبا ساعة كاملة عن الاجتماع ، مرتسم : أكثر شيء أكرهه هو التأخر ، حسنا إذا حضر إلى الشركة أخبر السكرتيرة أن ترسله مباشرة لمكتبي و الان غادر. وقف فراس و اتجه نحو الباب و قبل أن يغادر أرسل قبلة في الهواء لمرتسم و ضحك بقوة و في هاربا قبل أن تصيبه المزهرية التي رماها مرتسم عليه.
أنت تقرأ
اوتار الحب
Romanceيقال ان فاقد الشيء لا يعطيه،لكن الحقيقة ان فاقد الشيء يكون الاكثر عطاء. هما كالنار و البارود،البرودة و الانفعال،قطبان متنافران لكن الصدفة جمعتهم تحت شعار الحب بل الاسوء العشق لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن يوم لك و يوم عليك؛و هل الحب كاف؟هل الغ...