في قاعة الاجتماعات...
دخلت همس بخطوات سريعة فسبقت مرتسم و جلست على كرسي الرئيس، صدم مرتسم من حركتها لا هذا كثير تهدده ثم تتحداه، بقي يحدق بها بغضب شديد للحظات حتى تحدث همس: سيد مرتسم؟ هل ستبقى تحدق بي طويلا ام سنبدأ الاجتماع؟
اقترب مرتسم منها و انحنى بجذعه نحوها ووضع يديه على حواف الكرسي و همس امام شفتيها: هل تظنين ان حيلك ستنطلي علي؟ هل اتيتي لتكملي ما لم تكمليه في الحفل ؟ لكنك تلعبين بالنار يا صغيرة لقد وقعتي معي اناااا!! مرتسم الجارحي!! ظن انه اخافها و اثر عليها باقترابه منها لكنها صدمته للمرة الالف.
دفعته همس بقوة فارتد قليلا للخلف فابسمت قائلة: لقد ظننتك محترف سيد مرتسم لكني اشك الان انك طورت عالم اعمالك باستعمال سلطة والدك فكما ترى انت الان تخلط حياتك الشخصية بحياتك العملية.
جلس مرتسم في الكرسي الذي امامها و قبل ان يرد عليها هجم فراس و امير على قاعة الاجتماعات فالجمتهم الصدمة مااذااا؟ مرتسم الجارحي تخلى عن كرسيه لفتاة؟؟ فقد اخبرتهم السكرتيرة ان مرتسم طلبهم في قاعة الاجتماع للقاء صاحب شركة المنشاوي.
تقدم فراس نحو همس الجالية بثقة و قال بمكر: مرحبا يا جميلة انا احد شركاء هذه الشركة اظن اننا سنتفاهم جيدا و غمز لها و حوّل نظره لذلك المرتسم الغاضب و مد يده ليصافحها اما هي فهمت مقصده فابتسمت له بلطف و صافحته ثم غمزت له هي الاخرى.
هدر مرتسم بغضب: هل سنبقى هكذا ؟ هل انتهيتم من جو التعارف.
ابتسم فراس باستفزاز و جلس باريحية على الكرسي المقابل لمرتسم فكان بجانب همس و ظل يبتسم له تحت غضب مرتسم.
تقدم امير نحو همس: اهلا انا امير الشريك الثالث في هذه الشركة لابد انك همس الايوبي صاحبة شركة المنشاوي؟ اومات له همس و صافحته باحترام.
جلس هو الاخر بجانب مرتسم.
حمحمت همس قليلا ثم قالت : الان بما ان الشركاء هنا هل يمكننا بدء الاجتماع؟
ضرب مرستم الطاولة بغضب و قال : ومن اعطاك حق التصرف يا انسة انا المدير هنا انا المسؤول هنا هل فهمت؟
همس باستفزاز: اوه مديري و شريكي في العمل هل يجب علي ان اذكرك دائما و في كل مرة باداب التعامل مع الجنس الاخر؟ ثم عليك الالتزام بها لصالحك يا شريك... ثم غمزت له مع انتهاء كلامها.
رمقها مرتسم بنظرات حادة و مخيفة جعلت اوصالها تدب بالرعب لكنها لم تظهر ذلك.
تكلم امير: الن ننتظر شهاب؟ فمهما حدث هو يظل شريكا هنا.
توترت همس وشعرت بالضيق عند ذكر سيرته فبعد ما حدث صارت تمقته او بالاحرى تتجنبه، لاحظ مرتسم توترها فاشاح بنظره عنها و قال: اظن ان السيد شهاب نيعرف مواقيت العمل جيدا و ان كانت لديه نية في حضور الاجتماع لكان حضر من زمن.
فراس:لطالما اخبرتك مرتسم ان راس البيضة ذاك يتغيب دوما لذا لن ننتظره هيا لنبدأ.
كانت مرتسم سيهم بالحديث لكن قاطعته همس و قالت: يشرفني العمل مع شركة مثل شركتكم في صفقة ستدوم لمدة شهرين.... طوال الاجتماع كان فراس يكبت ضحكاته بصعوبة من منظر صديقه فكان غاضبا بشدة من همس اما امير كان مستغربا و مندهشا من قوة هذه الفتاة و ما ادهشه اكثر هو صديقه و كيف ترك هذه الصغيرة تتحكم فيه...
انتهى الاجتماع فنهض الشباب يجمعون اغراضهم في استعدادهم للخروج اما همس كانت ستهم بالخروج لكن رنين هاتفها اوقفها فردت ما ان ردت سمعت صوت تولين: اهلا همس انا اعلم كيف حالك لذا لن اسالك لقد اتصلت باستفسر عن شيء...
همس: اهدئي تولين و اخبريني ماذا حدث ؟ نظروا لها باستغراب من تغير نبرة صوتها الى القلق.
تولين: همس هل اتصل بك شهاب قط من بعد تلك الليلة؟ اعني لقد اتصلت به مرارا منذ يومين وانا اتصل به و هاتفه مغلق لا يرد؛ همس انا خائفة ان يكون حصل شيء له.
همس:اولا منذ تلك الحادثة اللعينة لم يتصل بي و هل يجرأ على ان يتصل بي هه اشك في ذلك ، ثانيا انا كنت في المستشفى كيف لي ان اعرف ثم اهدئي هو درامي كثيرا يريد ان يشعرنا بالقلق عليه لا اكثر ثم انني انا من طلبت منه الابتعاد عني لا اريده تولي.
تولين بغضب: ماذا همس هل نسيتي صداقتنا مع شهاب ببساطة ام ان اخوه كان كان اكثر اثارة و جمالا فتخليت عن شهاب... ادركت تولين ما قالته: انا اسفة همس انا... قطع الخط.
اغلقت همس الخط بحزن واضح و تنهدت . اقترب منها فراس بهدوء و ربت على كتفها و قال: همس هل انت بخير؟ ماذا حدث؟ استفاقت همس من شرودها على سؤال فراس فرسمت على وجهها ابتسامة باهتة و قالت : لا تقلق انا بخير. خرجت من غرفة الاجتماعات بل خارج الشركة باكملها و ركبت سيارتها تقودها نحو جحيمها تقودها نحو منزلها.
ركنت سيارتها في المراب و دخلت الى الفيلا ما ان دخلت قابلتها نادين تنزل الدرج بمياعة و بملابس تظهر اكثر ما تخفي و قالت باستفزاز: مرحا باختي غير الشقيقة اووه يأسفني ان اخبرك هذا لكن علي اخبارك ان والدك ينتظرك في غرفة المكتب لذا توجهي مباشرة اليه لمعلوماتك اختي العزيزة هو غاضب بشدة، انهت كلامها و ضحكت بشماتة و ذهبت تاركة همس خائفة فهي تعلم جيدا ما يفعله والدها بها دوما.
وصلت الى المكتب و ابتلعت ريقها بخوف و طرقت الباب بايدي مرتعشة ثم فتحت الباب و دخلت فور دخولها لم تشعر بنفسها الا وهي على الارض تمسك وجنتها فقد قام والدها بصفعها بقوة قالت زوجة والدها ساجدة باستشفاء لتزيد الطين بلة: اخبرينا يا سيدة همس اين بقيت طوال الليل؟ اوه ما هذا السؤال لان السؤال الحقيقي هو من هو سيئ الحظ الذي نصبت عليه ليلة امس؟ نظر لها سامر باستفسار لتكمل هي بمكر: عزيزي لا تحزن لكن ابنتك كل يوم في احضان رجل لقد راها اقاربي عدة مرات و اخبروني و لانني اعتبرها ابنتي نصحتها عدة مرات لكنها...ادعت البكاء و اكملت: لكنها كانت تهددني و تحذرني من اخبارك كانت تجرح مشاعري كثيرا...
انهال عليها سامر بالضرب و تلك المسكينة تبكي و تصرخ : ابيييي لا تصدقها انها كاذبة ابي ارجوك توقف انا لم افعل شيء ابيييي. اغمي على الفتاة من قوة الضرب لان والدها سامر ضربها بوحشية تامة لم يترك مكانا سالما في جسدها و وجهها كان مليئا بالخدوش و الدم يسيل من انفها و جبينها فالمسكينة مريضة قلب لن تتحمل كل هذا الضغط لذا انهارت حصونها كالجثة الهامدة.
خرج سامر غاضبا بالمنزل في حين ان نادين صعدت الى الاعلى و كانت تنظر بغل لتلك الملقاةفي الارض باهمال فقالت ساجدة: نادين دعينا نحملها لغرفتها هيا ساعديني.
نادين بغضب: هل جننتي امي هل ستساعدينها بعد ان تمكنا منها لا انا لن اقبل بهذا.
تنهدت ساجدة لغباء ابنتها و قالت بنفاذ صبر: يا فتاة فكري قليلا لو تركناها هنا سيدرك سامر اننا نكره همس و تركناها هنا تتعذب لكن ان اخذناها و عالجنا جروحها، اكملت بخبث: سيعرف اننا بريئين و همس هي الشريرة في هذه القصة.
نادين: ما هذا الذكاء امي ، حسنا هيا ننفذ خطتنا قبل ان يعود.
و بالفعل اخذوها الى غرفة نظيفة غير تلك العلية التي كانت تنام فيها و عالجو جروحها و تركوها هناك بدون طعام.
بعد اسبوع...
كان مرتسم يذهب كعادته للشركة و قد لاحظ تغيب همس لمدة اسبوع كامل كان يريد ان يعرف لماذا تغيبت لكن كبرياءه منعه.
في حين ان همس لم يسمح لها والدها بالخروج بسبب الكدمات الظاهرة عليها فهذا سيجعل الناس تشك لكن مر هذا الاسبوع جحيما بالنسبة لها رأت الويل من ساجدة و ابنتها نادين...
مزال البحث قائما لايجاد شهاب لكن لم يجدوه للان...
أنت تقرأ
اوتار الحب
Romanceيقال ان فاقد الشيء لا يعطيه،لكن الحقيقة ان فاقد الشيء يكون الاكثر عطاء. هما كالنار و البارود،البرودة و الانفعال،قطبان متنافران لكن الصدفة جمعتهم تحت شعار الحب بل الاسوء العشق لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن يوم لك و يوم عليك؛و هل الحب كاف؟هل الغ...