في الغابة
...
كان فراس يمتطي حصانه الاسود فجاة خرج الحصان عن سيطرة فراس فبدأ يركض بقوة دون توقف و يحاول اسقاط فراس عنه لكن الحصان كان اقوى منه و تمكن من اسقاطه ارضا فارتطم راس فراس بالشجرة بقوة و اغمي عليه و الدماء تسقط من راسه و ضل مرميا في الغابة ...كانت همس جالسة تشاهد مدى اهتمام مرتسم باخته حمحمت لتجذب انتباههما و قالت : عندما كنت اتجول في الحديقة رايت احد الحراس هناك فسالته عن فراس ان كان قد راه فاخبرني انه راه منذ 3 ساعات تقريبا يخرج من القصر و هو يمتطي حصانا فاعطيته رقمي ليتصل بي ان رآه مرة اخرى... رد عليها مرتسم بغضب بعد ان استقام من مكانه و ابعد اخته القابعة بحضنه : هل قلت انك اعطيته رقمك ؟ هل تحدثت معه لوحدك و خرجت بهذا المنظر امامهم ؟ قال كلماته الاخيرة بصوت مرتفع نسبيا ..
تقدم منها بهدوء مريب و قال بصوت يتخلله الغضب : ما شانك انتي بفراس تكلمي !! ثم ما علاقتك بالحراس حتى تتكلمي معهم؟!
قالت همس و هي تنظر له بتحدي : اولا يا سيد مرتسم فراس يكون صديقي ثم ان حراسك لطيفون و تكلموا معي بهدوء و لطف ...
انفعل مرتسم و قال لها بصوت عال انتفضت اثره ميسم و امير واقفين من اماكنهم تحسبا لتفاقم الامور بينهم : لطيفون ؟؟ انت لم تري نظراتهم تجاهك هم ينظرون لك برغبة لو لم اكن معك لاغتصبوك هنا و انقضوا عليك وانت تقولين عنهم لطيفين ؟ قالت له بانفعال وهي مصدومة ما شأنك بحياتي. اما مرتسم كور يده بغضب فاسرع امير وامسك به وهمس هذه حبيبتك لا تنسى و تتهور عليها
وفجاة دخل الحارس وقال استاذ لم نستطع الوصول للاستاذ فراس خرج باتجاه الغابة منذ 3 ساعات وراداراتنا لم تستطع تعقبه !!!!!!
قال امير كيف لم تستطعون الوصول اليه ما حدث وفي تلك اللحظة هجم عليه وقال بحدة ماذا تقصد يا بغل بانكم لم تجدوه ما فائدتكم يا حمقاء لما تعملون اذن
قال له امير :مرتسم لا تجن انتظر لنجد فراس ثم نتفاهم معهم لا تقلق حسابهم معي
هدأ مرتسم وقال ماذا حدث ليخرج فراس بالحصان فهو يخرج به بهذه الطريقة الا عندما يكون غاضب او حاسس بالخذلان انت تتذكر ما حدث !!!!
Flash back...
في منزل صغير و رث يدل على المستوى الاجتماعي الدنيء لاصحابه كان هناك رجل في الثلاثينات من عمره جالس في اريكة قديمة يقرأ الجريدة اليومية و ابنه الصغير يلعب امامه وهو جالس في الارضية الباردة نظرا لبرودة الجو فالشتاء على وشك الحلول فجأة قطع اللحظة العائلية الدافئة صوت صراخ بلقيس وهي تتقدم نحو زوجها و بحركة سريعة قامت باخذ الجريدة من يده و رمتها على الارض و قالت بصوت مرتفع : يا رجل لقد مللت من هذا الروتين اليومي كل يوم نفس الموضوع كم مرة اخبرك اذهب و ابحث عن عمل يا قيس هل تريد ان نموت هنا بالفقر و القذارة لقد مللت من هذه المعيشة الذليلة هل سمعت ؟
قلب قيس عينيه بملل كونه متعود على هذا السيناريو يوميا و قال ببرود : اولا اخفضي صوتك عندما تتحدثين امام فراس الطفل بدأ يكبر و ينضج تفكيره ثم كلانا نعلم انني كل يوم ابحث عن وظيفة ولا اجد وهذا اول ...يوم ارتاح فيه فقط لاقضي بعض الوقت مع فراس.
قالت له : اذن ترتاح ساريك ياقيس انا اضحي بكل شيء من اجلك و انت !!!
غدا صباحا كان قيس و فراس يجلسان على الارض. يتناولان فطورهما الحليب و الخبز حتى خرجت بلقيس من الغرفة وهي تحمل حقيبتها نهض قيس مسرعا من الارض وهو يقول لها بلقيس حبيبتي ما بك الى اين انت ذاهبة
اجابته انا سارحل واتركك في هذه الخرابة لوحدك انت و ابنك .
حبيبي لن يتقبل ان احضر ابنك لاربيه. لانه انسان غني و مسؤول لهذا وداعا
كان فراس يبكي بقوة و يمسك بفستان والدته اما اباه كان يرجوها ان تبقى معه دفشت بلقيس ابنها ارضا وخرجت من الباب متوجهة لحبيبها الذي كان ينتظرها خارجا
ذهبت وتركت عائلتها وحيدتا اما هي اسست عائلة فلا قيس و لا فراس يعلمان عنها شيئا .
بعد تلك الحادثة كبر فراس واكمل حياته مع والده الذي اصبح غنيا بعدما عمل والده ليلا نهار ليأسس له حياة مرفهة .
نعود تذكر مرتسم وامير ما حل بصديقهم وحزنوا والان من الجيد ان يجدوه قبل ان يحصل له شيء سيء فهو تاخر كثيرا
توجها مسرعان الى مخرج القصر فلحقت بهم همس وهي تنادي مرتسم اود ان اتي معكم رجاء اجابها مرتسم بهدوء وهو يتمالك غضبه كي لا ينفجر عليها : امسك بوجنتيها بكل حب لا يا صغيرتي يجب ان تظل في المنزل لكي اطمأن عليك احسن ونحن سنجد فراس ونعود سريعا لاتقلقي اجابته همس حسنا ساظل هنا مثل ما طلبت لاتتاخر قبل راسها مرتسم وتوجه لسيارة وكان وراءه العديد من السيارات قال للحراس اللذين تبقو في المنزل احموا المنزل جيدا اي تقصير تعلمون ما سافعل بكم
ركب السيارة مع امير وقال هل احضرت معك ايباد الذي في مسار الرادارت اكتفى امير بهز راسه بالموافقة وقال هيا لنذهب
انطلقا باتجاه الغابة وبدأوا يتعمقوا اكثر دون اي جدوى فلم يعثروا عليه
أنت تقرأ
اوتار الحب
Romanceيقال ان فاقد الشيء لا يعطيه،لكن الحقيقة ان فاقد الشيء يكون الاكثر عطاء. هما كالنار و البارود،البرودة و الانفعال،قطبان متنافران لكن الصدفة جمعتهم تحت شعار الحب بل الاسوء العشق لكن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن يوم لك و يوم عليك؛و هل الحب كاف؟هل الغ...