part07

66 6 1
                                    

* صدقوا حين قالوا ان الحب كذبة بل و اجمل كذبة يضعك في حرب بين العقل و القلب و كلنا نعلم من المنتصر في كل مرة نحاول اقناع انفسنا و العيش في جوه نشعر باجمل احاسيس و ذاك العاشق يعزف على وتر القلب اغنية السعادة و يوهمنا بالعيش فوق السحب لكنه يرميك الى سابع ارض؛ فماذا لو باغتك احدهم وانت على حافة الانهيار ماذا لو امسك يدك في اخر لحظة و اخرجك من كل هذا ماذا لو حضنك بقوة و ابعد عنك السواد الذي غطى جسدك هل هذا هو ما يسمى بتوأم الروح ؟ *

...

كلمة واحدة كانت ترددها همس : شهاب!!!
استفاق مرتسم من افكاره على صوت همس الذي تردد اسم اخاه اقتربت منها تولين و هي على وشك البكاء : همس اخبرينا ماذا حدث همس هل شهاب بخير همسسس... اقترب منها فراس يهدئها بينما غضب مرتسم من همس اقترب منها و قال: ماذا اخبرك شهاب تحدثييييي امسكها من كتفيها يهزها بعنف و صرخ: تحدثي اخبريني ان حصل شيء لاخي لن ارحمك انت السبب ... اقترب امير منهم و ابعد مرتسم عن همس و تحدث معها بهدوء يشوبه القلق: همس ماذا اخبرك شهاب ؟ ان اخبرتينا سنعرف مكانه...
مسحت همس دموعها و قالت : لم يخبرني بشيء لقد كان صوته غريبا و قال شيء واحد فقط ...
صرخ مرتسم بنفاذ صبر: تكلمييييي... انتفضت همس من صوته فقالت بصوت مرتجف : قال... انه سيحبني للابد...
صمت فقط الصمت حل على تلك الغرفة فهم لا يعرفون كيف سيصلون لمكانه الى ان هتفت تولين : همس هل تتذكرين ذلك المكان الذي كنا نذهب اليه دوما بعد الجامعة؟
نظرت لها همس باستغراب وقالت: هل تقصدين راس الجبل الذي كنا نذهب له ثلاثتنا؟ و ما علاقته بشهاب... اووه هل تقصدين ان شهاب يمكن ان يكون هناك؟؟
اومات لها تولين ثم اكملت همس: بالطبع فعندما كان يغضب كان يذهب هناك دائما هيا لنتحرك تولييي...
قبل ان تخرج امسكها مرتسم من ذراعها بقوة و قال : سنذهب بسيارتي و لا تجادليني فالموضوع هو اخي الان و اكمل بتوتر و تلعثم : ثم ...ان المكان هناك خطير عليك راى ان الانظار تسلطت عليه فقال مصححا كلامه: القيادة خطيرة هناك و اخشى ان لا تستطيعي ايصالنا لمكان شهاب لذا هيا لنذهب انا و انت في سيارتي و انت فراس خذ الانسة تولين معك وانت امير اذهب بسيارة الجيب خاصتك و اتصل برجالنا ليحاصرو المكان..

قالت همس بقلق و خوف: ما الداعي لكل هذا ساذهب اليه و اتحدث معه بلطف مثل الاشخاص الطبيعيين لا امثالك. امسكها مرتسم بقوة و الصقها به فكان ظهرها يقابل صدره و همس امام اذنها قائلا : سوف تذهبين معي يا قطتي الصغيرة و هذا الكلام ساحاسبك عليه لكن ليس الان . امسكها من معصمها و جرها امامه و نظرات الموظفين مسلطة عليهم حسنا لا شك ان الاشاعات بدأت من الان .
خرجوا من الشركة و توجهوا الى سيارة الجيب الضخمة الخاصة بمرتسم و كان الباب مرتفعا كثيرا بالنسبة لهمس بسبب قصر قامتها فاخذت تقفز لتصل الى الباب فكانت على وشك السقوط لكنها احست يدين قاسيتين تحيطان خصرها بقوة فتحت عينيها ببطء فوجدت نفسها بين احضان مرتسم و عينيه تقابلان عينيها... غاص مرتسم و سحر بجمال عينيها و زرقتهم السالبة للانفاس حول نظره الى شفتيها الورديتين فابتلع ريقه بصعوبة و تمالك نفس كي لا ينقض عليها... توترت همس من نظراته فتحركت بين يديه لكي يفلتها لكنه فاجأها فحملها بين ذراعيه و ادخلها السيارة برفق و كان على وشك الالتصاق بها و همس امام شفتيها بصوت منخفض: قطتي الصغيرة جميلة و قصيرة و ابتسم ابتسامته الساحرة و اغلق الباب و اتجه نحو مقعد السائق ليركب تاركا خلفه تلك المسكينة تذوب خجلا و لونها صار احمر من خجلها لكنها تجزم ان عينيه ليست بغريبة عنها...
استفاقت من شرودها على اقتراب مرتسم منها ليضع حزام الامان لها فكانت انفاسه تلفح بشرتها الحليبية فهمس باذنها: ارى انك احببت قربي منك و غمز لها و عاد لمكانه فقالت همس بغضب طفيف مصحوب بابتسامة ساخرة: ارى انك اشتقت الى قبضتي على وجهك يا سيد مرتسم؟
ضحك على كلامها فظهرت ابتسامته فظلت همس تتامل ضحكته و اااه كم كانت رائعة فقد ظهرت انيابه الحادة فزادته جمالا اكثر استفاقت من شرودها و نفضت هذه الافكار من راسها...
عند فراس و تولين...
ذهبت تولين تدب قدميها بالارض لانها حاولت الاعتراض على الركوب مع هذا الغوريلا الوسيم كما تلقبه لكن نظرة مرتسم كانت كفيلة باسكاتها، كان فراس يمشي خلفها و يتابع حركاتها و يكتم ضحكاته فهي على وشك الانفجار بوجهه.
وصلوا الى السيارة و ركبت تولين و لم تعرف تعرف كيف تربط حزام الامان، لاحظ فراس ذلك فاقترب ليساعدها لكن حواسه خانته فما ان اقترب منها كانت رائحتها تسكره فكان مغيبا عن الواقع فقط ينظر الى عينيها تارة و شفتيها تارة اخرى، دق ناقوس الخطر الخاص بتولين و لاحظت قربه الشديد منها فدفعته بحدة و قالت بغضب: اسمع يا غوريلا ان اقتربت مرة اخرى مني ساهشم وجهك الجميل هذا لنرى كيف ستنظر لك الفتيات و ترتمي تحت اقدامك، قالت كلامها الاخير بسخرية فقهقه الاخر عليها و قال: يا صغيرتي انت تبدين جميلة اكثر حين تغضبين و مد يده ليتحسس وجهها و عينيه لا تزل على الطريق فابتسمت تولين بمكر و قامت بعض يده بقوة فصرخ الاخر و دهش حين نظر ليده و قال: يا مجنونة لماذا قمتي بهذا ان تركت عضتك اثر لا تلومي الا نفسك. قالت تولين : هذا انذار صغير يا عزيزي المرة القادمة ساحول لون يدك هذه الى اللون الازرق و غمزت له.
كان فراس يحس باضطراب من المشاعر فهو لم يغضب من فعلتها و صار لا يغضب من كلامها ماذا يحدث لي؟؟ لكنه انهى دوامة افكاره قبل ان يحدث صراع بين قلبه و عقله و المنتصر في النهاية دائما هو العقل فلم يرد ان يخرب اللحظة...

اوتار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن