part08

69 5 1
                                    

*المشاعر و الاحاسيس عملة واحدة ذات وجهين الحب في جهة و الكراهية في الجهة الاخرى و القلب هو المتحكم هنا بحركة لا ارادية يوقعك في براثن حب من تكره و يقلب حياتك بقلب تلك العملة في زمان و مكان غير ملائمين...*

في تلك اللحظة نظر الكل لشهاب باستغراب اما تولین امسكت يديه وهي تقول وصوتها يتقطع من شهقاتها المستمرة : أين ستذهب وتتركني انت تعرف انك انت و همس كل حياتي ليس لي احد ارجوك شهاب من اجل صداقتنا...
قال لها بكل حنية فهو يعتبرها أخته : لا تبكي ستعتادين يا مشعوذة، فهو اعتاد على مناداتها بهذا الاسم، ستكونين بخير و تجدين من يحبك و يضعك في اولوياته على  عكسي... قال كلمته الاخيرة و هو ينظر الى همس كانه يقصدها بكلامه.
نظر لهمس وكأنه يودعها التي كانت ترتجف في حضن مرتسم الذي اخذ يمسح على ظهرها بحنان و قّبّل شعرها بحنان و يهمس لها في اذنها : اهدئي همس لن يحدث شيء ، اما هي كانت تضمه بقوة كانه طوق نجاتها الوحيد .
وفي تلك اللحظة حين راى شهاب تعلق همس باخيه غضب بشدة و قرر تنفيذ ما برأسه... دفش تولين على الارض فسقطت وهي تبكي ليس لألم جسدها لكن الم قلبها اكبر... فركض فراس لها ومسح دموعها وضمها لحضنه دون وعي : اهدئي صغيرتي لن ادع شيء يحصل لك حسنا؟ استكانت تولين في احضانه قليلا ثم اخذت تصرخ باسم شهاب لكي يتوقف و تتوسله لكن دون فائدة.
اما شهاب توجه نحو الحارس و خطف سلاحه ووضعه في رأسه ، توجهت جميع الانظار اليه و اخذ هو يبتسم ابتسامة مجنونة مخيفة و يده موضوعة على الزناد ليضغط عليه في اي لحظة... اما مرتسم لف همس الباكية لحضنه وحاوطها بجسمه فاختفت داخل احضانه نظرا لصغر حجمها مقارنة به وصرخ بقوة : الم تنهي مسرحيتك والان تريد الانتحار اما فتاتين يا ابله هل انت مدرك لما تفعله ؟ انت جننت شهاب لقد فقدت عقلك... اما فراس لف تولين وراءه كي لاترى و اخذ هو الاخر يصرخ على شهاب لكي يوقف هذه المهزلة فالفتاتين خائفتين من منظره مما يحدث له . اما امير تسلل وراء شهاب واشار لرئيس الحرس ليعاكسه في الجهة .
نطق شهاب بحقد فقال لمرتسم : اليوم اهنئك اخذت كل ما أملك في حياتي و اليوم همس فهي لا تقترب من اي شخص لا تملك به ثقة ، صرخ بقوة هز ارجاء المكان : لماذاااا ؟ مرتسم لماذا كل شيء جميل في حياتي تأخذه لماذا تكلم ؟؟؟ لكن لا تقلق ساريحك من عناء اخذ اشيائي فكلها ستكون جاهزة من اجلك ، سكت قليلا و قال:

وداعاً فهجم امير وراءه يحاول ان يخطف منه السلاح
وحاول رئيس الحرس من الامام لكن شهاب كان يسحب السلاح هو وامير خرجت رصاصة طائشة ...
   عم السكون في المكان اما الشباب توسعت اعينهم من الصدمة  و بكاء الفتايات افاقهم من صدمتهم لينظروا من انصاب تلك الرصاصة كانت من نصيب من ؟ و في تلك اللحظة سقط امير على الارض وكان هو المصاب، كانت الدماء تحيط به و تنفسه يثقل ذعر مرتسم وفراس وهم ينظرون لامير في الارض وقمصيه كله دم اقترب الشباب منه و تقدمت تولين الممسكة بيد همس . ارتجف صوت مرتسم وهو يتأمل وجه امیر ثم صرخ بقوة : امیر اجبني هيا امير انت قوي لا يمكن لرصاصة ان تؤثر فيك انا اعلم هيا استيقظ... اقتربت همس من مرتسم و امسكت ذراعه لتسحبه و قال بصوت خائف من حالة امير الذي يصارع الموت و خائفة من حالة الغضب التي دخل بها مرتسم  و قالت : اهدأ مرتسم ثم انا اعرف كيفية القيام بالاسعافات الاولية... ابعد مرتسم يدها بغضب و وضع يديه على رأسه ليهدا نفسه... اما فراس صرخ قائلا : اتصلوا بالاسعاف هيا ماذا تنتظرون.
تقدم مرتسم من همس الجالسة تتفحص امير و قال وهو ينظر تارة لصديقه شبه الميت و تارة اخرى لهمس : كيف حاله ؟ هو بخير صحيح ؟ اجيبيي لماذا انت صامتة ؟ تفاجئت همس من تغيره معها و صراخه فقالت بهدوء تفهما لحالته فهو خائف على امير : حالته لیست حرجة فالرصاصة اصابته إصابة طفيفة لم تتعمق لكن ان تاخر الاسعاف اكثر سيخسر دما اكثر يجب عليهم الاسراع . اخذ يتنفس ورجع للخلف و هو ينظر لشهاب بغضب شديد و قال بصوت عال : ادعو له فقط أن يكون بخير لأنه ان اصابه شيء ساحقق امنيتك وارسلك لبارئك يا احمق هل سمعتني ؟ كان شهاب كالمغيب عن الواقع يجلس على الارض و يضع يديه على رأسه و ينظر بشرود بالرغم انه ارتكب خطأ كبيرا لكن حين رأته همس رق قلبها عليه فهو يبدو كالطفل الصغير الضائع لا يجد من يتمسك به لكنها تاكدت ان شهاب ليس بانسان طبيعي بتاتا و يجب عليه ان يسانده شخص ليتعالج...

اوتار الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن