#مملكة_مصاصي_الدماء
#الحلقة1تقف تلك الفتاة القصيرة و النحيفة ذات الشعر الأسود و العيون العسلية
المدعوة إميليا بينما تدعك يداها ببعضها بتوتر و خوف شديد
أصدقائها محيطون بها بعضهم قلق مثلها و البعض الآخر حامل لهاتفه و يصور بحماس شديدفقد أقحمت نفسها في لعبة قاسية معهم وكانت نتيجتها أنه
تم الحكم عليها بدخول الغابة المحظورة والتي يمنع منعاً باتاً التواجد عندهابسبب عدد الجرائم الغامضة التي تحدث بها بشكل غير مفهوم
فعلى مدار السنة يتم إيجاد جثث عدة مقتولة بطريقة غير إنسانية
فتنتهي القضية كل مرة على انها حادثة إنتحار وقد تم تسمية الغابة بـ ' غابة الموت'هي خائفة للغاية وحاولت كثيراً التراجع لكن أصدقائها يلحون عليها بإستمرار
الظلام كان قاتما بالكاد ضوء هواتفهم يضيء القليل و الرياح منعدمة في تلك الغابة كلياً
رفعت نظرها نحو أشجار الغابة الضخمة و المظلمة والتي تحجب ضوء القمر ومن ثم نحو اللافتات العديدة المحذرة من دخول الغابة
اخذت نفساً مهزوزاً ومن ثم حملت المصباح اليدوي بين يداها المرتجفة ومن ثم أمسكت جيداً بالحبل الأحمر الطويل المتصل بيدها و يد أحد رفاقها حتى تستطيع العودة لهم من دون أن تتوه
نظرت نحو رفاقها نظرة أخيرة قبل أن تتقدم نحو الغابة و تتخطى الحواجز المحذرة بخطوات خائفة وقد بدأ الجو يصبح أكثر ظلاماً
إنتفضت بخفة بعد سماعها لصوت غراب في الأرجاء و إستدارت للخلف نحو رفاقها الذين قد اختفوا بالفعل عن انظارها
نظراً لبعدها عنهم داخل الغابة ولا تشعر سوى بالحبل المتصل بيدها يتحرك كعلامة أن الرفاق يشجعونها على الاستمرار اكثرقد تحتم عليها بالتجوال في الغابة لمدة عشرين دقيقة كاملة
اكملت سيرها بينما تشعر بكونها ستفقد وعيها في أي وقت بسبب رهبتها الشديدة
كانت الغابة مرعبة لحد كبير إضافة لبقايا ثياب ممزقة لضحياها سابقاً
توغلت كثيراً بالغابة لذا قررت الجلوس قرب أحد الأشجار فلم تعد قدماها قادرة على حملها
استندت على الشجرة بينما تحدق بالأرجاء بخوف
عليها التحمل أكثر لم يبقى الكثيرانتبهت لوجود بركة مياه قريبة منها فنهضت لتغسل يداها التي تلوثت بسبب أنها كادت تقع على الأرض الطينية
كانت المياه باردة ما جعلها تقشعر بمجرد لمسها لها إلى أنها إستمرت بغسل يداها
رفعت نظرها نحو إنعكاسها في المياه.. صُعقت حينما لاحظت وجود إنعكاس ظل اسود خلفها مباشرة
لم تجد فرصة للإنتفاض إلا وهي تشعر بأنفاس باردة و قوية بجانب رقبتها
وقعت جانباً بخوف شديد لحظات مرت و وقفت بسرعة راكضة بأقصى ما لديها متناسية اخد المصباح اليدوي و هاتفها حتى
بينما عند رفاقها فقد بدأ التوتر و الخوف ينتابهم
قد مرت اكثر من عشرون دقيقة و صديقتهم لم تظهر بعد
ُ" يـ...يا.. رفـااق "
ُ
تحدث أحد الأصدقاء بصوت مرتجف بينما ينظر لمعصمه" ماذا ؟ ما الامر ؟؟!"
" ال... الحبل ! لقد إنقطع ..!!!"
توسعت أعين الجميع يحدقون في معصم الفتى بخوف كبير
الحبل الذي كان يربط بين معصم إميليا و رفيقهم حتى تستطيع العودة و ألا تتوه في الغابة قد إنقطع من دون أن ينتبه أي منهم
بدأت إحدى الفتيات بالبكاء بهستيرية و تبعتها الباقِي
" ماذا سنفعل الان !!"
" إميليا .. تاهت الآن ! .. لقد تاهت هل تفهمون !!؟.. سحقاً لأفكاركم اللعينة!!!"
" إميلياااا هل تسمعينناااا!"
"لا أعتقد أنها ستسمعك"
"يا إلهي يا إلهي"
"الشرط..ة ... اتصل بالشرطة !"
ما الذي تنتظرونه !! فل يتصرف أي منكم !"
لقد بدو تائهين و مرعوبين للغاية
فهم يحملون مسؤولية ما حصل لإميليا ..أما المسكينة إميليا فلازالت مستمرة في الركض ظناً منها أنها ستجد مخرجا
بينما هي تتوه أكثر و أكثر
تصرخ بأقصى ما لديها ربما يسمعها أحد ما في هذه الغابة المظلمة
تعثرت مراراً و تكراراً لكنها لم تتوقف عن الركض
بينما ذاك المظلم جالس على أحد أغصان الشجرة يستمتع بمشاهدة بشري ضعيف أمامه
يستطيع إمساكها بحركة بسيطة
لكن ليس هنالك مانع من التسلية قليلا قبل حلول وقت عشائهتعثرت إميليا و وقعت هذه المرة بشكل قاسٍ ما سبب تدحرجها من فوق منحدر ليس بكبير
تمددت على الأرض نهايته تحاول إلتقاط أنفاسها ثم إستندت على ذراعيها وهي تسعل
شعرت بألم كبير في صدرها و ركبتيها
بصعوبة إستطاعت الوقوف و السير بشكل متعرج
قد لمحت كوخاً يبعد القليل عنها، ربما تجد من يساعدها هناك فالرعب لازال يتملكها بسبب ذاك الظل الاسود و العيون الحمراء الحادة....
![](https://img.wattpad.com/cover/365449697-288-k43535.jpg)