البارت الثاني

353 18 0
                                    

#مملكة_ماصاصي_الد.ماء
#الحلقة2

إستمرَّت في إسنَاد نفسهَا على الأشجار و السير ببطء حتى وصلت للكُوخ الذي بدأ يظهر من نَوافذهِ ضَوءٌ خافِت كما لو أن أحداً يُشعِل الشموعَ دَاخِله

إستجمَعت كل ما تبقى لديهَا و طَرقت بَابه بقوة ثم هَوى جسدهاَ على الارضِ فاقدة لوعيهاَ
لكن وقبل أن يُفتح باب الكُوخ أساساً

قد ظهرَ الرجلُ صَاحبُ الأعينِ القرمزيَّة الحادة بسرعة البرق حاملاً جسد الفتاةِ الضعِيف بين يداه و مختفياً في الظلام الدَّامس

فُتح باب الكوخ من قِبَلِ رجلٍ عجوز مستغرباً و قلقاً حينما لم يجد أحداً فِي الخارِح

قد ظنَّه حفِيده الذي خرج قبل فترة لجمعِ بعضِ الحطب

لكن حفيده للتو ظهرَ وهو يخرج من بينِ الأشجارِ الكثيفة

ويحملُ بين يداه حزمَة حطبٍ

"جدي؟ ما الأمر ؟ "

"أحدهُم طرق الباب.. ظَننته أنت "

"تتخيَّلُ بالتأكيد، الجو بارد لِتدخل"

"معك حق"

دخل العجوز للكوخ وهو يمسُدُ مؤخرة رأسهِ بإستغراب مما حدث

بينما حفيده الشاب وقف أمام الباب ثم إستدار نحو الأشجار التي بدأت تتحرك ببطء بفعل الرياح الخفيفة

و القمر الذي كَان ساطعاً وسط السماء المظلمة و الغائمة

" يبدو أنه قد عثر على ضحية جديدة"

تمتم بصوت خافت قبل دخوله للكوخ و إغلاقه للباب

...

إستيقظت إميليا على صوت رياح قوية كما لو أنها عاصفة

إنتفضت بسرعة تحاول إستيعاب ما حدث وأين هي، ظلت تنظر يميناً و شِمالاً

المكان أشبه بغرفة قديمة الطراز

الجدران مطلية باللون الرمادي الباهت

كذلكَ تلكَ الأرضية الخشبية الصلبة

شموع موزعة على الجدران لِتنير الغرفة المظلمة

سرير فردي يتوسط الغرفة ذو أفرشة سوداء حريرية

ومن ثم النافذة الكبيرة المطلة على الغابة من فوق تلٍ مرتفع و مفتوحة على وسعها

ستائرهاَ ترفرف بقوة إثرَ الرياح القوية

ذلك الجسد المظلم الجالس على شرفة النافذة،

قدم متدلية للخارج و أخرى يسند ذراعه عليها بينما يتأمل السماء

إلتفتَ نحوها ببطء حالما شعر بإستيقاظها و عيناه الحمراء بدأت بالبروزِ في الظلام الدامس خارجاً

إبتسم ! إبتسامة جانبية علت وجهه الشاحب..

تراجعت إميليا للخلف لتصطدم بالحائط خلفها بشكل هستري، تشعر أن قلبها سيتوقف في أي لحظة

إنعكاس ضوء الشموع على وجهه جعلها ترى ملامحه بشكل أوضح، بشرة شاحبة و شفاه تبتسم بشكل خفيف للغاية بالكاد يمكن رؤية إبتسامته، حاجباه المعقودة بخفة و شعره الغرابي الداكن ومن ثم بنية جسده الضخمة وما جعلها مرعوبة هي تلك العيون الحمراء الامعة كما لو أنها ضوء ليزر يصوب نحوها

قفز من على النافذة نحوها يمشي بخطوات بطيئة تقسم أن صوت طرقات حذائه أصبح يدوي في كامل عقلها

وقف من على مقربة منها وقد أصبحت ملامحه خالية من أي تعبير
لم تستطيع رؤية وجهه بسبب وقوف في بقعة لم يصل لها ضوء الشموع
تحدثت بينما تحاول إصطناع القوة بينما هي قليلا و سيغمى عليها من الخوف

" ي..ياا من ..أنت !! "

لم تتلقى جواباً إنما تقدم خطوة أخرى نحوها

" يااااا...ا"
" هشش"
حاولت الصراخ لكنه أوقفها حتى قبل أن تكمل الصرخة

كان صوته حاداً و ثقيلاً شعرت برهبة أكبر لكنها ما تزال تدعي القوة، تقدم خطوة أخرى..

" ياا..ا لا تتقدم.. مالذي تو.
ده مني ..أقسم أن لديَّ الثوم و سأ حرق.ك ..به !!"
تحدثت بصوت شبه باكي و مرتجف،
"ثوم؟"

تحدث داك المظلم بإستغراب و الهدوء
جدياًّ، هي تعتقد أن الثوم سيحر ق مصاصي الد.ماء كما في الأفلام !

تقدم الآخر أكثر حتى أصبح لا يفصل بينهما سوى سنتمترات قليلة للغاية فرفعت هي نظرها نحوه بينما دموعها بدأت بالنزول بغزارة و الرعب يهشم جسدها

كان طويلاً للغاية مقارنة بها لذا كان عليها رفع رأسها بالكامل لتتمكن من رؤية وجهه
ملامحه كانت مرتخية و هادئة، عيونه عادت لطبيعتها وزالت الحمرة منها، كانت رائحته أشبه برائحة أغصان الشجر و المياه الصافية في فصل الشتاء، إرتخت عيناها ببطء لتسقط بين ذراعيه مغشياً عليها فقد قام بتخديرها.

حملها بذراع واحدة فقد كانت صغيرة البنية جداً مقارنة معه، توجه بها نحو النافذة ليقفز مختفياً من هناك مقرراً أخدها معه،

فنوعاً ما أضحكته بقولها (سأحر.قك بالثوم)

كان يركض بسرعة خاطفة على أغصان الأشجار وذاك الجسد مرتخٍ بين يداه

لقد قارب الصباح بالفعل، توقف عند حاجز ضوئي شفافي غريب ليتقدم نحوه ثم يمر من خلاله بكل سلاسة فيتغير العالم من حوله، كما لو أنه أصبح في مملكة غير بشرية
لقد كانت مملكة مصاصي الد.ماء..

يتبع.....

مملكه مصاصي الدماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن