Part 1.

700 22 15
                                    

قمرٌ ينير عتمة الطّرقات، الهواء البارد يُراقص أرصفة المدينة و شوارعها.

الشّوارع تكاد تخلو من النّاس و وحشة المكان س تعود من جديد.

أثناء هذه الأجواء التي تنذر ب شتاء عنيف س يضرب المدينة في الأيام القادمة، كانت هناك مراهقة تسير بينما البرد يصفع قلبها.

تحمل ب يدها الصّغيرة الشّاحبة سلّة بسيطة الشّكل داخلها بعض الورود الحمراء و الزّهريّة.

وجهها متعب بسبب قلّة نومها، عينيّها بندقيّة ذابلة تروي شعورها بدلاً من لسانها.

شعرها أسود كثيف طويل و فاحم، انفها الصّغير أحمر نتيجة البرد القارص.

تحارب خطواتها بصعوبة بينما تقول بصوت مرتفع:

"ورد...ورد، مين بيشتري ورد؟"

بعد معركة طويلة، جلست على الرّصيف ب يأس، حيث أخذ عبوسها يتحوّل إلى دموع تنهمر.

"يا الله، صرلي من السّاعة 9 الصّبح، و لهلأ ما بعت إلّا وردتين بس، ماني مستعدة نام اليوم كمان بلا عشا"
نبست و شهقاتها تتعالى.

صعبة هي الحياة، مراهقة، مازالت في ربيع العمر و لم تخرج براعمها بعد، و هي س تكون بطلة روايتنا هذه، المكتوبة بقلمي❤️✨.

وقفت الصّغرى ب عينيّها المحمرة من البكاء و وجهها المتعب أمام باب خشبيّ كبير.

تنفست الصّعداء قبل أن تفتح الباب، و كالعادة أصدر صوت صريره المزعج.

تجمدت نظراتها، و ارتجفت مقلتيها بعدما وجدت رجلاً يبدو في ال 40 من عمره يجلس و بيده زجاجة النّبيذ.

رمقها بحدّة ثمّ نبس بصوت جعل من اوصالها ترتجف:

"ليش تأخرتِ...؟"

"أنا...، أنا آسفة عمّي، بس ما كان في ناس كتير اليوم"

رمى الزّجاجة بغضب إلى أن أصبحت عبارة عن زجاج مكسور على أرضيّة الغرفة.

"ع شو عم تلمحي؟! قصدك إنك ما بعتي شي اليوم؟!"

ازدردت ماء حلقها بخوف تجيب بصوت خافت:

"أنا...أنا بعت وردتين بس"

احتدت نظراته، استقام متوجهاً إليها ب همجيّة و غضب.

أمسك شعرها بعنف يجرّها ناحيته:

"أنا ليش حاويكِ؟ ليش مخليكِ عندي؟ كرمال طعميكِ مثلاً؟ أو اهتم ب أمثالك؟ لا يا حلوة، أنتِ هون كرمال تلبي طلباتي، و إلي ما بيلتزم ب طلباتي بيموت بين ايديي فهمانة؟!"
أنهى كلامه صارخاً.

بـائعة الورد..."المهووس" (بالعاميّة). حيث تعيش القصص. اكتشف الآن