البارت السابع والثامن ♥️✨

355 33 25
                                    

شئ واحد فقط يفصل مابين الحقيقة والسراب ... شئ واحد فقط يبين ما الذي ارتكبه .. شئ واحد فقط قام بإخفائه تحت الذكريات ....

كان مالك يخرج من المشفي وهو متعب للغاية ولكنه اصر عليهم ان يذهب الي منزله فامه سوف ترعاه اكثر من مكوثه في هذه الغرفة التي لا تجلب اليه سوي اتعس الذكريات ...

قام صديقه محمد بالذهاب معه لكي ينقله الي منزله وبعد بضع دقائق كانوا يجلسون داخل سيارته ومحمد هو الذي يقود ويقول بهدوء لصديقه : فيه ايه يا مالك انت مش مظبوط من ساعة ما دخلت لحنين

ليجيبه مالك بقلق قد بان ووضح علي ملامحه : هي حنين عرفت ازاي حكايتي انا وليان

لينظر اليه محمد باستغراب : انت ناسي انهم كانوا مع بعض في نفس الكلية يا مالك وكانوا شبه مبيتحركوش الا سوا

ليقوم مالك بالرد عليه بغضب ظهر في نبرته : عااارف يا محمد بس الي حصل لليان محدش يعرفه الا انا وانت وامي ازاي هي عرفت مين الي قالها انا هتجنن دماغي عمالة تجيبني وتوديني

ليقوم محمد بالرد عليه بهدوء : مش عارف والله بس يمكن الخبر انتشر في الكلية او حد تالت كان معاهم كان متابع ليان اول باول معجب مثلا ..

ليهز مالك راسه بغضب وهو ينظر الي الطرف الاخر من النافذة ليتحدث محمد اليه بنبرة مترددة : متشغلش بالك يا مالك هي كده كده بالنسبة للشرطة عندها مرض نفسي مش هتروح تقول مثلا ليهم انك قتلت مراتك وهيصدقوها

لينظر اليه مالك بغضب وانفعال شديدين وهو ينظر الي محمد بعينين مشتعلتين بنار العذاب وتأنيب الضمير : انا مقلتلتهاااااش مقتلتهااااش انا مستحييييل اعمل كده هفضل ادافع عن نفسي لحد امتي ليان مكنتش مجرد مراتي يا محمد ،، ليان كانت كل حاجة بالنسبة لي لو علي الموت كنت دايما هختار اني اموت قبلها انما اني اقتلها محصلش محصلش ابدا

لينظر اليه محمد ببرود وهو يتحدث ما بينه وبين نفسه : خليك كده تنكر لحد ما هيبقي مكانك في الحبس قريب

ليقوم مالك بالزفير بغضب وهو يضع يده اعلي رأسه متألما من شدة الانفعال ليقوم بالنظر ثانية الي محمد وهو يقول له بغضب : انزل يا محمد انا هسوق شكرا تعبتك معايا

لينظر اليه محمد بغضب وهو يترجل من السيارة : ماشي يا مالك براحتك

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
الناس لا يحترمون المستضعفين منهم ، بل يستمتعون بسحقهم بتلذذ.. علمتها الحياة هذا الدرس بوضوح منذ صدماتها الاولي لتتذكر حينما كانت تأتي من كليتها للفنون الجميلة وهي ترتدي ملابسها التي جلست امها تحيكها لها منذ شهر كامل وقامت بالدخول الي المنزل لتذهب الي امها وهي تناديها في كل مكان ولكن لا تسمع اي اجابة منها لا تسمع اي صوت قط ...

جرت مفزوعة في شتي انحاء المنزل ، عبرت الطرقة الي غرفة ابيها وامها لم تستأذن كعادتها ، لم تطرق الباب ، بل دفعته بكلتا يديها بدافع الخوف، وعيناها مصوبتان تجاه الفراش، تبحث عن امها بكل الخوف والاشتياق لضمة تطمئنها ، لكنها لم تجد احدا ، قبل ان تسمع نهنهة خفيفة قادمة من كومة بشرية ملقاة الي جوار الفراش من الجهة الاخري ، فتراجعت لتضئ النور ، لتنظر مرة أخري ، ليطالعها المشهد الذي سيزور كوابيسها في الصحو والنوم لسنوات قادمة ؛ أمها الرقيقة ملقاة علي الارض ، في ثياب النوم ، تطالعها بنظرة يمتزج الانكسار فيها بقلة الحيلة ، عارية من كل شئ حتي كرامتها . النظرة ، تلك النظرة بالتحديد ، ستطاردها لسنوات ، مشكّلة كل ما يأتي بعدها .

♥️ رواية " روح " ♥️حيث تعيش القصص. اكتشف الآن