الحلقة التانية

2.1K 47 2
                                    

الحلقة التانية

_مش قولتلك إن دخول المكتب ده ممنوع؟
كانت نبرته هادية، عكس الظلام اللي كان في عينيه، فارتبكت هي وحاولت تبرر لنفسها_أنا...
أنا بس كنت راحة الحمام وسمعت صوت جاي من هنا
مردش وفضل متابعها بنفس النظرات، حسِّت وقتها إنها خلاص هيغمى عليها من رهبة الموقف، وإنها لحد دلوقتي مجربتش غضبه عامل ازاي، وهل هو هيبقى قوي زي غموضه ولا لا؟
اتحرك وراح قعد على الكرسي اللي قصاد المكتب، حط رجل على رجل ولسة نظراته ثابتة عليها، لحد ما اتكلم أخيرًا_أحيانًا الفضول بيخسّرنا حاجات كتير، أولھا الصورة المثالية اللي إحنا واخدينها عن حاجة معينة
كانت نظراتها كلها استغراب وهي مش فاهمة إيه اللي يقصده، لحد ما كمل_الحاجات من بعيد أفضل، بلاش تقربي يا...مراتي
مقدرتش إنھا تتكلم قصاد لهجته اللي كان فيها تحذير خفي، فهزت راسها من سكات، ومن جواها اتأكدت إن فيه حاجة غريبة فعلًا فيه
قام وقف أخيرًا، وشاورلها بإيده إنھا تخرج، فمشيت من غير أي اعتراض ونفذت  اللي عايزه، خرج وراها وقفل الباب بالمفتاح ورجع على الأوضة وسابها مكانها مش فاهمة أي حاجة من اللي بتحصل.
اتمالكت نفسها واتحركت وراه أخيرًا ودخلت الأوضة، لقته بيغير هدومه، قربت منه باستغراب_رايح فين
رد ببرود_ورايا شغل
_شغل الساعة ٤ الفجر؟!
اتلفت ليها مرة واحدة بنظرات حادة، فاتراجعت لورا بخضة
_عندك اعتراض؟!
بررت بسرعة_لا بس
اقصد إحنا ملحقناش نقعد مع بعض، وأنا مبلحقش أشوفك يا قُصي!
اتغيرت نظراتها للحزن واتملت عيونها بدموع خفيفة، حس هو بغصة جواه من إنه فعلًا مخليها هامش في حياته، ولكنه مش عايز يتعمق معاها عشان ميتعلقش بيها وتبقى نقطة ضعف ليه
هل هي فعلًا مش نقطة ضعف ليه؟
ميعرفش، لإنه لسة مجربش الموقف اللي ممكن يخيروه بينها وبين حاجة
قرّب منھا وللحظة لمحت الحنان في عينيه، مد إيده وملس على وشها بأنامله ومسح دمعة نزلت غصب عنها وقال بحنية_غصب عني، عندي مشاكل في الشغل اليومين دول
مالت على إيديه بحركة سلبت روحه وهو شايفها زي القطة اللي بتتمسح في صاحبها
_بقالك ٣ شهور بتقول نفس الجملة يا قُصي
نطقها لاسمه بطريقتها المميزة اللي بتحرك كيانه من جوا بتخليه مش عايز يبعد عنها غصب عنه، ولكنه بيقاوم نفسه ومشاعره قدامها وبيحاول يتصنع الجمود على قد ما يقدر
مال ناحيتها وطبع قبلة على جبهتها حاول ميتعمقش فيھا على قد ما يقدر، وبعد طبطب على كتفها برفق_معلش، هانت
سابها وخرج بسرعة ولكنه وقف مكانه لما سمعها بتقول من وراه
_مبتعملش حاجة غلط
صح يا قُصي؟
اتلفت لها وهو متجمد بيراقب نظراتها اللي كانت بتتوسله بيها، فابتسملها ابتسامة خفيفة كانت جواها ألم، وسابها ومشي من غير ما يرد
فضلت هي مكانها
حاسة بغصة في قلبها
متأكدة إن الوضع فيه حاجة غلط ولكنها مش عارفة توصل لحاجة
يمكن عنده حق
يمكن مش لازم تدور وراه عشان متكسرش الصورة اللي هي راسماهاله.
يمكن هو من بعيد أحسن وقربه فيه هلاك ليها!

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن