الحلقة الثامنة عشر
شهقت عائشة بصدمة من هول المفاجأة اللي مكانتش في الحسبان نهائي، ووجهت أنظارها لقُصي اللي اتجمد تمامًا مكانه، خلص الدكتور كلامه وسابهم ومشي، أما قُصي فـ فضل واقف مكانه بيتابع أبوه بعيونه من ورا الازاز وهما بيشيلوا الاجهزة عنه وبيغطوا وشه، كل المشاهد اللي جمعتهم مرت قدام عينه في شريط زمني في الوقت ده، بداية من ما كان طفل وبياخده يعلمه الصيد، أول مرة خده معاه الشغل، المرة الأولى في تجربة السلاح، نزاعهم مع بعض، انفصال قُصي عنه، وانتهى بالعداء اللي بقى بينهم، كان في حالة صدمة، متخيلش أنه هيمشي بدري بالشكل ده، كان متوقع إنه هيقوم منها ويكملوا خناق وجر شكل في بعض، رغم جفاف العلاقة بينهم إلا إنه لسة أبوه!
للحظة اتحولت نظراته للغضب، لهيب مرعب ومضت بيه عيونه، ملامحه اتبدلت لتانية اجرامية، كان الجحيم بيخرج من وشه، كور قبضة إيده وهو بيشد عليها بقوة لدرجة برزت عروقه وابيضت من عنف ضغطه، جز على أسنانه وفكه، لوهلة خافت عائشة من شكله، مكانش في حالته الطبيعية، ادركت إن قُصي مش هيدي لنفسه فرصة إنه يحزن، ولكن اللي شايفاه قدامها إنه هينتقم، وانتقامه هيكون دموي، مسكت دراعه عشان تحاول تهديه، تدعمه، تديله فرصة يخرج حزنه في حاجة غير الغضب اللي ممكن يحرقهم كلهم، ولكنه مكانش شايفها، مكانش حاسس بيها نهائي، كان غاضب لدرجة فتاكة، حاقد وناقم، ملست على دراعه وهي بتهمس باسمه، ولكن من غير فايدة برضه، فهنا اتكلم الضابط عمر بأسف_البقاء لله يا قُصي
أتمنى تساعدنا عشان نقدر ناخد حق والدك من اللي عمل كده
ولكنه اتلفت له بنفس الملامح المرعبة، وقال بلهجة مليانة حقد_اطلع منها أنتَ يا سيادة الرائد، تاري هاخده بإيدي
كان مقدر حالته اللي هو فيها، ولكن كان خايف للموضوع يتفاقم، فقال بحدة_تار إيه اللي تاخده بإيدك يا قُصي
أومال إحنا دورنا إيه
البلد فيها قانون!
شدد على قبضته أكتر وقال_قولتلك اطلع منها أنتَ
ولو على القانون، فأنا خالق قانون لمملكتي
قانون خاص بيا أنا
اتحرك الضابط عمر ناحيته وهو بيحاول يهديه_قُصي
أنا متأكد إنك عارف اللي عمل كده
صدقني هننتقملك منه
متوديش أنتَ نفسك في داهية وتعمل مشاكل مع الحكومة
ولكنه قال بحزم_أنا قولت اللي عندي
قالها وهو بيتجه لبرا من غير ما يسمع نداءاتهم فوجه الضابط عمر انظاره لعائشة وقال برجاء_ياريت تهديه يا مدام، جوزك غضبه عاميه دلوقتي، صدقيني أول واحد هيتئذي بغضبه ده هو
حست بالقلق بيتفاقم جواها، الوجه الاجرامي اللي شافته من قُصي ده ادركت انه مش في حالته الطبيعية وهيحرق الكل بالفعل، فجريت وراه وهي بتحاول تلحقه وبتنادي باسمه ولكنه مكانش بيرد، فقبل ما يخرج من المستشفى سبقته ووقفت قدامه وضمته بقوة وهي بتقول_بالله عليك يا قُصي
متخليش غضبك يعميك
ازعل الاول، بالله عليك خد حقك في الزعل الأول
حاول يبعدها عنه من غير ما يبصلها وهو بيقول_اوعي من قدامي يا عائشة
ولكنها رفضت تبعد عنه وفضلت متمسكة بيه، وبعدها ضمت وشه بين كفوف إيديها، وبصت لعينيه وهي بتقول_بصلي يا قُصي
بصلي عشان خاطري
أنا عائشة حبيبتك!
رافض تبصلي ليه
حاول يتحاشى بالنظر عنها وهو بيقول_اوعي يا عائشة!
ولكنها حركت راسه بالاجبار ناحيته وهي بتقول_بصلي يا حبيبي
بصلي يا قُصي
وغصب عنه لقى نفسه بيبص لعيونها وهو بيتأمل ملامحها، اتهزت عيونه بضياع وهو بيحاول يقاوم المشاعر اللي جواه، حست عائشة بإنه ابتدى يستجيب، فقالت بحنان_خرج حزنك يا قُصي
احزن
بس متغضبش
متغضبش بدل ما تزعل يا قُصي عشان خاطري
لوهلة ارتخت ملامحه وارتخت قبضة إيده، لان وشه واتبدلت نظرته للألم، كان عائشة تأثيرها عليه تأثير السحر، مشاعره اللي كان بيداريها ورا غضبه وعصبيته، لمعت عيونه بدموع محبوسة، وخرج صوته بحشرجة ضعيفة_بابا يا عائشة
بكت عائشة من حالته، وضمته وهي بتحتويه، فلف دراعه حواليها بقوة وهو بيدفن وشه في تجويف رقبتها، ضمها بقوة لدرجة وجعتها ولكن مفرقش معاها، المهم إنه يخرج من الحالة اللي هو فيها دي، فضل ضاممها وهي بتملس على شعره، ضهره، حتى ذراعه، كانت بتحاول تواسيه على قد ما تقدر، رغم إنه مبكاش، ولكن يكفي إنه ظهر ألمه، حاولت خفف عنه وهي بتقول_راح عند اللي احسن من الكل يا حبيبي
كلنا مسيرنا نموت
حتى أنا
انتفض وبعد عنها وهو قابض على كتافها وبيقول بجنون_لأ
مش هتموتي
مش هسيبك تموتي يا عائشة
مقدرش أعيش من غيرك
اتأثرت من نبرة صوته ونظراته الضايعة، فجذبته ليها مرة تانية وهي بتحاول تهديه، وبالفعل قدرت على الأقل حاليا إنها تهدي غضبه اللي كان ممكن يفتك بالكل
على الأقل حاليًا..
أنت تقرأ
زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البنا
Romanceواحدة متعرفش إن جوزها رجل مافيا وكل دا وطلع مخبي عليها لما يعرف إنها عرفت هيتعامل معاها ازاي؟! مكتملة