الحلقة السادسة عشر

1.7K 41 9
                                    

الحلقة السادسة عشر

حس قُصي بشك ناحية الغريب اللي كان بيتابعهم من بعيد، ضيّق عينه وهو بيحاول يتعرف على ملامحه ولكنه مقدرش يحدد هو مين بالضبط، كان شكله غير مألوف ليه تمامًا، ولكن كان متأكد من هيئته إنه تبع عيسى، عرف طارق وقتها إن قُصي بالفعل خد باله منه، فابتسم بتريقة وحط نضارته على عينيه واتحرك ومشي من القسم
فاق قُصي في اللحظة دي على صوت أحد العساكر وهو بيقول_كفاية كده
جذبوه من دراعه تحت اعتراض عائشة اللي اتمسكت بيه اكتر وهي بتقول بدموع_متخليهمش ياخدوك يا قُصي
عشان خاطري خليك جنبي
احتوى وشها بين إيديه وقال بحنان_مش هغيب عنك متقلقيش
هزت راسها بالرفض ولكنه وجه انظاره لعُدي اللي كان بيتكلم في التليفون وقال_عائشة في امانتك يا عدي
في امانتك أنتَ ومريم
حافظوا عليها لحد ما ارجع
ربت عُدي على كتفه وقال_متقلقش، في عيني
ابتسمله قُصي بامتنان، أما فرح اتكلمت بتريقة وقالت_متخافش يا قُصي مش هناكلها!
بصلها بطرف عينه بضيق وبعدين حاد بنظراته عنها لما عُدي اتكلم وقال_أنا كلمت المحامي وكان جوا مع بابا وياسين الوكيل
وقالوا مجرد اجراءات روتينية وهيخرجوا
اتحرك العساكر في الوقت ده وجذبوا قُصي رغم عنه قبل ما يرد عليه تحت نظرات عائشة اللي كانت بتتوسلهم بعيونها المليانة دموع، ولكن اتلفت قُصي في اللحظة الأخيرة وقال_عائشة يا عُدي
هزله عُدي راسه وهو بيحاول يطمنه، لحد ما اختفى عن الأنظار وخدوه لجوا الزنزانة لحد ما يصدر قرار ببرائته وصحة كلامه، أما فرح راحت قعدت هي والهام تاني وتمتمت بامتعاض_عائشة عائشة
كإن مفيش غيرها!
زفرت دليلة بضيق وقالت_بالله عليكي اسكتي يا فرح
أنا على أخري لوحدي
أما الهام ففضلت مثبتة أنظارها على عائشة بضيق اللي كانت مرمية في حضن مريم وبتبكي، وكانت مريم بتربت على كتفها بحنان، أما عُدي فكان بيعمل مكالمات عشان يقدر يخرج ابوه واخوه...

---------------------------------

دخل قُصي الزنزانة اللي أخدوه العساكر ليها، فبالصدفة اكتشف وجود معاذ فيها اللي اتعدل أول ما شافه وراح ضمه، فربت قُصي على كتفه وراحوا قعدوا هما الاتنين في الأرض وسندوا بضهرهم على الحيطة، اتنهد معاذ وقال_تفتكر عيسى ورجالته هيعترفوا على مراتك؟
ركز قُصي قدامه في الفراغ وقال_معتقدش
لو اعترفوا هيعترفوا عليا أنا عشان ينتقموا مني بعد اللي حصل في الشحنة
ووقتها يقدروا يئذوا عائشة وأنا متقيد جوا
أما لو اللي في بالي صح
سكت شوية وضيق عينه_يبقى اللعب هيبقى من تحت لتحت بعيد عن الحكومة
اتعدل معاذ وبصله باهتمام وهو بيقول_إيه اللي في بالك؟
رد قُصي واظلمت نظراته_متهيألي شريك عيسى المجهول كان موجود النهاردة في القسم، ولو هو فعلًا فأكيد قرر رجالته انهم يقولوا نفس الكلام، وفي الغالب هيطلعنا منها
هز معاذ راسه وقال_عشان وقتها يعرفوا ينتقموا صح
سند قُصي راسه على الحيطة وقال_أول حاجة هيعملوها هينصبولنا فخ
خسارتهم مكانتش هينة برضه وضربتنا كانت قاضية
شحنة زي دي أكيد كلفتهم ملايين ده غير الوعود والتعاملات الخارجية اللي كانت هتتصدر ليهم
فضحك معاذ في الوقت ده وقال بتريقة_على كده قتلنا بقى مطلب جماهيري
كان قُصي هيرد عليه ولكنه لاحظ إن فيه حركة غريبة في الزنزانة، وجه أنظاره على الموجودين وبالفعل كان فيه عدد من المساجين باصين عليهم وكإنهم مترقبين ليهم، حس معاذ بسكون قُصي، فمال ناحيته وهو بيتأمل في الموجودين_هيحصل عوق ولا إيه؟
ابتسم قُصي وقال بعبث_جاهز؟
شمر معاذ أكمامه وقال باستعداد_جدًا
وفلحظة هما الاتنين اتنفضوا من مكانهم، فوقف حوالي ٦ رجالة موجودين في السجن كانت ملامحهم اجرامية وباين عليهم الغضب، زادت ابتسامة قُصي وهو واخد وضع الاستعداد بالذات لما لقى واحد من الرجالة طلع سكينة من جيبه، فبص هو معاذ لبعض وقالوا في صوت واحد_استعنا على الشقا بالله
وفلحظة اتقلب المكان لساحة معركة، في حين باقي المساجين خدوا جنب وهما بيتفرجوا على اللي بيحصل من بعيد خوفًا ليتعرضوا لأي إصابة خصوصًا وهما عارفين إن دي تصفية حسابات ملهمش علاقة بيها
قرب الشخص اللي ماسك سكينة من قُصي، وباغته بضربة ولكنه اتفاداها ومسك دراعه لواه بعنف لحد ما سمع صوت تكسير عظامه فصرخ الراجل بألم فضربه قُصي بركبته بعنف في بطنه لدرجة إنه طلع دم من فمه ووقع على الأرض بيصرخ
في حين سدد معاذ كذه لكمة لواحد من الموجودين، وبعدين ضربه في راسه فوقع على الأرض
ابتسم قُصي بفخر ولكنه باغته واحد بلكمة في وشه، وقبل ما يسدد التانية اتفاداها ومسكه من دماغه وخبطها في الحيطة بعنف كذه مرة وسابه فارتد على الأرض ومتحركش
هجموا عليهم بقيت الرجال، قدروا يتفادوا عدد كبير من الضربات الموجهة ليهم وهما بيتعاملوا بخبرة وكإنهم ملاكمين، لحد ما قدروا يخلصوا على كل الرجالة الموجودين، في اللحظة دي دخل العساكر بعد حالة الهرج اللي اتملت في العنبر، خدوا قُصي ومعاذ اللي ماشيين وهما مبتسمين بشموخ رغم إنهم كانوا بينهجوا من عنف المجهود اللي عملوه، ونفض معاذ إيده وهو بيتأملهم بانتشاء، أما عن المصابين فخدوهم للمستشفى...

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن