الحلقة الحادية عشر

1.9K 42 4
                                    

الحلقة الحادية عشر

_عمي!
عمي ازاي؟!
قالتها وهي واقفة بصالة باستغراب، فابتسم بسخرية وبعدين دفع الباب قاصد يدخل، ولكنها منعته وهي بتقول بخوف_لو سمحت
اطلع برا اللي بتعمله ده غلط
تصنع العبوس وقال بحزن_بتطردي عمك عيسي يا عائشة؟!
ضيقت عينيها وهي بتفتكر الاسم اللي كان مألوف ليها جدًا، لحد ما برقت بصدمة وقالت_عمي عيسى!
عيسى ابن عم بابا؟!
_الله ينور عليكي
قالها بتريقة ولكنها مخدتش بالها، فقالت بعدم استيعاب_بس ازاي!
أنتَ
أنتَ المفروض..
كمل كلامها وقال_ميت بقالي ١٥سنة تحديدًا قبل حادثة ابوكِ وأمك بسنتين
مش كده؟
بلعت الكلام اللي كان في جوفها، وبصتله وهي بترمش بصدمة، فقال_هنفضل نتكلم على الباب ولا إيه؟
خدت جنب وهي بتشاور بإيديها لجوا وقالت بنفس ملامح الصدمة اللي مقلتش_لا طبعًا
اتفضل
دخل وهو بيتأمل الشقة من حواليه، لحد ما لفت نظر صورة متعلقة على الحيطة ليها هي وقُصي من كتب كتابهم، وقف يتأمل في الصورة، واتشكلت ابتسامة سخرية على وشه، أما هي كانت واقفة وراه بتحاول تستوعب الوضع، بالفعل هي كانت تفتكر إن ابوها زمان كان عنده ابن عم، ولكنه اختفى مرة واحدة لحد ما قالوا إنه مات وهو مسافر لهجرة غير شرعية في ايطاليا، وبعدها بسنتين حصلت الحادثة اللي فقدت فيها ابوها وامها، وفضلت لوحدها طول الفترة دي، اتلفت ليها يتأملها من فوق لتحت، وبعدين قعدت على الكنبة وريح ضهره، فكانت عائشة واقفة مكانها مش عارفة تتصرف ازاي، كانت بتفرك إيديها بتوتر، وبعدين قالت لما طالت نظراته ليها_تحب اعملك حاجة تشربها؟
هز راسها بـلا، فقعدت هي على الكرسي اللي قصاده بتوتر، اتعدل عيسى وقال_دورت عليكي كتير
ويوم ما لقيتك
اكتشفت إنك متجوزة قُصي الراوي
بصتله باستغراب وقالت_أنتَ تعرف قُصي؟
ابتسم وقال_ومين ميعرفش قُصي؟
ولكنه سكت وبعدين كمل بغموض_غيرك...
أنتِ الوحيدة اللي متعرفيش مين قُصي يا عائشة
ارتبكت شوية لما معرفتش تفهم مغزى كلامه، فقالت_الحقيقة أنا مكنتش أعرف فعلًا عن شغله
بس عرفت دلوقتي
ضحك بسخرية وقال_تؤ
دي نقطة متجيش في بحر قُصي الراوي
بصتله بتعجب من مقصد كلامه، فكمل_قُصي يعرف عنك اللي أنتِ نفسك متعرفيهوش عن نفسك!
_يعني إيه؟
قالتها باستغراب، فريح ضهره على الكنبة وحط رجل على رجل وقال_عمرك سألتي نفسك ليه قُصي اتجوزك أنتِ؟
حست إنھا زهقت من كل الالغاز اللي هو بيقولها فاتكلمت بحدة طفيفة_أنا مش فاهمة حضرتك بتتكلم عن إيه
ومش فاهمة كنت مختفي فين السنين دي كلها وعرفت توصلي ازاي
ولكن أنا مدركة كويس إنه بتحاول توصلني لنقطة معينة من ناحية قُصي
بس أسفة يا عمي أنا وجوزي بنحب بعض فكل الكلام ده ملوش لازمة بالنسبالي
أول ما خلصت كلامها انفجر في الضحك بقوة، لدرجة إنھا حست بارتياب حقيقي منه، حست إنه مش متزن، سكت وقال_مضحوك عليكي أنتِ يا عائشة، حتى متعرفيش إن أبوك كان شغال نفس شغلانة قُصي، ولما فكر يبعد ويستقيل عشانك، قتلوه
شهقت بصدمة وهي مش مستوعبة، اتسعت عيونها وزعقت_إيه اللي بتقوله ده؟!
ابتسم وقال_مش قولتلك متعرفيش أي حاجة
واللي متعرفيهوش إن جوزك عارف عنك كل حاجة من يوم ما شافك
وسبب جوازه منك إن اللي كان شغال معاهم ابوك قدروا يعرفوا مكانك
فاتجوزك وخفاكي عنهم عشان يحميكي
اتنفضت ووقفت وهي بتصرخ بجنون_استحالة اصدق اللي بتقوله ده
أنتَ سامع بتتهم بابا بإيه؟
لو كان عايش مكنش سمحلك تقول عليه نص كلمة من اللي قولتها دي!
وقف هو كمان وقرب منها ببرود_بقى علشان بنورك بقيت وحش؟
جربي كده تروحي تسألي جوزك اتجوزك ليه؟
خفاكي ليه؟
وسيبك من حتة إنهم هينتقموا منه فيكي دي
أنتِ كنتي مطلوبة عندهم، ومعظم المشاكل اللي وقع فيها جوزك كانت بسببك أنتِ!
ومع ذلك جدعنته دي متشفعلوش إنه ضحك عليكي ومعرفكيش الحقيقة وعيشك مغيبة طول الفترة دي
بهتت ملامحها وهي بتحاول تربط الخطوط ببعض، بالفعل معرفتها بـ قُصي وجوازها منه بالسرعة دي كانت حاجة غريبة، معقولة أبوها بالفعل كان رجل مافيا؟
معقولة قُصي اتجوزها بس عشان يحميها؟
يعني هي اتحرمت السنين دي كلها من أبوها وأمها علشان شغله الغير قانوني؟!
هزت راسها بالرفض كذه مرة وهي رافضة تصدق اللي هو بيقوله
كان كلامه غير منطقي تمامًا
هي عاشت مع ابوها ١٠ سنين كانت عارفة فيهم إنه بيشتغل عامل في مصنع
إنما شغل المافيا ده عمرها ما سمعت عنه ولا هتصدقه
مهما كان ده ابوها اللي فاكراه بطيبته وحنيته لحد ما سابها هو وامها في حادثة عربية.
_مش ممكن
استحالة اصدق الجنان اللي بتقوله ده
بابا لا يمكن يكون كده
حرام عليك أنتَ بتتبلى عليه ليه!
قالتها بدموع وبشفايف بترتجف من عنف وقساوة الكلام اللي اتضرب في وشها، ورغم بوادر الانهيار اللي كانت ظاهرة عليها إلا إنه مأثرش فيه نهائي، بل ابتسم بعبث وبص في ساعة إيده وبعدين قال ببرود_على العموم لو مش مصدقة عندك جوزك اتأكدي منه
وأنا ليا زيارة كمان ليكي هنتكلم فيها عن حاجات كتيرة أوي
ولكن حاليًا مستعجل ولازم امشي
خلص كلامه واتجه للباب، أما هي فضلت واقفة مكانها باصة قدامها بصدمة، فتح الباب وقال بسخرية_سلام يا حبيبة عمو
سابها وخرج وقفل الباب وراه، أما هي انهارت على الكرسي وفضلت قاعدة متجمدة تمامًا بتفكر في الكلام اللي هو قاله، واللي خلى الشك يتزرع جواها وابتدت تفكر في الحقايق اللي هتقلب موازين طفولتها تمامًا..

زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن