الحلقة العاشرة
كانت مكانها مربوطة في المخزن، وحوالين جسمها رباط عريض، عيونها متغمية، ومانعينها عن الكلام بإنهم رابطين بوقها، كان جسمها بيرتجف بعنف، ودموعها مش مبطلة نزول على وشها، خايفة لتكون دي نهايتها، نهاية بأبشع الطرق، سمعت صوت جلبة حواليها، خبط خفيف، وصوت رجالة بتتألم، وكإنه صوت ضرب نار ولكن باستخدام كاتم للصوت، حركت جسمها بعنف واحساس الهلع بيزيد حواليها، بتحاول تعرف إيه اللي بيحصل في المكان هنا، ولكن كل حاجة كانت هادية بطريقة تقلق.
فلحظات حست بصوت نفس حواليها، صرخت بصوت مكتوم وهي بتتحرك بعنف عشان تبعده عنها، ولكنها سمعت صوت بيطمنها وبيقولها_اهدي
اهدي متخافيش
رغم نبرته الهادية إلا إن خوفها مقلش، شال القماشة من على عنيها، فغمضت عينها بألم من الفترة الطويلة اللي قضتها وهي مش شايفة، لحد ما خدت على الوضع وابتدت ترمش وتفتح عينها، وفنفس الوقت كان شال اللي على بوقها، قدرت أخيرًا تشوف ملامحه اللي كانت مألوفة ليها جدًا، لحد ما انفرجت اساريرها لما افتكرت إن ده الراجل اللي شافته خارج من عند قُصي، فك معاذ رباط إيديها ورجليها، وساعدها تقوم وهو بيقول_يلا بسرعة
اتحركت معاه وهي بتتأمل المكان اللي حواليها واللي كان شبيه لمقبرة موتى، كل الحراس اللي كانوا حواليها مرميين على الأرض، مضروبين برصاص في أماكن متفرقة، شهقت بخفة وهي مخضوضة من المنظر حواليها، ولكنه مكانش وقت انفعالات ابدًا.
ابتدوا يتحركوا من المكان، وأول ما خرجوا، انفجر المخزن من حواليهم لدرجة انهم اترموا هما الاتنين على الأرض بعنف...اتسعت عينه بصدمة وهو شايف المكان انفجر بعنف، والأكيد إن مفيش حد حي حواليه خصوصًا إن أكيد معاذ ملحقش ينقذها زي ما اتفقوا لضيق الوقت، صرخ برعب وهو حاسس إنه خسر اتنين مهمين في حياته_لاااااا
كان نصار بيراقب رعبه ده بابتسامة سعيدة، كانت لحظات نادرة مش هتتكرر أبدًا تاني، حتة إنه يشوف قُصي الراوي بنفسه منكسر بالشكل ده مخلياه حاسس بانتشاء رهيب، ولكن برغم الرعب والقهر اللي اتملك من قُصي، إلا إن نظراته اتحولت فجأة ووجه نظره لـ نصار بغضب رهيب، ورفع سلاحه وهو بيصرخ بقهر_نهايتك على إيدي يا قُصي
وقبل ما يستوعب نصار فلحظة خرجت رصاصتين من سلاح قُصي، واحدة استقرت في صدره والتانية استقرت في دراعه
شهق نصار بصدمة وهو مش مستوعب، وقبل ما يهجموا رجالته على قُصي، اتفاجئوا بإن رجالة قُصي محاوطاهم ورافعين الأسلحة عليهم كتهديد، واللي حاول يغدر قتلوه بلا رحمة، وقف نصار بيحاول ياخد نفسه، مكنش متوقع إن قُصي رد فعله هيكون سريع بالشكل ده، ولا إن هيكون واخد احتياطاته بالشكل ده
وقبل ما يضربه رصاصة كمان اتجمدت لما سمع صوتها من وراه_قُصــي...
اتلفت بسرعة، لوهلة لانت ملامحه وهو شايفها جاية مع معاذ، ولكنها كانت بتعرج شوية، حس إن الروح ردت فيه وهو شايفها قدامه، وقفت بصتله بدموع ووشها كله مترب ومليان رماد وشعرها كان مشعث شوية، وفلحظة وبدون تردد جريت عليه واترمت في حضنه بتضمه بقوة وهي بتهمس_قُصي...
لف دراعه حواليها وجذبها ليه وهو بيضمها بشدة لدرجة إنها حست بضلوعها هتتحطم بين إيديه، بكت في حضنه بإنهيار، وهو ساكت ودافن وشه في رقبتها وقافل عنيه بيضغط عليهم بقوة، وقلبه كان بيتنفض بعنف، لوهلة حس إنه خسرها
حس إنھا ضاعت منه خلاص
إن الحاجة الوحيدة الحلوة في حياته راحت وبسببه
في اللحظة دي مقدرش نصار يحافظ على توازنه، فوقع على الأرض وهو بينزف، وجسمه بيتنفض من الرصاص ومن صدمة الوضع، لحد ما قفل عينيه.
بعدها عنه واحتوى وشها بين إيديه، وهي بتتأمله بحب وبتبكي، مسابهاش وعرف يوصلها فعلًا، متخلاش عنها رغم اللي عملته في حقه، كان بيتفحصها بخوف حقيقي وهو بيقول_أنتِ كويسة؟
فيكي حاجة؟
عملولك حاجة؟!
ابتسمت من بين دموعها وهي بتهز راسها بالرفض_كويسة
فجذها تاني ليه وهو ضامم راسه لصدره، في حين بيتنهد بقوة براحة..
كان معاذ مراقب اللي بيحصل بابتسامة، فبادله قُصي في اللحظة دي بامتنان، فهز راسه ليه بهدوء، وبعدين اتحرك وخد الورق اللي كان بين إيدين نصار، وبصله من فوق بشماتة.
اتحركوا أخيرًا من المكان، ركب العربية ولكنه ساب معاذ هو اللي يسوق بيهم، وفضل هو ورا جمب عائشة، وفضل ضاممها لصدره، استسملت ليه ومقاومتش، بالعكس هي كمان كانت محتاجة تحس بشعور الأمان اللي كانت بتدور عليه طول ما هي بين إيدين نصار، هو قالها قبل كده إنه ممكن يفديها بروحه، ولكن متوقعتش إنه هيكون صادق لدرجة إنه هيرمي بنفسه هنا ويضحي بكل أوراق شغله زي ما قالها نصار ده غير الانهيار اللي شافته فيه وصرخة القهر اللي كانت طالعة منه، حست إنه كل ده كان الفيصل بينهم
ولكن هل هي هتقدر تتقبله بحقيقته؟
أنت تقرأ
زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البنا
Romanceواحدة متعرفش إن جوزها رجل مافيا وكل دا وطلع مخبي عليها لما يعرف إنها عرفت هيتعامل معاها ازاي؟! مكتملة