الحلقة الخامسة عشر
اتجمد لما شافها واقفة ورا عيسى، ماسكة السلاح بين إيديها الاتنين اللي كانت بترتعش بقوة، في حين إن جسمها كان بيرتجف بعنف وبشكل ملحوظ، دموعها نازلة من غير توقف، وعينيها ثابتة على عيسى اللي مرمي على الأرض سايح في دمه قدامها، مكانتش متخيلة إنھا اتجرأت وقتلت شخص
_عائشة!
صرخ فيها قُصي برعب، وجري ناحيتها واحتوى كتفها
_عائشة
عائشة اهدي
ولكن عينيها كانت ثابتة على عيسى، رفعت عيونها ليه في الآخر، كانت عيونها بتتهز بهلع، وقالت بشفايف مرتجفة_كان...
كان عايز ياخدك مني زي ما خد بابا وماما
كان عايز يحرمني منك أنتَ كمان
قالتها وهي بتسمح لنفسها تبكي بانهيار، فضغط قُصي على كتفها وهزها برفق، بعد ما أخد منها المسدس ورماه على الأرض، وقال وهو بيبص في عينيها مباشرة_متخافيش
كله هيعدي.
متخافيش يا حبيبتي
_أنا بقيت قاتلة
رددت الكلمة بشرود وهي باصة قدامها في الفراغ، مقدرش يتحمل شكل انهيارها بالذات بعد ما انغمست في المجال اللي مسّها، فجذبها ليه وضمها بقوة وبحماية وهو بيدفن راسها في صدره، وكإنها كانت مستنية الاحساس ده من زمان، فلفت ايديها حوالين خصره وبكت بقوة، أما هو فضل ضاممها ليه بحماية، كان حزين من جواه، عائشة كانت انقى من إنها تدخل المجال ده، قدر يلوثها ويفقدها برائتها، كان بيملس على شعرها وهو شارد، مش عارف يتصرف وهيطلعها من الورطة دي ازاي، بعدها عنه رغم تشبثها فيه بإنه ميسبهاش ولكنه طمنها بنظراته، واتجه ناحية عيسى المرمي على الأرض وهي واقفة مكانها بترتجف، مال ناحية وحط صوابعه على رقبته عشان يشوف نبضه، اتنفس براحة لما عرف إنه مماتش ولكن نبضه ضعيف إلى حد ما، على قد ما كان نفسه يموت ولكن مكانش عايز موته يبقى على إيد عائشة واللي كانت هتبقى تروما عايشة بيها على طول
بعد ما سيطر رجالة قُصي على المكان برا اتجه معاذ ناحيتهم لما سمع صوت اطلاق النار، ولكنه اتجمد لما شاف عيسى مرمي وشاف حالة عائشة، افتكر إن قُصي هو اللي ضربه قدامها عشان كده هي في حالة صدمة، ولكن قُصي وجه ليه نظرة بمعنى إنه مش هو
طلع قُصي منديل من جيبه ومال للمسدس مسح بصمات عائشة اللي عليه، وبعدين وجه كلامه لمعاذ وهو بيقول_أنتَ عارف هتعمل إيه
وبالفعل هز معاذ راسه ومال أخد المسدس وهو ماسكه بقماشة بحيث إن بصماته متتحطش عليها، وخدهم وجري لبرا
في حين قرب قُصي من عائشة مرة تانية وضمها ليه ولكنها كانت متجمدة ومخدتش أي رد فعل
رجع معاذ بعد مدة قليلة رغم حالة الهرج اللي في القاعة من برا
وبعدين طلع سلاح تاني من جيبه، فأخده قُصي ومسكه بين إيديه وهو بيتأكد من اللي عايزه وبعدين حطه على الأرض تاني
في ثواني اتملى المكان بصوت صافرات عربيات الشرطة
اتجمدت عائشة تمامًا وبصت لقُصي اللي كان حاسس إنه مش عارف يتصرف، ومعرفش إيه سر وصول الشرطة بالسرعة دي
فشاور لرجالته إنهم ينزلوا اسلحتهم بسرعة وبالفعل اتراجعوا لورا، دخل رجالة الشرطة القاعة، ولما لقى المكان مليان بالأسلحة بالشكل ده اتكلم ضابط وقال_لملي يبني كل الرجالة والأسلحة دي
وبالفعل ابتدوا إنهم يكلبشوا الرجالة وياخدوهم، لحد ما واحد من العساكر وصل عند المكان اللي وقف فيه قُصي، وبعدين صرخ وقال_فيه مصاب هنا يا فندم
اتحرك الضابط بسرعة ناحيتهم، وبالفعل لقى عيسى مرمي على الأرض، وقف وهو باصص لقُصي اللي ضامم عائشة ليه بحماية، ومعاذ اللي جنبه وقال_اطلب عربية اسعاف بسرعة، وخد السلاح اللي مرمي ده
وجه نظره المرادي لـ قُصي وقال_أما أنتَ فاتفضل معايا
متكلمش قُصي خالص، فاتجه رجال الشرطة ناحيته وبعدوه عن عائشة اللي صرخت برعب_قُصي
لا!!
احتوى وشها بين إيديه وقال وهو بيطمنها_متقلقيش يا حبيبتي
كل حاجة هتبقى تمام
خليكي قوية
هزت راسها بالرفض ودموعها نازلة على خدها، ولكنه ابتسملها والرجالة بيكلبشوه وبياخدوه معاهم هو ومعاذ، فصرخت عائشة وهي شايفاه ماشي_متسبنيش يا قُصي!
انهارت على الأرض وهي شايفاه بيبعد عنها معاهم، ما صدقت إنها قدرت تنقذه، كان عندها أمل إنهم يبقوا مع بعض، ولكن متخيلتش إن كل ده هيحصل
رفع قُصي راسه بهيبة وهو ماشي معاهم، مكانش خايف بالعكس هو متعود على كل اللي بيحصل ده، كان كل قلقه وخوفه على عائشة، مش عارف هتقدر تتصرف ازاي لو مخرجش منها، مين هيحميها
اهله!
اهله من ضمن الناس اللي بيكروها واستحالة يخلوا بالهم منها
كانت كل ازمته في عائشة اللي بقت مستهدفة دلوقتي منهم
خصوصًا وإن الشخص اللي كان مع عيسى لسة طليق وميعرفوش عنه حاجة، فدي نقطة مش في صالحه تمامًا.
وقبل ما يركب عربية الشرطة، وجه نظرة أخيرة للمكان اللي اتقلب بالكامل، ولكنه ملقاهاش بين الموجودين، فوجه نظره لمعاذ اللي حاول يطمنه بنظراته على قد ما يقدر، ولكن مسكه واحد من رجاله الشرطة وحناه ودخله العربية، واتحركوا بيهم على القسم..
كانت عارفة إنه ضحى بنفسه علشانها، رغم إن هي اللي قتلته، ولكنه مكانش هيتردد إنه يحميها، قُصي هو قُصي حتى لو عملت فيه إيه، حتى لو بينلها إنه كرهها
حتى لو قال كلام قاسي في وشها
ولكنه برضه مش هيتردد في إنه يحميها
وصلت عربية الاسعاف واتحركوا عشان يشيلوا جسم عيسى على الترولي وهما منيميينه على بطنه عشان الرصاصة كانت في ضهره، اتحاملت على نفسها ووقفت تشاهدهم وهي بتبصله بنظرات كره وبغض
كان السبب اللي خلاها يتيمة وحرمها من أبوها وأمها
وكمان هيبقى السبب في إنه يحرمها من الشخص الوحيد اللي باقيلها في الحياة
مسحت دموعها وخرجت على برا قاصدة القسم اللي راحوه، فقابلت فرح في طريقها، اتجهت ناحيتها لما شافتها بتركب عربيتها عشان تروح وراهم، وبدون تردد دخلت جوا العربية هي كمان، بصتلها فرح برفعة حاجب ولكن عائشة مهتمتش تمامًا، كانت عايزة تشوفه بس وتتطمن عليه، كانت عايزة تتأكد إنه هيبقى بخير، فزفرت فرح بنفاذ صبر واتحركت بالعربية لوحدهم
لإنهم خدوا كل الرجال اللي كانوا موجودين في المكان، بما فيهم جلال وياسين...
أنت تقرأ
زوجة رجل استثنائي للكاتبة / منة ممدوح البنا
Romanceواحدة متعرفش إن جوزها رجل مافيا وكل دا وطلع مخبي عليها لما يعرف إنها عرفت هيتعامل معاها ازاي؟! مكتملة