لغز الماضي و الحاضر

مقابلة ..:part 3

لا تتوقف حين تتعب ، توقف حين تنتهي
فوت تقديراً لتعبي 🫶🏻🫶🏻
__________________________

خمسة
أربعة
ثلاثة
اثن.....

سيارةٌ سوداء خرجت من العدم تنساق بدرجة 360 تتخطى خط النهاية قبلها بثانية ...

ثانية واحدة هي ما استغرقه الأمر لتحتل المركز الثاني بدل الأول .. و بالنسبة لمارجريت فأي مركزٍ غير الأول هو خسارة .. الأول فقط من يفوز و باقي المراكز وضعت لإسكات الباكين ... و هي لم تخسر يوماً و لم تكن يوماً من الباكين

لذا و في هذه اللحظة حيث شهدت خسارتها الأولى في حياتها تجمدت ... تجمدت تحاول استيعاب ما حدث و من أي لعنةٍ خرجت هذه السيارة ...هي حتى لا تتذكر رؤيتها منذ بداية السباق ...

تجاهلت صدمتها تخفي استيائها ببراعةٍ تراقب سائق السيارة يخرج منها ... كان الظلام يحتل المكان يجعلها لا تلاحظه جيداً لذا نزلت هي الأخرى من سيارتها تلاحظ وصول سيارات أصدقائها كذلك و ترجلهم منها ..

كانت ورائه ترى ظهره و كم ضايقها هذا الشعور ... نظرت له ترى رجلاً طويلاً بظهرٍ معضّل يظهر بوضوحٍ من قميصه الأسود الضيق ... كان بنطاله و حذاؤه أسودان كذلك .. لحظاتٌ مرت و هي تراقب ظهره و لم يفقها من شرودها شئٌ سوى التفاته نحوها كأنه شعر بنظراتها ...

اقتربت هي بضع خطواتٍ كما فعل هو حتى صارا أمام بعضهما البعض ... كانت تعرفه كما كان يعرفها ..

تسلطت الأضواء عليهما تسمح لكلٍ منهما التمعن بملامح الآخر ..كان شعره بنياً بخلاف لون ثيابه .. أما عينيه .. كانتا كزرقة المحيط بيومٍ عاصف حيث يبتلع كل من بداخله .. كان الموت بعينيه ظاهراً موضحاً من هو .. مظهراً حقيقته التي لن تغفل فتاةٌ مثلها عنها ..

ظلّا يحدقان ببعضهما كأنهما بمنافسةٍ جديدة .. منافسة تحديق .. و كأنثي تكره الخسارة خسرت لتوها سباق سيارات لم تكن لتسمح بخسارتها مجدداً و لو كان بنزال تحديقٍ لا يعلم أحدٌ عنه سواهما ..

و يبدو أنّه لاحظ هذا لذا قرر التنازل هذه المرة فهو قد فاز بالكبير أساساً ..

لمحة انتصارٍ عبرت أعينها قبل أن تخفيها كما أخفت باقي مشاعرها ترتدي قناع الجمود قبل أن تردف بكبرياء :
" اتبعني "

و كرجلٍ مسيطر يرفض الذهاب خلف أيٍ كان .. ذهب للمشي بجانبها تاركين السباق و الجوائز و أموال المراهنات ... بالنسبة لها كانت تعلم أن أصدقائها سيتولون الأمر أما هو فلم يهتم بالأمر أساساً... كل ما أراده هو هزمها بالسباق الذي فضلته على مقابلته ليكسر كبريائها و قد نفذ الجزء الأول بالفعل ... أما هزم كبريائها فيظن أن الأمر سيحتاج وقتاً ... وقتاً طويلاً جداً و في الحقيقة هو يمتلك كل الوقت