الفصل الخامس "انتقام"
دخل المستشفى وبخطوات واثقه واسعه بآنًا واحد سار بالممر مرورًا بعدة غرف حتى وصل لمكتب الطبيب المنشود ضرب الباب طرقتين ثم دخل عندما استأذن له من بالداخل، طل بطوله يرمي السلام متسائلًا عن أخبارها لعله يريح قلبه ولو قليلًا:
_طمني يا دكتور في أي جديد في حالتها؟
_للأسف الأمور متبشرش بخير، المريضه يُمنى حالتها من سوء لأسواء الظاهر أنها رافضه فكرة أنها بقت بخير ونجت من الموت، ومن الواضح جدا أنها مرت بصدمه عصبيه شديدة ودا هيضطرنا نلجأ لدكتور نفسي يباشر علاجها.قبض على يده فهو ليس بطفل حتى لا يفقه سبب انتحارها فما سمعه وشاهده من نقاشًا حاد بين أخيها وحسام كافيًا ليفهم كل شيء، من المحزن أنها وصلت لهذا الحال من السوء فجاءة دون أدنى مقاومه وكأن الحياة قد أنتهت عند هذة المحطه ولا شمس بعد فراق الحبيب!
ألا تعلم ما يكنه لها، ألا تعلم ما يشعر به من نار متأججه لمجرد التفكير إنها كانت ستضيع من بين يديه دون أن يحصل عليها حتى؟ الله وحده من يشهد كم مرة صمد فيها قلبه وكم غصة نهشت وريده، وكم من تنهيدة اهتز سبيلها جوفه، وكم مرة خُذل وكم التراكمات التي استطاع تجاوزها وحده دون أن يعلم أحد بما يمر، يا الله كم عدد المرات التي لا حسر لها وهو يراها تبتسم لغيرة وتقف تتسامر بكل إريحيه مع غيره كم الأذى والألم الذي شعر هو به وتسببت فيه للشق الأيسر من صدره وهي جاهله لكل هذا، يشهد الله كم مرة صمد فيها دون أن يحدث خراباً دون أن يذهب لهما مرة ويخرج ذلك البركان المتأجج وينفجر بهما ويخرب ما يخرب فلا خراب يضاهي ما يشعر به؛ كفى... يكفي هذا كفاها تدميرًا له ولها فهي لا تؤذي نفسها فقط بل تؤذيه معها تركها لتفعل ما تحب وتتقرب ممن تحب مرة ولن يتركها لهواه مرة أخرى يكفي ما حدث.._قوم بما هو لازم يا دكتور.
_لا أنت فهمت غلط أنا طالب أني أتكلم معاك عشان أفهم هي عملت في نفسها كدا ليه؟عقد حاجببه فهل من المفروض أن يفصح بما مرت به للطبيب أم ينتظر أن تتحدث هي وتفشي بما تريد وتخفي ما تحب، تنهد وهو ينظر للطبيب بجدية:
_محدش يعرف كل اللي نعرفه أنها الفترة الأخير كانت في ضغط امتحانات والأوضاع في بيتها مكنتش افضل شيء.رفع الطبيب حاجبيه بغير اقتناع قائلًا وقد ضغط على جرح غائر بقلب يوسف دون أن يدرك فظاعة ما يتفوه به:
_الظاهر واللي شوفته من تصرفتها أن الأمر مش ضغط مذاكرة وضغط عائلي، الوضع له علاقه بالأمور العاطفيه وواضح أنها خرجت من علاقة مخذوله أو مكسورة ودا سبب نطقها كل شويه بأسم شاب، ممم حسام تقريبا.كبح ألمه ليساله باستفسار:
_حسام؟هز الطبيب راسه وهو يوقع أحد الأوراق أمامه وكأن الحوار لا يعنيه عكس الجالس أمامه:
_ايوا لما بنديها مهدى أو منوم بتهذي بالأسم دا أكتر من مرة ودا اللي لاحظوا الممرضين اللي يتابعوا حالتها، خلال الخمس أيام اللي قعدتهم هنا مكنتش بتنطق غير بالأسم دا، كل مرة تقوم من النوم يجيلها انهيار وكأنها أول مره تفوق فنضطر نحقنها بهدئ أو منوم بس للأسف الأمر دا مينفعش يستمر أكتر من كدا، وعشان كدا طلبت استدعاء اخصائي نفسي.