الفصل السادس "نقلة زمنيه"
_أنت هنا ليه؟
تنهد وصوتها أخرجه من ذلك المشهد وتلك الذكرى المحببه لقلبه، نظر لها قائلًا بهدوء مجيبًا على سوالها بسؤال أخر:
_أحنا ليه وصلنا لكدا يا يُمنى، والأهم أي البي وصلنا للنقطه دي وليه ادتيه فرصه؟طالت نظراتها نحوه وكأنها سهام خارجه تحمله اللؤم كله، وكأنها بتلك النظرات تخبره أنه سبب كل ما حدث ويحدث لها.
_بتبصيلي كدا ليه وكأني السبب في اللي حصل؟ على فكرة أنتِ اللي جريتي وراه زي العيل الصغير اللي شاف لعبه جديدة اصدار أحدث فأتشد ليها ومشي وراها.
_وكأن وضعي ناقص.
همست بكلماتها بحزن ويأس لتخرج منه تنهيده عاليه وعميقه يحاول أن يتمالك أعصابه فهذا ليس وقت عتاب البته:
_ أنا بس مش قادر استوعب أن وضعنا وصل لكدا، بقيت اجيلك سرقه بعد ما كان ليا كامل الحق إني أقف واتكلم معاكِ.رفعت حاجبها ترفض هذا النقاش قائله بغضب:
_ومين قالك إن كان ليك حق في كدا؟
_أنتِ، أنتِ يا يمنى أنتِ اللي كنتِ مدياني الحق دا ولو كنتِ طولتي بالك وسمعتِ بدمنى بدون تسرع كنتِ غفرتيلي وفهمتي أن اللي كان بينا كان أقوى وأكبر من تصرفاتك وقتها، وكأنك كنتِ حالفه وتتطعنيني بسكينه تِلمه._العين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم.
هتفت كلماتها بلامبالاه ليقبض على يده صارخًا:
_أنا معرفتش ولا حبيت حد غيرك يا يمنى، فين بقا العين بالعين بالموضوع دا، هو دا عدل._أنت مشيت وسافرت وسيبتني من غير أي مبرر يا يوسف.
_وأنتِ مسيبتيش ليا فرصه أفهمك سببي لما رجعت يا يمنى.
_سبب أي أنت سافرت ٦ شهور من غير ما تديني أي سبب لسفرك سافرت وأنت ضامني وضامن أني هستناك وأنك هترجع تلاقيني زي ما سيبتني، يوسف أنا كنت بتصل بيك وأنت مبتردك محرم على صحابك يقولولي أخبارك وفي الأخر عايز ترجع تقولي نرجع فنرجع ليه معنديش كرامه، أنا اللي يبعني أبيعه بنفس التمن.نظر لها بحزن وملامح وجهه تغيرت وبهتت وكأنها تطعنه بكلماتها له:
_بس أنا مبعتكيش يا يمنى، أنا دايما شاريكي، أنا أكتر أنسان في الدنيا دي شاريكي يا يمنى.ضحكت باستهزاء معلقه عليه:
_هه، واضح تصرفك وقتها كان مبين أنك شاريني جدًا.نظراته لها هذة المر كانت مختلفه عتاب وحزن على ألم وحسره، هز راسه بهدوء لينتهى بينهما هذا النقاش الحاد بلا فائدة أو نتيجه، لا تعلم لما هءة المره بالأخص رات بعينيه معنى أخر للعتاب أيعقل أن تكون هي المخطئه وهو على صوتب، هل كان يجب عليها أن تنتظره أن تستمع لاسبابه أولا قبل أن تتركه وتذهب لغيره؟!
كل هذة الأسئله تدور بعقلها كالدوامه لا بل اعصار، قطع هو حبل اسئلتها قائلًا:
_ اللي فضلتيه عني عمل اي؟
ضربت بيدها على الفراش بغضب وقوة صارخه بوجهه:
_أنت جاي تشمت فيا، كلكم زي بعض.
عند تلك النقطه وكفى:
_أنا مش زي حد وبالأخص هو مش دا اللي تحطيني في مقارنه معاه.
_أنا عايزة أنام ومش عايزة أشوفك تاني، كفايه اللي أنا فيه.