الحلقة 4

3.1K 77 1
                                    

رايتك صدفة - الفصل الرابع

الكاتبة صفاء حسنى

استغربت لم أجود قال لي "استنى عندك"، وقفت عشان اعرف خير، وراسي في الأرض عشان عارفة رد فعله، لي زعق لي ويطردني زي عودتي من المكتب أو يتريق عليا، وقولت:

- اتفضل يا ابيه أجود.

اقترب أجود مني ورفع دقني وقال:

- راسك تفضل مرفوعة دايمًا، انتي حفيدة عمراني، أكبر كبارة البلد هنا، فاهمة يا أريج؟
- ثانيا انتي بنت مودبة وحافظة القرآن، وعارفة ان حرام شعرك ينكشف اقدم حد، صح؟

هزيت رأسي بخجل:

- اسفة جدا، مش هعملها تاني.

لاقيته لف وشه بعيد عني، واتكلم مع ملك وأشجان:

- دلوقتي الا حصل قبل كدة مش هيتكرر، وأنا اتفقت مع بابا وجدي، وطتكم هتكون في الدور الا فوق.

استغربت أشجان:

- طيب ازى جدي كان مقاسمها الدور الا فوق للشباب والبنات تحت، وكان عامل بابا خاص بينا؟

رد عليها أجود:

- عشان الاوضه الا انتم فيها مش هتكفي، فيها ثلاث سراير، عشان كدة فتحنا الاوضه مع بعضها.
- وكل واحدة ليها سرير ودولاب خاص بيها بحاجتها، لكن مفيش مانع تشركوا بعض، انتم اخوات، فاهمة يا ملك؟

هزّت رأسها ملك:

- ما أنا اعتذرت منها والله العظيم، السنة الا فاتت، وقربنا السريرين مع بعضهم أنا وأشجان، وكلنا كنا بننام جانب بعض.

تنهد أجود:

- أنا بتكلم عن دلوقتي، أريج هتعيش معانا على طول في البيت.

استغربت ملك:

- يعني مش هترجع تاني القاهرة؟ طيب ازى هتقدر تعيش هنا، الجو والعادات والنظام مختلف عن القاهرة.

كنت واقفة وسمعهم وهما بيتكلموا، وهو اقعد يتكلم مع ملك عادي، وحوار بيدور ما بينهم، مش فارق معه ان يخصنا انا، لكن مش قادر يقف معايا والا يتكلم معايا ويوجه لي الكلام انا، كان دمي محروق، ونظرته الجدية، وغضبه، وأوامره، كل ده حرق دمي. يارب يعني استحمل ازى اقعد على طول هنا وانا شايفة يتكلم مع الكل الا انا؟ يارب خرج الحب ده من جوي، ممكن عشان في مرضي واهتم بي، وكان دايمًا معايا، فقلبي اتعلق بيه، الحرمان وحش، وخصوصا الحب بيخليك تحبي وتتعلق ب اول واحد يضحك في وشك، وحسيت معه بالأمان، لكن الموضوع عادي عنده يا أريج، هو بيعمل كده مع الكل، عشان الحفيد الكبير في العائلة، وكمان ناسي انك بالنسبه ليه طفلة، ومش عشان كبرت شبرين، هيشوفك او يحبك، اعقلي، هو اسلم حل اجتنبه زي ما هو بيعمل على قد ما اقدر، عشان مش كل ما هشوفه اقدمي قلبي هيوجعنى، وحطيت ايديها على صدرها نحاية القلب وهى بتتكلم مع نفسها:

- انتي ازى اصلا بتفكر في الحب وانتي لسه صغيرة، وزعلانة ليه علشان هو معتبرك زي اخته، وممكن علشان مش متربية معهم، ودايمًا بجى ضيفة، لكن هو واخد على ملك، ومش بعيد يكون بيحبها، المهم علشان متلحقش في اي مكان، هو يكون فيه.

يكون عيوني على الأرض، وهو جانبي، حتى وقت الاكل احط عيوني في الطبق، ومش هتابعه تاني، كنت هغضب ربنا عشان يشفوني، ربنا يا سامحني.

يارب، انت الا بتحط الحب والكره في قلوب الناس، وانا كفاية عليا ان بحبك يارب.

لحظ أجود الدمعة الا نزلت من أريج، وتنهديتها، ولم حطت ايديها على قلبها وقال:

- اتفضلوا على الاوضه يا

رايتك صدفة الكاتبة صفاء حسني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن