الحلقه 7

3.6K 74 1
                                    

رايتك صدفة - الفصل ٧

الكاتبة صفاء حسنى

تنهدت أريج وهي تتحدث مع نفسها: "أنا خوفت لم شفتهم ونظرات فارس وهو بيبص عليا من فوق لتحت، مش كانت باعتني هي وابوي، ايه رجعهم تاني؟" وبعد كده سمعتها وهي بتشاور:

- "اهى يا حضرة الظابط، بنتي الا خطفوها مني أنا وابوها بعد ما اعتدوا عليه بالضرب عشان يتنازل عنها."

أنا انصدمت، هي حصلت انها تفتري على خالي!

جاية اتكلم، وقف قدامي أجود وسألها:

- ايه المطلوب يا مرات جوز عمتي صفية؟ ممكن افهم.

بكل بجاحة ردت:

- "أبوك لازم يتحاسب على اعتدائه على جوزي وخطف بنت جوزي، وكمان من غير موافقتها."

ضحك أجود بسخرية:

- وايه كمان؟

نظرت له بغيظ مرات أبي:

- "انت مش مصدقني؟ شوف حضرتك ده تقرير يثبت ان البت كانت عاوزة تنتحر عشان غصبوها تقعد معاهم، وكل ده وليه؟ عشان ابوها عايز يجوزها ل ابن عمها."

هنا الكلمة وقعت صدمة عليا قبل الكل.

لكن أجود كان هادي أوي ورد عليها:

- يعني بابا كان رافض ان أريج بنت ١٥ سنة تتجوز، يعني قاصر، وده الا زعلكم، اثبت عندك يا حضرة الظابط.

أريج:

- أنا كنت بتفرج على أجود ل اول مرة وهو واقف بهدوى وثقة وبيوقعها في الغلط من دون ما تحسي، لكن هي كانت حسابها صح وطلعت ورقة نسخة من البطاقة الشخصية بصورتي لكن مكتوب عليها ١٨ سنة مش ١٦.
- "ده صورة بطاقتها الشخصية، بنت جوزي عندها ١٨ سنة حضرتك، مش قاصر، وابوها عايز يسترها."

غضب عبد الرحمن:

- يا بنت الكذابة، مش انتي اللى قولت: "خدى بنت اختك مش عايزها مش هقدر اجهزها."

مرات الاب:

- فتحت الشنطة الا خالي اده ليها وقالت: "أنا كذابة؟ وخير ابوها ده ايه؟ الحمدلله معايا الا يجهزها وهنشتري بيت هنا، أنا بردو ميرضيش تتحرم من جده الرجل الطيب، لكن بردو مينفعش يكون وصي عليها وابوها عايش على وشي الدنيا، وخصوصا انه رجل كبير، وساعات بتروح منه وبينسي، وده التقرير."

أريج:

- أنا انصدمت، يخربيت سنينها هي لحقت جابت كل التقرير ده، وامتى عرفت كل ده وان جدي عنده زهامير محدش يعرف اصلا؟

وقتها اتكلم بهدوى وقال:

- "هو يجي المنى ان نجوز بنت عمتي ونفرح بيها، احنا اصلا بتحضر فرح اختي أشجان، يبقي الفرح فرحين."

وقعت كلمة أجود على ودني زي الرصاص، هو موافق اتجوز للدرجة ده؟ عايز يخلص مني، هو ليه بيكرهني؟ هو أنا افرق ايه عن ملك او عن قرايبه من امه؟ ليه أنا؟ جالي حالة من الصمت، عايزة اصرخ في الكل واقولهم كفايه تبعوا وتشتروا في، لكن مش عارفه.
رايتك صدفة - الفصل ٧

الكاتبة صفاء حسنى

انصدم زى خالي عبد الرحمن وصرخ في أجود:

- "انت بتقول ايه يا أجود؟ نجوزها ازى؟ ده طفلة!"

اتكلم أجود بهدوى:

- "طفلة ايه يا ابي؟ الاوراق تثبت غير كدة، هي بس ازعوي شوية مش اكتر، وهنلبسها جزامة بكعب في الفرح عشان تطويل عريسها."

ومسك فارس من وقفته وقربه: "انت بقي ابن عمها صح؟"

هز راسه فارس:

- "صح، وبحب أريج وطلبت ايديها من ابوها وامها، او اقصد الا في مقام امها، ووافقوا."

جث أجود على سننه وهو بيسمع كلمة "بحبها"، كان الود وده يضربه علقة أو يموته، لكن ابتسم بهدوى:

- "اكيد لينا الشرف، انتو تنورين في البيت، كلنا عيلة مع بعض يا مجدى باشا."

ابتسم مجدى وهو فاهم دماغ أجود وقال:

- "يعني مبقش لي لازمة، ما هو كدة الا داخل ما بين البصلة وقشرتها، ما ينوبه الا حرارتها، والفرح للعريس والجري للمتعيس."

ابتسم أجود:

- "لا طبعا حضرتك اول المعزومين، ده تيجي."

ابتسم مجدى:

- "طيب اسيبكم."

جات مرات الاب توقفه، وقف قدامها أجود وابتسم:

- "متقلقيش يا مرات جوز عمتي، كل الا عايزة يتنفذ، وهتجوز بنتك وهتفرح بيها، وكل جاهزها جاهز، حتى الشقة جاهزة."

بلعت ريقها مرات الاب:

- "يعني هتجوز فارس وأريج عندكم صح؟"

ابتسم أجود:

- "صح للصح، تعالي شوفي الشقة."

خافت ونادت على مجدى: "حضرتك سيب الصول، حضرتك احنا مش ضمنين يعملوا ايه، سبق واقتالوا بنتهم وطبخوا الطبخة ومحدش اتكلم."

نظر مجدى ل أجود ما بين نفسه:

- "مش سهلة، مرات ابوها هتحلها ازى يا صاحبي؟"

رد عليه بعيونه: "متقلقيش يا صاحبي، مش معنى اني مدخلتش الشرطة ذيك يبقي مش هعرف اديره."

ابتسم مجدى وقال:

- "متخفيش يا هانم، أنا سايب مخبرين قدام البيت لحد ما تجوزي بنتك وتكون في زمة رجل."

وغمز لصحابه ومشي.

أريج، أنا كنت بتفرج على المسرحية الا الكل فيها أبطال الا أنا، الكل بيشتري ويبيع في، وانا مليش الحق اتكلم، اقول ايه؟ لا مش عايزة ينقبض على عمي وينفضح جدي، لازم اسكت.

فعلاً سكت وفرجهم على الشقة الا في الدور التاني، وانا استغربت، مش ده شقة أجود؟ هو يتنازل عن شقته؟

وقتها طنط رحاب قالت:

- "انت بتهزر، ده شقتك؟"

ابتسم أجود:

- "هو أنا ايه وبنت عمتي ايه؟ مش كان نفسنا نطمنى عليها وتفضل في وسطنا، وكمان تتجوز هي وأشجان في يوم واحد، الماذون الا يكتب كتابها يكتب كتب أريج على فارس."

وقتها ضحكت مرات ابوها وتذكرت لم اطمنت انه خلص اجراته وسافر، عملت مشكلة مع جوزها من لا شي، وبعد كده مسكت فازة ورمتها على دماغه وبعد كده صرخت: "يا ناس يا هوه الحقوني، جوزي بيضيع مني!"
رايتك صدفة - الفصل ٧

الكاتبة صفاء حسنى

كان صلاح سايح بدمه، ومش فاهم حاجة. هو عارف انها مجنونة، ودايما تهدده انها هتضربه، لكن متصورش بجد تعمل كدة. وفعلاً الناس اتلمت وهي بتصوت: "خال أريج خطف البت من ابوها وضربه على راسه!" الجيران استغربوا، وخصوصا أصحاب أريج، لكن محدش قدر يفتح بوقه. وفعلاً عملت محضر في عبد الرحمن.

ولم فاق اتعصب صلاح وصرخ فيها:

- "انتي مجنونة صح؟ اتبليت على الرجل ليه؟ مش انتي الا طلبت تروح عند أهل امه؟"

ضحكت الزوجة:

- "عشان مبحبش حد يضحك عليا، ويفتكروا خلاص البت بقيت في عبهم. اصبر بس، وانا هجمع كل الورق الا يثبت ان جدها عنده زهايمر، وان خالها واكل حق البنت. لازم نعمل حصد لكل حاجة ب الاطيان والمصانع ده، عنده مصنع تعبيى في البلد ومصنع نسيج، يجيوا بملايين ويرمي فتفيت."

في الوقت ده عرف اخو صلاح وابنه، وجيه يزورهم وسمع كلامهم فارس وسالهم:

- "هي فين أريج؟"

ردت سناء:

- "اخدها خالها، شوف عمل ايه في عمك."

نظر لها فارس وهو عارف ان كل ده لعبة:

- "أنا شايف الحل اصلا ان أريج تتجوز وتكون في عصمة رجل، في الوقت ده يقف ليهم وكمان ياخد حقهم من حببي عنيهم."

انصدم صلاح:

- "ايه الجنان ده؟ طبعا لا، بنتي صغيرة، وخالها ادنا حقي من ورث مراتي وورثها، لم يجي اليوم الا تورث وقتها نتكلم."

صرخت فيه سناء:

- "انت متفكرش، عشان لم بتفكر بيطلع منك كلام فاضي. هي فكرتك حلوة وفكرة فيها، بس البت فاضلها شهرين أو اكتر عشان عيد ميلادها وتكمل ١٦، بس تطلع البطاقة الشخصية وبعد كده اشوف واد عارف اضمنه."

ابتسم فارس:

- "وانا فين يا مرات عمي؟ أنا من ايدك ده ل ايدك ده، وكمان بقترح نهددهم بالبلاغ الا عمله عمي، وكمان تقرير مستشفى عن جده، وكدة هما مش بس يوافقوا اتجوز ده كمان مش بعيد يجهزو لينا شقة بعفشها."

ضحكت سناء:

- "والله يعملوها، وكدة تحط رجلين في وسطهم، وطبعا انت هتكون ابن اخوه وكمان جوز بنته، يعني نغرف من العز كلنا. أنا موافقة، وعارف ناس في المصالح الحكومية هناك، وممكن نخلي يحصل غلط، وبدل ما تكون سنها ١٦ تبقي ١٨، كدة محدش يقدر يقول اقصر."

ابتسم فارس:

- "عدك العيب يا مرات عمي، نشتغل اليومين دول ونسيبهم في العسل ل لحد ما نفجيهم."

عاد فارس وهو يبتسم ابتسامه نصر هو وسناء.

كانت أريج استسلمت للواقع، وخصوصا خالها مقدرش يعترض قدام أجود.

مرة يومين ودموعي منشفتيش من على عنيه، ونفسي رجعت انسدد تاني، وبقيت كرهي نفسي. هو بيعمل كده ليه أجود؟ للدرجة دي أنا حمل على قلبه هو وعيلته؟ وصدق عقلي يشد لحد ما لاقيت أجود بيدق الباب عليا أنا وأشجان.

فتحت أشجان وهي بتعتبه:

- "متصورتش انك تعمل كدة يا أخوى، أريج لحمنا نرميها؟"

قفل الباب أجود وقال:

- "ممكن اتكلم مع أريج شوية بعد اذنك، تسمعي من غير كلام أو اطردك."

أنا كنت مش ضيقه وحاسه اني عايزة اخنقه.

رايتك صدفة - الفصل ٧

الكاتبة صفاء حسنى

اقعد أجود وبدأ يقول:

- "شوفي يا أريج، أنا عارف ان مفيش بينا كلام كتير، وطبعا مفيش ثقة، واكيد انتي شايفني زي ولدك، لكن أنا كمان خايف على سمعة العيلة تتهدى، وطبعا عايز اقفل باب مرات ابوك للأبد عشان هي مش سهلة في الا يحصل."
- "والا اقولك عليه سر بيني وبينك، أنا مكنتش عايز اتكلم، لكن لم عرفت انك رفضت تاكلي، كان لازم افهمك أنا بعمل كدة ليه. بس عايزة اسالك سؤال، انتي بتحبي فارس، أو لمح ليك بحب قبل كدة؟"

هزت راسها أريج، وهو كان منتظر يسمع منها كلمة، بدت تحكي أريج:

- "هو في مواقف كدة حصلت لم كنت بروح عندهم، لم كنا بنسافر عندهم."

سالها:

- "احكي ومتخبيش عليا، قرب منك، انطقي، مش عايز مفاجآت."

كشرت أريج ونزلت دموعها:

- "محدش يقدر يلمس شعري مني غصب عني، فاهم."

تنهد أجود بارتياح:

- "طيب احكي ليا كل حاجة."

حكيت على موقف الحمام، وانه كان دايم يكون متعمد يجي يصحيني من النوم، ولم يعكس ويقول "الحلو حلو" لو صحى من النوم، و"الوحش" لو استحمى كل يوم، كان وقتها بيترقي على اختي أو كنت وخدها كدة، لكن كنت بشوفه بيتكلم مع بنات كتير، وكمان عرفت انه بيحب واحدة في البلد قريبته، يعني زي حكايتك انت والدكتورة فرح، قصة حب طفولة، ف أنا استغربت انه جيه يتقدم.

انصدم أجود وكان يجث على أسنانه:

- "حبي أنا وفرح؟ مين قالك السر الخطير ده؟"

نظرت له أريج بحزن:

- "ملك."

هز راسه:

- "وانتي بقي بتاخد معلوماتك عني من ملك بدل ما تسالني؟ على العموم مش وقتي النقاش، اسمعي ليا وافهم كويس."

تابع:

رايتك صدفة الكاتبة صفاء حسني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن