رايتك صدفة - الفصل الثاني
الكاتبة صفاء حسنى
نزلت أريج من العربية، وبعد أن دخل خالها البيت، وركّن السائق السيارة، خلعت حجابها. كانت قد صنعت شعرها في أحد صالونات التجميل بالمول، لم تكن تعرف لماذا أرادت أن تدخل هذه المرة كأميرة متوجة على عرشها. ربما شعرت بالحرية، أو ربما أرادت تعويض ظلم السنوات ومرمط "مراتة" - كما كانت تسميها - فلم تشعر أبدًا بأن والدها هو سندها، فقد استحوذت عليها "مراتة" الثانية، وكلمتها هي التي كانت تمشي فوق الجميع، هو لم يكن سوى ظلٍّ لها.
في لحظة ما، اتخذت "مراتة" قرارًا بطردها من بيت والدها، رغم أن أريج كانت تفهم "دماغها" - كانت قد أرسلتها لأنها كانت تعلم أن جدها مريض، وفي أيامِهِ الأخيرة، أرادت أن تكون موجودة وعايشة في وسطهم، لأنها لو "بعد الشر" - "بعد الشر" - حدث له شيء لعرفت ورثها من أمها، لكنها "غبية" والله، لم تعرف أن خروجها من البيت بهذا الشكل أثر على شخصيتها جداً، فقررت ألا تُذِلّ نفسها مرة أخرى لأحد، ولذلك طلبت من خالها ملابس بفلوس جدها، بعيداً عن الخال والد، لكن فلوس خالها كلها من جدها، يعني كما هو حقه هو وأولاده، حقي أنا كمان، لن أسامح أحدًا يحنّ عليّ بفستان أو هدوم، ربما كنت مكسورة في الماضي ومستحية من طلب ذلك، أجل لأنني كنت أعلم أن "مراتة" ستغلبني، لكن الآن هو تنازل عنّي بشيك، أجل والله العظيم تنازل عنّي لخالي بشيك فلوس.
نزلت دموع أريج.
سمعتهم لم تدخل "مراتة" عند خالها وقالت:
- شوف يا عبد الرحمن، دلوقتي أريج كبرت وداخلة ثانوي، يعني أقدمه سنتين وتدخل الجامعة، يعني أنت عارف مصاريف ثانوي عام وبعد كده جامعة ومواويل عجيبة.
نفخ عبد الرحمن:
- لخصي يا سناء عاوزة ايه؟
بلعت ريّقها سناء:
- مش عايزه حاجه لا سمح الله، هتاخدو بنتك تقعد معاكم لحد سن القانون الا تقدر تاخد ورثها من أمها، وهى قربت فضلها سنتين وتدخل على ١٨.
ابتسم عبد الرحمن بسخرية:
- السن القانون ٢١ يا سناء، وكمان أبوي عايش ربنا يطول عمره ويحفظه، وكلنا عايشين بخيره، يعني مفيش ورث والا أبوي بوزعه الكل بياخد بالتساوي، لكن أنتِ استغني عنها تمام، يبقي استغنوا عن كل خيرها.
- وأنا شري بنت اختي وهتعيش معايا طول عمرها، محدش ليه سلطة عليها، ومش هتهوب من البيت ده من يوم ما هتخرج منه.
تنهد الأب بقلة حيلة:
- وأخواتها مش هتشوفهم؟
ضحك عبد الرحمن بسخرية:
- والله ضحكتني، اخواتها مين الا معتبرينها؟ خادمة، هو أنت ومراتك فاكرين غايب عنّي القرف الا عيشته فيه البت كل السنين دي، وكسرت نفسها، وسرقة
رايتك صدفة - الفصل الثاني
الكاتبة صفاء حسنى
جرّت سناء ريقها، لمّا سمعت الرقم، وردّت:
- يعملوا ايه دول؟ يشتروا شقة مثلاً بدل العشة الا عيشنا فيها؟ وعلى فكرة أنا عارفة الا البت يكون ليه شي وشوية، عشان أنت ولد واحد وهما كانوا بنتين، والذكر مثل حظ الاثنين، يعني كل واحدة هتملك نص الا هتملكه.
ضحك عبد الرحمن:
- أظهري على حقيقتك يا سناء، أقسم بالله من يوم ما لعبتِ على جوز اختي بعد موته، واتفاجأتِ فى خلال سنة انه يتجوز، كنت حاسس انك كل ده عشان ورث أريج بس للاسف غبية.
صرخت سناء:
- لسانك ميطولش، أنت عارفني لساني متبري مني.
ضحك عبد الرحمن:
- طبعا عارفك، وهقولك غبية ليه؟ عشان لو كنت عاملتها معاملة حلوة كان ينوبك من الحب جانب، لكن افتريتِ على اليتيمة، وأنا ممكن أطردكم دلوقتي من شقتها الا ب اسم اختي الله يرحمها، وامها، عشان المحروس نسي يقولك يوم ما اتهفت فى عقلها اختي وحبة جوزك وهى بتتعلم، كنا مشترين ليها الشقة ده تقعد فيها وقت التعليم، ولعب عليها جوزك واتجوزها وعاش معها في الشقة، يعني لو احنا وحشين كنا وقت ما جيه وقال هتجوز بعد موتها ب ٦ شهور واتحجج ب أريج انها طفلة وعايزة ام، كنا طردك انتي وجوزك، لكن صعبت عليا تتحرم من كلمة بابا وماما فى سنة واحدة وهى مكنتش كملت ٥ سنين، رغم بلعن اليوم ده الف مرة انى سبتها ليكم، وأنا شايف البت بتكبر وهى مكسورة، أقدم القريب والغريب، لكن ملحوقة، وعشان بس أخواتها حسنة مني ومن بنت اختي الا اصلا كرهت الشقة ده معتبرها سجن بيكم، فعندكم اختيارين: الشقة ده تتنقل ب اسم جوزك وشيك ٢٥٠ الف مقابل التنازل عن حضانة أريج، وتنسوها ولم توصل السن القانوني هى حرة وقتها بعد عمر طويل ل أبوي لتحن عليكم من ورثها والا لا.