رايتك صدفة - الفصل ١٠
الكاتبة صفاء حسنى
فتحت الباب وخرجت ليها، كانت فاكة شعرها ونازل على ظهرها، البت دي بعفويتها هتوديني في داهية واتهوار والله العظيم، وسألتها:
- "سوبر مان؟"
ضحكت أريج، يارب أموت على ضحكتها الا وحشتيني، وقالت:
- "طبعا سوبر مان بتاعي، مش انقذتنى قبل كده لم كنت هقع؟ ودلوقتي هتنقذني."
ابتسم أجود:
- "انقذك من ايه؟"
- "أريج هتفك السوست بتاعت الفستان، مجننين."
نفخ أجود:
- "انتي اللى عاوزه تطير عقلي من مكانه، يارب اروح فين والا اعمل ايه؟ أنا خايف كل يوم معها، مش احبها ل أنا ممكن اكون روما وانتحر واتنفس. تعالي يا أريج."
اندفعت أريج مرة واحدة:
- "استنى دقيقه."
وسبتني دخلت الاوضه ورجعت تاني وقالت:
- "هربط عيونك ب الاشراب ده."
نظر لها وقال:
- "ماشي يا ستي، هاتي اربطه، رغم مش عارف ازاي اشوفه وانا رابط عيني."
تنهدت أريج:
- "ما هي المشكله في الا بيعملوا الفساتين، كانوا عملوا سوست بسلسل طويل والا الحواجة ليكم."
اندهش أجود:
- "والا الحواجة لينا الا هما مينا؟"
ابتسمت أريج:
- "مقصدكش انت، أنا بتكلم عن العرسان والعريس، بدل ما يقفوا الموقف ده، انت سوبر مان بتاعي. يلا انزل شويه، أنا مكنتش متخيلة انك طويل كدة، وانا ايه الا كنت فرحانة يوم ما جيت ان طولت شويه واعرف اقف اقدمك، لكن ايش جاب ل جاب."
ضحك أجود:
- "طيب يا لمطى اهوه، وطيت."
أجود اول ما قربت منى وشعرها مال على خدود وريحتها ريحة مسك والا ماء ورد، ده يارب يعني اشيله دلوقتي واروح معها عالم تاني والا اعمل ايه؟
ربطت أريج عيونه وقالت:
- "خلاص هات ايدك بقي."
و مسكت ايده ومسكته السوست وهو سحب السوست.
ابتسمت أريج:
- "شكر يا منقذي، اوعى تدخل الاوضه وتقفل عليك، استنينى دقيقه عشان اكفاءك."
هي مشيت من هنا وانا قلبي وعقلي ونفسي راح معها، مكافأة ايه؟ وجودك معايا هي المكفاة اصلا.
دخلت أريج غيرت هدومها ولبست بيجامة لونه بنك لاقيتها في وسط الهدوم بصعوبة، ولمت شعرها ديل حصان ورجعت ليه، اخدت الطراحة منه وقالت:
- "أولا ده بيتنا الجديد، أنا وانتى مش لازم نسلم عليه قبل ما ننام."
ضحك أجود وسألها:
- "نسلم عليه ازاي؟"
رايتك صدفة - الفصل ١٠
الكاتبة صفاء حسنى
ابتسمت ببراءة:
- "هنصلي ركعتين شكر ل ربنا على انه رزقنا البيت الحلو ده، وبعد كده اقولك علي الهدية، بس المشكله اني مش عارفة حطينى الاسدالة فين او الهدوم الطويلة فين، هو ممكن اصلي كدة والا لا؟"
تنهّد أجود وهو ينظر لها وقالها:
- "طيب استني دقيقه."
ودخل جاب شال طويل بيلبسه فوق الجلبية بتاعته، واقترب منها وحطه على كتفها ودخلت ايديها جوى كمه، الاثنين كانت بحر فيه، وابتسمت وقالت:
- "حلو والله، ده بقي هدية منك صح؟"
ضحك أجود وقال:
- "يعني اعمل فيك ايه الا انتي عايزها يا اميرتي؟"
ابتسمت أريج:
- "حلو الاسم ده، بعد كده تقولي يا اميرتي واقولك يا سوبر مان."
ابتسم أجود:
- "بس اقدمهم بلاش منها."
هزت راسها بالنفي:
- "ده اقدمهم اكتر من ما بينا طبعا، مش ينفع تقولي يا حبيبتي او يقلبي او نور عيوني او كبدة ومفاصلي وبقي اعضاء الجسم."
ضحك أجود، مكنش اقدر يمسك نفسه:
- "مفاصل الجسم، أنا مكنتش اعرف انك دمك خفيف كدة."
وقفت أريج بكل ثقة:
- "أنا سوبر الكوميدي على فكره، لكن مش اي حد يقدر يطلعه، المهم هو في تليفزيونيّ هنا صح؟"
هز راسه أجود:
- "اه طبعا."
وقالت:
- "وفي فيديو كمان او سي دي، يعني التلفزيون حديث يتوصل من التلفون والا ايه نظامه؟"
ضحك أجود:
- "يعمل كل الا انتي عايزها."
هزت راسها بفرحة:
- "طيب كويس، يلا بقا."
سألها أجود:
- "يلا بقا ايه؟"
ضحكت أريج:
- "نصلي وتكون الامام بتاعي، وكل يوم علي كدة الفجر والعشاء هتكون امامى، قبل كده قرات كتاب عن الحياة الصحيح بين الازواج، وكان مكتوب فيها لازم تتبدا بذكر الله، وفي دعاء اسمه اللهم تجنبني الشيطان الرجيم وتجنبه عنى، مش فاكره هو كان كدة والا ايه، يعني احنا خلال الفترة الا انت محددها ده لحد ما اشوف هتقع فى حبي والا لا."
انصدم أجود من كلامها:
- "مش فاهم."
اتنهدت أريج:
- "يعني هنزود شرط على اتفاقك، خلال السبع سنين لو وقعت فى حبي وحبيتنا هنكمل مع بعض، لكن لو مش كدة على الاقل نعمل ذكريات حلوة مع بعض، وانا ارهنك انك هتقع فى حبي."
بلع ريقه أجود وسألها:
- "وانتي ليه عايزني اقع فى حبك؟"
رايتك صدفة - الفصل ١٠
الكاتبة صفاء حسنى
ضحكت أريج:
- "ما ده المفجاة، يلا نصلي."
وفعلاً كان الامام، وكان صوته حلو جدا في قراة القرآن، وبعد التسليم قامت أريج وجابت دفتر خاص بيها وقالت:
- "ده هديه بكل الا فيه."
استغرب أجود وقال:
- "مكتوب في ايه؟"
ابتسمت أريج وقالت:
- "لا مش هتفتحه الا لم تقع فى حبي، وقتها اقروه."
ضحك أجود بمزح:
- "افترضي وقعت فى حبك دلوقتي، من حقي اقراه."
بلعت ريقه أريج:
- "اه ممكن، ليه لا؟ انى سحري لا يقوم بردو، لكن ميغرقش المكياج والنظام ده، أنا بعيد عنك لم شعري يتنعكش هتكره نفسك، وخصوصا وقت المذاكره. المهم براحتك ده مذاكرتي كنت كتابه من سنتين بتعبري عن كل الا جوى، وحبيت اخليك تتعرف عليا مادم هنعيش مع بعض."
سألها أجود:
- "ايه يا بنتي، روحت فين؟"
فاقت أريج من خيالها وما بين نفسها:
- "انتي عبيطة، كويس انه خيال، عايزة تعرفيه مشاعرك وتخلي يحبك بالعافيه، طيب لو قراة مذكراتك وضحك عليها او قطعها وزعق فيك وقالك احنا اتفقنا اتفاق مثلا، وقتها هتعمل ايه؟ يكون شكلك صغيره اقد السمسم، طيب انا وعده بهدية عشان سمعت أشجان هي وطنط رحاب بتقولها جيب هدية واديها لياسر اول يوم في جوزك، اقدم ليه، اقدم ليه، فكرة حلوة."
سألها أجود:
- "انتي نمتي يا اميرتي وانتي واقفة والا ايه؟"
ضحكت أريج وهزت راسها:
- "لا بفكر، لكن وانا بفكر بحب اغمض عيوني عشان التركيز يكون حلو."
سألها أجود:
- "طيب فين المكافأة؟"
افتكرت أريج:
- "هاه، طيب دقيقة."
ورجعت. دخلت أريج شالت الدفاتر وقالت:
- "خليك هنا، مش وقتك وكمان عاوزة املاك بكل يوماتى معه، بس فعلا انا دبست نفسي اهديه ايه، طيب هو انا لو غنيت ليه ممكن يوافق او اخلي يتفرج معايا، يارب الهمنى."
وانا بقلب شفوت سلسل فضة كانت بتاعت ماما ولبسته ليا، كان فيها صورة ليها وصورة ليا أنا، هديه السلسل واحط صورتي وهو بقي يحط صورته وهبقي اجيب واحده تاني ليا، فكرة حلوة.
اخدت السلسل واقدمته ليه.
سألها أجود:
- "ايه ده يا أريج؟"
ردت أريج:
- "ده سلسلة بتاعت ماما الله يرحمها، مش هلاقي أغلي منها أقدمها ليك، فيها صورتي وانت حط صورتك."
ابتسم أجود ومد ايده واخدها وقال:
- "طيب أنا عندي فكرة."
كشرت أريج وسألته:
- "مش عجبتك؟"
رفض أجود:
- "الموضوع مش كدة خالص، اولا ده ذكرى من ولدتك وكمان أنا ولد والدين، محرم ان الولد يلبس سلسلة او خاتم ان دهب او فضة او يطول شعره زي البنات، فان اخد القلب ده احط فيه صورتك وصورتي واربطه بالخيط ده واربطي عل ايدي."
شهقت أريج بصدمة:
- "انت بتتكلم بجد؟"
هز راسه:
- "طبعا، في حاجة؟"
كشرت أريج وما بين نفسها:
- "اهوه يا اختي رد عليكى وعايزك تربط ليه ربطة الأخوة زي الهنود، الحمد الله انى مش اديته المذكرات."
دخل أجود وجاب خيط متين وربط
رايتك صدفة - الفصل ١٠
الكاتبة صفاء حسنى
صفقت أريج يد على يد:
- "مش انت الا طلبت مني اربط ليك ربطة الأخوة؟ فلازم اقولك كدة."
اندهش أجود:
- "ربطت الأخوة؟ مش فاهم تقصد ايه؟ اقصدك العقد."
هزت رأسها أريج بالنفي:
- "لا اقصد ده."
و مدّت يدها و شاورّت عليه:
- "في الهند، أي شاب بيعتبر بنت زي أخته، أو أخته في الحقيقة، عندهم عيد اسمه الأخوة، وبتربط الخيط ده على ايده، وانت طلبت مني."
فطس على روحه من الضحك، وفضل يضحك بصوت عالي.
في الطابق الا فوق، كانت أشجان وياسر. دخلت أشجان شقتها وهي سعيدة ان اخرين اتقفل عليه باب واحد، هي والانسان الا حبيته من الطفولة.
اقترب منها ياسر وضمها من ظهرها وسألها:
- "الجميل سرحان في مين غيري؟"
ضحكت أشجان ولفت نفسها ووضعت يده على رقبته وقالت:
- "في حبيبي الا كنت بتابعه من زمان، وعمرى ما كنت اتخيل في يوم ان يكون من نصيبي."
ابتسم ياسر وحملها إلى الغرفة:
- "وانا كمان بعشقك، أنا كنت خايف لتكوني مش بتحبيني، كنت متردد اسألك ل تصدينى."
ابتسمت أشجان وعيونها تنظر له بحب:
- "أنا كمان كنت خايفة لتكون بتحب حد غيري."
ضمها له بشدة:
- "انتي الحب الاول والاخير، امتى قلبك دق ليا؟"
ضحكت أشجان:
- "مش عارفة امتى بالظبط، لكن كل الا فكرها يوم ما لعبة كرة انت واخوي عبد الرحمن، وكان معاكم شباب كتير."
شعر بالغيرة:
- "نعم يا اختي، من امتى بتتفرج على الشباب الرايح والا جاي وكنت بتبوصي علي من فيهم؟"
ضحكت أشجان على غيرته:
- "هو انا مع مين دلوقتي وانت مش عارف اخلقك؟ أنا زعلانة."
اقترب منها ووضع 😘 على خدودها وصلاحها وقال:
- "أنا اقدر على زعل عمرى، انتي مش عارفة كنت بموت ازاي وانا قلبي متعلق بيكي وخايف لتكون لغيري."
ابتسمت أشجان وبغيرة:
- "لكن انت قولت ل اصحابك ان أريج حبيبتك؟"
ضحك ياسر ووضعها على السرير ونام بجوارها وهو يموت من الضحك:
- "أريج اختي الصغيرة يا بنتي."
هزت رأسها بزعل:
- "اختك الصغيره بردوا؟ عشان كدة كنت دايم تضحك معها."
ابتسم ياسر:
- "ما ده الخطة عشان تغيري عليا واخوكى أجود ينتبه ليها."
انصدمت أشجان:
- "انت بتتكلم بجد؟ خطة ايه؟ احكيلي."
تابع...