متنسوش الفوت يا قمراتي😉♥️
الفصل الرابع
باليوم التالي.
كانت تحضر وجبة الغداء مع والدتها وهي مفعمة بالحيوية بصورة شديدة وملفتة للنظر؛ لذا تسائلت "ألفت" بذهولٍ وهي تتخصر :
-إية مروق مزاجك كدة ؟
اعتلى ثغرها ابتسامة واسعة وقالت بنبرة يشوبها الأمل:
- في حتة موضوع لو مشي زي ما في دماغي كل حاجة هتتحل .
حدقتها والدتها بقلقٍ وصاحت بتوجسٍ:
- يا خوفي من مواضيعك.
وفجأة تبدل حالها رأسًا على عقبٍ ما إن رأته يدلف المطبخ وهو عاري الصدر- كعادته الوقحة والتي وبخه عليها الجد مرارًا وتكرارًا- ليتقدم وقتها من صحن الفاكهة الموضوع على الرخام وهو يلتقط منه قطعة تفاح، وكل ذلك وهو يتفحص جسدها بجرئة متجاهلًا "ألفت" تمامًا، وبالأساس لم تكن مهتمة بل انشغلت في إعداد الطعام.
أما "مغفرة" فحاولت وقتها إخفاء ارتباكها عن مرأى عينيه، وتمنت وقتها لو لتنشق الأرض لتبتلعها؛ حتى تتوارى عن نظراته غير البريئة، ومن فرط التوتر انفجرت فيه صائحة بصوتٍ جهوري جعل الصدمة تحتل تعابير والدتها التي نظرت لها شزرًا؛ حتى تتوقف عن فعلتها الحمقاء، والتي لن تستطيع تحمل عواقبها الوخيمة أبدًا، خاصةً عندما يعلم أحدهم بأن ابنة الخادمة تحدثت بوقاحة هكذا مع حفيدهم المدلل:
- إية موقفك بالمنظر دة ، مش "عبد الجواد" بيه حذرك بدل المرة ألف متخرجش من إوضتك كدة ، ولا إنتَ فاكر نفسك عايش لوحدك في البيت؟
-إنتِ إتجننتي!؟
قالتها "آمنة" بنبرة هجومية وهي تدلف المطبخ بخطواتها السريعة، لترى وقتها تلك الحمقاء توبخ ابنها وكأن لديها الحق في ذلك، وقبل أن ترد كانت هي تكمل جملتها بقسوة تجعلها تعلم مكانتها جيدًا:
- فوقي لنفسك إنتِ هنا حتة خدامة ، مش عشان "عبد الجواد" بيه بيعطف عليكوا تنسي نفسك.
شعرت "مغفرة" بمرارة تشبه العلقم في جوفها، وأطرقت رأسها بخزي وهي تشعر بتلك الإهانة المجحفة؛ لذا وبعد صمت دام لعدة ثوان نبست هي بتلك الكلمة التي خرجت خافتة من فرط الإحراج:
- أنا أسفة .
أرادت تلك الأفعى وقتها أن تجعلها تشعر بالذل والهوان أكثر وأكثر؛ لذا صاحت بتحدٍ سافرٍ وكأنها تنتقم منها في ذلك الموقف؛ بسبب تلك الأحداث الأخيرة:
أنت تقرأ
فاسد زين جحيمها
Romanceظلت عيناه متعلقة بشاشة حاسوبه الخاص وكأنه ينتظر ظهور شيء ما! وفجأة التمعت حدقتاه بوميضٍ شيطاني لا يطمئن قلب المرء، وكأنه صياد التقى بفريسته بعد عناء لا يستهان به! ازدرد ريقه بصعوبة وهو يتابع ضحيته الجديدة، وهي تخرج من المرحاض وجسدها ملفوفًا بالمنشفة...