متنسوش الفوت يا قمراتي😉♥️
الفصل الخامس
وقبل أن يرى "ساجي" أي شيء من جسدها كانت تتحرك بعيدًا عن مرآي كاميرا الهاتف بحركة تلقائية منها، فجز هو وقتها على أسنانه بانفعالٍ وهو يزفر الهواء بغيظٍ، ثم أغلق حاسوبه بحركاتٍ عصبية عشوائية، ونهض ليغير ملابسه حتى يستعد للذهاب لصديقه وعلى قسماته يظهر الضيق بوضوحٍ، ثم قال بهدوء ليهدأ من غضبه:
- إهدى ، عادي الجايات كتيرة .
وقبل أن يخرج من غرفته هتف بفضولٍ وهو يتراجع مجددًا، فظهر وقتها اهتمامه العجيب بتلك الفتاة أكثر من أي فتاة أخرى راقبها من قبل:
- هي البت دي ساكنة فين صحيح!؟
- *****
كانت مستلقية على فراشها تنظر للسقف بشرودٍ، صمت أذنيها عن سماع أي شيء، حتى صوت باب المنزل الذي أُغلق بقوة بسبب أبنها الذي غادر لم تستمعه، ظلت "عنان" على ذلك الحال، ذلك الحال الذي كانت مصابة به منذ سنوات، أحيانًا تشعر بالضيق من حالتها المزرية، أحيانًا تظن نفسها تعاند وتجابه الواقع بما هو غير طبيعي، علاقتها مع ذلك الرجل التي دامت لسنوات غير طبيعية، قسوتها مع ابنها غير طبيعية، كرهها لزوجها طوال تلك السنوات التي كان معها فيها قبل وفاته غير طبيعية، وكل ذلك كان لأجله!لأجل "معز"!
أصابها الغثيان كالعادة بعدما تطلعت لحالها الممقوت، ثم أخرجت تنهيدة حارة من بين شفتيها؛ لتلم بعدها والدها المتوفى منذ ما يقرب العشر سنوات:
- كله بسببك، إنتَ اللي جوزتني واحد مبحبوش !
ثم تابعت وشعور الذنب يلاحقها بلا رحمة، ومع ذلك كانت تستمر في فعلتها الشنيعة:
- حتى ابني كرهني زي ما أنا كرهتك.
وأكملت بعدها بقسوة عجيبة وقسمات وجهها تنكمش بكراهية تدب الذعر في قلب المرء:
- وأنا مبحبوش .
- ****
-أديني جيتلك أهو، فهمني بقى في إية؟قالها "ساجي" بهدوء وهو يلج لداخل الشقة بتمهلٍ، فوجد صديقه مصابًا بحالة غريبة من التوتر والارتباك، وبعد صمت دام لعدة ثوان هتف "عدي" بنزقٍ:
- جدو رتب إني أقابل بنت حد معرفة كدة عشان نخطط للجواز.
ظهرت تلك البسمة السخيفة على ثغر "ساجي" وهو يهتف بسرورٍ:
- طب يا عم مبروك، إنتَ خايف لا العروسة تطلع وحشة ولا...
-
قاطعه "عدي" وهو يستشيط غضبًا؛ مما جعل "ساجي" يبتلع بقية كلماته خشية من الوقوع في شجار مع صديقه الوحيد، فهو لا يستطيع خسارته بتلك السهولة:
![](https://img.wattpad.com/cover/360093576-288-k811279.jpg)
أنت تقرأ
فاسد زين جحيمها
Romanceظلت عيناه متعلقة بشاشة حاسوبه الخاص وكأنه ينتظر ظهور شيء ما! وفجأة التمعت حدقتاه بوميضٍ شيطاني لا يطمئن قلب المرء، وكأنه صياد التقى بفريسته بعد عناء لا يستهان به! ازدرد ريقه بصعوبة وهو يتابع ضحيته الجديدة، وهي تخرج من المرحاض وجسدها ملفوفًا بالمنشفة...