الفصل التاسع

847 24 1
                                    

متنسوش الفوت يا قمراتي😉❤️

الفصل التاسع

مر ذلك اليوم العصيب على الجميع.

مر على "ساجي" الذي تقبل حقيقة وفاة والدته بصعوبة شديدة، مر بحضور أفراد الشرطة وبكثير من التفاصيل التي لن يحب تذكرها أبدًا، مر على "آمنة" التي أعادت التفكير مرة أخرى في خططها التي ستفشل لا محالة، مرت على "مغفرة" التي وقعت في زوبعة تلك الذكرى الشنيعة، وتعجبها من مرور ذلك الوسيم على أحلامها خلال تلك الأيام الماضية، ذلك الوسيم الذي تذكرت اسمه بصعوبة "ساجي"!... كان الأمر لطيفًا، حتى استطاعت استيعابه، ذلك الوسيم لم يكن سوى صديق ل "عدي"، وبالتالي سيكون نسخة مشابهة له، مر اليوم على "ملاذ" التي شعرت بالاستنكار والذهول في آنٍ واحدٍ، وبالرغم من أن الظروف لم تكن لتسمح لتفكيرها في الأمر إلا إنه احتل عقلها المسكين، عقلها المسكين الذي أخذ يتساءل... لمَ كان لطيفًا معها هكذا ولأول مرة في حياته!؟
*******

-البقاء لله يا "ساجي".

قالها "عدي" وهو يحتضن صديقه بمجاملة، فهز "ساجي" رأسه بصمتٍ التزمه منذ عدة ساعات، وفجأة ازداد انتباهه عندما وجد صديقه يهتف متابعًا بحرجٍ بسبب حساسية الأمر:

- أنا عارف إن علاقتك بيها مكانتش أفضل حاجة، بس بردو هي أمك.

أومأ عدة مرات والتزم الصمت لعدة دقائق، ثم قال بأسى وهو يطرق رأسه بحزنٍ دفينٍ:

- أنا محتاج أبقى لوحدي، هروح .

كان يعلم لو تركه سيلاحقه شعور الذنب لا محالة؛ لذا جز على أسنانه بضيقٍ، ثم قال باحتجاجٍ وهو يضع كفه داخل جيب بنطاله الأيمن؛ ليتأكد من وجود مفتاح سيارته:

- لا مش هسيبك تعالى هروح معاك .

لم يستطع "ساجي" الاعتراض، ليس لأنه يرغب في وجوده معه، ولكن بسبب نفاد طاقته لمجابهة رغبة أي شخص في ذلك الوقت، وبالفعل استسلم للأمر وتحرك مع صديقه ناحية سيارته الخاصة وهو يجر أذيال الخيبة الواضحة على قسماته.

صعد للسيارة بالكرسي الأمامي، فتصادفت عيناه مع عيني "ملاذ" من خلال المرآة، ووصله صوتها في تلك اللحظة وهي تقول بأسفٍ واضحٍ في نبرتها:

- البقية في حياتك.

رد عليا بنبرة خالية من الحياة وهو غير منتبه ل "عدي" الذي أدار محرك سيارته للانطلاق ناحية منزل والدته المتوفاة:

- حياتك الباقية.
- ****
-خلاص أنا مش عايزك تفتحي تاني الموضوع دة ، كل حاجة إتحلت .

فاسد زين جحيمهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن