Part 06: تحت قناع المثالية

77 29 1
                                    


كُنتَ لي ملاذًا ....

لدرجة أني هربت من كل شيء إليك ....


و صِرتَ لي مهابًا ....

لدرجة أني هربت منك إلى أي شيء ....

"""""""""""""""""""""""""""""""""""""


إن كانت أماريتا الأعقل و الأهدء و الأرزن في عائلتها الغير سوية ، فمن سيتولى أمر حراسة أولئك المختلين أثناء غيابها ، طبعا ، و من يوجد غير سيركو ، الإبنة الوسطى لرومان الأخ الأصغر لسيلفيو ، كانت سيركو شخصا هادئا على خلاف مخصوصي العقل الذين تعيش معهم .. الأمر بسيط جدا .... أو ليس كذلك .... فالأخيرة الآن تعاني و هي تحاول فصل أمها و عمتها من شجارهما اللعين. ..... تكاد تقسم أن أمها قد أجحدت نصف شعر الأخرى ، و عمتها بالتأكيد لم تدع وجه الأخرى الأبيض الجميل بحاله ، بعد عدة محاولات فاشلة ، سحبت سيركو المسدس ثم أفرغته في الهواء ، اللعنة .... يبدو أن هتان الإثنتان لن تتركا بعضهما اليوم ، و لذا قد حسمت أمرها،  صحيح أن أماريتا وصتها بعدم إفتعال مشاكل أكبر من التي يفتعلها هؤلاء ، لكن كانت هناك ثغرة تعمدت أماريتا تركها للتخفيف عن سيركو في قولها  ' أحرسي أولئك المجانين ، و تجنبي قتل أحدهم '

بالتأكيد هي تقصدها ، كانت تشجعها على قتل أحدهم ، و لذا سحبت الخنجر و غرسته في رقبة عمتها بجانب عضم الترقوة ، و بهذا تركت المرأتان بعضهما ، حينها نظرت عمتها أليسار إلى الدم المندثر من رقبتها بملامح خاوية،  ثم سرعان ما أعادت أنظارها لأمها مريام و هي تسحب الخنجر و توجهه نحوها فتصدت له الأخرى بيدها فدخل فيها مخترقا إياها ، و بهذا توقفت تلك المجنونتان عن الصراع و قالت أليسار :

" الدم يُوَلِدُ الدم ... أبقي إبنك بعيدا عن ليريا لأني لا أريدها أن تتأثر بقذارته "

صدقا .... هل كانتا تتشاجران بسبب الطفلان اللذان لا ينفكان يقبلان بعضهما في كل وقت و كل مكان ....

ليريا و زاك ، كلاهما في الثانية عشر ، من أكبر مجانين العائلة ، يقبلان بعضهما في وضح النهار ، و يحاولان قتل بعضهما في الليل ، و لهذا تقول أماريتا ، ' إن أردت أن تقتل بسلام ، فافعلها في الظلام ' كانت الزعيمة تعلم الأطفال في عائلتهم هذه الأمور ، و هم يستقبلونها بإعتيادية تامة ، فبحقك ، ما الذي تنتظره من عائلة قتلة تمتلك قبوا يحوي آلاف الجثث التي ألقو عليها عدة تجارب للتعلم ، و خصوصا الأطفال ، قد كانوا يستمتعون بمعاملة البشر كجرذان التجارب ، حيث تشجعهم أماريتا على أن يفعلو كما تفعل هي ، تمجز الفن بالقتل ، حيث أن المجنونة ترسم لوحات و تلونها بدم ضحاياها ، و هذه أبرز هواياتها ، إضافة إلى صنع دمى من مختلف الأعضاء البشرية ، و الزخرفة عليها ، فقد كانت تنقش الجثث بلوحات لم يفهمها أحد يوما ، و لا ننسى عزف الكمان الذي تشتهر به ، حيث أنها تعزف للضحايا المميزين عندها ، قد كانت الزعيمة شخصا مجنونا يَدعِّي المثالية ، فمن الخارج عليها أن تبدو كأي عارضة أزياء عادية، لطالما كانت جميع العائلة تظن أن خلط جنس العائلة مع غجرية سيكون خليطا مروعا ، لكنه  فعال ... فعال بشكل كبير .... و لنعود لموضوع القتلة المجانين ، فهم ليسوا مجرد ذلك ، لأنهم سحرة ملاعين ، بلى .... لا يوجد فرد من أفراد النايكروس ، كبير أو صغير لا يعرف أنذر و أقدم و أخطر الطلاسم في العالم ، و هذا هو سبب إرادة الجد أن يخلط جنسهم من العرب ، و هذا بسبب عدم تمكنه هو و جميع أفراد العائلة من الوصول إلى أبسط شيء في السحر الأجنبي ، و حتى الآن لم يستطيعوا ، بسبب تلك اللعينة كما يدعونها ، لأن الأوروبيين و للأبد ، سيبقون يكرهون شيئا يدعى العرب ، حتى إن كانت تحمل دمهم ، لن يستطيعوا البتة و لا حتى يوما واحدا حبها أو الإعتراف بها من بينهم ، رغم معاملتهم اللطيفة لها ، كان هناك دائما كره يدنس حب العائلة ، و كما كرهت العائلة أم أماريتا و حاولوا قتلها ، كرهت أماريتا لكن أخفت ذلك تحت قناعها ، بلى .... إنها ترهات الفاميليا و وجوب مثاليتها ، السخافات التي يظل يخاطب بها الجد عائلته لتوعيتهم و تحذيرهم من إقتراف أي ذنب إتجاه زعيمتهم. .....

أنغام الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن