Part 12: النسور تصطاد

36 12 3
                                    

زَالَ هَمِي ... وَ حَلَّ غَضَبِي

مَنْ ظَلَمَنٍي .... فغدًا أَحْرِمُهْ

وَ مَنْ جَابَهَنِي .... فَجهَنمَ أُخْلِدُهْ

وَ مَنْ قَاتَلَنِي .... فَلْيَتَمنَا المَوْتْ

لأنني سَأَحْرِقُهْ

#########################
#########


مائدة الطعام ... أو دراما الأكل كما يدعوها البعض .. لأنه و في أغلب العائلات الأرستقراطية الغنية ... تحدث بعض الأحداث و المناوشات ربما على مائدة الطعام التي تجعلك تعدل من جلستك و تشرب القليل من الماء مانعا بذلك إختناقك بالأكل .. و لكن .. في قصر آل نايكروس .. مائدة الطعام عنت شيئا آخر .. شيئا أكبر من ذلك بكثير ...

عند باب الدخول الأمامي للقصر .. يقابلك درج كبير يؤدي إلى جميع جهات القصر ... و وراء ذلك الدرج .. توجد غرفة .. غرفة ضخمة .. تتسع لكل أفراد العشيرة ... غرفة تناول الطعام .. طاولة خشبية كبيرة .. لطالما عنت لأفراد العائلة الكثير ... قيمة معنوية على الأغلب ...

بعد دخولك إلى غرفة الطعام .. و رؤيتك إلى تلك المائدة الكبيرة الفخمة .. التي يجلس على كراسيها أفرادٌ من مختلف الأعمار ... ليس الأكل الكثير من سيأخذ تفكيرك ... و ليست مظاهر العائلة المخيفة من ستفعل .. بل صورة ذلك العجوز من ستفعل .. فوق الطاولة .. توجد صورة ضخمة .. لرجل يبدو عليه الكبر في السن .. لكن ذلك لم يقلل من هيبته ... شأنه و لا نظرته الحادة .. التي ترهب الجميع و منهم المحدقين في الصورة ... و بينما لا تسمع سوى أصوات تضارب المعالق مع الصحون .. أو الكؤوس مع القارورات .. دخل الحفيد الأكبر لآل نايكروس ... أو كما يعرف بينهم .. بالنقيب ... و الإسم لم يأتي من العدم طبعًا ... سنخصص له جلسة حديث لاحقا .. و لأنه لم يدخل بمفرده الآن .. رُكِزَت على من بجانبه الأنظَار .. فقد دخلت برفقته زوجته .. فيرن .. أكثر كنة يكرهها أفراد النايكروس .. لكن ليس أكثر من دولوريس طبعا ..

الخائنة ... كانوا يدعونها بالخائنة .. لأنها فيما سبق .. كانت طبيبة عسكرية للجيش الأمريكي الذي إنظَّم إليه ماركوس من أجل التجسس .. و بعد تعرفها إلى الأخير .. تخلت عن الخدمة الوطنية و تزوجت من النقيب .. و منذ سنتين إلى الآن ... و هي تعيش معهم في قصر العائلة ... و هذا ما لم يتقبله الكثيرون .. و خصوصا كارهوا ماركوس ... ببساطة .. لكل عائلة عداءات بين أفرادها ... لكن إذا كانت العائلة عائلة قتلة ... فستكون تلك العداءات أشرس بقليل ربما ... و لذا .. إنظمام كلٍ من ماركوس و فيرن لم يكن محببًا للقليل ... أو ربما الكثير ... فالنظرات الكارهة .. المعارضة .. و القاتلة التي كان يوجهها الجميع إلى فيرن ... إخترقت رأسها إلى عقلها و ربما إلى أعمق من ذلك ... لكن هي ... لم تكن مهتمة ... لم تعطيهم أي إهتمام .. بل العكس .. فإستمتاعها بحساء الخضار و السمك المشوي لم يكن دليلا على إعطائها قيمة لهم أصلا .. هكذا .... إعتادت على هذا على مدار السنتين ... و كأنها تعيش مع زوجها في قصر فارغ .. لا يحتوي سوى على أجساد فارغة بالنسبة إليها ...

أنغام الموتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن