" مستقبل "

ماذا بعد ؟

" أمام صعوبات الطريق ، أَتُرَاكَ ستقف عاجزاً أم ستذلل هذه الصعاب يا صديق ؟! "
_________

في مساء ذلك اليوم .. وحيث أخذت الشمس تختبئ خلف الأفق .. وبعد أن انتهى ذاك اليوم الطويل بالنسبة للأبطال اليافعين ... ها هم الآن في مسكن مدرستهم بعد أن عادوا أدراجهم بأوامر من معلمهم .

في الصالة المشتركة، كانوا جالسين بصمتّ غير معهود .. وما تستشعره من حولهم هو هالة من الإحباط والكآبة، حيث اختار كل واحد منهم زاوية ليجلس فيها و الهدوء الثقيل هو ما سيطر على المكان.

تأخر الوقت وهم مكبلون بهذه الحالة منذ عودتهم من مهمتهم، لم يكن هناك حديث بينهم، بل كانوا يتخبطون في أفكارهم الملتبسة حول مصير صديقهم وما يمكن أن يفعله الأبطال لإنقاذه.

وبالرغم من موعد العشاء الذي اقترب، إلا أنهم تجاهلوه، فقد فقدوا الشهية بسبب قلقهم والتفكير المستمر في الحدث الذي شهدوه.

انسحبوا واحداً تلو الآخر إلى غرفهم  و كل واحد منهم يحمل وجوده الثقيل وهمومه المتراكمة .

ومن بينهم ..كان ذلك الفتى ذو الشعر المميز بلون خصلاته البيضاء والحمراء قد سار بهدوءٍ أكثر من معتادٍ تحيطه هالة وشعورً بالتعب ! ..الخوف ! ..وربما الضعف والندم !

ذاك أنه كان برفقة صديقه جنباً إلى جنب وقت حدوث ما حدث ، لكنه لم يستطع التحرك لإنقاذه كما فعل هو لانقاذ صديقتهم ذات الشعر البندقي .. هو فقط يُؤنّب نفسه !

دخل تودوروكي إلى غرفته، أغلق الباب خلفه بحرص، واستند إليه بظهره ورفع رأسه بتأني، حيث شدَّ على قبضتيه بألم محاولاً كبح غرقه،  في النهاية تحركت شفتاه ليعانقه صدى صوته المخنوق والمتأجج..

"ميدوريا، مهما كان ما قد حدث لك.. أنا أرجوك ، 
كن بخير!"

...

في مكان آخر ..

وحيث ذلك المكان.. الذي يسوده حالة من الاستنفار.. داخل مركز الشرطة.. الأبطال المسؤولون يجتمعون حول طاولات المحققين ويتم تبادل المعلومات والأدلة. يمكن رؤية المحققين وضباط الشرطة يقومون بالمحادثات والاستجوابات وتحليل الأدلة للوصول إلى تفاصيل دقيقة حول الحادثة... حادثة اختفاء أحد أبطال اليوإي الصاعدين بعد تلك المهمة .

" سيدي المحقق ، نعمل حالياً على جمع ما يمكننا من معلومات حول فرد العصابة الذي فقد وعيه " قال أحد أفراد الشرطة بوقفته المنضبطة

" ابذلوا أقصى جهودكم في استخراج كافة المعلومات الممكنة عنه وسلمها لي فور حصولك عليها " تحدث المحقق تسوكاوتشي بنبرته الآمرة ، ثم التفت متوجهاً بحديثه نحو الأبطال حوله

" ايريزر هيد سان لم يستلم مركزنا ذلك الشرير حتى الآن ، ماذا حلّ به بعد فقدانه الوعي هناك؟ " وجه تسوكاوتشي سؤاله نحو آيزاوا