أين أنا !؟

182 17 27
                                    

"التغيرات المفاجئة تجعلك تتساءل إن كانت هذه اللحظة هي بداية قصة جديدة أم مجرد تحول في الرواية الحالية."

.......................

بعد أن كان اخر ما سمعه صرخة وصلت مشوَّشةً لذهنه من أحد رفاقه بنبرته الخائفة ... ها هي عيناه تخذلانه بينما يحاول جاهداً فتحهما للبقاء في وعيه ..

لكن .. يأبى الظلام إلا أن يخيم حوله ليأخذه في أحضانه و يستضيفه في عالمه الصامت من كل ضوضاء العالم الخارجي!

.................

بعد فترة من الزمن ...

يتسلل ضوء ساطع إلى زمرديتيه اللتان يحاول فتحهما بتعب.. يزداد ذلك النور سطوعاً مع افتراق جفنيه عن بعضهما ليظهر من بينهما مَرْجاه الخضراوان اللامعان.

ومع ازدياد حدة الإضاءة تنحسر حدقتاه المتوسعتان محاولةً التكيف مع تغير الإضاءة المفاجئ لهما ما نتج من ذلك اغلاقه بقوة لسِتَارَيْ عينيه ثم إعادة فتحهما بعد أن تكيفتا مع الوضع

يرمش عدة مرات متتالية متفاجئاً بعد أن وضحت رؤيته و توضحت معالم المكان الذي هو فيه !

بزيه البطولي الأخضر .. مستنداً على شجرة في مكان عام لربما هو أشبه بمتنزه أو حديقة عامة .. هكذا كان حاله !

يحملق عينه في المكان الذي هو فيه ... عيناه المتوسعتان وفمه شبه المفتوح وعلامات الاستفهام الوهمية فوق خصلات شعره الخضراء الممزوجة بالسواد كل هذا يشرح حالة عدم الاستيعاب التي هو فيها

" هااه أين أنا ؟!! "

جفل متسائلاً وهو  يرمش و ينظر لما حوله ... هو متأكد انه كان في مقر العصابة التي هاجموها .. فما هذا المكان الآن وكيف وصل إلى هنا !!؟ ، أسئلة كثيرة كانت تحوم في عقله

"هااه ! ماذا حدث ! أين الأشرار ؟ وأين أصدقائي ؟ وهل انتهت المعركة !؟ ولما أنا وحيدٌ أيضاً ؟! لحظة .. الأهم من هذا  الآن أين انا وما هذا المكان ؟!!! "

أخذ يفكر بينما لا يزال جالساً يُحملق في ما حوله

" ألم أكن في وسط قتال قبل قليل ! كيف تغيرت الأمور فجأة هكذا ؟! "

بدا عليه الارتباك والحيرة .. لكن سرعان ما أخذ نفساً عميقاً حتى يحاول السيطرة على نفسه

"حسنا يجب أن أهدء لأعرف ما جرى .. تمعن فيما حولك وحلل موقفك ثم تصرف بهدوء ايزوكو "

اخذ يحدث نفسه ، يحاول أن يستعيد شتات نفسه وعقله
يلتف بنظره حول المكان الذي هو فيه بتركيز هذه المرة يحاول معرفة أين هو

" إذن يبدو أنني في مكان أشبه بحديقة عامة .. كيف وصلت لهنا ؟ ..وأيضاً لا أعتقد أنني أعرف هذه الحديقة أو رأيتها من قبل ! "

" مستقبل "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن