ثلاثة

429 36 31
                                    

-الثالثة مساءً-

يقف يونجون خلف العداد ، بذراع مستندة على المنضدة تدعم رأسه عن طريق وضع ذقنه على كف يده، بأعين تُغلق للحظات وتُفتح مجددًا محاربة لشعور النعاس الذي ضربه بسبب الملل، لكنه استسلم في النهاية مغلقًا عينيه سامحًا لنفسه بتلبية رغبات عينيه.

كان هذا حين دخل بومغيو للمقهى، يسير ناحية العداد حيثُ يقف يونجون هناك بأعين مغلقة، غير مُدرك لوجود ذو الشعر البُندُقي بعد، الذي كان يُحدق به بصمت.

يونجون فجأة شعر بموجة مِن عدم الراحة تضرب جسده مانعة إياه من النوم بسلام ليقرر فتح عينيه، وكان على وشك القفز من مكانه حينما رأى بومغيو أمامه.

"أ-أكنتَ هنا مُنذُ وقتٍ طويل؟" سألَ شاعرًا بقطراتٍ مِن العرق الباردة تنزلق على جبينه، هو فقط كانَ بارعًا بإفساد فُرصهِ مع بُندُقي الشعر.

"لا.." أردف بومغيو نافيًا برأسه.

"حسنٌ إذًا، كيفَ أساعدك؟" تحدث يونجون محاولًا إخفاء إحراجه بالحديث في مجال العمل، مخبئًا وجهه خلف شاشة العداد

"أمريكانو وكوكيز مِن فضلك"

"حسنٌ...سبعة دولارات، وبومغيو؟" كان يونجون قد سئم مِن السؤال عن اسم بُندُقي الشعر، لذا تظاهر بأنه تذكره توًا.

"نعم؟" تسائل بُندُقي الشعر ناقلًا بصره مِن محفظته إلى يونجون، كان يتحقق مِنها ليخرج تلك الدولارات.

"اسمك هو بومغيو، صحيح؟" أومأ الفتى ليُمسك يونجون قلمه ومُفكرته مُدونًا اسمه فورًا.

أخرج بومغيو العشر دولارات مُسَلمًا إياها ليونجون، وكعادة يونجون كان سيضع ما تبقى في جرة البقشيش، حينها أمسك بومغيو بيد يونجون هامسًا:
"توقف عن وضعها في جرة البقشيش، إبقيها معك، أنتَ تُعجبني"

ثم سار مبتعدًا، هو لم يكن يعنيها بطريقة رومانسية بل على العكس تمامًا، لكن يونجون لم يفهمها سوى بتلك الطريقة، متصلبًا في مكانه بوجه لا يختلف عن لون الطماطم.

كُل ما يتردد في عقل يونجون هي كلمتيّ بُندُقي الشعر 'أنتَ تُعجبني'، وأيضًا التلامس الذي حصل بينهم، يد البُندُقي كانت ذات ملمس ناعم على بشرة يد يونجون.

هو ابتسم كالأبله قبل أن يضع البقشيش في جيبه.
__

"بومغيو؟" شخصٌ ما نادى بُندُقي الشعر ليلتفت بومغيو إليه، كانَ الباريستا يقف بجانبه.

"أوه...نعم؟" هو وضع هاتفه في جيبه.

"ها هو طلبك" قال الآخر بابتسامة.

"أ-أوه...لَم يكن عليك إحضاره إلي، كان بإمكاني النهوض وإحضاره بنفسي، شكرًا لك رغم ذلك" أردف بومغيو بتعابير مرتبكة من الإيماءة اللطيفة.

"هذا لا شيء، اعتقدتُ أنك جاذب للانتباه" هو جلس أمام بومغيو ساندًا ذقنه بذراعه، أليس من المفترض عليه أن يعمل..؟

"جاذب للانتباه؟ هل تقول أنني...قبيح؟" بومغيو كانَ مستاءً قليلاً على أقل تقدير مِن تلك الكلمات.

"أوه، لا لا لا، بل على العكس تمامًا في الواقع" قال الباريستا بابتسامة.

"شكرًا...أنتَ...أيضًا؟" كانت الأجواء غير مريحة بالنسبة لبُندُقي الشعر، ما الذي كان يفعله هذا الفتى بالحديث مع بومغيو؟ هو فقط يريد العودة للمنزل.

"لديك حبيب؟" بدأ الباريستا بالمغازلة.

"لا..."

كان الفتى الغريب على وشك التحدث مجددًا لولا أن شخصًا ما ناداه.

"جونغإن، عُد لعملك وتوقف عن مضايقته!" نطق الكاشير بعلو.

هذا الفتى، الذي ربما يُسمى جونغإن قَلبَ عينيه بضجر قبل أن يستقيم عائدًا للعمل، الشُكر للآلهة أنه فعل، وفورًا انتهز بومغيو هذه الفرصة بمغادرة المقهى والعودة لمنزله.

لا يكلف نفسه عناء التحقق مما إذا كان حصل على الطلب الصحيح.

__________+×+__________

الثالِثة مساءً| YEONGYU✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن