الفصل التاسع ( محاكاة التهديد )

678 46 9
                                    

محاكاة التهديد ………

ثقوب سفننا التي أبحرت في واقع جامح لا سبيل للنجاة فيه بدأت بالاتساع إلى حد جعلنا والنهاية نقف وجهًا لوجه لا تفصلنا سوى مسافة لا يتخللها طيف أمل قد نتشبث به حين الغرق أو ظل لتلك اليد التي دومًا ما كانت حاضرة لتنتشلنا من قلب المحن، أو لمحة من وقت قد نحظى في دهاليز ثوانيه بأدنى مساحة  لنفكر بأكثر شيء قد يجعل الحياة تستحق تلك الزيارة الكارثية.

قبل قليل ……….

هناك تقاطع يبدأ من منتصف القلب وينتهي حيث ينتهي كل التعقل، لا يجرفنا به المسير إلا وقد عزمت أقدارنا على أن تصفعنا بعنف قادر على أن يكون الصدع الأعظم في لوحة أرواحنا النقية وينقش انعكاسنا في جوانبها المعتمة كوجوه تصرخ بجنون فلا يسمع حسيسها، ويموج بأعينها جحيم الخديعة الذي نال منها بغتة على يد من تحب، ثم يبدأ بتظليل التفاصيل المضيئة ليطمس الحقيقة شيئًا فشيء قبل أن يحمل اللوحة ويدير وجهها نحو حائط آيل للسقوط ليجعل مصير مآسينا إما  الكتمان القاتل أو الوأد أسفل ركام الانهيار الوشيك،

 انشغل مخلف وبدوي وفوزي باختراق الخزنة فيما تحرك ناجح بعقل منتشي وخطوات مترنحة يدور في الغرفة من حولهم وبدأ في إثارة الفوضى في المكان كأنه يبحث عن شيء، انحنى ناجح ينظر أسفل السرير قبل أن يعتدل ويقف لوهلة ثم تحرك للخلف كأنه سوف يسقط أرضًا لكنه تماسك وتقدم نحو المرآة الضخمة التي وضعت عليها الأغراض الخاصة بمحمود الحوفي بترتيب بالغ وبدأ بدون سبب واضح في إلقائها أرضًا قبل أن يفتح الأدراج بعنف خلّف ضجة جعلت فوزي يلتفت نحوه بحدة ويقول " يا غبي، ماذا تفعل، الخزنه هنا وليست عندك " قال له بدوي بضحكة سمجة " 

" اتركه فصاحبك ليس حاضر معنا الآن، فالصنف كان شديد ومن النوع الذي يفضله لذلك أخذ راحته على الأخر " قال لهم مخلف الذي يحاول كسر قفل الخزنة بمطرقة ضخمة وعتلة " سيطرا عليه لكي لا يفتعل كارثة، يكفينا ماحدث في وكر فادية المرة الماضية " ضحك بدوي بقوة وقال " تلك كانت دماغ مفخخة"  ضحك فوزي بقوة وقال " أليس هذا من بعد نصائحك له، ارحمنا يا بدوي من افعالك انت وذلك الغبي " ضحك بدوي بقوة وقال له " وما ذنبي أنا لقد جاء الي الفتى محتاج استشارة عاجله في أمور خطيرة فالحرمة التي وقعت من نصيبة تفوقة قوة وسرعة وكل شئ وكان يريد أن يجاريها وجاء للخبرة"

ثم اكمل ضحكه وفوزي يلكزه في كتفة " وأفدته يا خبرة، هل في رجل عاقل يقول لفتى نصف عقلة مغيب والنصف الأخر لا نعلم هل مازال سليم ام طار هو الاخر  يجب أن تحس بنيرانك الملتهبه كن كالتنين المجنح احرق الشرشف من تحتها كي تكتوي بنيرانك الجامحه"

رد له بدوي اللكزة وقال له " وهل كنت أعلم انه سيحرق الشرشف بالفعل، لقد نجونا بأعجوبه يومها بعدما احترق الوقر بأكمله، ثم ألم اتحمل التكلفه كاملة فتلك الحرمة الله يحرقها دفعتني ثمن تصليح الوكر بالضعف ولولا انكم حكمتم عليّ معها لكنت ساويتها بالأرض مع الشراشف المنحرقه، لن انسى أبدًا انها مصممة ان الغرف مجهزه ملوكي والشراشف قطن خالص، وانت وبربري تضحكو وتأمنو على كلامها وادفع يا بدوي فقد كانو حرير بين ايدينا، أيها الأوساخ من كانو الحرير؟ لقد كان وقر مضروب هو وحريمه والشراشف كلها كستور من تحت السلم" 

مابين السطور رجل ( شهيرة محمد) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن