الشوفينية….
يا دماء إن سالت ستشتعل كما البارود، من قال أن الحق أعزل لا يملك تحت طائلته رجال وجنود، إذا ناداهم اصطفوا في محرابه حشود، لا يثنيهم شيء عنه ولا يوقف جموحهم في الثأر حدود، يا دماء حين تفور يكون لثورتها أفعال تقود، من قال أن الوطن متستنزف لا يقوى على المجابهة و الصمود، وفي كل حدب وصوب يقف رجال متأهبين لينالوا الشهادة والخلود، لا يحلهم من انتمائهم شيء متسلحين بالشرف والعهود، يردون البطش بالبطش ويكونون لشمس الحرية حطب ووقود، إذا غابت أشعلوا أنفسهم و أضاؤوا العالم وهم واقفين بقوة مثل الأسود.
✰✰✰✰✰.
بمبنى أمن الدولة……..
لا شيء قد يسحق صروح الخوف المشيدة إلا المواجهة الحاسمة، فالوقوف برهبة دون الإقدام على فعل شيء قد يمحي آثار ذلك الخوف من أعماقنا يجعل هواجسنا الداخلية تتفاقم وتتمعن في إحكام قيود الإخفاق حول أعناقنا حتى نرى الدمار الذي كنا نخشاه بات واقعًا يفرض نفسه علينا ولا يدع أمامنا خيارًا متاحًا سوى الرضوخ والمذلة، داخل غرفة مكتب مغلقة على خمسة أشخاص كل منهم لا يملك ذرة شك في ولاء البقية تحرك لطفي يقترب من المنضدة التي تتوسط الغرفة ثم مال للأمام بنظرات محتدة ويقول بخفوت للجالسين أمامه " كل ما أطلبه هو الثقة برجل من أبسل رجالنا، والتأهب التام والاستعداد لتلقي أمر بالمداهمة والهجوم في أي وقت، أنا لم أجد في حديث طوبار شيء واحد يجعلني لا أثق بحدسي نحوه، أنا لست غرًا لتشكوا أنه قد تلاعب بعقلي، حقيقة أننا مخترقون لا جدال فيها ولكن حقيقة أنه مازال لدينا رجال يضعون مصلحة هذا الوطن نصب أعينهم لا جدال فيها أيضًا وإلا سيكون ولاء كل منا مشكوك به ولا داعي لكل ما نفعل " قال والد دياب والذي كان يجلس بتجهم على إحدى الأرائك خلفه " نحن الآن نضيع الوقت سدى، فأنا واثق في طوبار وشهاب وشهدت بنفسي على الدور الذي قاما به، هذان الرجلان لم ينتظرا التعليمات ويتركا مهمة التخطيط للتخلص من هذا الوضع على عاتق القيادات كما فعل البقية بل تحركا خلف كل طريق رأيا أنهما سيجدان الخلاص فيه، لقد وضعوا وطنهم نصب أعينهم كما قال لطفي وجاهدوا قدر استطاعتهم ولذلك أنا مثله أمنحهم ثقتي الكاملة رغم تباين الآراء الواضح في هذه الجلسة " صمت والد دياب لوهلة قبل أن يقول" ولكي يصبح كل شيء واضحا أمامكم أنا لم أستثني دياب من حديثي حماية له من أي شيء قد يحدث بل لأني لا أريد أن يظن أحد منكم أني أصر على رأيي من أجل صالح ابني أو لإخراجه من المأزق الذي هو به نظرا لكون اسمه أدرج في ملفات الضباط الذين سيمتثلوا للتحقيقات العاجلة، بالعكس تمامًا أنا أرى أن صالحه وصالحنا الآن أن نتخلص مما يحدث في البلد " نظر لهما أكبرهم سنًا ورتبة عسكرية وقال بحدة " لقد سمعت منكما كل الكلمات التي من شأنها أن تدفعني لأمنح أمر بالاستنفار العاجل على مسؤوليتي الخاصة ولكن حين تكون الخطة التي تتحدثان عنها بأكملها قائمة على فتاة مضطربة نفسيًا مشكوك في كونها خليفة والدها الذي كان أول من جازف بنشر هذا الفكر المتطرف علانيةً منذ سنوات يتحتم عليّ أن أقف لكما وأقول بحزم أن ما يحدث خطأ جسيم ولا مبرر واضح لدي على دعمكما المطلق له " أطبق لطفي قبضتيه بيأس فيما قال أحد الجالسين بصمت منذ بداية النقاش " نحن بالفعل بدأنا في مرحلة العد التنازلي للضربة القاضية التي قد يوجهوها لنا وعلينا حسم أمرنا بسرعة لا الخلاف والجدال " قال الآخر " ليس أمامنا إذا سوى أن نطبق خطة القيادات ونمنح طوبار ومن معه أمرًا مباشرًا بتنفيذ الخطة المتفق عليها لكي لا يشكلوا عائق وإذا عارضوه سنلقي القبض عليهم فورًا ونتبع الأوامر " قال والد دياب بانفعال " خطة القيادات غير مجدية بالمرة لأنه ليس لدينا علم مؤكد عن كونها تسربت لهم أم لا، هل تورط وزير الثقافة معهم و الذي لم نستطع إثباته حتى الآن لم يقلقكم ويجعلكم تفكرون أن لائحة بقية المتورطين قد تكون أكثر نفوذًا ودراية بما تنتويه القيادات " قال أكبرهم وأكثرهم توترًا وتحفزًا " وهل الحل أن نتخلف عن خططنا المدروسة ونسير خلف طوبار دون ضمان يا لطفي " اندفع لطفي يجيبه قائلًا بانفعال مكتوم " بل الحل أن نعلن أننا سننفذ خطة القيادات ونتركهم يعتقدوا أن هذا ما سيحدث وفي نفس الوقت نترك طوبار ليعاجلهم بضربة غير متوقعة، أنا لا أريد منك سوى أن تصدر قرار بتأهب قوات العمليات الخاصة وقوات الجيش وانتظارهم أمر مباشر بالتحرك دون أن تدلي بأية معلومات " قال أحد الجالسين بجمود " أمر كهذا سيفتح علينا وابل من الأسئلة التي لا نملك لها إجابات " قال له لطفي " سنماطل لأقل من ساعة، أم ترانا لا نستطيع " تبادلوا النظرات بصمت قبل أن تصوب نظراتهم تجاه أعلاهم رتبة والذي أحنى رأسه بتفكير قبل أن يأخذ نفس عميق ويفاجئهم جميعًا وهو يرفع سماعة الهاتف الداخلي بمكتبه ويصدر أوامر مباشرة بالتأهب ثم يعيد السماعة مكانها مقررًا أن يتجاهل كافة المكالمات التي ستتوافد عليه بعد لحظات لأقل من ساعة، دقائق إما ستكون لهم أو ستكون عليهم لا أحد يعلم سوى عقارب الساعة.
أنت تقرأ
مابين السطور رجل ( شهيرة محمد)
Romanceرواية جديدة منفردة يغلب عليها طابع الغموض رحلة شيقة مع ابطالنا يتخللها مواقف اجتماعيه رومانسية كوميدية