باب إلى الجنة | Door to Jannah

٦

"امشِ بمفردك حتى يرسل الله لك شخصًا لتمشي معه"
______
"ولكن عائشة أبي لم يوافق على حازم وقد حدد زواجك من أحمد".
صوت أخي محمد يرن في أذني مرارًا وتكرارًا. لم أستطع نسيان تلك الكلمات التي كانت تخترق قلبي مسببة لي أسوأ ألم على الإطلاق. أحمد؟ الآن من هو هذا؟ كيف يمكن لأبي حتى أن يعتقد أنني سأتزوج شاباً سمعت اسمه قبل دقائق قليلة. حبًا في الله، لا يمكنني ترك حازم و الزواج من شخص آخر و التظاهر بأنني أسعد النساء على الإطلاق. سأموت ولكنني لن أتزوج أبدًا ذلك الفتى المسمى أحمد. كنت أبكي وأبكي حتى سمعت طرقًا على الباب.

"اذهبوا بعيدًا، لا أريد التحدث مع أي شخص!" صرخت بغضب.

"إنها أنا، هَنا" صوتها وصلني. كيف لي أن أنسى عنها عندما أحتاجها أكثر؟ فتحت الباب بسرعة وأقفلته من الداخل.

"ماذا فعلتِ حبيبتي؟ عيناك متورمتان وأنفك أحمر، اذهبي اغسلي وجهك أولاً وتوقفي عن البكاء كالطفلة" قالت هَنا بقلق وهي تفرك ظهري. لم أكن في حالة تسمح للتحدث، لذا ذهبت ببطء إلى الحمام وغسلت وجهي.

"تعالي اجلسي هنا" دعتني هَنا إلى جانبها.

"لا أستطيع الزواج من شخص آخر" قلت و أنا أنفجر بالبكاء.

"اهدئي يا عائشة، لن يُجبرك أحد"، قالت هَنا وهي تربت على ظهري.

"ولكن.."

"ششش، اسمعيني أولاً"، قالت هَنا مقاطعة لي.

"تعلمين أن لدينا خادمة منذ حوالي سنتين تزوجت بحبيبها دون موافقة والديها، لكن بعد عام كشف زوجها عن حقيقته و أخيرًا اضطرّت إلى الطلاق منه. حسنًا، لن ندخل في التفاصيل كثيرًا، أردت فقط أن أخبرك أن الله يقول "وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لا تعلمون" و السبب في أننا نتمسك بشيء بقوة هو خوفنا من أن شيئًا عظيمًا لن يحدث مرة أخرى، و لكن الله يقول في القرآن 'وللآخرة خير من الأولى.' لا تحبين أحمد الآن، ولكن من يدري، قد يكون أكثر ملائمة لك من حازم"، قالت هَنا بلطف.

"بالإضافة إلى ذلك، لا تنسي أن الحياة اختبار، إذا أجابك الله على دعاءك فهو يزيد إيمانك، وإذا تأخر فهو يزيد صبرك، وإذا لم يجب فلديه شيء أفضل لك"، أضافت هَنا.

"ولكـ...نن لااا أ..أ..س..ستطيع نسيان حازم"، قلت وأنا أبكي.

"يمكنكِ، عائشة، يمكنكِ، فلا شيء مستحيل عندما يكون الله بجانبكِ. الآن يجب عليّ أن أذهب، الوقت ينفد. الله حافظ"، قالت هَنا وهي تقف وتعانقني.

"ولا تنسى أنك تختارين بين عائلتك وحازم. اعرفي أيهما أهم"، قالت هَنا وهي تغلق الباب.

كلماتها الأخيرة جعلتني أفكر في القرار الذي اتخذته سابقًا بخصوص حازم. هل يجب عليّ تغيير القرار الذي ينص على أنني لا أستطيع ترك حازم من أجل أي شخص؟