باب إلى الجنة | Door to Jannah

٤

"إذا كنت تعطي الآخرين أولوية أكبر من عائلتك الخاصة، فعليك أن تفهم أنك في طريق خاطئ."
______
"تعالي اجلسي حبيبتي." قال أبي بهدوء.
واو، يبدو هادئًا جدًا، هل أنا محفوظة؟

"لذلك، لنأتي مباشرة إلى النقطة. هل ترغبين حقًا في الزواج منه، عائشة؟" قال أبي وهو يحدق فيّ.
يا الله، لدي أفضل أب في العالم. لم ينطق بكلمة غرور نحوي، وهذه هي الجودة التي يمتلكها أبي. يمكنه حل الأمور بالصبر.

"نعم أبي." أجبت بتلعثم.

"عائشة كيف يمكنك فعل هذا بنا؟ أنت تعرفين جيدًا أن العلاقات حرام في الإسلام. أها نسيتي العلاقة حتى النظر إلى الجنس المعاكس ليس مسموحًا. لقد وثقنا بك وأعطيناك كل ما تحتاجينه وكل ما قدمتيه لنا بدلًا من ذلك هو خرق الثقة. كان بإمكانك أن تخبرينا ببساطة من ترغبين في أن يكون شريك حياتك بطريقة حلال ولكن لماذا العلاقة؟" قال أخي محمد مع تقويس فكه.
رأيت أنه كان مصابًا، مصابًا بشدة. كانت عيناه مليئة بالندم والغضب. كان بإمكانه أن ينتقدني بشدة على كل ما فعلته ولكنه لن يفعل ذلك بل سيؤذي نفسه من الداخل. سيلوم نفسه على ما فعلته من غلط. سادني شعور الندم قريبًا وانسكبت الدموع على خدي. أردت بشدة أن أعود وأغير ماضيّ، أردت بشدة أن أعيد الثقة التي كانت تثق بها عائلتي بي، أردت بشدة أن أعيد تلك اللحظة عندما كنا نجلس ونستهزئ ببعضنا البعض بدون توتر، أردت بشدة أن يراني والديّ والحب في عيونهم، أردت بشدة أن أعيد عائلتي السعيدة المثالية و لكن كل ما استطعت فعله هو الجلوس بلا قدرة و تحمل الألم من مشاهدتهم يعانون من الألم الذي تسببت فيه.. نعم أنا.. يا الله ماذا فعلت؟

"محمد ما تم فعله تم، علينا إصلاح المستقبل الآن. الأطفال يرتكبون أخطاء ومن واجب الآباء حل المشكلة وتوجيههم إلى الطريق الصحيح. إن الله مع الصابرين." قال أبي لأخي محمد بلطف.

"و عائشة، اتصلي بذلك الولد الآن وقولي له إننا نرغب في لقاءه غدًا، لكن لا ترفعي آمالكِ كثيرًا. ليس هذا موافقة مني لأنني أحتاج إلى مقابلة الولد أولاً لمعرفة ما إذا كان مناسبًا لكِ أم لا." و هكذا حذرني أبي.

يا لها من مفاجأة! هل قال نعم؟ حسنًا حسنًا، قال إنه يريد لقاء حازم ولكن هذه الخطوة الأولى بالطبع. أشعر وكأنني على السحاب. ياي.

"أحبك يا أبي وأمي"، قلت بسرعة مع إعطاء أمي عناقًا جانبيًا.

"قلت لكِ لا ترفعي آمالكِ كثيرًا و لا مزيد من الحديث الحرام." حذرني أبي مرة أخرى.

نعم نعم، أعلم ذلك. قريبًا، وقف أخيرًا أخي محمد وخرج من الغرفة بنظرة محبطة. هل ما زال غاضبًا؟

ذهبت مباشرة إلى غرفتي، وأغلقت الباب وقمت برقصة السعادة الخاصة بي. عندما أكون سعيدة للغاية، يتحرك جسدي بنغمات إيقاعية تلقائية لقلبي، و أسمي ذلك رقصتي السعيدة.