١٠

71 7 3
                                    

"افعل شيئًا واحدًا على الأقل كل يوم من شأنه أن يرسم البسمة على وجه والديك"
______
"أبي؟"  رفعت حاجبي لتعليق الطفل.

"نعم، هناك قصة قصيرة وراء ذلك. في يوم من الأيام في السوق، سمعت صوت بكاء و تبعت الصوت لمعرفة من كان يبكي. رأيت فتاة صغيرة تجلس في الزاوية و تبكي، ألقيت نظرة سريعة على وجهها و كان يعبر عن ملايين المشاعر بوجه مبلل بالدموع. لحظة لمسي لها، احتضنتني بقوة كبيرة كما لو كانت مرعوبة، مرعوبة من الناس من حولها، مرعوبة من هذا العالم الصغير. لم يكن هناك أي أثر لعائلتها، حاولت البحث عنهم و لكن في النهاية فشلت في ذلك، لقد مر شهران و ها هي هنا الآن وع ندما التقيت بها للمرة الأولى، كانت تبكي فقط لأنها تريد أن تلتقي بأبيها و أمها. أردت أن أجعلها تشعر بالراحة، أردت أن أجعلها تشعر وكأنها في بيتها لكنها كانت تتوق فقط إلى حب والديها.  في يوم قلت لها أني أبوها، فابتسمت، ابتسمت للمرة الأولى. يا إلهي، كان هذا أفضل شعور على الإطلاق عندما نادتني بأبوها." قال أحمد بعينين مبتلتين و وجه مبتسم.

"أبي، إذا هي أمي؟" سألت الفتاة مرة أخرى و هي تشد بدلة أحمد بقوة، التقط أحمد الفتاة ووضعها في حضنه بعد أن ألقى نظرة علي بعينيه و هو يتحدث بشيء في صمت كما لو كان يريد مني أن أقول شيئا لتلك الفتاة الصغيرة.

"نعم نعم يا ابنتي أنا أمك" قلت بينما كنت أقبّلها على خدها، لا أستطيع أن أصدق أنني قلت ذلك.  نعم، أعلم أنني يجب أن أتصرف بوقاحة مع أحمد، لكن لا يمكنني أن أفعل ذلك مع تلك الطفلة البريئة التي مرت بكل هذا.

"أمي، لقد اشتقت إليك" قالت الفتاة  وهي ترفع يديها في الهواء و تشير لي أن أحتضنها، فحملتها إلى حضني و أعطتني قبلة. الفتاة صغيرة جدًا لكنها تعرف ما هو الحب، ربما لأنها انفصلت عن عائلتها في سن مبكرة جدًا.

"ما اسمك؟" سألت بينما كانت مشغولة بتناول الشوكولاتة.

"شانا" قالت و هي تركز أكثر على شوكولاتتها. لقد نظرت إلى أحمد ورأيته ينظر إلي بابتسامة على وجهه.

"سناء" قال وهو يبتسم. أوغ، هل لم يتألم خده من كثرة الابتسام؟

لقد تعرفت على كل طفل هناك واحدا تلو الآخر و أحمد لم يكن بالقرب، ذلك جيد بالنسبة لي لأنني بحاجة لتجنبه أكثر. لعبنا مع الأطفال هناك و من ثم ودعنا بعضنا البعض بعد المغرب و وعدنا الجميع بلقاء قريب.

"هل أنت بخير الآن؟" سأل أحمد أثناء القيادة و لم أرد لأن علي أن أتجاهله و أجعله يندم على قراره الأول بالزواج مني.

صوت بوق السيارة أفاقني من حلمي لأنني كنت قد نمت في السيارة على الطريق إلى المنزل. واو، البيت كان ضخمًا مع حديقة صغيرة تأسر الأنفاس بعد كل شيء، بما أنه بيت طبيب. فتح لنا الحارس الباب و قاد أحمد السيارة إلى موقف السيارات. ركض أحمد ليفتح باب سيارته من جهتي بابتسامة لا تنتهي. الآن يجب علي أن أمر بصدمة لقاء عائلته. أوغ، أين؟ هل أنا محاصرة وكيف سأقنعه و عائلته بمغادرتي والطلاق مني بعد كل شيء؟ فعلي أن أعيش بقية حياتي مع حازم.

باب إلى الجنة | Door to Jannahحيث تعيش القصص. اكتشف الآن