اقتباس مهم جدًا

53 2 0
                                    

يُسير في الغرفة بانفعال واضح بشدة وجسده الرجولي يتحرك باهتياج وعنفوان، رُسم الامتعاض على ملامح وجهه بحرافية شديدة نابعة من داخل قلبه المُتألم لا يستطيع الصمود أمام ما فعله "أدهم" بها، لا يستطيع أن يبقى صامتًا بعدما شاهد بعيناه تلك المُعاملة الجافة القاسية لتلك القطة الوديعة ذات العينان الساحرة الخلابة!..

كيف لرجولته أن تهدأ وتتركها بين يديه كل ليلة؟ لقد شعر باندلاع الدماء الساخن بجسده يتدفق بغزارة وارتفعت حرارة بدنه وكأن النيران تتأكلها بشراسة ضارية يخترق قلبه الشجى موازيًا البغض يتخفى بين طياتهم الرهبة والذعر وهو يشاهد مظرها ويتركها وحدها كرجل جبان لم يستطع الحفاظ على حبيبته..

حبيبته! تلك التي سُرقت منه أمام أعين الجميع ووقف هو صامتًا مُضحيًا والآن نادمًا على أتم الاستعداد أن يفصح عن السر المكنون داخل طيات قلبوهم وليهدم المعبد بمن داخله!.. الآن كل ما توصل إليه أنه لن يتركها ولن يبقى مع "داليدا" التي تتلقى الظلم منه في علاقتهم ولكن في كل مرة سيقول لنفسه ليس على القلب سلطان فهو لا يستطيع تقبلها بحياته كزوجة ولا يستطيع أن يعاملها معاملة الزوجة.. كل هذا خارج عن إرادته ولكنه لا يقوى على فعل ذلك..

أتت زوجته تلك التي انكوى قلبها ثم انشق من معاملته الجافة الخشنة التي حاولت ابتلاعها ثم الأن يقف أمام الجميع ليدافع عن "...." زوجة شقيقها بكل هذه الاستماته! لم يهمها هذا بل هو معه كامل الحق في أن يقف له بالمرصاد مادام يرفع يده عليها ولكن!.. نفس ذلك الحديث الذي أدلى به شقيقها! هو يردده!.. كيف ولمَ

لم تستطع الصمود أكثر أمام ما يحدث فأقتربت تقف أمامه تبتلع ما وقف بجوفها تناظره بملامح ذابلة وتفوهت تنطق اسمه من بين شفتيها:

-قاسم

بقيٰ واقفًا ينظر إلى الخارج من زجاج شرفة غرفتهم ولم يُعيرها اهتمام بل ضغط على قبضة يده التي أعلنت بروز عروقه بوضوح وقال بخشونة:

-مش عايز أتكلم

عارضته بفتور غير قادرة على الترجي والقسوة:

-لازم نتكلم يا قاسم.. لازم أفهم كل حاجه

انفرجت شفتاه تلقي عليها سيف كلماته اللاذعة بنبرة صوته الرجولي الخشنة التي خرجت باحتدام:

-تفهمي ايه بالظبط ما تسكتي شوية بقى هو كل يوم نفس الكلام

لم تستمع إلى أي حديث يقول بل أقتربت منه مصرة على أن تفهم ما الذي يدور من حولها قائلة بجرأة:

-دلوقتي كلام تاني يا قاسم.. ليه مانع الخلفة بينا نفس الكلام اللي أدهم قاله عن "...." أنتَ قولته

استدار ناظرًا ببغض حيث أنه لا يريد الحديث عن أي شيء وهو بهذه الحالة التي يرثى لها فصدح صوته بغضب:

سجينة جبل العامري "ندا حسن"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن