PART4🦋

0 0 0
                                    

" كان قد أحبَّها بِقلبٍ مكبوت، وكانت أجمل مِن أن تكون في متناول أحلامه.
وعندما لم يعُد بِمقدوره احتمال ضغط سرِّه فتحَ قلبه، دون تحفُّظ، لِشجرةِ الورد المرسومة على قميص حديقته، فتحوَّلت كلُّ كلمةٍ قالها إلى فراشة "

>>>

إجازه الصيف
الأول من فبراير
"2004"

كان بيت العائلة هو الوجهة والمقصد في كل إجازة صيفية .
فقد كان التجمع هناك كالتقليد الثابت لكل العائلة.

وقد كان البيت الدافئ يعج ب أصوات ضحكات الأطفال الصادقة وقصصهم التي مازالت تُروى ، صورهم الجماعية المعلقة على الحائط.

>>>

في حديقة المنزل الخلفية ، التي امتازت بأزهارها وأشجارها المتناسقة ، الارجوحة التي كان الشجار عليها دائم غير منقطع ، ينتهي دوماً بفوز الاقوى " آصف" الذي وسرعان مايتنازل عن نصيبه في المرح لسيدته الصغيرة
" بيلسان" .

بيت الشجرة الذي قام بتصميمه عثمان برفقة مهند ، فقد كانا صديقين مقربين جداً منذ الصغر .

>>>

كاثرين ذات الملامح الفاتنة والتي توارثتها عن والدتها ذات الأصول اللبنانية والتي أورثتها لفتياتها " أوج " و " بيلسان" ، تقف بمحاذاة لبوابة الحديقة الخلفية
: الغدا جاهز ياأولاد ، البيصل أول عندو هدية .

ها هي الآن تراقبهم يتسارعون عليها والمرح يكسو وجوههم .

>>>

: طيب ي زيزو لي ماما ما بتشبه خالتو أميمة؟ مش هم أخوات .

الجدة ذاد في منتصف سريرها تقوم ب " تمشيط " شعر الطفلة بيلسان ذات القامة القصيرة ، الوجه الملائكي والشعر الطويل :
ماما وخالتو فاطمة أمهم هي أختي من ابوي ، من أصول لبنانية ، وابوهم كان بريطاني اماً عن أب .
في فترة حرب لبنان ابوهم اتوفى وبعديها بشهرين اتوفت " أناهيد" ، اخوي جابهم بعد عناء لينا هنا واستقرو في الخرطوم ، بس امك رجعت بيروت تاني وقرت الجامعة هناك .

بيلسان: وليه سموها كاثرين ؟
ذاد: دة جدك سماها على امو .
بيلسان: يعني يازيزو انتي ام بابا وخالة ماما ؟

ذاد "اومأت ذاد رأسها بإبتسامة دافئة" : نحن كدة خلصنا ، امشي نادي زينة وأوج بسرعة .

نظرت ببهجة لضفائرها الجميلة المنسدلة لاسفل ظهرها ، وبدأت تركض بين الإدراج تقوم بثني رأسها يمينا ويسارا ليتمايل شعرها مع وقع اقدامها .

خرجت بذات الحماس نحو الحديقة ومباشرة نحو زينة التي كانت تجلس برفقة سائر ، وأوج الصامتة التي تصنع مزهرية جديدة بأعواد الخشب .

بيلسان: زينة وأوج ، زيزو قالت ليكم تعالو تسرح ليكم .

ركضت زينة بسرعة تتسابق مع أوج بينما الاخرى نظرت بغضب نحو بيلسان: لو فاتتني ما بخليك " واصلت خطواتها السريعة معلنة بداية للسباق اليومي والمعتاد".

"بِيلسان _  بقلم : هبة أحمد "Where stories live. Discover now